سرطان الكولون Colon Cancer

سرطان الكولون Colon Cancer يعد من  أشيع السرطانات الهضمية، ويحل كثالث أشيع السرطانات عند النساء بعد سرطان الرئة والثدي، والثالث لدى الرجال أيضاً بعد سرطان الرئة والبروستات.

الوبائيات

يمتلك السكان في أوروبا والولايات المتحدة معدل 5% كخطورة للإصابة بسرطان الكولون والمستقيم خلال فترة من فترات حياتهم، ويُعد السبب الثالث لوفيات السرطان في الولايات المتحدة، ورغم الزيادة حالياً في معدل الإصابة بهذا السرطان في الدول النامية إلا أنّ حدوثه لايزال أقل انتشاراً من الدول الغربية.

ويصيب سرطان الكولون والمستقيم كلا الجنسين مع زيادة بسيطة في نسبة  إصابة الرجال، حيث تبلغ نسبة إصابة الرجال إلى النساء 7/4.

يمكن لسرطان الكولون والمستقيم أن يصيب الأشخاص ابتداءاً من العقد الثالث من العمر، لكن ذروة الإصابة تكون في العقد السابع، وتندر إصابة الأشخاص دون 51 عاماً.


أسباب سرطان الكولون

تشترك مجموعة من الآليات الوراثية والبيئية في إحداثها لسرطان الكولون والمستقيم، ويفيد التعرّف إلى هذه الآليات في إعداد برامج المسح للوقاية والكشف المبكر عن سرطان الكولون والمستقيم.

يؤهّب للإصابة بسرطان الكولون والمستقيم مجموعة من العوامل وهي بحسب تسلسل أهميتها كالتالي:

البوليبات:

أظهرت نتائج المسح في الولايات المتحدة وجود البوليبات الكولونية عند 45% من الذين تتجاوز أعمارهم 51 عاماً، وعُثر على استحالة خبيثة ضمن 75% منها، وتبيّن انخفاض نسبة الإصابة بسرطان الكولون والمستقيم بنسبة 25% عند الذين استؤصلت لديهم تلك البوليبات.

تمتلك كل البوليبات الغدية قابلية التحول للخباثة، ومعظم سرطانات الكولون والمستقيم تنشأ من بوليبات غدية، ومع ذلك فإنّ معظم هذه البوليبات لا تصل لمرحلة السرطان، وغالباً ما تبلغ الفترة الفاصلة بين ظهورها وتطور سرطان 5-7 سنوات، وهذا الأمر يتعلّق بعدة عوامل هي:

  • حجم البوليب:

تبلغ نسبة تحول البوليبات الأصغر من 7 سم إلى الخباثة 7% فقط، فيما ترتفع إلى 51% في البوليبات الأكبر من 4.5 سم و45% بالنسبة للبوليبات بقطر 4 سم.

  • عدد البوليبات:

يرتفع احتمال الإصابة بالسرطان بزيادة عدد البوليبات الكولونية، ويكون التسرطن حتمياً في داء البوليبات العائلي الذي يتميز بوجود المئات من البوليبات ضمن لمعة الكولون والمستقيم.

  • نوع البوليب:

تتعلق خطورة تحوّل البوليب الغدي للخباثة بنوعه، ففيما تترافق البوليبات الزغابية بخطر التحول للخباثة بنسبة 31%، وتكون 5% فقط بالنسبة للبوليبات الأنبوبية، أما البوليبات من النوع المختلط الأنبوبي الزغابي فتصل نسبة الخطر ل 44%.

  • عسر التصنع في البوليب:

تظهر البوليبات المستأصلة أو الخزعات التي أخذت منها وجود درجات من عسر التصنع تتراوح بين خفيفة وشديدة، وقد يتم العثور على خلايا سرطانية تشير إلى سرطانة موضعة أو سرطانة آخذة في العزو، وتترافق خطورة التحول للخباثة بزيادة درجة عسر التصنع والشذوذ الخلوي.

  • العوامل الوراثية:

تلعب القصة العائلية الإيجابية لسرطان الكولون والمستقيم دوراً مؤهباً للإصابة به، وقد وُجد أن ثلث حالات سرطان الكولون والمستقيم المشخّصة ترافقت بقصة عائلية إيجابية للإصابة وبالرغم من أنّ الكثير من حالاته تحدث بصورة فرادية دون أن يعثر على قصة عائلية واضحة.

 

عامل الخطورة

 

نسبة الخطورة
دون أي عامل خطورة

 

1:50

 

إصابة قريب درجة أولى بعمر < 35 سنة

 

1:17

 

إصابة قريب درجة أولى وقريب درجة ثانية

 

1:12
إصابة قريب درجة أولى بعمر > 35 سنة

 

1:10
إصابة قريبين درجة أولى

 

1:6
وراثة جسمية قاهرة

 

1:2

 

الوراثة في هذا الداء جسدية قاهرة، أي أنّ نصف الأبناء سيصابون بالمرض في حال وجود إصابة لدى أحد الوالدين، وتشكّل السرطانات الناتجة عنه حوالي 7% من مجمل حالات سرطان الكولون والمستقيم.

يُساهم سرطان الكولون الوراثي غير البوليبي أو متلازمة لينش في 4% من حالات سرطان الكولون، وهو مرض منتقل بوراثة جسمية سائدة .

قُسمت متلازمة لينش لصنفين، يترافق الصنف الأول بسرطان كولون ومستقيم فقط، ويترافق الصنف الثاني بحدوث أنواع مختلفة

من السرطانات الغدية كسرطان الرحم والمبيض والمثانة والمعدة إضافة لسرطان الكولون والمستقيم.

وتبلغ نسبة حدوث سرطان الكولون والمستقيم في تناذر لينش 11%، وغالباً ما يحدث في عمر 35 عاماً ( دون أن تسبقه ظهور بوليبات،) كما يحدث في مرحلة عمرية أبكر 31.

وتزداد نسبة إصابة الكولون الأيمن في متلازمة لينش مقارنة بنسبة إصابته بالحالات الفرادية، كما يرتفع احتمال وجود أورام كولونية متزامنة في منطقة أخرى من الكولون إلى 31% مقارنةً بنسبة أقل 71% في الحالات الفرادية.

تُشخّص المتلازمة بإصابة ثلاثة من أقارب المريض خلال جيلين متتاليين بسرطانات كولون، تربط المصاب من الجيل الأول

قرابة درجة أولى مع واحد على الأقل من المصابين الآخرين (على أن تكون إحدى هذه الحالات قد شُخصت قبل عمر الخمسين)، إذاً يرتفع الشك بوجود هذه المتلازمة في حال وجود سرطانات غدية أخرى لدى الأقارب.

الطفرات المورثية :

تتطور معظم سرطانات الكولون والمستقيم من ظهارة سليمة باتجاه بوليب غدي ثم إلى سرطانة غدية، وتضبط هذه العملية بواسطة شذوذات في مورثات هامة تنظّم النمو .

تمكّنَ الباحثون من كشف بعض هذه الطفرات وأبرزها، ويحتاج تطوّر السرطان إلى حدوث 3 طفرات على الأقل.

العوامل الغذائية:

وجدت الدراسات التي أجريت في الدول الغربية على سرطان الكولون والمستقيم أن نمط الحمية الغذائية يشكل عاملاً مهماً في تطوره، وجدت الدراسات أنّ الاعتماد في الحمية الغذائية على الشحوم الحيوانية المشبعة والكحول تزيد من احتمال الإصابة، وتنتج الحمية الغنية بالشحوم الحيوانية كميات أكبر من الأملاح الصفراوية، وقد افترض البعض أنّ الجراثيم الكولونية تقوم باستقلاب الأملاح الصفراوية لمواد ذات تأثير مسرطن على مخاطية الكولون.

وقد بينت هذه الدراسات أيضاً دور الحمية الغنية بالألياف النباتية وبعض الفيتامينات في الوقاية من سرطان الكولون والمستقيم.

وجد أن البدانة ونمط الحياة الخاملة لها دور في زيادة نسبة الوفيات المرتبطة بسرطان الكولون والمستقيم وعدة سرطانات أخرى.

الأمراض المعوية الالتهابية

تترافق الإصابة بالتهاب الكولون القرحي الشاملة وطويلة الأمد بزيادة نسبة الإصابة بسرطان الكولون والمستقيم، ويزداد احتمال الإصابة بالسرطان أيضاً في الإصابات الكولونية بداء كرون، ويزداد خطر الإصابة 7% سنوياً بعد مضي 7 سنوات على بدء الإصابة.

عوامل أخرى

تشير بعض المراجع إلى دور الإصابة بالتهاب الشغاف بالمكورات العقدية البقرية في زيادة الأهبة للإصابة بسرطان الكولون والمستقيم، كما لوحظ ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الكولون عند المرضى الذين أُجري لهم تفميم الحالب على الكولون السيني.


التشريح المرضي لسرطان الكولون

المظهر المجهري:

  • تنشأ الغالبية العظمى من سرطانات الكولون والمستقيم من خلايا الطبقة المخاطية، ويشكّل النموذج الغدي %75 من

مجملها، إضافةً إلى بعض النماذج النادرة كنموذج السرطانة المخاطية أو الخلايا الخاتمية الذي يتميز بحدوثه عند الشباب، وإنذاره السيء مقارنة بالسرطان الغدي.

  • إن الإصابة بالأغران في الكولون قليلة الشيوع ومعظمها من نوع السرطانة العضلية الملساء.
  • الكارسينوئيد وهو ورم نادر في الكولون، تشكل نسبة حدوثه في الكولون 4% من مجمل أورام الكارسينوئيد التي تُعد ا

لزائدة والدقاق والمستقيم أكثر توضعاته شيوعاً.

  • اللمفوما أيضاً نادرة الحدوث في الكولون.

الشكل : الصورة اليمنى لسرطانة خاتمية الخلايا ، أما الصورة اليسرى فهي لسرطانة غدية في الكولون قليلة التمايز

المظهر العياني:

يظهر سرطان الكولون والمستقيم عيانياً بأشكال عدة، حيث تبدأ معظم أورام الكولون ككتل متنبّتة، ثم ما تلبث أن تتقرح، ويمكن مشاهدة الأشكال التالية :

  • متنبت :

وهو الشكل البدئي لمعظم أورام الكولون وتكثر مشاهدته في الأعور خاصةً، لوساعته وسيولة مفرزاته.

  • متقرح :

تتقرح الكثير من الأورام المتنبتة بسبب نقص التروية في مركزها، ويتظاهر بالنزف عادة .

  • حلقي :

يرتشح الورم بجدران الكولون من كافة جوانبه مشكلّة حلقة مضيقة، يتظاهر بأعراض انسدادية وتكثر مشاهدته في الكولون الأيسر

لاسيما عند المسنين.

  • أنبوبي :

يشابه السابق لكن التضيق هنا يتناول مسافة كبيرة من جدار الكولون مشكّلاً أنبوباً ضيقاً يسبب الانسداد.

الشكل : المظاهر العيانية لسرطان الكولون .

أنبوبي )العلوية اليمنى( ، حلقي )العلوية اليسرى( ، متنبت )السفلية اليمنى ، متقرح )السفلية اليسرى( .

 

موضع الورم:

إنّ إصابة المستقيم هي الأشيع وتشكل أكثر من نصف الحالات، فيما تشكل إصابة الكولون السيني ما يقارب من ربع الحالات، أما الأعور فهو ثالث أشيع مكان للإصابة بسرطان الكولون والمستقيم.

الرسم التالي يوضّح بالنسب المئوية أماكن توضّع سرطان الكولون والمستقيم.

انتشار الورم:

%45 من الأشخاص المصابين بسرطان الكولون والمستقيم عُثِر لديهم على نقائل في وقت التشخيص.

الامتداد عبر الكولون :

يكون بامتداد الورم بشكل موازٍ لمحور الكولون، ويتجاوز الامتداد المجهري الامتداد العياني، وقد ترتشح الخلايا الورمية على كامل محيط الكولون مشكلاً آفة مضيقة أنبوبية أو حلقية يمكن أن تسبب انسداد الكولون لاسيما في أجزائه القاصية.

الامتداد المباشر :

يكون بامتداد الورم بشكل عمودي على محور الكولون ابتداءاً بالطبقة المخاطية، فما تحت المخاطية ثم العضلية والمصلية، ثم الامتداد إلى الأعضاء المجاورة كالحالبين والمثانة والبروستات والحويصلين المنويين وخاصة في حال إصابة المستقيم لخلوّه من الطبقة المصلية.

الامتداد اللمفاوي :

انتقال الخلايا الورمية للعقد اللمفاوية الناحية هو المكان الأول والأكثر شيوعاً لانتقالات سرطان الكولون والمستقيم.

تشكل العقد اللمفاوية محطات حراسة تمنع وصول الخلايا الورمية إلى أعضاء بعيدة، لكن تهاجر بعض الخلايا الورمية

بالطريق اللمفاوي إلى العقد فوق الكولون، ثم العقد حول الكولون، ثم العقد المتوسطة على مسير الشرايين، ثم تنتهي عند العقد حول الأبهر البطني.

وتتعلق خطورة حدوث الانتقالات اللمفاوية بحجم الورم، ودرجته النسيجية، وعمق غزو الورم لجدار الكولون، وهو ما يعبّر عنه التصنيف الدولي للأورام، ففي حين تبلغ نسبة الانتقالات اللمفاوية في الإصابة المحددة التي لا تتجاوز 41%، تتجاوز نسبة الانتقالات اللمفاوية 51% في حال غزو الورم كامل جدار الكولون أو امتداده للأعضاء المجاورة.

وقد تشكّل ضخامة العقد اللمفاوية أحياناً العرض الأول الذي يتظاهر به سرطان الكولون والمستقيم، فعلى سبيل المثال قد تشكّل ضخامة العقد حول الأبهر كتلة مجسوسة أو ربما انسداد العفج، وقد تتسبب صخامة العقد حول باب الكبد حدوث يرقان انسدادي بسبب انضغاط الأقنية الصفراوية.

ويترافق وجود 3 عقد لمفاوية انتقالية للورم أو أكثر بإنذار سيء عادة ومعدل بقيا منخفض.

الامتداد الدموي :

يتأخّر عادةً حدوث الانتقال الدموي عن الانتقال اللمفاوي، وهو يحدث بانسلال الخلايا الورمية نحو الشعيرات الدموية، ثم تسير نحو الأوردة الصغيرة وصولاً إلى وريد الباب، معطيةً نقائل كبدية في 31% وهو المكان الأكثر شيوعاً لحدوث الانتقالات الدموية، وتتعلق خطورة حدوثها بدرجة وعمق الورم.

قد تحدث بعض الانتقالات نحو أعضاء أخرى كالرئة والعظام لكنها غالباً ما تحصل في سياق إصابة ورمية جهازية.

الامتداد عبر الجوف العام :

يخترق الورم جدار الكولون ويصل للطبقة المصلية، حيث يشكل انزراعات بريتوانية متعددة تسبب الحبن، وقد يعطي نقائل للمبيضين.

الازدراع المباشر :

قد تنتقل بعض الخلايا الورمية مباشرة عند إحداث شق في المخاطية كما يحصل في مكان المفاغرة أو شق استئصال البواسير إذا أُجريت في وجود سرطان قريب غير مكتشف.


تشخيص سرطان الكولون

القصة السريرية :

يتظاهر سرطان الكولون والمستقيم بطيف واسع من التظاهرات تختلف بحسب حجم الورم ومرحلته وموقعه.

سرطان الكولون الأيمن:

يبدي سرطان الكولون الأيمن عادةً مظاهر أو علامات لا نوعية كالألم البطني المبهم أو الدعث ونقص الوزن، وقد يتظاهر سرطان الأعور بكتلة بطنية في المنطقة الحرقفية اليمنى، وفي كثير من الأحيان يتم تشخيص المرض في سياق البحث عن سبب فقر الدم بعوز الحديد، ومن النادر أن يتظاهر سرطان الكولون الأيمن بانسداد كولوني بسبب قطره الأكبر نسبياً من الكولون الأيسر ومحتوياته السائلة.

سرطان الكولون الأيسر:

تغير العادات المعوية هو العرض الأكثر شيوعاً لسرطان الكولون الأيسر بسبب قطره الأصغر ومحتوياته الصلبة أو نصف الصلبة، وقد يتطور لحدوث انسداد معوي كامل أو جزئي.

النزف المستقيمي أو البراز المدمى قد يكون التظاهر الأول والوحيد، ويظهر بنسبة 51% من مرضى سرطان الكولون الأيسر، وهو وجود الدم ممتزجاً مع البراز، ويجب أن يُستقصى عن سببه عند الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 51 سنة، حتى بوجود آفة معرّضة للنزف كالبواسير الشرجية.


استقصاءات كشف سرطان الكولون

التنظير الباطني:

تنظير المستقيم الصلب:

يجرى التنظير بواسطة منظار المستقيم الصلب (طوله 45 سم) غالباً كفحص أوّلي لأيّ مريض يعاني من أعراض هضمية، وهذه الوسيلة قادرة لوحدها على كشف حوالي نصف مجموع أورام الكولون والمستقيم.

تنظير السين المرن :

يُستخدم تنظير السين بالمنظار المرن (21 سم) للبحث عن أسباب النزف المستقيمي ولو حدث مرة واحدة فقط، وحتى لو وجدت آفة معرضة للنزف كالبواسير عند كل شخص تجاوز 51 عاماً من العمر، حيث أن هذا المنظار قادر على الوصول حتى الزاوية الكولونية اليسرى (الطحالية) وبالتالي يستطيع أن يكشف ما يقارب 15% من سرطانات الكولون والمستقيم، وأنّ يميز سبب النزف المستقيمي في معظم الحالات تقريباً، وإذا عُثر على سرطان كولون أو مستقيم بتنظير السين المرن فلا بد من إجراء تنظير كامل بعدها للتأكد من عدم وجود أورام متزامنة في مناطق أخرى من الكولون.

ويلزم لإجراء التنظير بهذا المنظار تجهيز الكولون وإفراغه بالرحضة الشرجية والمحاليل المسهّلة، وهو يتميز بعدم الحاجة لتركين المريض باستخدام أدوية مهدئة لإجرائه، لذا فهو مستخدم بكثرة في العيادات الخاصة.

تنظير الكولون الكامل :

يُعد تنظير كامل الكولون باستخدام منظار الكولون (طوله 721 سم) المعيار الذهبي والاستقصاء الأساسي عند كل شخص يعاني من التالي:

  • فقر دم غير مفسر بعوز الحديد.
  • أو تغير في العادات المعوية أو براز لين.
  • خاصّة أولئك الذين تجاوزوا الخمسين من العمر.

يتميز تنظير الكولون :

  • بقدرته على تنظير كامل طول الكولون، وهذا يعني إمكانية البحث عن كافة أورام الكولون والمستقيم والتي قد تظهر على شكل كتلة متنبتة أو متقرحة أو مضيقة للمعة.
  • إمكانية أخذ عينة نسيجية لإجراء الدراسة النسيجية اللازمة.
  • كما أنه يمكننا من البحث عن بوليبات مرافقة أو أورام متزامنة في مناطق أخرى من الكولون  والتي تحدث في 4-5% من الحالات.
  • ويستخدم كوسيلة علاجية أيضاً وذلك لقدرته على استئصال بعض البوليبات المعنقة، وإيقاف النزف، وفتح الكولون المنسدّ بالكتلة الورمية بالليزر.

يحتاج التنظير بهذا الجهاز لأخصائي خبير، وهو أغلى تكلفة مادية من الاستقصاءات الشعاعية الأخرى.

وقد يقف منظار الكولون عاجزاً عن الوصول للدسام الدقاقي الأعوري في 71% من الحالات وذلك بسبب تطاول الكولون، أو الالتصاقات التالية لعمليات جراحية سابقة، ومن الوارد حدوث النزف أو انثقاب الكولون أثناء بعض الحالات.

كما يحتاج هذا الإجراء لإفراغ كامل للكولون قبل البدء بالتنظير، كما أنه يلزم تهدئة المريض ببعض الأدوية المهدئة من مشتقات البنزوديازيبين للقيام به.

الشكل : مظهر لسرطان كولون صاعد كبير ومتقرح بتنظير الكولون

الاستقصاءات الشعاعية:

التصوير الشعاعي الظليل :

نلجأ للتصوير الظليل للكولون في كثير من الأحيان كبديل للتنظير في حال عدم التمكن من رؤية كامل أقسام الكولون من خلاله، وذلك بسبب تطاول الكولون أو الالتصاقات ضمنه.

آليته: حيث يتم نفخ الهواء ضمن الكولون ثم يتبع برحضة باريوم، وتدعى هذه التقنية رحضة الباريوم مزدوجة التباين، ويستطيع التصوير

الظليل الكشف عن البوليبات والأورام المتبرعمة ضمن لمعة الكولون كمنطقة غير متناظرة من عدم الامتلاء، تأخذ شكل “لب التفاحة” أو عضة التفاحة.

وهو أكثر دقة في أورام القسم الأيمن من الكولون منها في أورام القسم الأيسر منه، ويجب أن يُتبع بتنظير الكولون الكامل في حال ظهور ورم على الصورة الظليلة.

وتبلغ نسبة الإيجابية الكاذبة 4-7%، فيما تصل نسبة السلبية الكاذبة حتى %7.

وإجراؤه يستلزم القيام بإفراغ كامل للكولون كما في تنظير الكولون.

تصوير الكولون الطبقي المحوسب أو تنظير الكولون الافتراضي:

هي تقنية جديدة باتت تستخدم في بعض برامج المسح عن سرطان الكولون والمستقيم كونها أقل غزواً من الاستقصاءات الأخرى.

تعتمد هذه التقنية على التصوير الطبقي الحلزوني للكولون بعد إفراغه وحقنه بالهواء، وإعادة تشكيل صورة الكولون باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد تمكننا من البحث عن بوليبات وأورام الكولون والمستقيم بحساسية تماثل تنظير الكولون للآفات التي يزيد قطرها عن 7 سم، وتفيد هذه التقنية أيضاً في مسح الكولون الداني في حالات انسداد الكولون، أو تلك التي يعجز فيها التنظير عن الوصول لبداية الكولون، ومع ذلك يبقى تنظير الكولون وسيلة الاستقصاء الرئيسية، ومن الواجب إجراؤه حتى مع العثور على ورم بالتنظير الافتراضي للحصول على الخزعات النسيجية.

من سيئات هذه التقنية كثرة الإيجابيات الكاذبة بسبب بقاء الفضلات البرازية أو وجود الرتوج الكولونية وغيرها من الأسباب الأخرى.

الشكل تنظير الكولون الافتراضي : تظهر الصورة اليمنى وجود بوليب معنق ، وتؤكد الصورة التي في الوسط بواسطة التصوير الطبقي ثنائي البعد أن البوليب من طبيعة نسيجية رخوة ، أما الصورة اليسرى تشكل مخططاً للكولون بطريقة ثلاثية الأبعاد لتحديد موقع الآفة(النقطة الحمراء)

الصورة الشعاعية البسيطة :

نلجأ في الحالات الإسعافية كانسداد الكولون للصورة الشعاعية البسيطة للبطن، والتي تظهر عرى كولونية متوسعة بالغازات قبل منطقة الانسداد وأخرى خالية منها بعد منطقة الانسداد، وتفيد الصورة الشعاعية البسيطة بوضعية الوقوف أيضاً في حالات انثقاب الكولون، حيث تمكّننا من رؤية الهلال الغازي أسفل الحجاب الحاجز.

كما يمكننا أيضاً اللجوء لتنظير السين أو الطبقي المحوري أو رحضة الباريوم لمعرفة موقع الانسداد.

التصوير الطبقي المحوري المحوسب :

يستخدم التصوير الطبقي المحوري الحلزوني عموماً لتشخيص أي كتلة بطنية أكبر من 7 سم يُعثر عليها بالفحص السريري، ومن الهام إجراؤه لأي مريض شُخِص له بشكل مؤكد سرطان الكولون أو المستقيم، وذلك لتحديد موقع الورم وامتداده ضمن سماكة الكولون، وإلى العقد اللمفية ضمن البطن، أو ارتشاحه بالأعضاء المجاورة في حالة سرطان المستقيم، وفي البحث أيضاً عن نقائل كبدية أو رئوية.

التصوير بالرنين المغناطيسي :

يمكن الاستعانة بالرنين المغناطيسي في التعرف للتشريح الدقيق للحوض، ولتقييم امتداد سرطانات المستقيم الكبيرة المرتشحة أو الناكسة بعد العمل الجراحي .

التصوير بالبوزيترون المحرض :

يفيد التصوير بالبوزيترون المحرض في كشف النقائل الخفية، وفي تقييم الآفات المشتبه بها التي ظهرت بالتصوير الطبقي المحوري أو الرنين المغناطيسي.

التصوير بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) :

قد يقوم الإيكو البطني مقام التصوير الطبقي المحوري في التحري عن النقائل الكبدية، لا سيما الصغيرة منها والتي قد لا تظهر بالتصوير الطبقي المحوري.

كما أن الإيكو عبر الشرج وسيلة دقيقة لتقييم ورم المستقيم وارتشاحه ضمن جدار المستقيم والأعضاء المجاورة.

الشكل : نقيلتان كبدتيان تم العثور عليهما بالاستعانة بالتصوير الطبقي المحوسب (العلوية اليسرى) والتصوير ببث البوزيترون المحرض باستخدام مادة (الصورتان في اليمين) ثم تم دمجهما في الصورة السفلية اليسرى.

الشكل : صورة ملتطقة بالإيكو عبر الشرج تظهر سرطان مستقيم من الدرجة الثالثة، يستخدم الخط المنقط لتقدير قطر الورم.

الاستقصاءات المخبرية :

تحري الدم الخفي في البراز :

يعد تحري الدم الخفي في البراز وسيلة مسح عن سرطان الكولون والمستقيم بالدرجة الأولى، وقد ساهم إجراؤه الدوري في خفض نسبة المراضة والوفيات، كما أنّه وسيلة استقصاء هامة في العيادات العامة ولدى الممارسين العامين.

ويعتبر هذا الفحص موجِّهاً فقط، ومن الصعب الاعتماد عليه في التشخيص، حيث أن نتيحة هذا الفحص كانت سلبية لدى 51% من مرضى سرطان الكولون والمستقيم، فيما عثر على سرطان كولون أو مستقيم لدى 71% فقط ممن كان لديهم تحري الدم الخفي في البراز إيجابياً.

تعداد دم كامل :

من المهم إجراء تعداد دم كامل لأي مريض يعاني من أعراض تعب ونقص في الوزن والشهية، ويُظهر عادةً فقر دم بعوز الحديد (صغير الكريات ناقص الصباغ) لدى مرضى سرطان الكولون والمستقيم، لاسيما في سرطان الأعور والكولون الأيمن.

ويعد النزف الهضمي السفلي أشيع أسباب فقر الدم لدى الرجال ولدى النساء بعد سن اليأس.

الواسمات الورمية:

تنتج الخلايا الورمية بعض الواسمات التي يمكن معايرتها في الدم أهمها المستضد المضعي الجنيني، وهي لا تستخدم كوسيلة للمسح أو

التشخيص، لافتقارها للنوعية والحساسية، لكنها تفيد في متابعة سرطان الكولون والمستقيم.

حيث أن ارتفاع مستويات الواسم الورمي بعد الاستئصال الجراحي عن مثيلتها قبل العمل الجراحي تشير لحدوث النكس، لذلك من الضروري معايرة هذه الواسمات قبل العمل الجراحي للمقارنة.

اختبارات أخرى :

قد ترتفع إنزيمات الكبد (الفوسفاتاز القلوية والبيليروبين المباشر) عند حدوث نقائل للكبد، وربما يحدث نقص البوتاسيوم بشكل نادر في بعض الأورام المنتجة للمخاطين.


تحديد المرحلة في سرطان الكولون

إنّ تحديد مرحلة الورم وانتشاره هو عملية ضرورية لتوجيه المعالجة، وتقدير الحاجة إلى استخدام وسائل المعالجة المساعدة من عدمها، إضافةً لأهميته في التنبؤ بالإنذار، ويُعتمد في تحديد مرحلة سرطان الكولون والمستقيم بصورة أساسية على عمق الغزو الورمي في جدار الكولون أو المستقيم، وعلى الانتقالات العقدية والبعيدة.

وقد استفيد من هذه المعايير في وضع عدة تصنيفات.

تصنيف DUKE :

تصنيف DUKEمرحلة الورمالبقيا لخمس سنوت
Aالورم محدود في المخاطية71%
Bالورم يصل الطبقة العضلية أو المصلية15%
Cالورم يعطي نقائل للعقد اللمفية51%
Dالورم يعطي انتقالات بعيدة2%

 

  • تشمل المرحلة الأولى لسرطان الكولون السرطانات الغدية التي تغزو الطبقة تحت المخاطية من جدار الكولون دون أن تتجاوزه ، أو تلك التي تغزو الطبقة العضلية وذلك بغياب أي نقائل للعقد اللمفية.
  • أما المرحلة الثانية لسرطان الكولون فتشمل السرطانات التي تغزو الطبقة تحت المصلية والنسج غير البريتوانية المحيطة بالكولون والمستقيم، أو تلك التي تصل إلى الطبقة المصلية أو الأعضاء المجاورة للكولون والمستقيم دون أن يرافق ذلك وجود نقائل عقدية.
  • الوصول للمرحلة الثالثة لسرطان الكولون والمستقيم يعني حدوث الانتقالات العقدية بغض النظر عن درجة عمق غزو الورم لجدار الكولون والمستقيم.
  • وتشير المرحلة الرابعة لحدوث الانتقالات البعيدة.

نظام TNM لتحديد مرحلة سرطان الكولون والمستقيم:

مرحلة الورم Tالانتقالات M
T0لا يوجد سرطانM0لا توجد نقائل بعيدة
TISسرطانة موضعةM1توجد نقائل بعيدة
T1الورم يغزو الطبقة تحت المخاطيةالمرحلةTNM
T2الورم يغزو الطبقة العضلية بالخاصةIT1-2, N0
T3الورم يصل الطبقة تحت المصلية ويغزو النسج المجيطة بالكولون والمستقيم.IIaT3, N0
T4الورم يغزو الأعضاء والنسج المجاورة أو يثقبها.IIbT4, N0
العقد اللمفية NIIIaT1-2, N0
N0لا توجد عقد مصابةIIIbT3, N1
N11-3 نقائل للعقد حول الكولون أو المستقيم.IIIcT4, N1 أو T3, N2
N24 نقائل أو أكثر للعقد حول الكولون أو المستقيمIVany T, any N, M1
N3نقائل للعقد اللمفية حول جذور الأوعية.

 

يحدّد التقييم قبل العمل الجراحي الوصول للمرحلة الرابعة لسرطان الكولون والمستقيم (وجود انتقالات بعيدة)، ولا يمكن التفريق بين المراحل الثلاثة الأولى إلا بالفحص النسيجي للعينات المستأصلة جراحياً.

قد يساهم الإيكو عبر الشرج أو الرنين المغناطيسي في التنبؤ بمرحلة سرطان المستقيم قبل العمل الجراحي، لكن يبقى التقييم النهائي للمرحلة بعد العمل الجراحي.


العلاج الجراحي

يقوم مبدأ العلاج الجراحي لسرطان الكولون على استئصال القطعة المصابة بالورم مع هامش أمان يقدر ب 5 سم إضافةً لترويتها الوعائية اللمفاوية، وذلك بقطع الأوعية من منشئها.

تبدأ عملية استئصال الورم بربط الوريد المرافق للشريان المغذي للورم، وذلك لمنع انتقال الخلايا الورمية أثناء الاستئصال، ثم يتبع بربط الشريان، وأخيراً يتم قطع القطعة المصابة من الكولون ومن ثم استئصالها مع أوعيتها الدموية والعقد اللمفية الملحقة بها، ويعتمد طول القطعة المستأصلة على طول المنطقة التي يروّيها الشريان المغذي للورم الذي سيخضع للاستئصال، بحيث تكون حواف القطع سليمة التروية لتحقيق اندمال جيد وسريع، أي تُستأصل كل المناطق التي تُروّى بذات الشريان ولو كانت خالية من الورم.

يجب اللجوء إلى حلّ جراحي تلطيفي عند تعذر استئصال الورم بشكل كامل، وفي مثل هذه الحالات فإن إزالة الكتلة الورمية لا تقدم حلاً ناجحاً إلا فيما ندر.

وتشير الكثير من الدراسات إلى أن عدد العقد اللازمة لتقييم الورم نسيجياً 7-4 عقدة لمفاوية على الأقل، وتترافق إزالة عدد أكبر من العقد مع نتائج أفضل، ويشير البعض إلى أنه كلما ازدادت عدد العقد السلبية (الخالية من الورم) نسبة إلى عدد العقد المستأصلة الكلي، كلما ترافق ذلك مع إنذار أفضل.

إنّ العثور على نقائل غير متوقعة أثناء العمل الجراحي أمر نادر إن كان لم يعثر عليها قبل العمل الجراحي بالتصوير الطبقي المحوري الحلزوني، لكن العثور على نقائل بريتوانية للثرب مثلاً أمر وارد، وعندها يتوجّب استئصال الثرب كاملاً مع الورم.

ويتم اللجوء في بعض الأحيان إلى استئصال كولون كامل أو تحت كامل عند وجود أورام غدية متعددة، كما في متلازمة البوليبات العائلية أو عدة سرطانات كولونية متزامنة في مناطق مختلفة من الكولون، أو قصة عائلية قوية لخباثات الكولون والمستقيم.

لا تزال جراحة سرطان الكولون والمستقيم تُجرى في كثير من المراكز بفتح البطن على الخط الناصف، إلا أن استخدام الجراحة التنظيرية في علاج سرطان الكولون والمستقيم في تزايد مستمر، وتتميز هذه التقنية بأنها أقل إحداثاُ للندبات والألم بعد العمل الجراحي، ويعود بعدها المريض لممارسة حياته اليومية بشكل أسرع.

هناك أدلة قوية حالياً على أنّ استخدام الجراحة التنظيرية بيّد جراح مدرب جيداً لا تنقص من القدرة على استئصال الورم وتجريف العقد اللمفية.

المعالجة الجذرية

  • سرطان الكولون الأيمن :

يشمل العلاج الجراحي في سرطان الأعور والكولون الصاعد ربط وقطع الأوعية الدقاقية الكولونية، والكولونية اليمنى، والفروع اليمنى للكولوني الأوسط، متبوعاً بإجراء استئصال كولون أيمن يبدأ من آخر 71 سم من الدقاق وحتى نهاية الثلث القريب للكولون المستعرض، ومن ثم إجراء مفاغرة دقاقية كولونية نهائية – نهائية أو نهائية – جانبية.

ويجب الحذر من إصابة الحالب الأيمن أو العفج أو الأوعية المنسلية اليمنى أثناء الجراحة.

انظر الشكل التالي.

نلجأ في سرطانات الزاوية الكولونية اليمنى (الكبدية) والقسم الداني من الكولون المستعرض إلى استئصال كولون أيمن موسع يشمل الكولون الأيمن والمستعرض إلى ما قبل الزاوية الكولونية اليسرى (الطحالية).

  • سرطان الكولون المعترض :

يعالَج سرطان الكولون المستعرض جراحياً بربط الأوعية الكولونية الوسطى وقطعها، ثم استئصال الكولون المستعرض مع الزاويتين الكولونيتين اليمنى واليسرى، ومن ثم إجراء مفاغرة كولونية كولونية، نهائية – نهائية.

  • سرطان الكولون الأيسر :

نجري في سرطانات الكولون النازل استئصال كولون أيسر، يشمل استئصال القسم البعيد للكولون المستعرض مع الكولون النازل وإجراء مفاغرة كولونية كولونية، وذلك بعد ربط وقطع الأوعية الكولونية اليسرى، والفروع اليسرى للأوعية الكولونية المتوسطة، والفرع السيني الأول.

استئصال الكولون الأيسر الموسّع هو الخيار المفضل في سرطانات الزاوية الكولونية اليسرى، ويمتد الاستئصال هنا ليشمل استئصال الأوعية الكولونية الوسطى من منشئها، مع استئصال قسم أكبر من الكولون المستعرض.

نعتمد في سرطان الكولون السيني على ربط واستئصال كل الفروع الوعائية للكولون السيني التي تنشأ من الأوعية المساريقية السفلية مع العقد اللمفية المحيطة بها، ومن ثم إجراء مفاغرة نهائية – نهائية بين الكولون النازل والمستقيم، وقد يلزم لهذا الإجراء تحرير الزاوية الكولونية اليسرى من الأربطة للحصول على مفاغرة مريحة بأقل مقدار من الشد.

معالجة الانتقالات

النقائل الكبدية :

يمكن أن تعالج بعض الانتقالات الجهازية في سرطان الكولون المستقيم -بخلاف معظم الأورام – بطريقة جراحية.

إنّ أشيع موضع لانتقالات سرطان الكولون والمستقيم هو الكبد، ويقدر أن حوالي 75% ممن حدثت لديهم انتقالات لديهم نقائل محصورة في الكبد، وإن ما يقارب 41% منها قابل للاستئصال، ويحسّن استئصال هذه النقائل الكبدية من الإنذار لخمس سنوات بنحو 41%.

يشترط لاستئصال تلك النقائل أن تكون:

  • أقل من 4 نقائل.
  • سطحية قابلة للاستئصال الجراحي.
  • مع إمكانية السيطرة على الورم البدئي.

يمكن إجراء استئصال النقائل في العمل الجراحي الأساسي المُجرى لاستئصال الورم البدئي، أو في وقت لاحق.

ويمكن استئصال النقائل موضعياً أو استئصال القطعة المصابة كاملة.

النقائل الرئوية :

إن الانتقالات الرئوية تحل في المرتبة الثانية من حيث نسبة الشيوع في سرطان الكولون والمستقيم، ويقدر أن حوالي 41% من المرضى لديهم نقائل رئوية.

يمكن لنسبة من المرضى أن يخضعوا لاستئصال النقائل الرئوية، وهو قسم بسيط منهم، وذلك ممكن طبعاً في حال إمكانية استئصال الورم البدئي، وإن نسبة البقيا ترتفع لديهم بعد استئصال النقائل الناجح بمقدار 41%.

لم تثبت الدراسات القدرة على الاستئصال الشافي لنقائل سرطان الكولون والمستقيم في أماكن أخرى كالمبيض أو خلف البريتوان.

المعالجة الإسعافية:

يتظاهر 41% تقريباً من مرضى سرطان الكولون والمستقيم للمرة الأولى بقصة انسداد أمعاء أو نزف أوانثقاب.

انسداد الكولون :

يتم التعامل مع حالات انسداد الكولون الأيمن الورمية -على قلتها- باستئصال الكولون الأيمن وإجراء مفاغرة بدئية في نفس العمل الجراحي، أما في حالات الانسداد الورمي للكولون الأيسر التي تعد أكثر شيوعاً، فإنّ تدبيرها يرتكز على ثلاثة عناصر أساسية تُجرى على مرحلتين، وتشملان : إزالة الانسداد، ثم استئصال الورم وإجراء المفاغرة.

وتهدف المرحلة الأولى لإزالة الانسداد الورمي بشكل إسعافي عن طريق وضع شبكة تقوم بتوسيع اللمعة المسدودة، أو عن

طريق تخثير الورم بالليزر عبر التنظير الهضمي إذا توافرت مثل تلك الإمكانيات، وبذلك نحوّل الورم إلى حالة غير إسعافية.

إذا تعذر وجود مثل تلك الوسائل لإزالة الانسداد يمكن حينها إجراء عملية هارتمان التي تتضمن استئصال القطعة المصابة وإجراء فغر كولون مؤقت مع إغلاق جذمور المستقيم أو النهاية القاصية للكولون، ثم إجراء المفاغرة بعد أسبوعين من العمل الأول.

انثقاب الكولون :

إن التدبير الأفضل لانثقاب الكولون يشمل استئصال القطعة المصابة ووضع النهايتين على الجلد، ثم إجراء المفاغرة بعد 2 أسابيع.

المعالجة الملطفة:

تجرى المعالجة الملطفة عند مرحلة في الحالات العرضية حيث يمكن إجراء ما يلي:

  • استئصال الورم مع إجراء مفاغرة أو فغر للكولون إذا كان الورم ساداً أو عرضياً، وذلك بوجود أو غياب النقائل
  • وضع دعامة للتوسيع داخل لمعة الكولون المتضيق بالتنظير.
  • إجراء مجازات جراحية إذا كان الورم غير قابل للاستئصال جراحياً.
  • الاستئصال عبر الشرج لأورام المستقيم الغير قابلة للاستئصال جراحياً.

الشكل : وضع دعامة ضمن منطقة الانسداد الكولوني.

معالجة النكس :

31% من الأشخاص الذين خضعوا لمعالجة جراحية جذرية لسرطان الكولون والمستقيم،  ينكس سرطان الكولون والمستقيم عند 41%، ومعظم هذه الحالات تظهر خلال عامين من وضع التشخيص لأول مرة، وقد خفضت المعالجة المساعدة الكيماوية والشعاعية قبل العمل الجراحي من هذه النسبة.

قد يكون النكس ناجماً عن تطور ورم متزامن مع الورم البدئي، تطور على بوليب غدي سابق أو لاحق للعمل للجراحي، وهذا ما يؤكد ضرورة الفحص الدقيق بتنظير الكولون واستئصال البوليبات الغدية التي يُعثر عليها.

إنّ معظم حالات النكس كانت عبارة عن انتقالات بعيدة للورم البدئي، فيما كان النكس موضعياً عند نسبة قليلة منهم، وعند هذه الفئة بالذات يمكن إجراء جراحة إنقاذية.

وإن التعامل مع سرطان المستقيم الناكس هو أكثر صعوبة لقرب المستقيم من أعضاء الحوض، وقد قلّت نسبة النكس بالاستئصال الجذري لمساريقا المستقيم.

تتم المعالجة الإنقاذية بالاستئصال الجذري للورم مع هوامش أمان واسعة وحافة قطع سلبية الخلايا الورمية، وقد نلجأ لاستئصال بعض البنى الحوضية المجاورة للمستقيم كالعجُز مثلاً.

قد يسبق العمل الجراحي بمعالجة شعاعية عند الشك بإمكانية الوصول إلى حواف قطع سلبية تماماً للخلايا الورمية.


اختلاطات العمل الجراحي

الأذيات الحشوية :

قد تتعرض بعض الأحشاء والبنى البطنية أو الحوضية للأذى أثناء العمل الجراحي، كالعفج والحالين والمثانة وغيرها، ولحسن الحظ فإن أكثر هذه الأذيات يتم التعرف إليها أثناء العمل الجراحي وإصلاحها مباشرة، وقد تصاب الضفيرة العصبية الخثلية أثناء استئصال النسج المحيطة بالمستقيم مما قد يتسبب بشلل مثاني وعنانة.

إنتانات الجروح :

إنتانات الجروح من الاختلاطات الشائعة في جراحة الكولون، ومن الوارد حدوثها عند أكثر من 71% من الأشخاص الذين خضعوا لجراحة الكولون، وتشمل هذه الإنتانات التهاب الهلل، الخراجات، وتنخر حواف الجرح، وغيرها، وقد يؤدي تفاقم هذه الإنتانات إلى حدوث إنتان جهازي قد يتسبب بقصور أعضاء متعدد.

انفكاك المفاغرة :

إن انفكاك المفاغرة هو أكثر اختلاط نخافه بعد العمل الجراحي، وهو شائع الوقوع، إذ يحدث في حوالي 3-2% من حالات جراحة الكولون، ويجب أخذ هذا الاختلاط بالحسبان عند:

  • كل مريض لم تتحسن حالته بعد الجراحة كما هو متوقع.
  • حدث لديه نزف هضمي سفلي،
  • تطورت لديه أعراض التهاب بريتوان كحمى وألم بطني حاد متزايد وغيرها من الأعراض.
  • تطور لديه حديثاً رجفان أو رفرفة أذينية.

ويمكن التحري عن حدوث هذا الاختلاط عند الشك به بواسطة التصوير الطبقي المحوري، وعند وجود أعراض إنتان أو التهاب بريتوان يجب التدخل بفتح البطن واستقصاء مكان المفاغرة، وفي حال إصابتها تُفَك المفاغرة ويجرى فغر كولون مؤقت لحين تحسن الحالة العامة.

الخثار الوريدي العميق والصمة الرئوية :

يجب متابعة المرضى الذين خضعوا لجراحة الكولون بصورة دقيقة، وينبغي الاستمرار في التمييع بالطرق التي ذكرت سابقاً، وتشجيع المريض على تحريك قدميه، لتلافي حدوث الخثار الوريدي العميق وبالتالي إمكانية حدوث الصمة الرئوية التي قد تكون قاتلة للمريض.

العلوص المعوي :

كان المريض قديماً يخضع لحمية عن الطعام لحوالي 7-1 أيام بعد العمل الجراحي،أما اليوم فباتت المراجع تشجع على بدء التغذية الفموية في وقت أقرب 4-3 أيام بعد العمل الجراحي، تجنباً لحدوث العلوص المعوي، لكن هذا الأمر يحتاج إلى برامج تغذية خاصة ورعاية من الكادر الطبي والتمريضي.

الإسهال :

قد يعاني المريض من إسهال مزمن، وعدم استمساك الشرج، وإلحاحية كاذبة بعد عمليات جراحة المستقيم، ويمكن التخفيف من هذه الإلحاحية عن طريق تصنيع خزان كما ذكرنا سابقاً والمتابعة بعد العمل الجراحي.

تنظير الكولون :

المرضى الذين يخضعون لجراحة سرطان الكولون والمستقيم هم بحاجة لمتابعة دائمة، خوفاً من حدوث نكس موضعي أو جهازي، وخشية وجود ورم متزامن مع الورم البدئي لم يكتشف أول مرة أو ظهر بعد استئصال الورم البدئي، ولحسن الحظ فإنّ حالات النكس الموضعي والأورام المتزامنة يمكن الكشف عنها بواسطة تنظير الكولون الذي يجب أن يجرى بعد عام من العمل الجراحي، ومن ثم ينبغي تكراره كل 4-5 سنوات.

ويجب أن يخضع مرضى سرطان المستقيم الذين عولجوا موضعياً للتنظير كل 4 أشهر ل 4 أعوام، ثم كل 2 أشهر لمدة عامين للتحري عن نكس الورم.

الواسمات الورمية :

يمكن التحري عن النكس الورمي أيضاً من خلال معايرة الواسمات الورمية 2 أشهر، ومقارنة تلك القيم بالنتائج التي تم الحصول عليها ما قبل العمل الجراحي، وما بعد العمل الجراحي مباشرة.


المعالجة المساعدة

المعالجة الشعاعية :

أشارت الدراسات إلى أنّ المعالجة الشعاعية لسرطان المستقيم – عند إعطائها بجرعات كافية – بعد العمل الجراحي تسهم في خفض نسبة النكس الموضعي، ويمكن استعمالها أيضاً كعلاج وحيد أو مقترن بالاستئصال الموضعي لأورام المستقيم المبكرة منخفضة الدرجة.

وتستخدم المعالجة الشعاعية كذلك كعلاج تلطيفي في المراحل المتقدمة غير القابلة للاستئصال، أو في الحالات الناكسة بعد العمل الجراحي.

تستخدم المعالجة الشعاعية وحيدة أو مقرونة بالعلاج الكيماوي كوسيلة للمعالجة المساعدة قبل العمل الجراحي، وهي تمثل حلاً مناسباً لتصغير حجم الورم في سرطانات المستقيم، وهذا يسمح لنا بتحويل بعضها إلى أورام قابلة للاستئصال، كما أنها تمكننا من المحافظة على المعصرة الشرجية في بعض الأورام التي تحتاج لبتر بطني عجاني، وتجنب إجراء شرج مضاد للطبيعة.

أما استخدام المعالجة الشعاعية في سرطان الكولون فهو أمر غير مفيد، لأنه من الصعب إعطاء مقدار كافٍ من الأشعة دون إلحاق الضرر بالبنى المجاورة للكولون، وقد تحمل المعالجة الشعاعية مخاطر على العرى المعوية المجاورة تفوق الفائدة المرجوة منه.

المعالجة الكيميائية :

هناك أدلة قوية على أن المعالجة الكيماوية باستعمال بروتوكول بعد الاستئصال الجراحي عند وجو الانتقالات العقدية تساهم في رفع معدل البقيا بنسبة 75% حوالي العامين.

المعالجة الكيماوية تفيد أيضاً كعلاج تلطيفي في الأورام المتقدمة أو الانتقالية التي يتعذر استئصالها جراحياً، وقد وجد أنها تطيل البقيا عاماً على الأقل، وقد أعطى استخدام  مثبط عامل النمو البشروي وحيد النسيلة نتائج مشجعة في معالجة النقائل الكبدية.


الإنذار في سرطان القولون

لا تتجاوز نسبة الوفيات أثناء العمل الجراحي في المراكز المتخصصة 5%، وعموماً فإن نسبة البقيا لخمس سنوات لمرضى سرطان الكولون والمستقيم هي 51%، ويعتمد الإنذار بشكل رئيسي على درجة الورم، وعلى حالة العقد اللمفاوية.

الجدول التالي يلخص نسبة البقيا واحتمال النكس تبعاً لمرحلة الورم وفقاً للجمعية الأمريكية لأورام الكولون والمستقيم:

المرحلةTNMنسبة النكس الموضعيالبقيا لخمس سنوات
IT1-2, N0< 5%90%
IIaT3, N08%74%
IIbT4, N015%65%
IIIaT1-2, N06%81%
IIIbT3, N18%69%
IIIcT3, N211%61%
IIIcT4, N1-215%48%
IVM119-22%36%

 

الوقاية من سرطان القولون

تنشأ غالبية سرطانات الكولون والمستقيم من بوليبات غدية، وهذا يعني أنه يمكن الوقاية من سرطان الكولون والمستقيم بالكشف الباكر لهذه الآفات ما قبل السرطانية واستئصالها، وقد أسهم استخدام وسائل المسح في خفض نسبة وقوع سرطان الكولون والمستقيم والوفيات المتعلقة به، لكن وسيلة المسح الأمثل لا تزال مثار جدل.

ويشمل المسح عن سرطان الكولون والمستقيم الأشخاص اللاعرضيين، أما أولئك الذين يتظاهرون بأعراض كالنزف الهضمي السفلي وتغير عادات التغوط فمن الواجب إجراء تقييم شامل لهم، ويبدأ المسح عادة في سن الخمسين عند الأشخاص الذين لديهم معدل خطورة معتدل، أما أولئك الأشخاص الذين لديهم عوامل خطورة عالية كوجود قصة شخصية أو عائلية لسرطان الكولون والمستقيم فيجب بدء المسح في سن أبكر التفاصيل في الجدول التالي.

الفئة: طريقة المسح:
خطر متوسط:تنظير سين مرن أو دم خفي بالبراز أو كليهما معاً مرة كل 5 سنوات بعد الخمسين.
البوليبات الغدية:تنظير كولون كامل كل 3 سنوات بعد الخمسين، في حال ظهور بوليبات جديدة وكل 5 سنوات في حال عدم ظهورها.
أمراض الأمعاء الالتهابية:تنظير كولون كامل كل عامين بعد 8 سنوات من التشخيص في

التهاب الكولون الكامل، وبعد 15 سنة في ما عدا ذلك.

البوليبات الغدية العائلية:تنظير سين مرن بعمر 10 سنوات، ثم تنظير علوي كل عامين بعد استئصال الكولون.
سرطان الكولون الوراثي غير البوليبي:تنظير كولون كامل وخرعة بطانة رحم كل عامين.
سرطان كولون عند قريب درجة أولى:تنظير كولون كامل كل 5 سنوات في عمر أبكر بعشر سنوات من إصابة قريب الدرجة الأولى.

 

تحري الدم الخفي في البراز:

هو وسيلة المسح الأولى عن سرطان الكولون والمستقيم في المملكة المتحدة، وهو يعتمد على التحري عن الغلوبين في البراز وفعالية البيروكسيداز، ويبدأ إجراؤه عادة في سن الخمسين ويعاد كل عامين، يخضع بعدها أصحاب النتائج الإيجابية لتنظير كولون.

وقد أسهم هذا الإجراء في خفض نسبة الوفيات الناجمة عن سرطان الكولون والمستقيم بحوالي 75- 44% تقريباً، لكن ما يعيبه هو افتقاره للحساسية اللازمة، فنصف سرطانات الكولون والمستقيم ومعظم البوليبات تعطي نتائج سلبية بالمسح، وفي المقابل تدل إيجابية الفحص على وجود سرطان في %71 من الحالات فقط، وعلى بوليبات في 31% منها، فيما يشكل النصف المتبقي إيجابيات كاذبة وهذا يعني القيام بتنظير الكولون لعدد كبير من الأشخاص دون فائدة، وقد أسهم الفحص المناعي للغلوبين البشري وإجراء الفحص بشكل متكرر في رفع حساسية تحري الدم الخفي في البراز كوسيلة للمسح.

تنظير الكولون :

يُعد تنظير الكولون المعيار الذهبي في تحري أورام الكولون والمستقيم، وهو الوسيلة الأفضل للمسح عند الأشخاص ذوي الخطورة العالية، لكن السلبيات التي حالت دون اعتماده كوسيلة مسح أولية:

  • الافتقار لوجود عدد كبير من أطباء التنظير الباطني.
  • الكلفة المرتفعة.
  • الحاجة لتحضير الكولون.
  • وجود خطر بسيط للانثقاب.

لذلك تم اللجوء بدلاً عن ذلك لتنظير المرضى ذوي الاختبارات الإيجابية لتحري الدم في البراز وعند المرضى ذوي الخطورة العالية

فقط.

ويمكن اللجوء أيضاً لتنظير الكولون السيني المرن كوسيلة للمسح حيث أن باستطاعته كشف 15% من سرطانات الكولون والمستقيم.


 

اترك تعليقاً