الروماتيزم والحالة النفسية : كيف تؤثر أمراض المفاصل على الحالة النفسية

man touching hurting knee 23 2147752580

الروماتيزم والحالة النفسية

الحالة النفسية للمريض تؤثر بقدر كبير على قدرته على التفاعل مع الأمراض المزمنة سواء كان بالسلب أو بالإيجاب ،من المتفق عليه عموما أن معتقدات المرضى حول أمراضهم وإستراتيجيات المواجهة قد تساعد على أو تتعارض مع التكيف مع الأمراض الروماتيزمية.

المؤثرات النفسية التي لها تأثير سلبي على مرضى الأمراض الروماتيزمية هي:

الإكتئاب ، التوتر، التعرض لضغوط نفسية ، وجود تاريخ مرضى بمرض نفسي ، إضطربات النوم.

  • الإكتئاب والتوتر:

من خلال العديد من الدراسات وجد أن الإكتئاب والتوتر ينتشران  فى مرض الروماتويد المفصلي (Rheumatoid Arthritis) و متلازمة آلام الأنسجة العضلية و الليفية (Fibromylgia) وخشونة المفاصل (Osteoarthritis) وكذلك إعتلال الفقار المقسط أو التصلبي  (Ankylosing Spondylitis).

وتنتشر هذه الإضطرابات النفسية أكثر بكثير في المرضى الذين يعانون من الأمراض الروماتيزمية مقارنة بعامة الناس.

وهذا قد يعكس التفاعل بين الإجهاد النفسى الناجم عن الأمراض الروماتيزمية، والإستعداد الوراثى لدى المريض المؤدى إلى القلق والإكتئاب.
ويؤدى وجود الإكتئاب والتوتر إلى زيادة الإحساس بالألم وكذلك الميل إلى المكوث بالفراش لفترات أطول مقارنة بالمرضى الذين لا يعانون من الإكتئاب ، وفى مرض متلازمة آلام الأنسجة العضلية و الليفية (Fibromylgia) يشار إليه فى كثيرمن الأحيان على أنه ذو صلة بالإضطربات النفسية وأنه ناتج عن علاقة معقدة بين التعرض للضغوط النفسية و أعراض الاكتئاب و الشعور بالألم.

  •  تاريخ مرضى بمرض نفسي:

أثبتت الأبحاث أن المرضى الذين لديهم تاريخ مرضى بمرض نفسى يعانون من الآم أكثر من المرضى الذين ليس لديهم تاريخ مرضى بمرض نفسى.

  • الروماتيزم والحالة النفسية و تأثير التعرض للضغوط النفسية 

يعتبر مواجهة المرض والتعايش معه نوع من أنواع الضغوط النفسية التى يتعرض لها المريض لما يسببه المرض من تحديد لنشاط الفرد فى عمله وفى منزله وكذلك العبء المادى من تكاليف الفحوصات و العلاج وفى بعض الأحيان تغيرات فى الشكل الخارجى وكذلك العلاقات بالأفراد الأخرين ومع تزايد الضغوط فقد وجد أن معدل الإحساس بالألم قد يزداد فى هؤلاء الأشخاص.

  • الإحساس بالعجز :

قد يشعر المريض بالعجز عن مواجهة المرض وهو ما قد يدفع المريض إلى الإحساس بالإكتئاب وزيادة الحاجة إلى مسكنات الألم.

  • إضطرابات النوم :

تحدث إضطرابات النوم نتيجة وجود آلام بالمفاصل والأنسجة التى تحيط بها مما يعيق عملية النوم والإستمرار فيه وتؤثر إضطرابات النوم على الحالة الصحية للمريض.

  • المؤثرات النفسية التى لها تأثير إيجابي على مرضى الأمراض الروماتيزمية:

وتعتمد هذه العوامل فى الأساس على إيمان المريض بقدراته على التفاعل مع المرض والعوامل هى: الثقة بالنفس ، التفاؤل ، القبول.

  •  الثقة بالنفس:

وهى تعتمد على إيمان الفرد بقدرته على تحقيق أهدافه بما فيها الوصول إلى حالة صحية جيدة.

  •  التفاؤل:

وهى ميل الفرد للإحساس بأن القادم أفضل وهذا الإحساس يؤدى إلى إرتفاع الحالة النفسية للمريض وبالتالى الصحة البدنية.

  •  القبول:

تقبل المريض للألم المتفاوت فى شدته من وقت لآخر ويظهر هذا التقبل فى تفهم المريض بأن العلاج فى بعض الأحيان قد لا يمحو الألم كليا ، وفى تغير طبيعة الحياة بما يتمشى أكثر مع قدرات المريض وبالتالى قدرته على الإستمتاع بالحياة.

العلاج النفسي الذي قد يحتاجه المريض فى حالة وجود مؤثرات نفسية سلبية على المرض:

يمكن التحكم ب الروماتيزم والحالة النفسية بتقديم مبررات للعلاج والتعاون النشط بين المرضى وأزواجهم ومقدمى الرعاية الصحية مع الطبيب المعالج وكذلك تغير الصورة السلبية بشأن قدراتهم على التكيف مع أمراض الروماتيزم والحالة النفسية والعواقب المترتبة عليها وكذلك أهمية تعلم كيفية تغير نمط الحياة ليتناسب بشكل أفضل مع المشاكل المتعلقة بالمرض.
 التعامل والتدريب على المهارات: تعلم إستراتجيات جديدة (الإسترخاء وتقسيم فترات النشاط والراحة أثناء النهار) والتى يمكن من خلالها الحد من الإحساس بالعجز والمرض وكذلك تشجيع المرضى وأزواجهم على ممارسة سلوكيات جديدة يمكن تطبيقها فى المنزل والعمل.
منع الإنتكاس: عادة عندما تحدث إنتكاسة للمرض تبدأ أعراض المرض فى الإزدياد وتقل ثقة المريض فى قدرته على السيطرة على المرض وقد يشكل هذا الإحساس نوع من العبء النفسى على المريض لذلك ينبغى تدريب المريض على تعلم بعض المهارات للتعامل مع فترة الإنتكاسة ، تشجيع المريض نفسه بتقديم المكافأت الذاتية للأداء الفعال له حين التصدي للإنتكاسة.
العقاقير : فى بعض المرضى قد تساعد عقاقير معينة على تحسين الحالة النفسية للمريض الناتجة عن الشعور بالمرض و العجز و عدم القدرة على التأقلم مع المرض
(Adjustment Disorder).