الكيسات العنكبوتية الدماغية  Arachnoid Cyst ( أعراض ، أسباب ، تشخيص و علاج )

الكيسات العنكبوتية الدماغية بالانكليزية  Arachnoid Cyst هي عبارة عن تجمع للسائل الدماغي الشوكي CSF في توسعات كيسيه بين الغشاء العنكبوتي والأم الحنون المسافة تحت العنكبوتية) أو في مناطق أخرى غير طبيعية.

يفرز السائل الدماغي الشوكي كما نعلم من الضفائر المشيمية في البطينات الجانبية والبطين الثالث والرابع، ليخرج بعد ذلك عبر ثقبتي لوشكا و ماجندي ويسير حول الدماغ في المسافات تحت العنكبوتية،

وبعدها يمتص بواسطة التحببات العنكبوتية، وهذا المسير يحدث بشكل مستمر ودائم، ولكن أحيانا وبسبب سوء تطور في الأغشية العنكبوتية يحدث، حبس Blockage للسائل الدماغي الشوكي في منطقة ما ليحدث تجمع لا CSF ضمن تشعلات كيسية. هذه الكيسات تسمى بالكيسات العنكبوتية.

[toc]

يمكن لهذه التكيسات أن تتوضع في أي مكان من الدماغ، ولكن أشيع مكان لتواجدها:

  • شق سيلفيوس في الفص الصدغي (وهو الأكثر شيوعا).
  • منطقة الصهاريج القاعدية.
  • الحجرة القحفية الخلفية.

أسباب تشكل الكيسات العنكبوتية

وتقسم إلى:

  • أسباب خلقية Congenital : شوكية ، وهي أشيع الأسباب على الإطلاق (۹۰ – ۹۹٪ ، حيث تتشكل الكيسات العنكبوتية بسبب سوء تطور الأغشية العنكبوتية و السحايا أو بسبب حدوث نقص في تطور أحد أجزاء الدماغ فيتجمع مكانه سائل دماغي، هذه الكيسات العنكبوتية الخلقية لا يترافق وجودها غالبا مع أية أعراض أو مشاكل عصبية، فقط موجودة في الدماغ دون أن تسبب أي شيء .
  • أسباب التهابية Inflammatory:مثل التهاب السحايا وغيرها.
  •  أسباب رضية Fall Imagie : وخاصية النزف

ملاحظة:

توصف الكيسات العنكبوتية بالمتهمة البريئة، فغالبا ترد الأعراض لدى المريض (كالصداع مثلا) إليها على الرغم من وجود أسباب أخرى مؤهبة لهذه الأعراض، لذلك يخضع الكثير من هؤلاء المرضى لعمليات جراحية الاستئصالها دون الحاجة لذلك، ولن تتحسن الأعراض لدى المريض باستئصالها لوجود سبب آخر للأعراض المشكو منها ، حتى أنه ببزل الكيسة ستعود وتمتلئ بالسائل الدماغي الشوكي لأنه كما ذكرنا يوجد غالبا نقص في المادة الدماغية ، وهذا ما يجدر الانتباه إليه والتعريف به .

المظاهر السريرية للكيسات العنكبوتية

تختلف الصورة السريرية الناتجة عن الكيسات العنكبوتية باختلاف حجم الكيسة و توضعها، ولكن بشكل عام يمكن أن تتظاهر هذه الكيسات بأحد المظاهر التالية:

لاعرضية في معظم الحالات (۹۰ – ۹۹ ٪ من الحالات): وذلك عندما تكون خلقية المنشأ أو صغيرة الحجم حيث تكتشف صدفة عند إجراء CT بعد قصة رض أو صداع أو اختلاج وللأسف فإنه غالبا ينصح هؤلاء المرضى باستئصال الكيسات على أساس أنها السبب في حدوث هذه الأعراض، وطبعا لن يشفى المريض ولن يتغير أي شيء في شكايته (الكيسة هي نتيجة لآفة ما -كالضمور الدماغي – وليست سبب له). لكن هذه التكيسات لا يمكن تبرئتها دائما فقد يؤدي تواجدها إلى تواجد بعض المشاكل والشكايات العصبية ،

مثل:

أعراض وعلامات ارتفاع التوتر داخل القحف أحيانا: وذلك عندما تكون الكيسة مبطنة بخلايا مفرزة مع إعاقة التصريف مما يؤدي إلى كبر حجمها وICP1 وظهور أعراضه ، وأحيانا انحراف الخط المتوسط على الصورة الشعاعية، وعندما تتبارز الكيسة تظهر على شكل كبير في حجم الرأس مع عدم تناظر في شكل الجمجمة (خاصة عند المولودين حديثا) ويتميز بأنه انتباج قاسي Hard وليس لين Soft .

علامات بؤرية نادر: وذلك عندما تضغط على منطقة ما من الدماغ فتعطي أعراضا تختلف حسب المنطقة المصابة:

  • كيسات شق سلفيوس: التي تشكل ۵۰٪ من توضعات الكيسات العنكبوتية الدماغية، وتحدث عند الرجال 4 أضعاف حدوثها عند النساء، وإن أهم الأعراض البدئية التي تتظاهر بها هو الصداع، ومن . الشائع حدوث الصرع الحركي، وقد يحدث تورم صدغي موضع.
  • كيسات الحفرة الخلفية: معظم هذه الكيسات تنشأ قريب الخط المتوسط وقد تسد مجری ال CSF فتؤدي لاستسقاء دماغي انسدادي ، ويجب تمييز التكيسات العنكبوتية في الحفرة الخلفية عن التجمعات الأخرى لل CSF مثل ضخامة الصهريج الكبير أو كيسة داندي وولكر، والتمييز بينهما يتم من ملاحظة أن كيسة داندي وولدكر تنتج من توسع البطين الرابع نفسه، أما الكيسات العنكبوتية في الحفرة الخلفية فتقع خلف البطين الرابع وخلف المخيخ .
  • كيسات الصهاريج القاعدية: إن هذه الكيسات قد تنشأ قرب السرج التركي وتضغط على التصالب البدري، وتغلق البطين الرابع وتسبب اضطراب رؤية ، واضطرابات غدية ، وتحدث الاستسقاء الدماغي، أو قد تنشأ في منطقة الصهريج القاعدي وتضغط على جذع الدماغ وتسبب أعراضا شديدة

ملاحظة : أي كتلة لا تسبب انحراف الخط المتوسط داخل الجمجمة لا تسبب أعراض ارتفاع توتر داخل القحف .

تشخيص الكيسة العنكبوتية

يتم تشخيص الكيسة العنكبوتية وتفريقها عن الأورام الدماغية باستخدام:

التصوير الطبقي المحوري CT scan:

تتميز صورة الكنيسة العنكبوتية بأنها:

  • ناقصة الكثافة (تماثل كثافة الCSF) وتظهر بلون أسود.
  • لا تأخذ المادة الظليلة أبدا عند استعمالها.
  • تأخذ شكل أخاديد الدماغ و تلافيفه بسبب دخولها ضمن هذه المناطق .

هذا ويجب التدقيق في الصورة الشعاعية لنفي وجود ارتفاع في التوتر

داخل القحف (انضغاط البطينات وانحراف الخط المتوسط) الأمر الذي يسيئ للإنذار ويوجه نحو ضرورة العمل الجراحي.

الرنين المغناطيسي

  • وهو يعطي صورة أوضح من ال CT ، وقد نلجأ إليه أحيانا لمعرفة التوضع الفراغي الذي يعتبر مهما في خطة التدبير الجراحي.

معالجة الكيسات العنكبوتية

تختلف طريقة العلاج باختلاف الصورة السريرية وإنذار الكيسة،حيث يمكن أن نلجأ إلى ما يلي:

  • من المراقبة وطمأنة الأهل دون القيام بأي شيء: (وذلك من ۹۰ – ۹۹ ٪ من الحالات) وذلك في حال الكيسة العنكبوتية غير العرضية.
  • تخفيف التوتر داخل القحف: وذلك في حال ارتفاع التوتر داخل القحف (انضغاط في البطينات أو انحراف في الخط المتوسط) وذلك بتركيب صارفة كيسية بريتوانية VP Shunt بصمام ضغط متوسط أو منخفض.

هذا ومن الضروري الإشارة إلى أنه وبعد تركيب الصارفة ستبقى الكيسة العنكبوتية ظاهرة على الصورة الشعاعية على شكل منطقة ناقصة الكثافة سوداء ولكن الفرق يكمن في زوال علامات ارتفاع الضغط داخل القحف (انضغاط البطينات وانحراف الخط المتوسط).

الاستئصال الجراحي:

وذلك في حال فشل الإجراءات السابقة أو رفض المريض لتركيب ال Shunt راغيا بحل جذري وخوفا من انسداد المصارفة .

وهنا نقوم بإزالة شريحة جلدية وعظمية واسعة ثم رفع الأم الجافية حي تظهر الكيسة محاطة بالغشاء العنكبوتي الشفاف فيتم استئصالها بشكل كامل (بتخثير الأغشية العنكبوتية المبطنة واستئصالها بحيث يصبح السائل الدماغي الشوكي حرة حول الدماغ) وإعادة الإغلاق والترميم المناسب

إن نتائج الصارفة والاستئصال الجراحي متماثلة ولكن التداخل الجراحي كبير ويحتاج غالبة إلى وضع المريض في وحدة العناية المشددة لمدة ٢٤ ساعة بعد العمل الجراحي تحت المراقبة مع استخدام جهاز التنفس الاصطناعي لمنع حدوث وذمة انعكاسية في النسيج الدماغي Rebound Edema تالية لإزالة الضغط الفجائي.

إن احتمال النكس في الكيسات العنكبوتية وارد ، وخاصة في حال علاجها باستخدام الصارفة shunt – (يسبب عدم تناسب حجم الصارفة مع قيمة الضغط داخل الكيسة)، أما احتمال النكس بعد الاستئصال الجراحي فنادر جدا إلا إذا حدثت بعض الالتصاقات التالية للعمل الجراحي (بسبب حدوث النزف).

هذا ومن المهم جدا التنبه إلى أن تلك الكيسة العنكبوتية التي تم استئصالها والتي كانت تشغل حيزا داخل القحف ستترك بعد استئصالها فراغا يظهر على صورة ال CT بشكل مشابه لمظهر الكيسة (لون أسود)، وهنا تشتبه الحالة مع البعض (وخاصة مع الأهل) على أنه حدث نكس في الكيسة. هذا الفراغ سوف يختفي تدريجيا خلال عدة أشهر وقد لا يختفي بشكل نهائي في بعض الحالات (ولكن طبعا تزول آثار ارتفاع الضغط داخل القحف وهذا هو المهم).

حالة خاصة:

قد تتشارك الكيسات العنكبوتية مع النوب الاختلاجية في حال عدم تشكل الفص الصدغي أو غيره من الفصوص الدماغية، وهنا تكون الكيسة عبارة عن نتيجة لعدم التشكل الحاصل وليس سببا له وكذلك الأمر بالنسبة للاختلاجات فهي ناجمة عن سوء تشكل الدماغ وليست بسبب الكيسة، لذا لا يفيد بزل الكيسة أو استئصالها في هذه الحالة، ولن يعوض النقص الحاصل ويكون علاج النوب ليس جراحية (وإن تم فهو غير مفيد) وإنما العلاج الدوائي التقليدي للنوب الاختلاجية .

للتمييز بين هذه الحالة (نقص تشكل الفص الصدغي المترافق مع كيسة عنكبوتية) وبين الحكيمة العنكبوتية الضاغطة التي أدت إلى انضغاط الفص الصدغي، فإن الخط المتوسط، يتكون منحرفا بعكس جهة الكيسية العنكبوتية الضاغطة في الحالة الثانية ، وطبيعية في الحالة الأولى .

اترك تعليقاً