تلين العظام Osteomalacia

تلين العظام بالإنجليزية Osteomalacia هو مرض له سير أكثر خلسة من غيره من أمراض العظام يحدث فيه تمعدن غير كاف ينتج هذا النقص في التمعدن عن قلة فيتامين D أو خلل في استفادة الجسم من فيتامين D مما يؤدي إلى حدوث التلين .

و بناء على هذا التعريف نجد أن الكالسيوم و الفوسفور و كذلك فيتامين D من المواد المغذية الضرورية لتطوير و صيانة العظام بشكل صحي  و قوي .

[toc]

يعتبر مرض تلين العظام شبيه بمرض الكساح الذي يصيب الأطفال من ناحية المظاهر والأعراض و لكن هذا المرض يصيب البالغين و كبار السن ، كما أنه كثيرا ما يختلط على العامة أن مرض التلين هو نفسه مرض هشاشة العظام

 مقارنة بين تلين العظام و هشاشة العظام

الاشياء مشتركة:

  • شائع عند النساء
  • يسبب كسور مرضية
  • نقص كثافة عظمية

الاختلاف

تلين العظامهشاشة العظام
ألم مزمن معممألم فقط بعد حدوث الكسور
ضعف عضليالعضلات طبيعية
تزداد الفوسفاتاز القلويةالفوسفاتاز القلوية طبيعية
ينقص فوسفات المصلفوسفات المصل طبيعي

 

 سن الإصابة بتلين العظام 

يتطور تلين العظام عند البالغين و كبار السن الذين يحدث لديهم انغلاق مشاشي ناتج عن نقص فيتامين D في هذا الجزء من العظم و يعتبر العمر الأكثر تعرضا لهذا المرض هو من سن 35 وبعد ، كما أن هذا المرض ينتشر عند كلا الجنسين و إن كان هذا الانتشار يتفاوت بين الذكور و الإناث .

لكن الأكثر تعرضا للإصابة بتلين العظام هم كبار السن ذو البنية الجسدية الضعيفة و كذلك الأم الحامل والمرضع ، حيث أن هذا المرض ينتشر كثيرا في أسيا و خصوصا في جنوب هذه القارة حيث تصل نسبة الإصابة إلى 15 % وذلك لاعتمادهم الكثير على الأغذية النباتية.

كما يعتبر تلين العظام نادر الحصول في الولايات المتحدة الأمريكية الذي تعد نسبة الإصابة فيها لا تتعدى 0,1% بينما نجد أن كلا من كندا و ألاسكا  و الدول الاسكندينافية أكثر تعرضا لهذا المرض بسبب قلة أشعة الشمس في هذه المناطق و بالتالي قلة تشكل فيتامين D .

المؤهبون للإصابة بتلين العظام 

 هناك الكثير من العوامل التي تعد عوامل مؤهبة للإصابة بالتلين وبالتالي فإن وجود أحد هذه العوامل عند أي شخص يمكن أن يعطي فكرة ولو بسيطة على مستقبل الهيكل العظمي عنده.

وفيما يلي أهم عوامل الخطر المؤهبة للإصابة بهذا المرض :

  • الأشخاص المصابون بأحد الأمراض الهضمية مثل عدم تحمل اللاكتوز حيث أن هؤلاء المرضى يكون لديهم عوز في أنزيم اللاكتاز وبالتالي يتم إزالة الحليب و مشتقاته من غذائهم مما يقلل من كمية فيتامين D ذو المصدر الغذائي و كمية المتناول من الكالسيوم الغذائي .
  • ذو البشرة السمراء :

كما هو معلوم فإن صباغ الميلانين لدى هؤلاء يقوم بالحد من اصطناع فيتامين D عن طريق الجلد و بالتالي يجب على أصحاب البشرة السمراء التعرض لأشعة الشمس أكثر بـ 6 مرات من تعرض نظرائهم من ذوي البشرة الأفتح للوصول إلى نفس الكمية المصطنعة من فيتامين D (Holick,2006) .

  • المدمنون على الكحول :

حيث أن الكحول يؤثر على عمل الكبد الأمر الذي يؤدي إلى حدوث اضطراب في اصطناع فيتامين D عن طريق الكبد و بشكل أخص تشكل 25- هيدروكسي كولي كالسيفيرول .

  • الأم الحامل و المرضع :

يعود ذلك نتيجة لسحب الجنين للكالسيوم و الفوسفور من الهيكل العظمي للأم خاصة إذا تغذت على وجبات فقيرة بالكالسيوم و الفوسفور و فيتامين D .

  • المرضى الذين يتناولون الأدوية لفترات طويلة

و خاصة الأدوية المعالجة للصرع و الأدوية المضادة للحموضة الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض في مستويات 25،1- داي هيدروكسي كولي كالسيفيرول .


 أسباب تلين العظام

بشكل رئيسي يعد نقص أو قلة فيتامين D في الجسم هو المسؤول الأول على ظهور التلين و لكن هذا النقص للفيتامين D يعود إلى عدة أسباب أهمها :

  • قلة فيتامين D في الغذاء (عوز غذائي) .
  • عدم كفاية التعرض لأشعة الشمس .
  • سوء امتصاص الجسم لفيتامين D وذلك بسبب وجود اضطرابات معوية مثل (داء كرون – أمراض هضمية) .
  • وجود اضطرابات كلوية (مرض كلوي) مما يؤدي إلى منع إنتاج الجسم للشكل الفعال من فيتامين D .
  • تناول بعض الأدوية لفترة طويلة مثل (أدوية الصرع) .
  • و جود مرض كبدي يؤثرعلى تشكل فيتامين D .

 تشخيص تلين العظام 

هناك العديد من الاختبارات التي تساعد على تشخيص هذا المرض حيث أن هذه الاختبارات تعتبر مساعدة لأي طبيب في تأكيد أو نفي وجود المرض و من أهم هذه الاختبارات ما يلي :

  • فحص الدم :

و ذلك لقياس مستويات كل من الكالسيوم و الفوسفات .

  • التصوير بالأشعة السينية :

حيث يتم تصوير عظم الساق للبحث عن وجود أي حالات شذوذ مثل الكسور المزيفة (و هي عبارة عن خطوط تبدو مثل الكسور على التصوير لكنها ليست بالكسور الفعلية) و يمكن استخدام الأشعة السينية في تصويرعظام أخرى مثل عظم الحوض الذي نلاحظ وجود تغير في شكله .

  • CT (التصوير المقطعي المحوسب) :

يستخدم هذا النوع من التصوير في عملية مسح العمود الفقري و ذلك لملاحظة التغيرات الحاصلة في الفقرات .

  • فحص عينة عظمية :

يتم ذلك من خلال إدخال إبرة إلى العظم تسمح للطبيب في إزالة قطعة صغيرة من النسيج العظمي ليتم دراستها فيما بعد .

 الأعراض والاختلاطات لتلين العظام

أعراض هذا المرض تعتبر متأخرة في أغلب الأحيان حيث لا تظهر إلا مع تقدم الحالة

العلامة الرئيسية لتلين العظام هي ألم عظمي معمم يحدث عند أغلب المرضى في الورك

يمكن أن يحدث الألم العظمي في كل من العمود الفقري والأطراف السفلية أو العلوية

هذه الآلام قد تتطور إلى كسور خاصة في عظام الرسغ و الحوض .

بينما يكون تلين العظام متقدم نلاحظ تطورا سريعا في الضعف العضلي

معظم المرضى لديهم مستويات منخفضة من فيتامين  D هذا الأمر يؤثر على امتصاص الكالسيوم حيث يمكن أن تظهر أعراض نقص الكالسيوم مثل :

  • التشنج العضلي
  • الشعور بوخز في الأطراف
  • وخدر (تنميل) في الأيدي والأقدام أو حول الفم
  • إضافة إلى ذلك يوجد عند أي مريض سهولة في التعب و الإرهاق .

 

علاج تلين العظام 

هناك نوعان من المعالجة الغذائية المتعلقة بمرض تلين العظام و يعود هذا إلى سبب المرض :

 عوز فيتامين D :

يعود هذا العوز إلى نقص فيتامين D في الغذاء أو قلة التعرض لأشعة الشمس أو سوء في الامتصاص و يمكن أن يكون السبب اجتماع العوامل السابقة معا .

إن النقص الغذائي لفيتامين D (أقل من 100 وحدة /اليوم) شائع عند الأشخاص المعتمدين على الأغذية النباتية بشدة و كذلك في الأشخاص المسنين اللذين يأكلون غالبا طعاما قليلا وتعرضهم للشمس يكون نادرا لذلك تقتضي المعالجة هنا إعطاء فيتامين D بمقدار (400-1000 وحدة /اليوم) وتكون في هذه المعالجة مشتقات الكالسيوم فعالة

و مع ذلك فغالبا ما يتطلب الأشخاص المتقدمون بالعمر (المسنون) جرعات كبيرة من فيتامين D (فوق 2000 وحدة /اليوم)

كما أن تلين العظام يمكن أن يعالج عمليا من خلال أخذ جرع من فيتامين D3 تتراوح بين 25- 125 ميكرو غرام (1000- 1250 وحدة دولية يوميا ) وذلك في الحالات التي يكون سبب تلين العظام هو سوء في امتصاص الدهون .

 عوز مستقلبات فيتامين D :

بعض المرضى المصابين بتلين العظام ليس لديهم نقص بفيتامين D واضح و لكنهم يفشلون في الاستجابة إلى الجرعات الفيزيولوجية من فيتامين D

هنا قد يكون العيب في أحد مراحل استقلاب فيتامين D فإما أن يكون الخلل في المستقلب الكبدي وبشكل اخص في (25- هيدروكسي) وذلك نتيجة داء كبدي شديد أو إعطاء مضادات الاختلاج لفترات طويلة الأمد أو الريفامبيسين وبتالي يكون العلاج إعطاء الفيتامين D .

أما إذا كان السبب هو خلل في الكلية ناتج عن قصور كلوي و بالتالي عوز في (25،1- داي هيدروكسي) فتكون المعالجة بطريقتين إما من خلال:

  • إعطاء 25،1- داي هيدروكسي
  • أخذ جرعات كبيرة جدا من فيتامين D .

وأخيرا يجب أن نعلم أنه بالمعالجة الناجحة لتلين العظام يمكن أن تزول تأثيراته وتشفى بالكامل ضمن مدة تقدر بحوالي 6 أشهر.


 

 

 

اترك تعليقاً