البلهارسيا schistosomiasis ( اسباب , أعراض , تشخيص وعلاج )

البلهارسيا أو داء المنشقات بالإنجليزية ( schistosomiasis أو bilharziasis) مرض طفيلي سببه ديدان المنشقات التي يعود وصفها للعالم الألماني Theodor Bilhazio عام 1852 حيث وجد الدودة في الأوعية المساريقية لمريض مصري في القاهرة ولكن الخمج يعود تاريخياً لعصر الفراعنة حيث سجل على ورق البردي عام 1500 قبل الميلاد واكتشف البيوض المتكلسة في أحشاء  مومياء مصرية تعود إلى 1200 سنة قبل الميلاد وهناك ذكر للخمج في العهد القديم.

[toc]

الوبائية والانتشار لل  البلهارسيا

تنتشر  البلهارسيا في مناطق مختلفة من العالم خصوصاً المناطق المدارية وتحت المدارية  في أفريقية وجنوب أمريكة وآسية حيث الخمج متوطن ولهذه الطفيليات أهمية خاصة  لانتشارها في الوطن العربي كمصر واليمن وفي عدة مناطق في شرق وشمال سورية.

بلغ عدد المصابين ب داء المنشقات في العالم 250 مليون ويبدو وانتشارها في زيادة  للتنامي الزراعي والمائي في العالم.

و تعرف الاصابة بالمنشقات بداء البلهارسيا أو الحمى الحلزونية، أتت التسمية اللاتينية  Schistosoma من  Schisto = Split وSoma = Bodies  أي الأجسام المنشقة، وهو داء ينشأ بشكل أساس بسبب ثلاثة أنواع هي المنشقة الدموية Schistosoma Haematobium  والمنشقة المنسونية  Schistosoma Mansoni  والمنشقة اليابانية Schistosoma Joponicum

ويوجد أنواع أخرى في الانسان لكنها غيرشائعة أو حتى نادرة وهي المنشقة المقتحمة Schistosoma Intercalatum والمنشقة الكبدية Schistosoma Mekongi.

تختلف المنشقات عن بقية المثقوبات بمايلي:

  • غياب البلعوم العضلي والتحام الأعورين.
  • بيوضها غير مغطاة.
  • لا يوجد أطوار ريديا في دورة حياتها .
  • الذوانب تملك ذنباً متفرعاً وتخمج الإنسان عبر ثقب الجلد.
  • جميع المنشقات منفصلة الجنس ولها دورة حياة واحدة تقريباً.
  • للمنشقات شكل متطاول منشق تختلف في طولها ومظهرها الخارجي والداخلي وحتى في البيوض تبعاً للنوع.

المنشقة الدموية (البولية)  Schistosoma Haematobium

تم وصف دورة حياة هذه الدودة من العالم Leiper عام 1915 في مصر.

الوبائية والانتشار المنشقة الدموية (البولية)

تنتشر هذه المنشقات في أفريقية والشرق الأوسط وغرب آسية والهند وهي مستوطنة في وادي نهر النيل.

  • الثوي النهائي: الإنسان حيث أنها نوعية للإنسان وليس هناك مستودع حيواني.
  • الثوي المتوسط: رخوي من نوع Bulinus في الشرق الأوسط  وأفريقية   وFerrissia Tenuiو Planorbarius في الهند.

مكان توضع المنشقة الدموية (البولية)

أوردة الصفيرة المثانية وأوردة الضفيرة الحشوية والحوضية وفي بعض الأحيان الجهاز المساريقي البابي وأحياناًالشرينات الرئوية وقد تصل نادراً إلى المستقيم.

الصفات الشكلية لل المنشقة الدموية (البولية)

الذكر:

بطول 10-15ملم، وثخانة 1 ملم.

يحتوي على محجمين فموي وبطني قريبين من بعضهما، وذلك من أجل تثبيت الدودة بجدران الأوعية من الداخل. المحجم الفموي يحيط بالفم، والمحجم البطني يكون خلف تفرعات الأمعاء.

الجسم مغطى بدرنات، ويحتوي على ميزاب أو شق يمتد من المحجم البطني وحتى النهاية الخلفية للطفيلي ويدعى هذا الميزاب بالقناة التناسلية ، يتم احتضان الأنثى فيه.

الأنبوب الهضمي :

يتألف من مري يتفرع لأعورين يتحدان ليشكلا أعوراً واحداً في

الثلث الثاني من الجسم ويمتد حتى النهاية الخلقية للجسم.

الجهاز التناسلي الذكري :

يتألف من عدد من الخصى حوالي 4-5 خصى وفوهة تناسلية ذكرية بطنية تقع خلف المحجم البطني.

الأنثى:

بطول  16- 20  ملم  وعرض  0.25 مل، وذو بشرة ملساء وعديمة الدرنات.

الجهاز التناسلي الأنثوي :

يتألف من مبيض بيضوي يقع في الثلث الثاني من الجسم ومن رحم طويل يحتوي على عدد من البيوض يقدر بـ20-30 بيضة في أي وقت ومن غدد محية تملأ كامل الجسم.

البيوض وهي ذات حجم يقدر بـ 150×50 ميكرون ولون ذهبي غامق  وتنتهي بنتوء (مهماز قطبي) يساعد على اختراق الأنسجة

 

دورة حياة المنشقة الدموية (البولية)

تحرر الأنثى 30 بيضة يومياً، ويكون طرح البيوض في منتصف النهار أكثر من بقية الأوقات لأسباب غير معروفة.،تذهب البيوض عبر  أوردة الضفيرة المثانية لتنغرس من خلال مهمازها في جدران المثانة والضفائر الوريدية للمثانة ويمكن أن تصل للمستقيم . تتكلس معظم البيوض في أماكن توضعها، أما البيوض غير المتكلسة فتكون هي القادرة على العدوى .

إن عملية ذرف البيوض تعتمد على التقلص العضلي الذي يحدث عند التبول حيث تذهب البيوض مع البول. تخرج البيوض مع بول الشخص المصاب وتكون محتوية على أجنة كاملة النمو وعندما تصل إلى المياه العذبة يحدث التفقيس عبر تمزق قشرة البيضة على طول خط يدعى الدرز وتتحرر منها الأجنة المهدبة Meracidium ذات الشكل المشابه للمتورقة الكبدية بشكل ورقة الشجر وذات أكتاف.  تبحث الأجنة المهدبة عن الثوي المتوسط النوعي والذي بدونه لا يمكن أن يتم التطور.

تستطيع الأجنة المهدبة العيش لمدة  6-7ساعات سابحة في الماء وعندما تجد القوقع النوعي لها تخترقه وتتكاثر في داخله بشكل غير جنسي وسريع متحولة إلى كيسة الأبواغ Sporocysts في غضون 4-8 أسابيع والتي تتكاثر وتعطي جيلاً ثانياً من أكياس الأبواغ، والتي تتجه نحو غدد الجهاز الهضمي أو التناسلي لتتطور بدورها لتعطي الذوانب Cercaria وذلك بعد فقدانها للأهداب.

تخرج الذوانب Cercaria من القوقع وتكون هذه الذوانب من النوع المتشعب الذيل وهي تستطيع العيش فترة زمنية تقدر  1-3 أيام  باحثة عن جلد الإنسان متعرفة عليه من خلال درجة حرارته أي أن لها توجهاً حرورياً،  أو أنها تنجذب للإنسان نتيجة الذبذبات الناتجة عن حركته في الماء. تخترق الذوانب جلد الإنسان بفضل الممصات العضلية والمفرزات المخاطية لبعض الغدد وهي تملك خمسة أزواج من  الغدد  التي تصب على الممص الفموي وتفقد المذنبة الذنب الطويل في الوسط المائي وتتحول إلى شكل أصغر هو مسوخ المنشقةSchistosomule  بعد أن تفقد ذيلها وغلافها السطحي وتستهلك غدد

الاختراق. تنفذ مسوخ المنشقة عبر الشعريات الدموية إلى الأوردة فالأجوف السفلي فالقلب الأيمن فالشعريات الرئوية في اليوم الثالث بعد الاختراق، فالقلب الأيسر فالدورة  الشريانية الجهازية في خلال اسبوع إلى عشرة أيام ثم إلى الكبد فوريد الباب وأخيراً

 

تتجمع في الضفائر الوريدية للمثانة وتتطور إلى أشكال مميزة جنسياً خلال 3 أسابيع من الاختراق. وقد تدخل مسوخ المنشقة عبر الدوران اللمفي الجهازي أحياناً.

تقدر الفترة الزمنية اللازمة اعتباراً من الاختراق وحتى وضع البيوض من الديدان الكهلة حوالي 40 يوماً. تعمر هذه الديدان حتى 30سنة.

طرق عدوى المنشقة الدموية (البولية)

يكتسب الإنسان العدوى من خلال سباحته في المياه الملوثة أو حتى من خلال سيره حافياً في الأراضي الزراعية المغمورة بالمياه.

الأعراض السريرية للإصابة ب المنشقة الدموية (البولية)

هناك ثلاث متلازمات رئيسة تحدث في داء المنشقات هي بالترتيب التسلسلي: التهاب الجلد،  حمى كاتاياما،  عقابيل الإنسداد الليفي المزمن. وهذه المتلازمات تتطابق وتتصل مع مراحل مختلفة لتطور الطفيلي ضمن الإنسان وهي  الذوانب والديدان الناضجة والبيوض .

حسب تواجد الطفيلي تقسم المراحل السريرية إلى:

  • مراحل الاختراق Penetration وتتظاهر بـ:

 

  • أعراض جلدية ( والتي تختفي خلال أربعة أيام عادة) وتتمثل بالألموبالتهاب الجلد مكان الاختراق والنزف والوذمةوالحكة. وقد نجد آفات جلدية خمجية ثانوية نتيجة الحكة وتعرف هذه المرحلة بحكة السباحين   Swimmer s Itch  لأنها تشترك بأعراضها الجلدية مع منشقات أخرى حيوانية الثوي النهائي  مثالTrichobilharzia وGigantobilharziaوBilharziella.
  • شري (طفح حطاطي) وحساسية في كامل الجسم نتيجة دخول مستضد للجسم (المنشقات) ويكون هذا التحسس على أشده في الإصابة الأولى ويكون أخف عند أبناء المناطق الموبوءة نتيجة الإصابات المتكررة حيث يحدث لديهم تحمل مناعي.
  • بعد ظهور الطفح الحطاطي يظهر الصداع والألم العضلي والألم البطني بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض ناتجة عن هجرة مسوخ المنشقة.

الإصابة الحادة تترافق غالباً مع الأعراض الجلدية أما في الإصابة المزمنة (تكرار الإصابات) تغيب هذه الأعراض غالباً.

  • مرحلة الهجرة ووضع البيوض:

بعد دخول الطفيلي يتظاهر الخمج بالحمى والاحتقان الرئوي والتي تستمر 4-10 أسابيع، تهاجر فيها  الديدان من الرئة إلى الضفيرة الحوضية والمثانية.

بعد 1-2 شهر من الإصابة وعندما تنضج الديدان وتبدأ بوضع البيوض يمكن أن تلاحظ حالة تعرف بحمى أو متلازمة كاتاياما katayama syndrome أو داء المنشقات الحاد وهي متلازمة مصلية شبه جلدية تشاهد عادة في الأخماج الشديدة الأولية خاصة العائدة للخمج بالمنشقة اليابانية وربما تكون الحمى عادة عائدة إلى تشكل معقدات مناعية تجاه مستضدات الديدان والبيوض المتوضعة والمنتجة داخل الجسم.

تتظاهر هذه المتلازمة بالحمى العالية والعروءات  والسعال والألم البطني والإسهالوالضخامة الكبدية الطحالية والعقد اللمفاوية وارتفاع الحامضات.

تعود تسمية هذه المتلازمة الى منشأ ياباني بسبب كثرة حدوثها في داء المنشقات اليابانية، على الرغم من حدوثها بشكل أخف وأندر في المنشقات المنسونية والدموية.

  • مرحلة التوضع النهائي والإرتكاس النسيجي:

وهي تأتي عادة  بعد شهرين من الإصابة  وتستمر عدة سنوات وتتظاهر هذه المرحلة  في المنشقة  الدموية  بشكل رئيس بالبيلة الدموية وبأعراض بولية تتراوح من حس الحرقة عند التبول إلى حس الرغبة بالتبول وبآلام مغصية في المثانة وبالتهاب في  المثانة وأحياناً في الإحليل والبروستات .والمسبب لهذه المرحلة هو توضع البيوض في جدران المثانة.

مع الزمن تتكلس البيوض وتتليف وتثير استجابة الأنسجة الذي ينتج منها تشكل ورم جبي بومي مكون بشكل رئيس من الخلايا البالعة واللمفاوية والحامضة. يقود الإرتشاح الالتهابي إلى استبدال النسيج الطبيعية بترسب شديد لألياف الكولاجين وبالتالي لحدوث التندب وتشكل الحبيبوم الوعائي وإنسداد الجريان البولي عبر الإحليل والمثانة. الأمر الذي يؤدي إلى التهاب المثانة المزمن وإنسداد في السبيل البولي (الإحليل والحالب) الذي يقود بالتالي الى الاستسقاء الكلوي ومن ثم القصور الكلوي.

تؤهب الإصابة المزمنة للإصابة بسرطان المثانة. ونظراً لذهاب بعض البيوض لأماكن أخرى كالكبد والأوردة البابية نجد بنفس الآلية الضخامة الكبدية والطحالية.

تشخيص الإصابة ب المنشقة الدموية (البولية)

يعتمد على

  • كشف البيوض:

من عينة البول، حيث يفحص مجهرياً بعد تثفيله لمشاهدة البيوض ذات المهماز النهائي ولزيادة فرص الإيجابية فإن عينة البول يجب أن تؤخذ في آخر التبول.

  • الفحوص النسيجية

من المثانة لرؤية البيوض والتغيرات الإرنكاسية النسيجية، وتوضع في الماء لمعرفة فيما إذا كانت البيوض في جدران المثانة حية أو ميتة فإذا كانت حية تظهر شفافة وتميل للإصفرار ويخرج منها الجنين المهدب، و إذا كانت ميتة تظهر عديمة اللون.

  • الاختبارات المصلية:

عديدة ولكنها تبقى محدودة الفائدة في التشخيص النهائي ومنها: اختبارات مناعية أنزيمية واختبارات الأجسام المضادة المتألقة واختبارات تثبيت المتممة والتراص غير المباشر.

  • الاختبارات الجلدية ومنها اختبار Fairley’s test

الذي يستخدم مستضدات مستخلصة من الذوانب أو البيوض أو الدودة الكهلة.

  • الأمواج فوق الصوتية (الإيكو)

للمثانة وبقية الجهاز البولي لترى التكلسات والانسدادات.

علاج المنشقة الدموية (البولية) 

Praziquantel  بجرعة 40 ملغ/كغ مقسمة على جرعتين أو تعطى جرعة واحدة .

المنشقة المنسونية Schistosoma Mansoni

اكتشفت المنشقة المنسونية عام 1902 من العالم Manson من مريض هندي أحمر،  وهي تشبه في شكلها ودورة حياتها وآليتها الإمراضية المنشقة الدمويية وتدعى البلهارسيا المنسونية أو المعوية أو بلهارسيا المستقيم.

الوبائية والانتشار للالمنشقة المنسونية :

تنتشر البلهارسيا المنسونية في أفريقية  و في مصر انتشارها أقل من الدموية وفي أمريكة الجنوبية وفي البلدان العربية كالسعودية.

  • الثوي النهائي:

الإنسان.

  • الثوي المتوسط:

احد الرخويات المسطحة من نوع(ذات السرتين الجرداء)   Biomphalaria  في كل المناطق عدا البرازيل فهو من نوع  Tropicorpis .

  • مكان التوضع:

أوردة الجملة البابية والأوردة المساريقية السفلية للإنسان.

الصفات الشكلية لل المنشقة المنسونية

تشبه المنشقة الدموية ولكن حجمها أصغر عموماً.

الذكر:

يصل طوله إلى 10ملم، وذو درنات على سطحه الظهري، وجهاز ذكري يتألف  من 6-9 خصى.

الأنثى: 

يصل طولها إلى 14ملم وذات سطح ناعم ورحم صغير يحتوي عدداً قليلاً من البويضات 1-3.

البيوض:

ذات شكل مغزلي وحجم يقدر بـ 150×60 ميكرونولها مهماز جانبي قرب نهائي وتحتوي بداخلها جنين كامل التكوين عند خروجها.

دورة الحياة المنشقة المنسونية 

تتشابه دورة حياة المنشقة المنسونية  مع بقية  دورات حياة المنشقات عدا أن البيوض التي تطرح من كل انثى عبر البراز حوالي 190-300 بيضة يومباً، وتطرحها عبر براز الإنسان لتتبع نفس خطوات دورة حياة بقية المنشقات خارج جسم الإنسان ماعدا ايضاً شكل الجنين المهدب Meracidium حيث له شكل مغزلي، وعندما تخترق الذوانب جسم الإنسان تتحول إلى مسوخ المنشقة التي تذهب عبر الشعيرات الدموية إلى الدورة الوريدية فالقلب الأيمن فالرئة فالقلب الأيسر فالأبهر فشرايين البطن

فالكبد فأوردة الجملة البابية حيث تنمو لتصبح بالغة.

تترك الدودة هذه الأوردة بعد التزاوج ويحمل الذكر أنثاه  إلى الأوردة المساريقية السفلية (أوردة المعي) خاصة الضفيرة الوريدية للمستقيم حيث تضع الأنثى بيوضها وذلك بعد 7-8 أسابيع.

بعد عملية التكاثر تنسل البيوض عبر أحد الأوردة إلى الأمعاء خاصة الغليظة منها

لتخرج بعدها مع البراز وتكون هذه البيوض محتوية على أجنة كاملة النمو والتطور

وتضع كل دودة حوالي 190-300 بيضة يومياً.

 

تفقس هذه البيوض عند وصولها إلى المياه لتخرج منها الأجنة المهدبة Meracidium التي تسبح باحثة عن الثوي المتوسط النوعي حيث تدخل إليه وتتكاثر داخله إلى أكياس البذور التي تتطور بدورها لتعطي الذوانب التي تغادر القوقع الى الماء وتأخذ هذه المرحلة 3-4 أسابيع. عند مصادفتها الإنسان تخترق جسمه فاقدة الذنب.

طرق العدوى ب البلهارسيا المنسونية 

يكتسب الإنسان العدوى من خلال سباحته في المياه الملوثة أوحتى من خلال سيره حافياً في الاراضي الزراعية المغمورة بالمياه.

الأعراض السريرية لل البلهارسيا المنسونية 

نجد نفس المتلازمات السريرية التي شاهدناها مع المنشقة الدموية باستثناء حمى كاتاياما والتي تكون أكثر شدة وشيوعاً في المرحلة الثانية المرحلة  الأخيرة

مرحلة التوضع النهائي والإرتكاس النسيجي تأخذ فترة طويلة.

بعض البيوض لا تطرح في البراز وإنما تبقى في أماكن معينة من الجسم لتحدث إرتكاسات نسيجية التي تجاهها تتجلى بالإرتشاحات الالتهابية حولها بالإضافة إلى تشكل الأورام الحبيبية، وقد نجد أشكالاً بولية من الأورام الحبيبية، وتنتهي هذه التفاعلات الالتهابية بحدوث التليف. يؤدي كل ما سبق إلى ظهور الأعراض المعوية التي تتميز بالألم البطني  والإسهال والاعتلال المعوي. إن الانسداد في الأوردة البابية يؤدي إلى زيادة التوتر البابي  ومن ثم  التشمع الكبدي ودوالي المري.

قد تتوقف بعض البيوض في الرئتين أحياناً وتؤدي إلى  تخريب الشعريات الدموية الرئوية ومن ثم  ارتفاع في التوتر الرئوي الذي يقود إلى قصور القلب الأيمن أخيراً، وقد تنتشر البيوض وتصل إلى الدماغ أو إلى النخاع الشوكي وتسبب التهاب النخاع المعترض، ونتيجة حدوث الإرتكاسات المناعية المتعددة قد تترسب المعقدات المناعية في الكبب الكلوية وتسبب الاعتلال الكلوي.

تشخيص البلهارسيا المنسونية

  • يعتمد على رؤية البيوض ذات المهماز الجانبي في البراز.
  • أخذ خزعة نسيجية من المستقيم وفحصها من أجل رؤية البيوض.
  • على بقية الوسائل التشخيصية المشاهدة في المنشقات الأخرى

علاج البلهارسيا المنسونية 

تتم بـ

Praziquantel بجرعة 40 ملغ /كغ لمرة واحدة.

Oxaminaquine  بجرعة 15 ملغ/كغ لمرة واحدة.

المنشقة اليابانية Schistosoma Joponicum

تم وصف أول حالة إنسانية بالمنشقة اليابانية من العالم Fujinami عام 1904 بمقاطعة كاتاياما في مدينة هيروشيما اليابانية.

الوبائية والانتشار لل المنشقة اليابانية

المنشقة اليابانية  هي  طفيلي واسع الانتشار في آسية والشرق الأقصى مثل  الصين وفيليبين وإندونيسيا وتايوان وبشكل أقل  اليابان.

الثوي النهائي:

بعض الحيوانات كالخنازير والكلاب والقطط والخيول والماشية.

الثوي المتوسط:

أحد  أنواع الرخويات التابعة  لجنس (القوتمة) Onchomelania ومنها Hupensis في الصين وNosoplora في اليابان.

مكان التوضع:

الأوردة المساريقية العلوية وأحياناًالأوردة البابية الداخل كبدية

الصفات الشكلية لل المنشقة اليابانية 

المنشقة اليابانية من أكبر المنشقات وسطح كلا الجنسين ناعم.

الذكر:

يبلغ طوله  حوالي 20 ملم للذكر وله حوالي سبع خصى.

الأنثى:

26ملم ولها رحم يتضمن 300 بيضة.

البيوض:

تتواجد في البراز فقط  ذات شكل كروي  وتبلغ أبعادها  90×70ميكرون ولها مهماز جانبي صغير أصغر من مهماز بيوض المنشقة المنسونية.

دورة حياة المنشقة اليابانية 

نفس دورة حياة المنشقات وبشكل خاص المنسونية  كون البيوض تطرح عبر براز الثوي النهائي عدا أن الأنثى تضع  3500 بيضة يومياً وبشكل عناقيد.

وتأخذ المرحلة داخل الثوي المتوسط  4-9 أسابيع، ومن الاختراق حتى ظهور البيوض تأخذ فترة 5-6 أسابيع.

طرق عدوى المنشقة اليابانية 

يكتسب الإنسان العدوى من خلال سباحته في المياه الملوثة أوحتى من خلال سيره حافياً في الاراضي الزراعية المغمورة بالمياه.

الأعراض السريرية لل المنشقة اليابانية 

تشبه الأعراض  المرافقة هنا بقية المنشقات لكنها أشد في المرحلتين الثانية والثالثة وبالتالي نجد تناذر كاتاياما أكثر شيوعاً في المرحلة الثانية، وذلك لأن البيوض المطروحة  أكثر عدداً وأقرب توضعاً إلى الكبد. كما نجد في المرحلة الثالثة إضافة للإصابة الكبدية وبسبب هجرة البيوض نحو الدماغ والرئة نجد شيوعاً أكثر للإصابة الدماغية والقلبية من المنشقة المنسونية، تبدأ الإختلاطات تلك  بشكل أبكر وأسرع تطوراً مما شاهدناه  في المنشقة المنسونية، وتنتهي بالوفاة خلال 4-5سنوات.

 

تشخيص المنشقة اليابانية 

يعتمد على:

رؤية البيوض في البراز أو على خزعة من المستقيم وعلى بقية الوسائل التشخيصية المشاهدة في المنشقات الأخرى.

علاج المنشقة اليابانية  

يستخدم:

Praziquantel 20 ملغ/كغ بثلاث جرعات أي بجرعة كلية 60 ملغ /كغ ويفضل إعطاء الجرعات كل 4 ساعات ومع الطعام. أو Tartar Emetine تعطى وريدياً وهي ذات نتائج جيدة.

المنشقة المقتحمة Schistosoma Intercalatum

وصفت في غرب ووسط أفريقية عام 1934  وتنتشر في الكاميرون والكونغو وزائير وهي أقل ضرراً من المنشقة الدموية وهي تصيب المواشي إضافة للإنسان .

الثوي المتوسط في الكاميرون Bulinus foskalli وفي زائير globosus Bulinus.

البيوض ذات نتوء نهائي وهي بذلك أقرب إلى المنشقة الدموية وتتواجد بغزارة في البراز وفي البول ولكن بشكل أقل.

المنشقة الكبدية Schistosoma Mekongi

وصفت في تايلاند وكمبوديا عام 1978 وسميت بهذا الاسم نسبة إلى نهر Mekong تشبه المنشقة اليابانية في الشكل ولكن العائل المتوسط هو رخوي صغير من نوع Tricula Aperta. والبيوض أصغر حجماً وتأخذ دورة الحياة أسبوعاً أكثر. تعيش في الطرق الصفراوية والأمعاء والطرق التنفسية.

الوقاية من البلهارسيا أو داء المنشقات

الوقاية من مرض البلهارسيا أو داء المنشقات و كل أنواع المنشقات تتم عبر :

  • المعالجة الجماعية بالأدوية الفعالة وتكرار الدواء لمنع النكس.
  • معرفة الأثوياء المتوسطة والقضاء عليها وذلك عبر استخدام مواد كيميائية رخيصة الثمن مثل كبريتات النحاس بتراكيز منخفضة أو بتربية بعض الحيوانات التي تتغذى على هذه القواقع والرخويات كالبط.
  • التثقيف الصحي والاجتماعي ويعتمد ذلك على تعريف الناس بخطورة الإصابة وأعراضها ويتم ذلك عبر وسائل الإعلام ووسائل التعليم وذلك بالابتعاد عن العادات السيئة كالتغوط والتبول في الماء أو قربه.
  • إجراء الاختبارات والدراسات لتحسين الأدوية وتقديم الجديد منها والأكثر فاعلية والعمل على إيجاد اللقاح المناسب والفعال .
  • استخدام المراهم الطاردة والقاتلة للذوانبCercarial repellants and Cercaricidal ointments قبل الدخول في الماء يؤمن وقاية تدوم 24 ساعة كما هو الحال عند استخدام مرهم Dimethicone base.

اترك تعليقاً