التهاب السحايا الفيروسي Viral meningitis

man with migraine headache massaging his temples and frowning

التهاب السحايا الفيروسي Viral meningitis كان يستخدم أولاً مصطلح التهاب السحايا العقيم  ليخصص مرض معين خلاله بأنه عقيم، بسبب أن الزروع الجرثومية كانت سلبية، أما الآن فهذا المصطلح يُطبق على مركب عرضي ينتج عن واحد من عدة عوامل معدية، أغلبها فيروسية بينما القليل منها جرثومية (ميكوبلازما، حمىQ،و إنتانات الركتسية الأخرى).

[toc]

وبما أن التهاب السحايا العقيم نادراً ما يكون مميت، فإنّ التغيرات المرضية الدقيقة غير مؤكدة ولكنها محددة للسحايا بشكل محتمل.

وبشكل احتمالي يمكن أن توجد بعض التغيرات الثانوية ضمن الدماغ نفسه، لكن شدتها غير كافية لتسبب أعراض وعلامات عصبية أو لتظهر تغيرات بالدراسة الشعاعية.

أسباب التهاب السحايا الفيروسي

تتشارك العديد من الفيروسات في الاتجاه الفريد لتؤثر بشكل رئيسي على الجهاز العصبي عند الإنسان، وهذه المجموعة تتضمن:

  • فيروس عوز المناعة الإنساني المكتسب (HIV).
  • فيروسات الحلأ البسيط (HSV1- HSV2).
  • الحلأ النطاقي (HZV) أو فيروس الحماق النطاقي (VZV).
  • فيرس ابشتاين بار (EBV).
  • الفيروس المضخم للخلايا (CMV).
  • الفيروسة السنجابية.
  • داء الكلب.
  • العديد من الفيروسات الموسمية المنقولة بالمفصليات (الفيروسات المصفرة).

بعض هذه الفيروسات مؤثرة على الأعصاب، وتبدي انتقائية لأنماط معينة من الخلايا العصبية، على سبيل المثال:

  • فيروسات التهاب سنجابية النخاع (شلل الأطفال) و الخلايا العصبية الحركية.
  • فيروس VZV و العصبونات الحسية الجانبية.
  • فيروس داء الكلب وعصبونات جذع الدماغ.

ومع هذا فإنّ فيروسات أخرى تهاجم الخلايا الدبقية الداعمة غير العصبية؛ كفيروس JC الذي يسبب اعتلال المادة البيضاء الدماغية المتعدد البؤر المترقي هو النموذج الأول.

وبالنسبة لباقي الفيروسات فهي تكون ذات أُلفة أقل انتقائية لعناصر الجهاز العصبي، على سبيل المثال يمكن للحلأ البسيط أن يخرب الأقسام الأنسية من الفصوص الصدغية، مسبباً تلف العصبونات والخلايا الدبقية والألياف العصبية الميالينية والأوعية الدموية.

ويمكن لفيروس HIV أن يسبب بؤر متعددة من نسيج متنخر ضمن الدماغ.

في بعض الحالات تكون التأثيرات الجهازية للعدوى الفيروسية غير مهمة، وما يجعلها ذات اهتمام طبي هو الاضطرابات العصبية التي يمكن أن تحدث.


الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي

تجد الفيروسات طريقها إلى الجسم عبر أحد طرق متعددة:

  • التهاب الغدة النكفية، الحصبة وVZV تدخل عبر الطرق التنفسية.
  • الفيروسات السنجابية والفيروسات المعوية تدخل عبر الطريق المعوي الفموي.
  • فيروسات HSV تدخل بشكل رئيسي عبر الطريق المخاطي التناسلي أو الفموي.
  • الفيروسات الأخرى تكتسب كنتيجة عدوى من عضات الحيوانات (مثال داء الكلب)، عدوى عبر القراد، العث، أو

البعوض (كالفيروسات المنتقلة بالمفصليات).

  • الجنين ممكن أن يصاب بالحصبة الألمانية، CMV، وHIV عن طريق المشيمة.

في كل هده الحالات، تفيرس الدم خطوة متوسطة للوصول إلى الدماغ أو السائل الدماغي الشوكي.

  • وهناك طريق آخر لانتقال العدوى عبر الأعصاب المحيطية والحركات الجابذة للفيروس، وهذا يتم عبر نظام النقل المحواري بالطريق الراجع.

فيروس HSV  VZV، وفيروس داء الكلب تستخدم طريق الأعصاب المحيطية والذي يفسر أن الأعراض الباكرة لداء الكلب تحدث محلياً كمستوى قطعي مع عضة الحيوان.

ولقد ظهر بشكل تجريبي أنّ HSV يمكن أن ينتشر إلى الجهاز العصبي المركزي عبر العصبونات الشمية في المخاطية الأنفية والاستطالات المركزية لهذه الخلايا، ثم تعبر خلال الفتحات في الصفيحة المصفوية ثم إلى المشبك مع الخلايا في البصلة الشمية (CNS).

هناك طريق محتمل آخر هو عبر العصب مثلث التوائم وعقدة غاسر، على أي حال دور هذه الطرق في العدوى عند الإنسان ليست مؤكدة.

  • ومن بين هذه الطرق المختلفة للعدوى ، الطريق الدموي المنشأ هو الأكثر أهمية بالنسبة لأغلبية الفيروسات.
  • بالإضافة إلى ذلك فإن VZV يستقر في العقد الحسية، ويصبح فعالاً فيما بعد مسبباً للحلأ النطاقي، وذلك بعد العدوى البدئية بعدة عقود و الذي يسبب الحماق.
  • يكمن فيروس ال JC أيضا في الأنسجة في الكلية و نقي العظم و يظهر فقط في حالات تثبيط المناعة ليصيب الدماغ بالعدوى.

آليات العدوى الفيروسية:

عندما تغزو الفيروسات الجهاز العصبي يكون لها تأثيرات مرضية سريرية متعددة.

أحد أسباب هذا التعدد هو التجمع الخلوي المتنوع ضمن الجهاز العصبي المركزي، والذي يتباين في الحساسية للعدوى باختلاف الفيروسات.

وليتم التحسس نحو العدوى الفيروسية يجب أن تمتلك خلية المضيف على غشائها السيتوبلاسمي مواقع استقبال خاصة ليرتبط معها الفيروس.

وهكذا تكون بعض الإصابات محصورة في الخلايا السحائية، لكون الفيروسات المعدية هي الأكثر شيوعاً فإنها تسبب المظاهر السريرية التي تكون في التهاب السحايا العقيم.

وتشمل فيروسات أخرى أصناف معينة من عصبونات الدماغ أو الحبل الشوكي، تؤدي لتصاعد الاضطرابات الأكثر خطورة مثل التهاب الدماغ والتهاب سنجابية الدماغ (شلل الأطفال).

يجب أن يكون الفيروس أو قفيصته المنواة قادرة على اختراق الخلية وبشكل رئيسي بواسطة عملية الالتقام، وإطلاق غلافه البروتيني النووي المحمي.

ليحدث التكاثر الفيروسي، يجب أن تملك الخلية قدرة استقلابية لتنسخ وتترجم بروتينات الغلاف الفيروسي، ولتكرر الحمض النووي الفيروسي، تحت إشراف جينومات الفيروس لتجميع الفيريونات.

تعتمد عضويات معينة على مستقبلات سطحية على الخلية لتدخل على الخلايا، هذه العلاقات ذات اهتمام علاجي محتمل، على سبيل المثال استخدام مستقبل السيروتونين لدخول فيروس ال JC إلى الخلايا الدبقية قليلة التغصنات.

والتأثيرات المرضيّة للفيروسات على خلايا المضيف تتنوع إلى حد كبير.

في التهاب الدماغ الحاد العصبونات تغزى مباشرة بالفيروسات ويحدث انحلال للخلايا، حيث يوجد تفاعل التهابي ودبقي متوافق.

كما أنّ بلعمة العصبونات (العصبونات المصابة والمنتجات المتنكسة بواسطة الدبيقيات) علامة على هذه الظاهرة.

وفي اعتلال المادة البيضاء الدماغية متعدد البؤر المترقي (PML) يوجد انحلال انتقائي للخلايا الدبقية قليلة التغصنات ناتج عن بؤر من إزالة الميالين.

وفي إصابات خلقية محددة، مثلاً الحصبة والحصبة الألمانية يبقى الفيروس في النسيج العصبي لأشهر أو سنوات.

أما في الحالات الأخرى فالإصابة الفيروسية ممكن أن تعيش في الجهاز العصبي لمدة طويلة قبل أن تثير رد فعل التهابي (مثال التهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد SSPE)، في هذه الحالات المرض ممكن أن يكون بطيء الشفاء جداً بحيث يتظاهر بمرض تنكسي.

الخلايا المتنوعة في الدماغ الجنيني لها قابلية تأثّر خاصة واندماج فيروسي، مثال على ذلك فيروس الحصبة مع تخريب البطانة العصبية و تضيق المسالات.

وفي الحيوانات التجريبية يمكن أن تحدث الأورام المخية عندما تنضم جينومات فيروسية محددة إلى DNA خلية المضيف.

ويوجد دليل مقترح لمثل هذه الآلية المتعلقة بفيروس EBV مع الخلايا اللمفاوية البائية في الدماغ.

ومع هذا تمتلك البريونات وسائل أخرى للتأثير على الخلايا، والتي لا تتلائم مع المفاهيم التقليدية للعدوى.

العدوى بالاتصال مع المريض:

الخطر عن طريق الاتصالات مع المرضى منخفض جداً، فلا يتطلب التهاب السحايا الفيروسي عادة اتخاذ تدابير الصحة العامة لأنه على الرغم من أن بعض الفيروسات التي تسببه معدية، فإن معظم المصابين ليس لديهم أعراض، أو فقط أعراض خفيفة.

وقد يمر الشخص المصاب بالتهاب السحايا الفيروسي على الفيروس، ولكن هذا من غير المحتمل أن يتسبب في إصابة شخص آخر بالتهاب السحايا الفيروسي أيضاَ.


أعراض التهاب السحايا الفيروسي

عدد كبير من الفيروسات قادرة على التأثير على الجهاز العصبي، من بين الفيروسات المعوية لوحدها يوجد 70 نمط مصلي واضح مترافق مع أمراض الجهاز العصبي المركزي، وهناك أنماط إضافية من فيروسات هذه العائلة وغيرها لا تزال تُكتشف إلى الآن،على أي حال ليس هناك حاجة للتركيز عليهم بشكل فردي لكونه يوجد فقط عدد محدد من الطرق التي يعبروا فيها عن أنفسهم سريرياً وهي:

  • التهاب السحايا العقيم الحاد (لمفاوي).
  • التهاب السحايا الناكس الأقل شيوع.
  • التهاب الدماغ الحاد والتهاب السحايا والدماغ.
  • التهاب العقد (الحلأ النطاقي).
  • إصابة مزمنة للنسيج العصبي بالفيروسات القهقرية، مثال على ذلك HIV والخزل النصفي السفلي التشنجي الاستوائي
  • التهاب سنجابية الدماغ (شلل الأطفال).
  • إصابات فيروسية مزمنة تشمل العامل المسبب ل PML والتهاب الدماغ الشامل المصلب تحت الحاد SSPE.
  • عوامل البريون التي تناقش لاحقاً في الفصل.

وبشكل مختصر تتألف المتلازمة السريرية لالتهاب السحايا العقيم:

  • حمى.
  • صداع.
  • علامات تخريش سحائية.
  • سيطرة الخلايا اللمفاوية في السائل الدماغي الشوكي مع غلوكوز طبيعي.

عادة ما تكون الهجمة حادة ويصاحبها ارتفاع حرارة من 38 إلى 40 س (100,4 إلى 104ف).

وإنّ الصداع الذي يكون أكثر شدة من الصداع المرافق للحالات الحموية الأخرى هو العرض الأكثر تكراراً.

  • ممكن أن يحدث خمول بدرجات متغيرة لكن عادة ذو درجة متوسطة، حدّة الطبع، والنعاس.
  • الخوف من الضياء والألم عند حركة العيون، من الشكاوي الشائعة الإضافية.
  • إن صلابة النقرة والعمود الفقري عند انحناء الرأس للأمام دليل على وجود تخريش بالسحايا (حالة سحائية)، لكن في

البداية يمكن أن تكون خفيفة جداً بحيث تمر دون ملاحظة.

هنا في هذه الحالة تساعد علامة كيرنيغ وبرودزنسكي قليلاً، لأنها غالباً تكون غائبة في حال التهاب السحايا الفيروسي الواضح.

عندما تكون هناك علامات عصبية مرافقة، فإنها تميل أيضاً لأن تكون خفيفة أو سريعة الزوال مثل:

  • غياب حس في طرف، أو علامة بابنسكي متقلبة.
  • العلامات والأعراض الجهازية -فيما عدا الحمى- نادرة، وتعتمد بشكل رئيسي على التأثيرات الأخف للفيروسات الغازية، والتي تشمل حلق مؤلم، غثيان وإقياء، إعياء غير مفسر، ألم بالظهر والرقبة، التهاب ملتحمة، سعال، إسهال، طفح وحبوب، التهاب كبد، تضخم عقد لمفية، أو  تضخم طحال.

الطفح الجلدي الذي يظهر في الطفولة والمرافق لالتهاب السحايا والتهاب الدماغ (الحماق، الحصبة الألمانية والنكاف) يبدي اندفاع واضح وعلامات مميزة أخرى.

الطفح الجلدي الحمامي، البقعي الحطاطي، غير الحاك، محصور في الرأس والعنق أو معمم، يمكن أن يكون عرض بارز بشكل خاص عند الأطفال بالإصابة بفيروسات إيكوية معينة و فيروسات كوكساكي.

الطفح الباطن (الذباح الحلئي) والذي يأخذ شكل اندفاع تقرّحي حويصلي في مخاطية الفم، ممكن أن يحدث أيضاً مع هذه الإنتانات الفيروسية.

وفي الحالات الأخف، في الساعات أو الأيام الأولى من المرض، من الممكن ألا يكون هناك موجودات غير طبيعية في السائل الدماغي الشوكي، ويمكن أن يُشخّص للمريض بشكل خاطئ شقيقة أو صداع ناجم عن أمراض وإصابات جهازية.

حيث لا يمكن أن تكشف العضيات الدقيقة بالطرق الاعتيادية مثل اللطخة أو الزرع.

وكقاعدة فإن الغلوكوز الموجود في السائل الدماغي الشوكي طبيعي، ولكن بشكل نادر يحدث انخفاض متوسط لغلوكوز السائل الدماغي الشوكي (لكن لا يقل عن 25 مغ/دل) يحصل في التهاب السحايا المسبب بالنكاف، HSV-2، التهاب السحايا والمشيميات أو VZV.


أسباب التهاب السحايا العقيم

التهاب السحايا العقيم مرض شائع مع حدوث سنوي تقريباً 20 حالة لكل 100,000 من العدد السكاني (Beghi et al ;Ponka and Petterson).

معظمه تسببه عدوى فيروسية، والسبب الأشيع منها هو الفيروسات المعوية وبشكل رئيسي فيروس الإيكو وفيروس كوكساكي، وهذه تشكل 80% من الحالات التي سببها الفيروسي محدد.

وHSV-2 ربما هو السبب التالي من حيث الشيوع عند البالغين، يتبعه فيروس الحماق، HIV، النكاف عند الأطفال،

التهاب سحايا زغابي لمفاوي LCM)، HSV-1)، وإنتانات الفيروسات الغدية.

المجموعة التالية الأكثر شيوع تشمل:

  • EBV (داء كثرة الوحيدات)، CMV، البريميات، HSV-1، وذات رئة جرثومية بالميكوبلازما، وفي بعض أنحاء العالم  فيروسات التهاب الدماغ المنتقلة بالقراد والبورليات، وتشمل عامل لايم (Kupila et al)، أو عبر أوبئة محلية بأي مكان، مثال الفيروسات المنقولة بالمفصليات.
  • فيروس الانفلونزا، والفيروسات الغدية، وعضويات متفرقة عديدة، وأحياناً عديمة الضرر، تعزل في بعض الأوقات من السائل الدماغي الشوكي في حالات التهاب السحايا العقيم.
  • فيروسات كاليفورنيا، والنيل الغربي، والتي هي فيروسات منتقلة بالمفصليات (فيروس الأربو من الفيروسات المصفرة) مسؤولة عن عدد قليل من الحالات، فهي عادة ما تسبب التهاب دماغ أو التهاب سحايا ودماغ بشكل أوبئة محلية محدودة كما سيناقش فيما بعد.
  • ومن المعروف أيضا بأن الإصابة ب HIV يمكن أن توجد كالتهاب سحايا حاد محدد لذاته مع صورة سريرية مشابهة لداء كثرة الوحيدات المعدي.
  • بينما ال HIV يُعزل من السائل الدماغي الشوكي في المرحلة الحادة، فإن الانقلاب المصلي يحدث فقط لاحقاً، أثناء النقاهة من التهاب السحايا (انظر فيما بعد).
  • فيروس HSV-1 يعزل من السائل الدماغي الشوكي عند المرضى في الهجمة الناكسة من التهاب السحايا العقيم الحميد (التي تدعى التهاب سحايا مولاريت) ولكن هذه الموجودات غير ثابتة (steel et al).

كما أصبح الآن من الممكن تصديق أن هذا الفيروس مسؤول عن الكثير إذا لم يكن معظم الحالات والتي بشكل تقليدي تعتبر شلل بيل مجهول السبب.

مظهران آخران في علم الفيروسات لالتهاب السحايا العقيم ينبغي ملاحظتهما:

  • في الإحصائية الأكثر انتشاراً لحالات من مراكز عزل الفيروس، تبين أنه لا يمكن وضع سبب معين في ثلث أو أكثر من الحالات ذات المنشأ الفيروسي المفترض.
  • معظم العوامل القادرة على إحداث التهاب سحايا عقيم، أحياناً يمكن أن تسبب التهاب دماغ.

التشخيص التفريقي لأسباب التهاب السحايا الفيروسي

الاختلاف السريري بين العديد من حالات التهاب السحايا العقيم الفيروسية لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كبير.

ولكن هناك دلائل مفيدة يمكن أن نحصل عليها من خلال الانتباه إلى تفاصيل معينة مثل السوابق السريرية والفحص الفيزيائي.

ينبغي الأخذ بعين الاعتبار، الاستفسار عن الأعراض التنفسية والهضمية المرافقة، التمنيع، التاريخ السابق للمرض، الأمراض العائلية، عضات الحشرات، التماس مع الحيوانات، أماكن السفر الأخيرة، وجود وباء محلي، الفصل الذي يحدث خلاله المرض، والموقع الجغرافي، كل هذه هي معلومات مفيدة أخرى.

بما أن الفيروسات المعوية الشائعة، والمشتملة فيروس شلل الأطفال تنمو في الطريق المعوي وتنتقل بشكل رئيسي عبر الطريق الفموي البرازي، فإن الإصابات العائلية تكون مألوفة والأخماج أكثر شيوعاً في الطفولة.

بعض أخماج فيروسات الإيكو وكوكساكي (بشكل أساسي المجموعة A) يرافقها:

  • طفح ظاهر.
  • ويمكن أن يرافقها مناطق حويصلية رمادية من الذباح الهربسي الفموي.

 حالات فيرس كوكساكي المجموعة B يرافقها:

  • ألم الجنب.
  • التهاب العصب العضدي.
  • التهاب التامور.
  • التهاب الخصية.

التهاب سنجابية النخاع (شلل الأطفال) أو حمى الدنك يرافقها:

الألم في الظهر والرقبة والعضلات.

فيروسات الإيكو، غرب النيل، وكوكساكي يرافقها:

ضعف العصبونات المحركة السفلية يمكن أن يحدث أيضا مع الإصابة بها، لكنه عادة خفيف وعابر بطبيعته.

ذروة الإصابة بأخماج الفيروسات المعوية تكون في شهر أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول).

التهاب السحايا النكفي يحدث بشكل متقطع خلال السنة، ولكن ذروة الإصابة في أواخر الشتاء والربيع.

والذكور غالباً يُصابون أكثر من النساء بثلاثة أضعاف.

وتشمل التظاهرات الأخرى لعدوى النكاف مثل:

  • التهاب غدة نكفية، التهاب خصية، التهاب ثدي، التهاب مبيض، والتهاب بنكرياس، يمكن أن توجد لكن ليس معظم الأحيان.
  • ويجب الانتباه إلى أن التهاب الخصية ليس خاصاً بالنكاف بل إنه يحدث مرافقاً للخمج بفيروس كوكساكي المجموعة B وداء كثرة وحيدات النوى المعدي، التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي.
  • إنّ القصة السابقة الواضحة للنكاف، تساعد في استبعاد المرض الذي يأتي كهجمة ويعطي مناعة دائمة مدى الحياة.
  • المضيف الطبيعي لفيروس LCM هو فأر المنزل الطبيعي (عضلات الفأر).
  • يكتسب البشر العدوى من خلال التماس مع القوارض المصابة أو مع الغبار الحاوي على مفرغات الفأر.
  • عمال المخبر الذين يتعاملون مع القوارض يمكن أن يتعرضوا للإصابة ب LCM.
  • التهاب السحايا يمكن أن يسبق بأعراض تنفسية وأحيانا ارتشاحات رئوية.
  • العدوى شائعة خاصة في أواخر الخريف وفي الشتاء، والسبب يعود بشكل محتمل لأن الفئران تدخل جحورها في هذا الوقت.

الفيروسات الصغيرة (فيروسات البارفو):

تسبب المرض الخامس عند الأطفال الصغار، وتتصف ب:

  • حمى مرتفعة.
  • خدود متوهجة بشكل ملحوظ.
  • لا يترافق مع أعراض عصبية خارجة عن حدة الطبع، وأحياناً نوب حميّة.
  • على أي حال عندما تنتقل الإصابة من الطفل إلى بالغ فإن التظاهرات العصبية المتنوعة مثل التهاب العصب العضلي يمكن أن تحدث.
  • هناك تقارير عن حدوث التهاب دماغ والتهاب سحايا بالذرية B-19 وبشكل خاص عند الأطفال، وأحياناً عند الأفراد ذوو المناعة المتقلبة.
  • لأنه من الصعب فهم الاختلاط، بعض المرضى يحدث لديهم صدمات، نوقشت في مقابلة من قبل Douvoyiannis وزملائه.

التهاب السحايا ب HSV وHIV:

  • يمكن أن يترافق مع التهاب ذيل الفرس.
  • في حالة ال HSV يوجد على الغالب إصابة تناسلية سابقة بالفيروس.

داء كثرة الوحيدات المسبب ب EBV أو بعض الأحيان عدوى CMV:

  • وجود حلق مؤلم.
  • تضخم غدة نكفية معمم.
  • طفح عابر.
  • يرقان خفيف.

اليرقان هو ظاهرة بارزة لالتهاب الكبد الفيروسي، وبعض الأنماط المصلية للبريميات، وببعض الأحيان حمى Q.

ومن بين الأسباب الجرثومية والخمج بالملتويات المسببة لمتلازمة التهاب السحايا العقيم، فإن داء البريميات، التهاب رئة بالميكوبلازما، وداء البورليات (لايم).

عند الأفراد المثبطين مناعياً:

  • أشكال معينة من التهاب الدماغ تحدث لديهم بسبب ال HIV أو بسبب المعالجة الكيميائية للأورام، أو عند نقل الأعضاء، أو خباثة دموية أو لمفاوية.
  • في هذه الحالة يحدث عادة التهاب دماغ، لكن التهاب السحايا العقيم يمكن أن يحدث.
  • العضيات المسببة الرئيسية في هذه المجموعة هي HHV-6 ، CMV ، VZV.
  • النتائج المخبرية توحي بعضويات معينة كسبب لالتهاب السحايا العقيم.
  • معظم حالات داء كثرة الوحيدات يمكن أن تكتشف بواسطة لطاخة الدم، واختبارات مصلية محددة (متغايرة الحبيبات أو غيرها).
  • يشتبه ب LCV في حال لوحظت كثرة الخلايا اللمفاوية في السائل الدماغي الشوكي.

فإذا كان التعداد أكثر من 1,000 خلية/mm3 في السائل الدماغي الشوكي، وبشكل خاص إذا كانت الخلايا على حساب اللمفاويات، فهذا غالباً ناتج عن LCV ولكن يمكن أن يحدث بشكل مرافق لفيروس النكاف أو فيروس الإيكو 9.

في هذه العضويات الأخيرة يمكن للعدلات أن تسيطر في السائل الدماغي الشوكي لمدة أسبوع أو أكثر.

إن الانخفاض الخفيف للغلوكوز في السائل الدماغي الشوكي يتزامن مع التهاب السحايا النكفي ومع الفيروسات المذكورة سابقاً، ولكنه غالبا ما يكون دليل على الإصابة الفطرية أو الجرثومية.

اختبارات وظائف الكبد غير طبيعية في العديد من المرضى المصابين بفيروس EBV والأخماج بالريميات، وفيروسات التهاب الكبد ليست شائعة في أن تسبب التهاب سحايا.

وفي غالبية المرضى المصابين بالتهاب رئة بالميكوبلازما، فإن الغلوبولينات الباردة تظهر في المصل إلى نهاية الأسبوع الأول من المرض.

الاختبارات المصلية:

  • إن الاختبارات المصلية الكاشفة عن الفيروسات الرئيسية المسببة لالتهاب سحايا عقيم، متوفرة ومعظمها تستخدم تثبيت المتممة، أو المقايسة المناعية الممتزة الرابطة للأنزيم (ELISA)، حيث يستدل على الإصابة بارتفاع لأربع مرات بعيار المصل المسحوب من حاد إلى متماثل للشفاء، على الأقل لعشرة أيام كل على حدى، لكن هذه بالطبع لا تفيد أكثر من تأكيد التشخيص بعد أن يمر معظم المرض.
  • في بعض الحالات، ارتفاع أضداد IgM خاصة الموجهة لعوامل معدية تكون مفيدة.
  • التفاعلات المصلية في السائل الدماغي الشوكي بداء السفلس، يجب أن تفسر بحذر، لأنّ الإصابة بأنماط عديدة، مثل

داء كثرة الوحيدات يمكن أن تعطي إيجابية كاذبة.

  • في السنين القليلة الماضية، تم تطبيق تفاعل سلسلة البوليميراز (PCR) في تشخيص الإصابات الفيروسية للجهاز العصبي من ضمنها فيروس CMV وHSV.
  • يكون الاختبار أكثر حساسية أثناء الهجمة الحادة لتتسخ الفيروس، على عكس الاختبارات المصلية التي تكون أكثر دقة فيما بعد من مسار الإصابة.
  • توجد لاختبارات ال PCR لفيروس ال CMV سلبية كاذبة عديدة، وإيجابية كاذبة قليلة، ومع ذلك فهي مفيدة في بعض الظروف مثل التشخيص الباكر للإصابة المفاجئة ب CMV في مرضى الإيدز.
  • بالنسبة للغالبية، فإن كل من ال PCR والاختبارات المصلية ليست ضرورية في الممارسة السريرية.

علاج التهاب السحايا الفيروسي

  • يمكن استخدام الأسيكلوفير لعلاج عدوى فيروس الهربس البسيط، ومع ذلك لا توجد علاجات فعالة لمعظم الفيروسات التي تسبب التهاب السحايا (المضادات الحيوية غير فعالة ضد الفيروسات)، لذلك عادة ما يقتصر العلاج على تخفيف أعراض المرض (على سبيل المثال مسكنات الألم للصداع أو مضاد للقيء لوقف التقيؤ).
  • يتعافى معظم الناس دون أي علاج طبي في غضون 5 أيام إلى أسبوعين، ولكن للبعض فترة الانتعاش تكون أطول.
  • قد يقوم الطبيب بعمل ثقب في أسفل الظهر، هذا هو عندما يتم أخذ عينة من السائل النخاعي (CSF) من القناة الشوكية

(الممر عبر العظام الخلفية التي تحتوي على الحبل الشوكي)، وسيتم فحص عينة من CSF ومن ثم إرسالها لمزيد من الفحوصات المخبرية، إن البزل القطني مهم لتأكيد تشخيص التهاب السحايا، وإظهار أي جرثومة تسبب المرض.

نتائج التهاب السحايا الفيروسي

يتعافى معظم الناس دون آثار ملحوظة، ولكن الدراسات الحديثة وجدت أن بعض المرضى المصابين بالتهاب السحايا الفيروسي قد يصابون بفقدان الذاكرة على المدى القصير ونقص الانتباه، وهناك أيضاً بعض الأدلة على أن الأطفال الذين يعانون من التهاب السحايا الفيروسي تحت عمر سنة واحدة، قد يعانون من مشاكل عصبية دقيقة في وقت لاحق من الحياة.


الوقاية من التهاب السحايا الفيروسي

  • لا يمكن الوقاية من معظم أسباب التهاب السحايا الفيروسي، على الرغم من أن الاحتياطات العامة الجيدة ضد التهاب السحايا الفيروسي هي الانتباه لغسل اليدين لأن الفيروسات المعوية عادة ما تدخل الجسم عن طريق طريق اليد إلى الفم.
  • يتم تقديم التلقيح ضد النكاف والحصبة (MMR) للأطفال في عمر 12-13 شهراً و3 سنوات كجزء من جدول التمنيع الروتيني للأطفال.
  • كما تتوافر التحصينات لبعض الفيروسات الفلافية مثل التهاب الدماغ الناجم عن القراد والتهاب الدماغ الياباني،

وينصح به للمسافرين إلى المناطق التي تكون فيها مخاطر هذه العدوى مرتفعة.


 

اترك تعليقاً