الكيسات المائية الدماغية Hydatid Cysts of brain ( أعراض ، أسباب ، تشخيص و علاج )

الكيسة الدماغية

الكيسات المائية الدماغية بالانجليزية Hydatid Cysts of brain وهي عبارة عن إصابة طفيلية تنجم عن الطور الكيسي من المشوكة الحبيبية Echinococcus Granulosus التي تقود إلى تشكل الكيسة المائية وحيدة الفجوة وهي الشكل الأكثر شيوعا.

تشكل الكيسات المائية الدماغية 3-2% من مجمل الكيسات المائية.

هذا المرض يصيب الإنسان عن طريق تناول الأطعمة أو المياه الملوثة بفضلات الكلاب المصابة والتي تعتبر المضيف النهائي للمشوكة الحبيبية، أما الكلاب فتكتسب الإصابة بأكلها لحوم الحيوانات المصابة بالكيسات المائية كالأغنام التي تعتبر مضيفا متوسط .

[toc]

دورة الحياة المشوكة الحبيبة

عندما تصل البيوض إلى معدة الإنسان التي تهضم قشرتها بفعل عصارتها ليخرج الجنين مسدس الأشواك الذي يثقب جدار الأوعية الشعرية الموجودة في الأمعاء وينتقل بواسطة وريد الباب إلى الكبد حيث يستقر فيه ويشكل الكيسة المائية (وذلك بنسبة ۷۰-۸۰٪ من إصابات كامل الجسم، فالكبد هو المكان الأشيع للإصابة)، ويمكن أن يجتاز الكبد ويذهب إلى القلب الأيمن ومنه إلى الرئة حيث تصاب وتبلغ نسبة إصابتها ٪۱۰ ويمكن أن يجتاز الرئة ويعود إلى القلب الأيسر ومنه إلى أي مكان من الجسم، وتشكل الإصابات الدماغية كما ذكرنا ۲-۳٪ من كامل إصابات الجسم.

تعتبر الإصابة بالكيسات المائية أكثر شيوعا عند الأطفال واليافعين الذين هم على تماس مباشر مع الكلاب ىوالأغنام كالرعاة والقصابين، وأكثر ما تشاهد في المناطق الشرقية من سورية

خصائص الكيسات الدماغية

تتطور الكيسة الدماغية داخل الدماغ بشكل بطيء (بدون وذمة) فيتشكل لها محفظة وجدار محيطي رقيق جدا، وتكون ذات شكل دائري أو بيضوي منتظم (على عكس الكيسات العنكبوتية التي نادرا ما تكون كذلك).

ومحفظتها تكون غير آخذة للمادة الظليلية (ما يميزها عن الخراجات)، والنسيج العصبي المجاور للكيسة يتعرض للضغط والانزياح لكنه لا يصاب بتفاعل محيطي أو ارتكاس تليفي أو دبقي تجاه الكيسة، ما لم تتعرض الكيسة لاختلاط مثل الإنتان

غالبا ما تكون الكيسة وحيدة وأحيانا تكون متعددة (أما في الكبد فغالبا متعددة)، وقد تترافق الكيسة الدماغية مع سكيسات بنات وهو دليل على الإزمان.

نادرا ما تكون بدئية (إصابة محصورة في الدماغ دون إصابة الأعضاء الأخرى) وغالبا ما تكون ثانوية (أي مترافقة مع إصابة في الكبد أو الرئة…)

يمكن أن تتطور الكيسة في أي منطقة من الدماغ ولكن غالبا ما تقع فوق الخيمة Supratentorial وأحيانا تحت الخيمة Subtentorial (نادرا).

قد تصل الكيسة المائية لأحجام كبيرة جدا (بشكل يدعو للاستغراب من كيفية تكيف الدماغ مع وجودها) حتى تبدأ بالتظاهر سريرية، وذلك بسبب نموها البطيء عادة و مرضى الكيسات المائية الكبيرة قد تتدهور حالتهم العامة بعد استئصالها لحدوث اضطراب في التوازن الذي تعود عليه الدماغ خلال الفترة الطويلة السابقة.

جدارها رقيق جدا حليبي اللون يشبه الغشاء العنكبوتي)، ويلاحظ عليه بقعة بيضاء صغيرة، وهو جدار الكيسة نفسها وليس ارتكاسا من النسيج الدماغي.

تحتوي الكيسة على سائل رائق عديم اللون غني بالكيسات البنات و كلور الصوديوم وبعض السموم التي تعلل بعض الأعراض كالحكة والصدمة التي قد تطرأ على المريض إذا انفجرت الكيسة

وقد تكون الأعراض شديدة بحيث تودي بحياة المريض (في حال انفجار الكيسة).

قد يطرأ عليها تكلس في حالات الازمان الشديدة.

المظاهر السريرية للكيسات المائية الدماغية

أعراض وعلامات ارتفاع التوتر دخل القحف غالب: وهي الصداع والإقياء و وذمة حليمة العصب البصري «وهو أشيع تظاهرات الكنيسة المائية).

أعراض وعلامات بؤرية نادرة: ناجمة عن الضغط الموضع على منطقة معينة من الدماغ

  • قد تحدث النوبة الصرعية
  • الصدمة التأقية في حال انفجار الكيسة، الأمر ما قد يودي بحياة المريض.

استقصاءات الكيسة المائية الدماغية

يتم تشخيص الكيسات المائية الدماغية اعتمادا على الوسائل التالية :

خلال التصوير الطبقي المحوري:

وهو الاستقصاء الأساسي المميز للكيسة المائية، حيث تتميز صورتها بما يلي:

  • ناقصة الكثافة (تماثل كثافة الCSF) وتظهر بلون أسود.
  • دائرية الشكل تمام بحدود واضحة وأقطار متساوية.
  • لا تثبت حوافها المادة الظليلة على عكس الخراجات الدماغية .
  • تترافق مع تشكل وذمة محيطية حولها.

وهذه المظاهر للكيسات الدماغية تجعل تشخيصها سهلا جدا.

التحاليل الدموية:

تعتبر عاملا مساعدة في التشخيص خاصة عند الشك بتشخيص الكيسات المائية، وتضم الفحوص المخبرية التالية:

  • ارتفاع الخلايا الحامضة: وهو يمثل الاستجابة المخبرية الأقل مصداقية .
  • تفاعل التراص غير المباشر وهو إيجابي في 80% من الحالات.
  • اختبار تثبيت المتممة (واينبرغ) : وهو أقل حساسية ويصبح سلبيا بعد عدة أشهر من استئصال الكيسة .
  • تفاعل كازوني : وهو إيجابي في 90% من الحالات ويبقى إيجابية لعدة سنوات بعد استئصال الكيسة ولكن هناك نسبة كبيرة للإيجابية والسلبية الكاذبة .

الصورة الشعاعية البسيطة للصدر + إيكو البطن

يجب أن يجري بشكل روتيني لمعرفة هل الكنيسة المائية الدماغية بدئية أم ثانوية (مترافقة مع كيسات أخرى في الكبد والرئة).

معالجة الكيسات المائية الدماغية

وتتم ب:

المعالجة الدوائية :

وهي ذات فعالية غير مثبتة في حال الكيسات المائية الدماغية بسبب عدم وجود الارتكاس المناعي للكيسة وبالتالي عدم وصول الدواء إلى داخل الكيسة، وقد نلجأ إليها في حال تمزق الكيسة أثناء توليدها وذلك لمنع حدوث النكس حيث نستخدم الميبيندازول أو الألبيندازول، وعادة تكون قليلة الفعالية .

إذا ليس للعلاج الدوائي أي دور في تدبير الكيسات الدماغية والعلاج جراحي فقط

المعالجة الجراحية:

وهي المعالجة الوحيدة المتوفرة، وتعتمد على مهارة الجراح وخبرته، وهناك عادة طريقتان:

الطريقة الأولى: طريقة التوليد:

أصعب ولكنها الطريقة الأفضل والمتبعة دائما، وتتم بفتح شريحة جلدية واسعة في الفروة ثم رفع الشريحة العظمية ثم فتح السحايا بشكل واسع بحيث يتم كشف أوسع ما يمكن من الكيسة المائية، ثم يتم تسليخ جدار الكيسة عن الدماغ بشكل لطيف جدا لأن جدار الكيسة رقيق جدا ومن السهل تمزقه.

نقوم بوضع قثطار رفيع ولين بين جدار الكنيسة وسطح الدماغ ونحقن سائلا فيزيولوجيا بشكل تدريجي مع محاولة إدخال القثطرة إلى خلف الكيسة مع زيادة كمية السائل الفيزيولوجي المحقون بحيث يبدأ تبارز الكيسة المائية خارج الدماغ، ونستمر في ذلك حتى يتم توليد الكيمية بشكل سليم ويتطلب ذلك الكثير من التأني والصبر، وبعد الاستئصال يتشكل لدينا فراغ تعود المادة الدماغية التي كانت مضغوطة لملئه وقد يتبقى جوف صغير مكان الآفة.

ملاحظات:

قبل وضع القثطار يجب عزل المنطقة المحيطة بالكيسة بواسطة الشاش الطبي المبلل بالمحلول الملحي عالي التركيز ۳۰٪ وذلك لحماية الدماغه (في حال انفجار الكيسة) من انتشار السائل الكيسي وبالتالي حدوث النكس الأكيد (ويكون النكس بشكل كيسات مائية متعددة)

يجب أن يكون العنق الذي تخرج منه الكيسة واسعة وإلا قد يؤدي ذلك إلى صعوبة توليد الكيسة وبالتالي إمكانية انفجارها.

يمكن أن يوضع المريض بوضعية تراندنبورغ (إمالة الرأس للأسفل) مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الكنيسة تحت تأثير وزنها) وبالتالي يساعد على خروجها بسهولة أكبر.

الطريقة الثانية: طريقة البزل:

وهي أسهل من سابقتها ولكنها غير فعالة وغالبا ما تؤدي إلى تسرب سائل الكيسة وبالتالي حدوث النكس بنسبة كبيرة (لذلك يسميها البعض بالسرطان الأبيض نظرا للون محفظتها الحليبي)، وتستطب هذه الطريقة في الحالات التي تكون فيها الكيسية المائية عميقة وبالتالي يتطلب الوصول إليها إجراء تخريب دماغي واسع، وعندها يمكن الوصول إليها بواسطة مبزل خاص حيث يتم رشف السائل بداخلها ومن ثم رشفة جدار الكيسة بكاملها.

وينصح البعض بحقن محلول ملحي عالي التركيز بداخلها لفترة 5 دقائق وذلك للقضاء على الكيسات بداخلها ومن ثم القيام بعملية الرشف.

ملاحظة

في حال وجود كیستان مائيتان في الدماغ إحداهما فوق الخيمة والأخرى تحتها ، نبدأ بأستخراج الكنيسة الموجودة فوق الخيمة لأنه الأسهل أما الموجودة تحت الخيمة يكون الضغط فيها مرتفع فتمكن أن تنفجر.

وكذلك في حال وجود كيستان مائيتان في الدماغ إحداهما سطحية والثانية عميقة، نبدأ باستخراج السطحية أولا ثم العميقة لئلا تنفجر الكنيسة السطحية إذا حاولنا استخراج العميقة اولاً

إنذار الكيسات المائية الدماغية

يعتبر الإنذار ممتازا في حال التشخيص المبكر وتوليد الكنيسة بشكل سليم، بينما يكون الإنذار سيئا في الحالات المتأخرة، أو عندما تتمزق الكيسة أثناء توليدها حيث تكون نسبة الاختلاطات عالية و النكس شبه أكيد ، لذا تسمى الكيسة المائية الدماغية بالسرطان الأبيض White Cancer.

اترك تعليقاً