أسباب آلام العضلات

handsome man with beard white brick wall suffering from pain shoulder having made effort 1368 43556

يشيع الشكوى من آلام العضلات فى كثير من المرضى.

و تتراوح أسباب آلام العضلات من أسباب بسيطة مثل إجهاد العضلات الشديد و الإصابات الميكانيكية للعضلات و العدوى الفيروسية بالجسم إلى أسباب أكثر خطورة مثل إعتلال و إلتهاب العضلات(Myopathy/Myositis).

و قد يعكس وجود ألم العضلات سبب موضعى بالعضلة مثل إجهاد العضلات أو إلى سبب عام يؤثر على الجسم كله كما فى حالة إختلال وظائف الغدة الدرقية.

و عادة ما يكفى معرفة التاريخ المرضى و الفحص الإكلينيكى لمعرفة سبب آلام العضلات.

أما فى حالة وجود آلام شديدة أو آلام مستمرة أو ضعف بقوة العضلات فقد يستعين الطبيب بالفحوص التشخيصية للوصول إلى السبب و بالتالى تحديد العلاج المناسب.

أسباب آلام العضلات :

سوف يتناول هذا المقال أسباب آلام العضلات.

و سوف تقسم أسباب آلام العضلات إلى أسباب آلام العضلات العامة التى تؤثر على معظم أو كافة أجزاء الجسم و أسباب آلام العضلات الموضعية التى تؤثر على جزء معين من الجسم.

 أسباب آلام العضلات العامة:

  • العدوى البكتيرية و الفيروسية:

عادة ما تمثل آلام العضلات جزء من الأعراض العامة للمرض حيث أنها غالبا ما تصاحب الحمى و الإعياء.

و بالإضافة إلى الأعراض الأخري التى تصاحب آلام العضلات و الفحص الإكلينيكي للمريض قد يستعين الطبيب ببعض الإختبارات المعملية مثل سرعة الترسيب  (ESR)و البروتين التفاعلى سي(CRP)  و صورة الدم(CBC)  و كذلك قياس مستوى الأجسام المضادة للفيروسات أو عمل مزرعة بكتيرية لتأكيد التشخيص و معرفة الميكروب المسبب للمرض.

  • الأمراض الروماتيزمية :

هناك العديد من الأمراض الروماتيزمية التى قد تسبب ألم العضلات مثل:

  • ألم العضلات المتعددة الروماتيزمي (Polymyalgia Rheumatica) :

cropped image sportsman have painful feelings body 171337 7594 1عادة ما يصيب هذا المرض الأشخاص كبار السن.

و يتميز هذا المرض بشعور المريض بألم و تيبس بالكتفين و \ أو الرقبة و \ أو الفخذين و\ أو الأرداف.

و قد تصاحب هذه الآلام بألم أو تورم بمفاصل الأطراف.

و يتميز هذا المرض بالإرتفاع الشديد لسرعة الترسيب و إستجابة الأعراض و الخلل المعملى  لجرعة صغيرة من الكورتيزون (عادة 10-20 مجم يوميا).

و حيث أن هذا المرض عادة ما يصاحب بإلتهاب الشرايين بالخلايا المتعملقة (Giant Cell Arteritis / Temporal Arteritis) و الذى عادة ما يؤثر على الشريان السباتي و فروعه  لاسيما شريان الصدغ لذلك يجب على الطبيب إستثناء عدم إصطحاب إلتهاب الأوعية الدموية لهذا المرض.

يشترك كلا الداءان فى وجود إلتهاب بالعضلات و يقتصر إلتهاب و طفح الجلد على النوع الثاني.

و يسبب إلتهاب العضلات المناعي حدوث ألم و تورم و ضعف بالعضلات و لاسيما العضلات الدانية للأطراف كما قد يؤثر المرض على عضلات الرقبة و التنفس و الظهر و البطن و كذلك عضلات البلع.

و مع الإصابة بأحد هذين الداءين يرتفع مستوى إنزيمات العضلات بالدم ( cpk )

و قد يستعين الطبيب بأشعة الرنين المغناطيسى على العضلات و رسم العضلات الكهربائي و الفحص الميكروسكوبى للأنسجة العضلية لإثبات التشخيص.

و عادة ما يعالج هؤلاء المرضى بجرعات كبيرة من الكورتيزون مع الإستعانة بعقار الميثوتريكسات أو السيكلوفوسفاميد لتثبيط المرض.

و يجب فى هذه الحالات الإهتمام بالعلاج الطبيعي و كذلك المتابعة الدورية لإكتشاف الإصابة بأى من الأورام الخبيثة و التى يزداد معدل حدوثها فى هذين الداءين.

يتميز مرض متلازمة  آلام العضلات و الأنسجة الليفية بشعور المريض بألم بالجسم و لاسيما فى المنطقة حول العامود الفقري و قد تصاحب هذه الآلام بتيبس صباحي و الذى عادة  لا يتعدى 30 دقيقة.

و قد تصاحب هذه الأعراض بغيرها مثل إضطراب النوم و الصداع و القولون العصبى.

و قد يحدث هذا المرض بمفرده و قد يصاحب غيره من الأمراض الروماتيزمية مثل الروماتويد المفصلي و الذئبة الحمراء.

و لابد عند تشخيص هذا المرض من إستثناء غيره من الأمراض التى قد تسبب نفس الاعراض و الذى عادة ما يتم بمعرفة التاريخ المرضى و الفحص الإكلينيكي و كذلك مع كون سرعة الترسيب و البروتين التفاعلى سي و معدلات صورة الدم و تحاليل وظائف الكبد و الكلى و تحليل هرمونات الغدة الدرقية فى معدلاتها الطبيعية.

و عادة ما يعالج هذا المرض بالعقاقير التى تعين على إستعادة التوازن بين الناقلات الكيميائية بالمخ مثل عقار الأميتريبتالين (/Tryptizolالتريبتيزول) بالإضافة إلى العلاج الذهني السلوكي(Cognitive Behavioral Therapy) و ممارسة التمارين الرياضية بما يتناسب و شعور المريض بالألم.

أما عن متلازمة الإجهاد المزمن فإن المريض يعانى من إجهاد مزمن مع ضعف الذاكرة الخاصة بالأحداث القريبة(Short Term Memory)  و لابد من أن يتعدى المرض مدة  الستة اشهر لتشخيصه.

و لا يعرف السبب المحدد للمرض و لكن قد يرتبط هذا المرض بالعدوى الفيروسية للجهاز التنفسي و الجهاز الهضمي.

و لابد من إستثناء بقية الأمراض التى قد تحدث مثل هذه الأعراض ليتم تشخيص هذا المرض.

و عادة ما يصيب المرض الإناث أكثر من الذكور لاسيما في صغار البالغين. و ينصح هؤلاء المرضى بالبعد عن القلق و الإجهاد العضلي الشديد و كذلك الحصول على الكفاية من النوم لتحسين الأعراض و قد تستخدم العقاقير المضادة للإكتئاب لمساعدة هؤلاء المرضى.

  • آلام العضلات المصاحب لإستخدام بعض العقاقير:

قد يصاحب إستخدام مثبطات الدهون بالدم الأستاتين و الفيبرات(Statins & Fibrates) و المضاد الحيوي السيبروفلوكساسين و عقاقير علاج هشاشة العظام البيسفوسفونات و عقاقير علاج الأورام السرطانية (مثبطات الأروماتيز)  و بعض مضادات الميكروبات و كذلك الوقف المفاجئ للعقاقير المضادة للإكتئاب حدوث آلام بالعضلات الدانية على الأخص.

  •  الإضطراب الأيضي للعضلات  (Metabolic Myopathies):

كما فى حالات إعتلال العضلات الميتوكونديري(Mitochondrial Myopathies)  و إعتلال العضلات الناشئ عن نقص فيتامين د كما فى حالات الكساح(Rickets)  و لين العظام (Oateomalacia)و حالات نقص فيتامين سى (الإسقربوط) حيث إن النظام الأيضي للعضلات و إنتاج الطاقة فى العضلات يعتمد على هذه العناصر الناقصة مثل الميتوكونديا و فيتامين د و سي. و فى حالات إعتلال العضلات الميتوكونديري يعانى المريض من ألم و تضعف بالعضلات بالأخص بعد فترة من المجهود. و عادة ما يستعان بالفحص المجهري و الكيميائي لعينة الأنسجة العضلية على إثبات التشخيص.  فى حالات نقص فيتامين د يعاني المريض من ألم بالعظام و العضلات و إختلال السير.

و قد يحدث هذا المرض نتيجة لنقص تناول الفيتامين بالطعام أو نقص التعرض للشمس أو وجود قصور بوظائف الكبد أو الكلى. و فى الأطفال يستبب المرض بالإضافة إلى ما سبق من أعراض فى تأخر التطور الحركي للطفل. و يساعد قياس مستوى الكالسيوم و إنزيم الألكلاين فوسفاتيز  (ALP)على تأكيد التشخيص. و عادة ما يتم علاج المرض بتناول المكملات الغذائية الحاوية على فيتامين د و الكالسيوم مع التعرض للشمس و تحسين العادات الغذائية.

  • نقص فيتامين سي أو الإسقربوط: عادة ما يتسبب نقص هذا الفيتامين فى زيادة قابلية المريض للنزيف و الشعور بألم العضلات حيث أن هذا الفيتامين هام لتكوين الأنسجة الضامة بالجسم. و عادة ما يتم علاج هذا المرض بتناول المكملات الغذائية الحاوية على فيتامين سي و تحسين العادات الغذائية للمريض.

♦  إعتلال الكبد كعضو هام مؤثر على الجسم كله كما فى حالات إلتهاب الكبد الفيروسي و المناعي.

الإضطراب الهرموني كما فى حالات إختلال هرمونات الغدة الدرقية بالزيادة أو النقصان و نقص هرمون الكورتيزون بالجسم (مرض أديسونAddison’s Disease/). و عادة ما تسبب هذه الأمراض غير ذلك من الأعراض و التى تشير إلى المرض كما يمكن الإستعانة بقياس مستوى الهرمون بالدم. أما فى حالة زيادة إفراز هرمون الكورتيزون بالجسم (مرض كوشينجCushing Disease/) و فى حال العلاج بالعقاقير الكورتيزونية فإن المريض قد يعاني من ضعف بالعضلات دون حدوث ألم او إرتفاع بإنزيمات العضلات بالجسم. و فى هذه الحالات يتحسن المريض بعلاج الإضطراب الهرموني.

• • تحلل الألياف العضلية (Rhabdomyolysis) : فى هذه الحالات يعانى المريض من ألم شديد و تورم  بالعضلات مع ضعف شديد بالحركة. و يساعد على تشخيص هذه الحالات إرتفاع محتويات الألياف العضلية بالدم نتيجة لتحلل هذه الألياف و تشمل هذه المحتويات الميوجلوبين و البوتاسيوم و الفوسفور و إنزيمات العضلات. و يساعد إحمرار لون البول نتيجة لإخراج بروتين العضلات الميوجلوبين و الذى يبعث فى الدم نتيجة تحلل الأنسجة العضلية على التشخيص. و قد يعانى هؤلاء المرضى من فشل كلوى حاد بسبب إنسداد الأنابيب الكلوية بالميوجلوبين.

  •  أسباب نفسية مثل الإكتئاب.

ثانيا: أسباب آلام العضلات الموضعية:

 

تتنوع أسباب آلام العضلات الموضعية و من أهمها:

pexels photo 1277396
♦  إرهاق العضلات الشديد.

♦  الإصابات الميكانيكية للعضلات مثل الرضوض.

تقيح العضلات بالعدوى البكتيرية:

عادة ما يصاحب هذا المرض الحمى و الإعياء الشديد مع تورم العضلات المصابة و إحمرار الجلد فوقها و حساسية المنطقة المصابة للألم عند اللمس. و يساعد إرتفاع سرعة الترسيب و البروتين التفاعلى سى و عدد كرات الدم البيضاء و كذلك فحص الموجات الصوتية و الرنين المغناطيسى على العضلات على تشخيص المرض. و قد يقوم الطبيب بأخذ عينة من القيح الموجود بالعضلة لمعرفة نوع البكتيريا و المضاد الحيوى المناسب. و يتم العلاج بإستخدام المضادات الحيوية المناسبة لنوع البكتيريا بجرعات كبيرة عن طريق الوريد و قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحى إذا لزم الأمر.

• • تنخر العضلات كما يحدث فى حالات إرتفاع الضغط حول العضلة داخل ما يحيط بها من أنسجة ليفية (متلازمة الحيز (Compartment Syndrome)مما يتسبب فى الضغط على الشرايين المغذية للعضلات محدثا قصور بالدورة الدموية للعضلات. و قد يحدث هذا فى حالات الإلتهاب الموضعى الشديد و حالات تخثر الأوردة العميقة بالأطراف. و يسبب تنخر العضلات ألم شديد مع حساسية المنطقة المصابة للألم عند اللمس و تساعد الموجات الصوتية و الرنين المغناطيسى على العضلات على تأكيد التشخيص.

متلازمة آلام العضلات و الأنسجة الليفية (Myofacial Pain Syndrome) : يتسبب هذا المرض فى حدوث ألم بإحدى العضلات مع وجود نقطة محددة حساسة للألم(Trigger Point)  مع الضغط و التى يمكن للطبيب تحسسها وسط شريط قاصى داخل العضلة(Taut Band) . و عادة ما يعزى هذا الألم للإرهاق العضلى الشديد أو الرضوض الميكانيكية و يزيد من الشعور بالألم الوضع السيئ للجسم و القلق النفسى. و يعتمد التشخيص على الفحص الإكلينيكى و إستثناء غير ذلك من الأمراض التى قد تصاحب هذا المرض. و يعتمد العلاج فى الأساس على العلاج الطبيعى و بعض العقاقير و الحقن الموضعى للمخدرات الموضعيةالحساسة للألم فى النقاط . و يشمل العلاج الطبيعى تمارين مط العضلات و الرزاز البارد على العضلة المصابة مع التدليك.

التهاب الأكياس الزلالية للمفصل المجاور:

3d male medical figure with shoulder blades highlighted 1048 10644 1
فى حالات آلام العضلات قد يساعد التاريخ المرضى و معرفة كيفية بدء حدوث الألم و كيفية تطوره و ما يصاحبه من أعراض أخرى  مثل ضعف الحركة و التاريخ الدوائى للمريض و التاريخ المرضى السابق و الفحص الإكلينيكى على الوصول إلى تشخيص مبدئي و الذى قد يتم تأكيده بالفحوص التشخيصية. أما فى الحالات التى لا يمكن الوصول إلى سببها فإنه يستلزم المتابعة لمعرفة تتطور آلام العضلات و ظهور أعراض جديدة قد تساعد على التشخيص و قد يستعين الطبيب بالمسكنات كالأسيتامينوفين و مضادات الإلتهاب الغير إستيرويدية و العقاقير الباسطة للعضلات و الكمادات الموضعية الدافئة لتحسين أعراض المريض. و غالبا ما تتحسن هذه الآلام مع الوقت أما فى حالة إستمرار الآلام لفترة طويلة أو زيادة شدتها مع الوقت أو فى حالة ظهور أعراض جديدة فإن الطبيب يلجأ إلى الفحوص الطبية بداية من سرعة الترسيب و مستوى البروتين التفاعلى سى و صورة الدم و تحاليل وظائف الكلى و الكبد و تحليل البول أما عن غيرها من التحاليل المعقدة فيعتمد إجراءها على حالة المريض و الأعراض و العلامات الإكلينيكية و التى تشير إلى إمكانية وجود مرض معين.