الكريب عند الأطفال , الأنفلونزا عند الأطفال ( كل مايجب أن تعرفه )

 

مرض الكريب أو الحمى الوافدة (الأنفلونزا) Gripp- Epidemic Influenza هو مرض انتاني حاد, عاملة حمة راشحة أو فايروس  virus يؤدي إلى حالة انسمامية عامة في العضوية, وتصيب الطبقات المخاطية التنفسية العلوية.

[toc]


أسباب الكريب

حمات  النزلة الوافدة هي من فيروسات RNA الكبيرة نسبياً, وهي من مجموعة الفيروسات المخاطية القويمة Orthomyxo verus. عرف لها في الوقت الحاضر ثلاثة أنماط مصلية كبيرة (A- B-C) والأنماط (A.B) هي المسؤولة عن الوبئة, كما وجد للنمط A لحمات النزلة الوافدة مستضدان  (نوعان) هما:

  • Neuraminidases (N) ولها 9 أنواع مصلية (subtypes).
  • Hemagglutininis (H) ولها 12 نوعاً مصلياً.

وتسمى التغيرات التي تحدث في نفس النوع (النمط الفرعي subtype) بالانحراف drift وهي المسؤولة عن الأوبئة الأقل شدة وذات الانتشار العالمي كل 2-3 سنوات بالنسبة للنمط A وكل 4-7 سنوات بالنسبة للحمة (B), كما تحدث فعالية للأنفلونزا بالنمط (B) في المدن الكبيرة كل سنة أيضاً.

أما التغيرات الكبيرة في الأنماط H.N  فتسمى زيحاناً (SHIFT), وهي تحدث فقط في حمات النزلة الوافدة من النوع (A), وهي المسؤولة عن الجائحات الوبائية الشديدة الشاملة كل (10- 40) سنة. وتظهر الدراسات الضدية أن كل الأطفال بعمر (10) سنوات قد أصيبوا عملياً بفيروس الأنفلونزا (C) وهذا لا يسبب جائحات وبائية.


الوبائيات والسراية في الكريب

الشخص المريض هو المنبع الوحيد للإنتان, مع أنه يمكن أيضاً نقل العدوى عن طريق الحملة.

تنتقل العدوى مع القطيرات الهوائية (السعال, العطاس), كما أن للأشياء والأدوات المنزلية التي. كانت بتماس مع المريض بعض الأهمية في نقل الإنتان.

ويطثر انتشار الأوبئة بهذه الفيروسات في الفصول الباردة غالباً وفي الفصل الماطر في المناطق الاستوائية.

تبدأ العدوى قبل /24/ ساعة على ظهور الأعراض وتستمرر للفترة 5-7 أيام أي حتى الشففاء. والمناعة المكتسبة بعد الإصابة تدوم (2-3) أعوام, ولكنها مناعة نوعية ضد نوع الحمة للمرض فحسب ولذلك من البديهي أن تكرر الإصابة بأنواع أخرى من الحمة سنوياً.


المظاهر السريرية في الكريب

يدوم دور الحضانة من عدة ساعات إلى 3 أيام, وغالباً من 1-2 يوماً, ويتصف المرض بالبدء الفجائي: حرارة (39- 40) درجة, نوافض, صداع, آلام في تحريك العينين, آلام ومفصلية, كثرة التعرق, اضطراب النوم, وأكثر التظاهرات المسيطرة هي التظاهرات التنفسية, مع أن الشكوى الجهازية هي جزء مكمل للصورة السريرية للمرضعامة, وتكون الأعراض السريرية في الإصابة بنموذجي  الأنفلونزا (A,B) عادة متشابهة, إلا أننا نشاهد ثلاثة نماذج متميزة للإصابة بهما حسب عمر الطفل.

 عند الأطفال الكبار المراهقين:

يشبه سير المرض وتظاهراته السريرية هنا ما يشاهد عند الكهول, فالسعال الجاف  والزكام يكونان مبكرين, ويبدأ النز والسيلان الأنفي عادة في اليوم الأول والثاني, ثم تحدث مظاهر التهاب البلعوم والقصبات, وكثيراً ما نصادف نزوفاً أنفية, وتظهر الأعراض العينية بالألم عند تحريك العينين والخوف من الضياء والحرقة فيهما, كما تحدث إسهالات في حوالي ثلث الأطفال والمراهقين المصابين.

تدوم الحمى في الأنفلونزا غير المختلطة (2-3) أيام, وتصبح الأعراض التنفسية أكثر بروزاً  في اليومين (2-4) وتبدأ الأعراض الجهازية بالتراجع, ويصبح  السعال الجاف بعد فترة مخاطياً, ويستمر متقطعاً مع بعض الدعث  لمدة (1-2) أسبوعاً, وتتصف الانفلونزا (B) بأعراض عينية أكثر بروزاً, بينما تكون الشكوى الجهازية في أخماج الانفلونزا  (A) هي الأكثر بروزاً.

 أما في الأطفال الصغار:

تشبه الأعراض هنا ما يشاهد في الأخماج الناجمة عن فيروسات أخرى (بارا أنفلونزا R.S.V, الفيروسات الأنفية, الفيروسات الغدية), وأهم ما نشاهده هنا: لالتهاب الحنجرة والرغامى, التهاب قصبات, ذات رئة, وكثيراً ما يؤدي التهاب الحنجرة الشديد المصحوب بتضيقها (الكروب) إلى فغر الرغامى, ومن الشائع حدوث الاختلاطات الحرورية والإقياء عند الأطفال الصغار, والإسهال الخفيف بنسبة 15% من الحالات, والتهاب الأذن الوسطى في ربع الحالات تقريباً, وكثيراً ما يظهر طفح لطخي أو لطخي حطاطي حمامي سريع الزوال.

 عند الوليد:

تظهر الإصابة على شكل حمى مفاجئة, ضعف رضاعة, ميل للنوم, توقف تنفس وهياج, وتظهر المفرزات  الأنفية مبكرة مما يفرقها عن إنتان الدم العام.

أما المرض الناجم عن الأنفلونزا (C) فيبدو أنه غير شائع في الأطفال, والإصابة به عادة أخف من أخماج الأنفلونزا (A,B), وتتميز بالحمى والسيلان الأنفي المديد والعطاس والسعال.


التشخيص والتشخيص التفريقي في الكريب

سريرياً يكون التشخيص سهلاً في الجائحات الوبائية, ويلتبس في الإصابات الإفرادية مع البار أنفلونزا و RSV, والتشخيص المخبري هو المؤكد بوسائل عزل الفيروس الخاصة وبواسطة الأضداد المتألقة خلال 24 ساعة.


الاختلاطات في الكريب

كثيرة ومعظمها  هي أشكال للخمج الأولي للفيروس كالتهاب العضلات الحاد (أنفلونزا B) والتهاب النكفة (أنفلونزا A)  والخناق الشديد (الكروب), ولكن الأخماج القيحي, التهاب الرغامى, ذات الرئة.

ويجب الانتباه لهذه الاختلاطات ففي الوقت المناسب وعلاجها بالصادات الملائمة دوماً.

أما الاختلاطات الخاصة بالخمج الفيروسي الأولي, فأهمها: ذات الرئة الترفية, التهاب الدماغ, التهاب الأعصاب والجذور العصبية, التهاب عضلة القلب, متلازمة الموت المفاجئ عند الرضع, بيلة الميوغلوبين, تناذر راي, وينبه هنا إلى ضرورة تجنب إعطاء الأسبرين لتخفيض الحرارة.


الوقاية من الكريب

  •  يطبق لقاح فيروس الأنفلونزا المعطل Inactivated وهو لقاح وفعال, ولكنه لا يطبق روتينياً للأطفال والكهول إلا عند الأطفال المصابين بأمراض ذات خطورة عالية خوفاً من تطور اختلاطات جدية عندهم.
  • اللقاح الحي: وقد استخدم بنجاح عند الكهول, ونتائجه عند الأطفال وإن كانت مبشرة نوعاً ما فلا يزال تعميمه يحتاج إلى وقت من الزمن.
  •  تعتبر مركبات ريمانتيدين والأمانتيندين هيدروكلورايد فعالة وقائياً إذا أعطيت قبل التعرض لفيروس الأنفلونزا (A).

معالجة الكريب

  • إلزام المريض بالراحة التامة في الفراش حتى بعد هبوط الحرارة.
  • التقيد بتطبيق قواعد الصحة العامة: كالتجديد اليومي والدوري لهواء الغرف, والحمامات الدافئة أو الحارة يومياً, والتغذية كاملة القيمة.

ويجب تجنب إعطاء المركبات  التي تحتوي على الساليسيلات لتخفيض الحرارة.

 تقوم المعالجة النوعية على إعطاء:

أمانتدين هيدروكلورايد Amantidin Hydrochloride وريمانتيدين Rimantidine بشكل مبكر أثناء المرض, وهما فعالان نوعياً في الإصابة بفيروس الأنفلونزا (A) وبجرعة 8.8- 4.4 ملغ/ كغ/ 24  ساعة عند الأطفال بعمر 1-9 سنوات بجرعة عظمى لا تزيد عن 150 ملغ يومياً, بينما يعطى بجرعة 200  ملغ يومياً للأطفال بعمر فوق الـ 9 سنواات.

يعتبر الريبافيرين فعالاً ضد الإصابة بفيروسي  الأنفلونزا (A,B).


الإنذار في الكريب

كلما صغر عمر الطفل كانت عواقب المرض أكثر جدية, ولاسيما إذا رافق المريض اختلاطات الطرق التنفسية والجهاز العصبي, إلا أن إحاطة الطفل بالرعاية المبكرة وتناوله المرديات الحديثة والأدوية النوعية في حينها تجعل الإنذار اكثر سلامة.