داء الكَلَب Rabies Disease

guy holding his friend dog labrador smiling sunset 8353 6467

داء الكَلَب Rabies Disease هذا المرض يقف جانباً عن بقية الأخماج الفيروسية الحادة الأخرى، لأن فترة الكمون التي تتبع دخول الفيروس وميزاته المرضية والسريرية الخاصة مدهشة.

والأمثلة البشرية لهذا المرض نادرة في الولايات المتحدة بين 1980 و1997، فقط 34 عُرف حدوثها، ومنذ 1960 لم يوجد أكثر من 5 حالات أو أكثر في سنة واحدة.

وفي بعض المناطق (استراليا، هاواي، بريطانيا العظمى وشبه الجزيرة الاسكندنافية) لم تسجل حالات محلية أبداً، وبالمقابل في الهند يوجد إصابات كثيرة.

وإن أهمية هذا المرض تأتي في الواقع من كونه، وبشكل ثابت تقريباً مميت، بينما تظهر الأعراض السريرية الخاصة جاعلةً بقاء الفرد المصاب يعتمد على القيام بالإجراءات العلاجية قبل أن تصبح الإصابة واضحة سريرياً.

كل سنة، أكثر من 20- 30 ألف فرد يعالج بلقاح الكلب، عندما يتعرضون للعض من قبل الحيوانات التي يُحتمل أن تكون مصابة بالكلب، ومع أنّ حدوث الإشكالات مع استخدام لقاح داء الكلب الحديث أقل بكثير عما هي سابقاً، فهناك استجابات خطيرة قليلة تستمر لتصبح أكثر مصادفة.


أسباب داء الكلب

عملياً كل حالات داء الكلب هي نتيجة لدخول الفيروس عبر الأدمة بواسطة عضة الحيوان.

في الدول المتقدمة، حيث داء الكلب شائع نسبياً، فإنّ المصدر الأكثر مشاهدة هو من عضة الكلب المسعور.

وفي أوروبا الغربية والولايات المتحدة، فإنّ الصنف المسعور الأكثر شيوع هو الراكونات، الظربان، الثعالب، والوطواط وهي من ضمن الحيوانات البرية، وأما من بين الحيوانات المنزلية فالكلاب والقطط.

وبما أن الحيوانات لمسعورة عموماً تعض بدون استفزاز، فينبغي تحديد طبيعة الهجمة.

كذلك انتشار فيروس داء الكلب الحيواني يتنوع   على نطاق واسع في الولايات المتحدة، لذا فإنّ الوجود المحلي للمرض يفيد في تقييم الخطورة.

ويمكن أن تحدث حالات نادرة باستنشاق سقيفة الفيروس بواسطة الوطواط، وتقترح قصة هواية اكتشاف الكهوف ودراستها هذا الطريق لاكتساب الإصابة.

وفي حالات قليلة لا يمكن تحديد مصدر الخمج.


المظاهر السريرية لداء الكلب

فترة الحضانة عادة من 20- 60 يوم، ولكن يمكن أن تكون أقصر من 14 يوم، خاصةً في الحالات المشتملة على عضات عميقة متعددة حول الوجه والرقبة.

  • إنّ الوخز أو الخدر في موقع العضة، يُعتبر مميز حتى بعد أن يشفى الجرح، وهذا يدفع للتفكير بحصول استجابة

التهابية، والتي تتحرض عندما يصل الفيروس إلى العقد الحسية.

الأعراض العصبية الرئيسية تأتي بعد 2-4 أيام من المرحلة البادرية للحمى والصداع والتوعك وتتألف من:

  • توجس، رتة، فرط نشاط حركي نفسي، ويُتبع بعسرة بلع (ومن ثم سيلان لعاب وزبد في الفم)، تشنج عضلات الصدر تحدث بمحاولة ابتلاع الماء أو في حالات نادرة بمجرد رؤية الماء (خوف من الماء)، وخز بالوجه، شفع، وتشنج بعضلات الوجه، هذه الميزات تشير إلى شمول الإصابة إلى النواة اللبية السقيفية.
  • نوب معممة، تشوّش نفسي، وحالة من الهياج يمكن أن تتلوها.
  • هناك شكل شللي أقل شيوع (داء الكلب الصامت في التآليف القديمة للتمييز عن شكل داء الكلب الموصوف أعلى) كنتيجة لإصابة الحبل الشوكي، يمكن أن يرافق أو يحل بدل حالة التهيج.
  • من المحتمل أن يتبع الشكل الشللي عضات الوطواط أو في الماضي بعد إعطاء لقاح الكلب.
  • السبات يتبع بالتدريج أعراض التهاب الدماغ الحاد، ومع استثناءات نادرة كما هو ملاحظ بالأسفل، وعواقب الموت

تحدث خلال 4-10 أيام، أو أطول من ذلك في الشكل الشللي.


الميزات المرضية لداء الكلب

يتميز المرض بوجود مشتملات أيوزينية سيتوبلازمية وأجسام نيغري.

وتكون ملفتة أكثر في الخلايا الهرمية للحصين وخلايا بوركنج، ولكن يمكن أن ترى في الخلايا العصبية في الدماغ والنخاع الشوكي.

بالإضافة لوجود تجمع للكريات البيض ممتد حول الأوعية، وارتشاح سحائي باللمفاويات ووحيدات النوى، وبؤر صغيرة من تنخر التهابي، مثل هذه تُرى في إصابات فيروسية أخرى.

وإن الاستجابة الالتهابية أكثر شدة في جذع الدماغ.

المجموعات البؤرية للدبيقيات في هذا المرض تسمى عقد Bades (نسبة إلى Victor Bades، أخصائي علم أحياء مجرية روماني).


علاج داء الكلب

  • في العضات والخدوش من حيوان مشتبه بكونه مصاب بالكلب، ينبغي وبشكل مفروغ منه الغسل بالماء والصابون، بعد إزالة كل الصابون يستخدم مطهر بنزيل كلوريد الأمونيوم (Zephiran) والتي تعطل الفيروس.
  • إنّ الجروح التي يكون فيها الجلد متهشم تتطلب وقاية من الكزاز.
  • بعد عضة حيوان يبدو أنه غير مسعور، فإن مراقبة الحيوان ضرورية لمدة 10 أيام.
  • إذا ظهرت إشارات المرض على الحيوان، فيجب قتله وإرسال الدماغ تحت التبريد إلى مخبر حكومي مخصص ليقوم باختبارات تشخيصية.
  • الحيوانات البرية، إذا قُبض عليها، ينبغي أن تقتل ويفحص الدماغ بنفس الطريقة.
  • وإذا تبيّن أن الحيوان مسعور بالأضداد المتألقة أو الاختبارات الأخرى لداء الكلب، أو إذا عض المريض حيوان بري هارب، يجب أن تعطى وقاية تالية للتعرض.
  • كما أن الغلوبيولين المناعي البشري لداء الكلب (HRIG) يُعطى حقناً بجرعة 20 وحدة/ كغ من وزن الجسم (نصفها يرتشح حول الجرح والنصف الآخر داخل العضلات).
  • هذه تزود بمناعة منفعلة ل 10-20 يوم معطية الوقت لتنشيط المناعة.
  • إن لقاح جنين البطة (DEV) استخدم بشكل خاص لهذا الغرض، ويقلل إلى حد كبير من خطر التهاب دماغ ونخاع تحسسي خطير من حوالي 1 من أصل 1000 حالة (مع لقاح الفرس المستخدم سابقاً) إلى 1 من 25000 حالة، ولا يزال يستخدم في أنحاء عديدة من العالم.
  • كما أن لقاح الكلب المتطور الأكثر حداثة المستنتج من خط خلايا ضعفانية إنسانية (لقاح خلايا ضعفانية بشرية HDCV) يخفف الجرع المحتاجة ل 5 فقط (من 23 محتاجة عند استخدام لقاح DEV)؛ وهذا يعطى بمقدار 1 مل حقناً في يوم التعرض ثم في الأيام 3، 7، 14، 28، بعد الجرعة الأولى.
  • إن لقاح HDCV يزيد معدل استجابة الأضداد ويقلل أيضاً الاستجابة التحسسية بواسطة إزالة البروتينات الأجنبية.
  • هناك تجربة شاملة للعوامل الجديدة المضادة للفيروسات في المرضى العرضيين لم ينهض إليها الآن.
  • الأشخاص الحاملين لخطورة الإصابة بداء الكلب مثل مربي الحيوانات، وعمال المخابر، ينبغي أن يتلقوا لقاح قبل التعرض (HDCV).
  • لقاح داء الكلب DNA الوقائي يدبر يصنع بشكل جيني و اختبر للاستخدام عند مربي الحيوانات و المعرضين للخطورة العالية.
  • ومع تقنيات العناية المشددة الحديثة، يوجد عدد من الباقين على قيد الحياة بعد أمراض التهاب الدماغ، كل هؤلاء تلقوا تمنيع بعد التعرض.
  • بالإضافة للدعم التنفسي الميكانيكي، تغيرات ثانوية عديدة يجب أن تذكر، وهي تشمل ارتفاع الضغط داخل القحف، إطلاق مفرط للهرمون المضاد للإدرار، البوالة التفهة، وسوء وظيفة مستقل للأطراف، وخاصة العلوي، وارتفاع الضغط.
  • كان Willoughby وزملاؤه ناجحين في علاج فتاة بعمر 15 سنة، والتي لم تتلقَ لقاح بالقيام بمعالجة تجريبية للسبات الحاصل باستخدام كيتارنين وميدازولام ملحقة بالريبافيرين وأمانتيدين، وكان الهدف دعم المريضة ريثما تتنشط استجابة الأضداد عندها.
  • هناك حالتين تم علاجهما بأسلوب مشابه، وتم تسجيلهما، لكن لم يبقيا على قيد الحياة.

اترك تعليقاً