السيلان Gonorrhea

السيلان Gonorrhea أو داء النيسيريات مرض منقول بالجنس، وهو مرض خمجي شائع جداً وهو ثاني أشيع خمج جرثومي منتقل بالجنس STI بعد الكلاميديا.

هناك زيادة ملحوظة في مقاومة هذه الجراثيم للصادات، فالعامل الممرض فيه هو النيسيرية البنية GONOCOCCUS) gonorrhoeae Neisseria)، وهي مكورات مزدوجة سلبية الغرام تمتاز بقدرتها على استخدام الغلوكوز، وتوجد النيسيرية في الفلورا الطبيعية للإحليل والمهبل، ويعد الإنسان المضيف الطبيعي الوحيد، وتكون المكورات المرضية ممرضة للبشر فقط، ولُوحظ وجود صلة مهمة بين السيلان وفيروس العوز المناعي البشري HIV، حيث تزيد الإصابة بالسيلان احتمال انتقال فيروس HIV.


العدوى ووبائيات السيلان

النيسيرية البنية لا تستطيع أن تعيش في البيئة، لذلك ينتشر المرض فقط عن طريق التماس المباشر، وذلك من خلال:

  • الاتصالات الجنسية (الأشيع).
  • تماس المفرزات مع العين أو الفم.
  • من الأم إلى وليدها أثناء الولادة.
  • يُصاب 3-5 رجال بعد تعرّض وحيد للبنيات، بينما تُصاب نصف النساء بعد تعرض وحيد، حيث أن الانتقال من الذكر

إلى الأنثى أكثر فعالية، لوجود عدد أكبر من النيسيريات في مفرزات discharge الإحليل عند الذكر من إفرازات المهبل عند الأنثى.

  • وتُسجل أعلى معدلات الإصابة في المدن الكبرى بين المراهقين (15-19 سنة)، الفقراء، الفئات الأقل تعليماً، غير

المتزوجين ومدمني المخدرات.

  • يُصاب ما يقارب المليون شخصاً سنوياُ.
  • ورغم أن الانتشار أعلى عند النساء فإن السيلان أكثر تواتراً لدى الذكور، حيث أن أغلب النساء (60%) لا

عرضيات، مقابل 20- 40% فقط من الذكور اللاعرضيين.

  • لحملة الجرثوم دور محوري في انتشار الخمج.
  • يزيد الحيض من خطر صعود البنيات الممرضة داخل لمعة عنق الرحم، فتنتشر من العنق إلى باطن الرحم

والملحقات، ويؤهب ذلك لحدوث تجرثم دم أو إنتان دموي.

  • يؤهب عوز عوامل المتممة C5 وC6 وC7 وC8 إلى تجرثم الدم بالنيسيريات البنية أو السحائية.

التظاهرات السريرية للسيلان

بعد دور حضانة يمتد من 2- 7 أيام يتظاهر الخمج بالتالي:

لدى الذكور:

  • بالتهاب إحليل حاد من أعراضه عسرة التبول، حرقة أو ألم أثناء التبول، احمرار الصماخ ونشيج مفرزات قيحية

إحليلية، وقد تستمر أعراض التهاب الإحليل 8 أسابيع وسطياً قبل عصر الصادات.

  • يحدث التهاب البربخ بالبنيات لدى 5- 10% من الرجال غير المعالجين.
  • يندر حدوث التهاب موثة (بروستات) أو التهاب العقد اللمفية أو توذم قضيب أو الخراجات أو النواسير حول الإحليل أو

التهاب الحويصل.

  • قد تترافق هذه الاختلاطات مع ألم في القضيب أو الخصيتين.
  • أما لدى اللواطيين فإن ذراري البنيات غالباً ما تتخرب بسرعة بالأملاح الصفراوية والحموض الدسمة الموجودة في

البراز، وقد يكون المستقيم لا عرضياً، أو يتظاهر بألم شرجي مستقيمي، حكة، زحير ونشيج مستقيمي قيحي مخاطي دموي.

  • يحدث الخمج البلعومي بالمكورات البنية لدى 20% من الذكور المصابين تقريباً ويُشاهد لدى النساء أيضاً، وكثيراً لا

عرضياً، أو يتظاهر بالتهاب لوزات نتحي sore throat.

لدى الإناث:

  • التهاب عنق رحم الذي يتظاهر بازدياد المفرزات المهبلية.
  • قد تشكو المريضة من حرقة بولية، ألم أثناء التبول، عسر تبول بسبب التهاب الإحليل والمثانة، ويمكن حصول نضحة

إحليلية تصلّح للزرع والفحص بطريقة غرام بالضغط على الإحليل من خلال الجدار الأمامي للمهبل باتجاه الوصل العاني ويجب إجراء فحص حوضي شامل لدى الشابات المصابات بعسر تبول.

  • قد يمتد الإنتان من عنق الرحم إلى باطن الرحم مع حدوث نزف حيضي غير طبيعي وألم وإيلام أسفل الخط المتوسط

للبطن.

  • تنتشر البنيات من باطن عنق الرحم إلى نفير فالوب على الأقل في 15% من الحالات مباشرةً بعد حدوث الخمج أو

أثناء الحيض، وينجم عن ذلك التهاب النفير الحاد الذي يعد من أكثر مضاعفات السيلان.

  • ويؤدي امتداد المرض إلى الحوض إلى التهاب الصفاق الحوضي الذي يتظاهر بحمى، غثيان، قيء وألم في أسفل

البطن والظهر، وقد يؤدي إلى حدوث خراجات حوضية ويفضي إلى توذم الملحقات الخاطف قبل البدء بالمعالجة إلى تخرب نفيري ثنائي الجانب في 15- 25% من الحالات.

  • تحافظ المعالجة الباكرة قبل إصابات الملحقات على وظيفة طبيعية للنفيرين، وتزيد إصابة النفيرين من مخاطر حدوث

حمل منتبذ أو عقم.

  • يكون التهاب غدة بارتولان الحاد وحيد الجانب عادة، وتحاط قناة الغدة المخموجة بهالة حمراء مع نشيج قيحي.
  • يحدث التهاب مجاورات الكبد لدى المصابات بالسيلان، وتسمى هذه الإصابة متلازمة فيتز-هيو- كيرتيس fitz-

hugh- Curtis (وتشاهد هذه المتلازمة عند الإصابة بالكلاميديا أيضاً)، وتتظاهر بألم وإيلام في الربع العلوي الأيمن أو القسم العلوي من البطن.

ملاحظة:

الإفرازات المهبلية أو الإحليلية في خمج النيسيريات تكون سميكة وبيضاء.

الخمج المنتشر بالبنيات:

  • يحدث في 2/3 الحالات لدى النساء، وتبدأ الأعراض أثناء الحيض عادة، ويكون معظم الرجال والنساء المصابين لا

عرضيين.

  • يتظاهر الخمج المنتشر في البدء بحمى، آلام مفصلية، آفات جلدية حطاطية أو حبرية أو فقاعية أو نزفية أو نخريه،

وتكشف البنيات في 2/3 الآفات الجلدية بالتلوين المناعي بالفلورسيين (تكون هذه الآفات معدية، وقد تسبب عدوى ذاتية للشخص نفسه، وخاصة عندما توجد على الأصابع مثلاً، أو عدوى للآخرين).

  • وقد يتظاهر خمج البنيات المنتشر بالتهاب سحايا أو التهاب شغف أو التهاب مفصل تقيحي يصيب مفصلاً واحداً أو

مفصلين، لاسيما مفاصل المعصمين والركبتين والمرفقين والأصابع، ويكون البدء فجائياً بحمى وبآلام مفصلية عديدة، ثم يزداد الألم والتوذم في المفصل مع تراكم السائل الزليلي التقيحي، ويؤدي ذلك إلى تخريب شديد في المفصل.

تتظاهر عدوى الوليد لدى عبور القناة التناسلية المخموجة بالبنيات:

  • بالتهاب ملتحمة في المقام الأول.
  • قد يصاب الوليد بالتهاب البلعوم أو التهاب السبيل التنفسي أو التهاب القناة الشرجية.

اختلاطات الإصابة بالسيلان

  • خراج القضيب قد يتمزق، ويصبح بحاجة إلى عمل جراحي.
  • خراج الفرج أو خراج غدة بارتولان قد يتمزق أيضاً.
  • التهاب البربخ قد يؤدي إلى العقم.
  • الإصابة العينية عند الولدان، قد تؤدي إلى العمى.

تشخيص السيلان

يوضع التشخيص بناء على:

  • التظاهرات السريرية المذكورة آنفاً.
  • بالإضافة إلى إثبات وجود مكورات مزدوجة سلبية الغرام داخل خلوية في الكريات البيض لدى فحص اللطاخات

المأخوذة من نسيج الإحليل بطريقة غرام، لأن الكثير من أصناف المستدميات التي تعد جزء من الفلورا الطبيعية للمهبل تبدو كمكورات مزدوجة سلبية الغرام.

  • زرع النيسريات البنية.
  • وجود مستضد المكورات البنية في مفرزات الإحليل أو عنق الرحم بمقايسة الممتز المناعي المرتبط بالأنزيم Elisa،

ولكن على الرغم من استخدام اختبارات كشف المستضدات على نطاق واسع، فإنها ليست قاطعة والاستعراف بها ظني فحسب.


علاج السيلان

  • تعالج الأخماج غير المختلطة بجرعة عضلية وحيدة من السفترياكسون مقدارها 125 مغ، أو جرعة فموية من

السيبروفلوكساسين مقدارها 500 مغ أو الأوفلوكساسين مقدارها 400 مغ.

  • يجب معالجة الشريك أوالشركاء أيضاً الجنسين.
  • يُعالج الخمج المنتشر بالبنيات بإعطاء السفترياكسون عضلياً أو وريدياً بجرعة مقدارها 1-2 غ يومياً لأسبوع كامل.
  • أما التهاب السحايا بالبنيات فيعالج بإعطاء السفترياكسون وريدياً بجرعة مقدارها 1-2 غ كل 12 ساعة لمدة 10- 14 يوم، في حين يعالج التهاب الشغاف بالجرعة ذاتها لمدة 4 أسابيع.
  • يجب ألا تغفل خطة معالجة المصابين علاج الخمج بالمتدثرات الحثرية.

تذكّر:

معظم ذراري البنيات مقاومة لـ:

  • البنسيلينات.
  • التتراسكلينات.
  • سبكتينومايسين.

الوقاية من السيلان

  • يُنصح بتطبيق قواعد الصحة العامة، واستعمال الواقي الذكري في الممارسات الجنسية المشبوهة والوقاية الدوائية لدى

الشك بالإصابة مع الممارسة بالفحص الدوري.

  • للوقاية من التهاب الملتحمة بالبنيات لدى الولدان (الرمد الوليدي ophthalmia neonatorum) تُطبّق قطرة

محلول نترات الفضة المائي العينية بتركيز 1% مرة واحدة، أو مرهم الأريثرومايسين العيني بتركيز 5% أو مرهم التتراسكلين العيني بتركيز 1%.

اترك تعليقاً