الجيارديا اللمبلية GIARDIA LAMBLIA (الأسباب , الأعراض , التشخيص والعلاج )

الجيارديا

الجيارديا اللمبلية بالإنجليزية GIARDIA LAMBLIA هي طفيلي ينتشر  في كل أنحاء العالم ويعتبر داءً مستوطناً Endemic ووبائياً Epidemic بآن واحد وهو من أهم الطفيليات المنتقلة بوساطة الماء،

ويعتبر من أكثر الأوالي مصادفة في الولايات المتحدة وحوالي 4% من عينات البراز حاوية على الجيارديا، ويعتبر سابع طفيلي مسبب للوفاة في الدول النامية.

[toc]

تعد الجيارديا من أقدم  الطفيليات المعوية  المكتشفة، اكتشفها العالم Van Leeuwenhock  عام 1681م من برازه.

واتت تسميتها من اسم العالم الفرنسي Giard والعالم  التشيكي Lamblia  اللذين وصفا الطفيلي بالتفصيل.

تم عزل الطفيلي في عدد من  الحيوانات في القطط والكلاب وحتى القوارض إضافة للإنسان.

يعيش الطفيلي في العفج والجزء الأمامي من الأمعاء الدقيقة وهو الطفيلي الأولي الوحيد الذي يتواجد في الأمعاء.

تم تصنيف الجيارديا بناء على النظائر الأنظيمية وسبر DNA فبها إلى G.doudenalis (Lamblia)،وG. Agilis،وG. Muris.

الصفات الشكلية ل الجيارديا اللمبلية GIARDIA LAMBLIA  :

يتواجد الطفيلي بشكلين أتروفي وكيسي.

الشكل الاتروفي

شكله كمثري مستدير من الأمام ومستدق من الخلف يشبه مظهر الدمعة والملعقة جانبياً ويبدي أربعة أزواج من السياط الأمامية والخلفية والبطنية والذيلية، كل سوط ينشأ من حبيبة تسمى الجسيم الحركي Kintosome.

الأبعاد:

  • الطول 8-16(14) ميكرون
  • الغرض 5-12 (10) ميكرون.

يتمايز هذا الشكل بسطحه الظهري المحدب والبطني المقعر نوعاً ما والذي سمي بالقرص الماص  الذي يستفاد منه في الالتصاق على جدران الأمعاء ويدخل في تركيبه التوبولين المؤلف للأنابيب الدقيقة وجزئيات أخرى تسمى بالجياردينات Giardins وهي أيضاً مؤلفة للأضلاع الدقيقة.

الشكل الجانبي للطفيلي متناظر مما يعطي إيحاءاً وجود طفيليين متلاصقين.

يحتوي الشكل الأتروفي على نواتين بيضاويتين تقعان على جانبي الخط المتوسط الذي تشغله الإبرتين المحوريتين Axostyle اللتين تنشأ من اندماج الخيوط المحورية  Axonemes للسياط البطنية والنبيبات الدقيقة.

الابرتين لا تمتدان إلى الوجه الخلفي، كل نواة لها جسم نووي مركزي، تعطي الطفيلي منظر الوجه مع  نظارات، وإضافة لما ورد هناك جسمان على شكل السجق على جانبي الخط المتوسط إلى الخلف من القرص الماص.

الجيارديا تفتقر إلى المتقدرات وجهاز غولجي والأجسام المؤكسدة والشبكة الهيولية الملساء،  لكنها تتميز ببروزات هيولية تسمى المحاور.

الشكل الكيسي:

ذو شكل بيضوي مغلف بجدار ثخين، غالباً ما يكون مضاعف، يحتوي الشكل الناضج منه 4 نوى، وعلى محور طويل  يقاس بحوالي 9 – 12ميكرون.

تختلف الأكياس عن الأتاريف بجدارها الهياليني القاسي والناعم والذي تبلغ سماكته 0.3 – 0.5 ميكرون، يحيط هذا الجدار بهيولى حبيبة ومفصولة بوضوح عن جدار الخلية والتي تتضمن فجوات مختلفة الحجم. الجدار الثخين يتيح للطفيلي التكيف والعيش حتى ثلاثة أشهر في الماء.

على الرغم من المعرفة القليلة عن الشكل الكيسي كونه من الصعب إحداث التكيس مخبرياً. فإن التكيس يتم من خلال سحب السياط وتكثف الهيولى مع تشكل جدار خارجي رقيق في البداية لا يلبث أن يصبح سميكاً مضاعفاً، وفي بداية التكيس يوجد هناك نواتان مع بقايا السياط التي تكون مبعثرة أو متجمعة، وبعد النضج يصبح عدد الأنويه أربعة تتجمع في أحد قطبي الكيس.

دورة حياة الجيارديا اللمبلية GIARDIA LAMBLIA

بعد ابتلاع الشكل الكيسي الناضج من الطفيلي والذي يحتوي على أربعة نوى، يذهب عبر المعدة إلى العفج وفي خلال نصف ساعة تنتش الأكياس لتتحرركل واحدة منها أتروفتين في العفج والتي بدورها تبدأ بالانقسام،  ولا يمكن للأكياس التحرر في المعدة بسبب حموضة المعدة القاتلة لها.

تتعلق الأتاريف بجدار العفج والصائم بوساطة القرص الماص، وتتكاثر بالانشطار المضاعف الطولاني، وعند وصول بعض الأتاريف إلى القولونات تتكيس لتطرح عبر البراز عادة.

الكيس كما ذكرنا يتضمن في البداية نواتين تتكاثر لتصبح أربعة نوى ضمن الكيس الواحد وهو الشكل الخامج للإنسان أما في حالة الإسهال فإن الاتاريف تطرح في البراز عادة.

عدوى الجيارديا اللمبلية

يأتي الخمج بشكل رئيس من الماء الملوث وذلك عن طريق الشرب أو السباحة لأن كل الجائحات التي تمت بهذا الطفيلي وراءها مصدر مائي وأيضاً الطعام الملوث ينقل هذا الخمج، بينما الانتقال من شخص لأخر يأتي في المرتبة الثانية ويحدث في المجتمعات ذات المستوى الصحي المنخفض ومراكز الرعاية ولدى الأشخاص المثليين أيضاً.

 

الآلية الإمراضية والأعراض السريرية للجيارديا اللمبلية

يتوضع الطفيلي بين الزغابات وفي الفراغات ويحدث ضمور في الزغابات المعوية ويجعلها كليلة، وربما مسطحة ويسبب تطاولاً بين الحفيرات وارتشاحاً بالمعتدلات واللمفاويات والخلايا البلازمية.

هناك علاقة بين أذية وضمور الزغابات المعوية والحافة الماصة وبين تناقص أنظيم ثنائي السكريداز المساهم في منع الإسهال الحلولي فينتج عن ذلك تشكيل غازات نتاج تحليل السكريات بوساطة الجراثيم عوضاً عن هذه الانظيمات. لذ افإن سوء الامتصاص المرافق للخمج ينشأ عن عوامل ميكانيكية وكيميائية.

يمكن إحداث الخمج بجرعة 100 كيس وأحياناً بجرعة 10 أكياس ولكن لدى بعض الأشخاص وخصوصاً المثبطي المناعة.

لم تتوضح الآلية الإمراضية للخمج بشكل نهائي حتى الآن، فهناك خمج يشفى تلقائياً وبدون علاج وهناك خمج يستمر لعدة سنوات.  قد يترافق الخمج بأعراض شديدة،  وفي بعض الحالات يكون الخمج تحت سريري وبدون أية أعراض، يبدو أن نقص حموضة المعدة والحالة المناعية ونقص الامينوغلوبولين آ IgA ، وكذلك الإصابات السابقة لها تلعب دوراً في تحديد سير الخمج. تبين أن حليب الأم  قاتل للأتاريف لذا يوصى بالإرضاع  من حليب الأم بالنسبة للرضع.

بعدة فترة حضانة  تتراوح من 1- 2 أسبوع من الخمج فإن حوالي 50% من المصابين  يظهرون أعراضاً و15% يبقون غير عرضين ولديهم أكياس برازية و35% يبقون غير عرضين سريرياً ومخبرياً.

يحدث الخمج بهذا الطفيلي اعتلالاً معوياً يؤدي سوء امتصاص يتظاهر بإسهالات دهنية مخاطية ذات رائحة كريهه للغائط لكن بدون دم ومخاط، مع آلام شرسوفية وغثيان واقياءات وزحير وتطبل في البطن وزيادة في الأصوات المعوية.

يتداخل الطفيلي في امتصاص عدد من العناصر  الغذائية فيؤدي إلى فشل نمو عند الأطفال ونقص بعض الفيتامينات ولاسيما Vit. B12و Vit. A الأمر الذي ينجم عنه فقر دم عرطل أحياناً (نتيجة نقص Vit B12).

التظاهرات الخارج معوية تشمل التهاب المرارةوالتهاب المعثكلة والتهاب المفاصل والتهاب الشرايين الشبكية والقزحية والشرى والتي تظهر كالتهابات ارتكاسية للطفيلي.

على الرغم من وجود حالات لا عرضية فإن الخمج يعتبر معدياً جداً كون الأكياس تستطيع البقاء حية وقادرة على العدوى لحوالي الأسبوعين في البراز الصلب.

تشخيص الجيارديا اللمبلية

إن تشخيص الجيارديا يعتمد

  • على فحص البراز والذي يقسم إلى ثلاثة أقسام، قسم يفحص طازجاً مع محلول لوغول Lugol وقسم يوضع في الكحول متعدد الفينولات PVA لتثبيته وقسم يوضع في محلول الفورمالين 10%.

في المرحلة الحادة عند وجود  البراز الإسهالي تتواجد الأتاريف في البراز ولكنها تموت خارج الجسم وهي غير معدية أما في الحالات المزمنة لا نجد إلا الأكياس وقد يصل إلى 200 ألف/غ براز، وفي كلتا الحالتين يجب فحص البراز لمدة ثلاثة أيام متتالية لان الأكياس تتشكل بفترات.

  • كما يعتمد تشخيص الجيارديا في حال سلبية فحص البراز على أخذ رشافة من العفج وفحصها بطريقة خاصة تدعى Entero Test والتي تجري بوساطة كبسولة معلقة بخيط يتناولها المريض وتترك لمدة ساعتين ثم نخرج الخيط ونضعه في سائل فيزيولوجي ويثفل للتركيز ويفحص لإثبات الأتاريف فيه، أو من خلال التنظير وأخذ رشافة من العفج أو جزعة نسيجية.

عند فحص البراز الإسهالي نجد الشكل الأتروفي المتحرك بحركة دورانية مميزة لهذا الطفيلي، ولا يمنع ذلك من وجود الأكياس ذات الجدار الثخين وبأعداد كبيرة.

يستخدم في عملية الصبغ  صبغة اليود فتظهر الأكياس ومكوناتها الداخلية بلون بني مخضركما يمكن استخدام صبغة الهياتوكسيلين الحديدي ونلاثية الكروم أما في التعويم فيستخدم سوائل كثيفة كاتيل اسيتات الفورمالين أوسلفات الزنك .

  • هناك اختباراتELISA لتحري مستضدات الجيارديا في البراز وهي نسبياً عالية الحساسية والنوعية ولكن لاتصلح كإجراء روتيني تشخيصي.
  • يمكن استنبات هذا الطفيلي في المزارع لتأكيد التشخيص ويتم ذلك على مستنبتات تتضمن أملاح صفراويةومخاطية معوية وخلايا ظهارية وضغط O2 منخفض وخمائر. يزداد النمو بوجود الأملاح الصفراوية وهذا يفسر استيطان الجيارديا في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة.

علاج الجيارديا اللمبلية

Quinacrin: وهو الدواء النوعي للجيارديا يعطي بمعدل 100ملغ ×3 مرات يومياً وللأطفال بمعدل 2ملغ/كغ ويستمر العلاج مدة 7-10 أيام.

Metronidazol: يعطي بجرعة 250 ملغ× 3مرات يومياً  لمدة أسبوع.

Furazolidone: بطيء الفعالية ويفضل إعطاؤه للاطفال

Tinidazol:  يعادل فعالية الميترونيدازول ويعطى بجرعة وحيدة 2 غ (اربع حبات) يومياً ولمدة ثلاثة أيام

الوقاية من الجيارديا اللمبلية

تعتمد  الوقاية من الجيارديا علىتطلب معالجة الأشخاص وتنقية المياه والاعتناء بالطعام والإبتعاد عن الحيوانات المحتمل اصابته

 

 

 

 

اترك تعليقاً