القصور الكلوي Renal failure

القصور الكلوي Renal failure بصفة عامة هو حدوث قصور في عمل الكلية ووظائفها مما يؤدي إلى اختلال عام في جسم الإنسان.

وهناك نوعان من القصور الكلوي، القصور الكلوي الحاد acute renal failure والقصور الكلوي المزمن chronic renal failure.

وقد يحدث توقف مفاجئ للكلى ويتطور المرض على شكل اختلاف مراحل مختلفة على حسب اختلاف نسبة إدرار البول.


القصور الكلوي الحاد Acute renal failure:

يظهر هذا القصور بسرعة نتيجة أسباب عدة قد لا تكون للكلية علاقة بها ومن حسن الحظ أن هذه الأسباب معروفة ويمكن في كثير من الأحيان الوقاية منها ومعالجتها.

أسباب القصور الكلوي الحاد:

أسباب حدوث القصور الكلوي الحاد تنقسم إلى ثلاث أقسام:

أسباب ما قبل الكلى Pre-renal:

وفي هذه الحالة تكون الكلية سليمة، ولكن يحدث القصور الكلوي الحاد نتيجة قلة التروية الدموية الشديدة (نقص كمية الدم أو البلازما أو السوائل)، ومثالنا على ذلك:

  • النزف الداخلي (كقرحة الاثني عشر أو أثناء عملية جراحية كبيرة أو الحوادث) والنزف الخارجي (كالنزف الخارجي في الكسور والحوادث أو الرعاف أو البواسير).
  • قصور القلب أو الانخفاض الشديد في ضغط الدم.
  • الحروق الشديدة حيث إنها تفقد الإنسان كمية كبيرة من البلازما وسوائل الجسم الأخرى كما أنها تسبب الصدمة

للمريض بسبب انخفاض ضغط الدم وبالتالي حدوث القصور الكلوي.

  • إصابة الإنسان وخاصةً الأطفال بالإسهال أو القيء الشديد حيث تقل السوائل في جسم الإنسان (الجفاف

Dehydration) ومن ثم يقل ضغط الدم مما يؤدي إلى حدوث القصور الكلوي الحاد.

أسباب ما بعد الكلى Post-renal:

وفي هذه الحالة أيضاً تكون الكلية سليمة، ولكن الإصابة ناتجة عن انسداد في مجرى البول (المثانة أو الحالبين معاً أو في الإحليل، وهذا الانسداد ناتج عن تكون حصوة في مجرى البول أو وجود ورم سرطاني أو حدوث تليف أو تضخم في الموثة).

أسباب متعلقة بإصابة الكلى نفسها Renal:

وفي هذه الحالة تتعرض الكلى إلى الالتهاب الشديد ومن ثم حدوث القصور الحاد في وظائفها، ومن الأسباب المؤدية إلى الالتهاب الشديد للكلى الآتي:

  • التهاب الكبيبات الحاد Acute Glomerulonephritis.
  • بعض أمراض الكلى كنخر الأنابيب الكلوية الحاد Acute Tubular Necrosis الذي يحدث نتيجة قلة التروية

الدموية للكلية وقلة ضغط الدم مما يؤدي إلى نخر (موت) الأنابيب الكلوية وبالتالي حدوث القصور الكلوي الحاد.

  • استخدام بعض الأدوية التي لها تأثيراً سمياً على الكلية مثل بعض المضادات الحيوية كالأمينوجلايكوزايد

Aminoglycosides والتتراسيكلين وبعض مشتقات السلفا، ومثل بعض الأدوية المنومة كالباربيتيورات ومشتقاته، ومثل بعض أدوية مدرات البول وعقاقير الصبغة المحتوية على اليود، وأيضاً مثل بعض الأغذية والأسمدة الملوثة صناعياً بالزئبق أو الرصاص كالسمك والمزروعات الملوثة.

  • انسداد في الشريان أو الوريد الكلوي كحدوث جلطة في أحدهما وهي نادرة الحدوث.

وأكثر الأسباب شيوعاً وتشمل ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن الذي لم يتم علاجه.
  • نقص التروية / أي كميه الدم الواصل للكلية وذلك لعدة مسببات مثل:

الصدمات الناتجة من انخفاض ضغط الدم المفاجئ أو الحساسية أو التسمم أو الحروق أو النزيف أو الجفاف أو بسبب تناول بعض الأدوية والإفراط فيها، أو بسبب فقر الدم وأمراض الدم.

  • التهابات الكلية وتشمل:

التهابات النفرونات ” الوحدة الوظيفة التي تقوم بفلتره الدم في الكليتين”، وكذلك تلف النفرونات، أو الإصابة ببعض الأمراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمامية، أو بسبب سرطان الكلية أو السل الكلوي الناتج عن السل الرئوي، أو بسبب حصيات الكلى الذي ممكن أن يحدث انسداداً في المجاري البولية وانسدادها، وقد يكون سبب انسداد أو ضيق مجاري البول وراثياً أو ناتجاً عن التهابات تم اهمالها من يحدث التصاقات في المجاري البولية ومن ثم الانسداد التي يدمر الكلية اذا لم يعالج.


أعراض وعلامات القصور الكلوي الحاد:

يكون المريض في الغالب شاحب اللون بسبب فقر الدم وزيادة السوائل في الجسم، كما تقل مقاومته للميكروبات نتيجة ضعف جهازه المناعي، كما تقل شهيته للطعام، ونتيجة ارتفاع المواد السامة في جسمه يحدث غثيان وقيء ونوبات إسهال، ومن أهم أعرض وعلامات المرض الآتي:

  • قلة إفراز البول Oliguria أو توقفه Anuria:

وعادةً ما يقل إفراز البول إلى أقل من 400 مليلتر في اليوم الواحد وهنا يجب أن نفرق بين قلة أو توقف إفراز البول وبين انسداد مجرى البول التي تكون فيه المثانة ممتلئة بالبول ولكن المريض لا يستطيع إخراجه بسبب انحباس البول حيث يشكو المريض بآلام شديدة وتعسر في عملية التبول (يمكن علاجها بإدخال قسطرة أو إيجاد فتحة في المثانة).

  • التسمم البولي Uremia:

وهي عبارة عن تجمع لليوريا urea والمواد السامة والأملاح والأحماض التي من المفترض أن تفرزها الكلى في الدم، وإليكم بعض الأعراض والعلامات الناتجة عن تجمع هذه المواد:

  • ارتشاح الماء (وذمة Oedema) وخاصة في الوجه والأطراف السفلي.
  • تجمّع الماء والصوديوم والبوتاسيوم في الدم وعدم إفرازها يؤدي إلى الشعور بالضعف والوهن وأحياناً حدوث فقدان

للوعي ونوبات اختلاج.

  • ونتيجة تجمع مادة البوتاسيوم في الدم يتأثر القلب ويكون سبب في توقفه.
  • تصاب الرئتان بالالتهاب وارتشاح الماء فيها وسرعة التنفس، وذلك نتيجة عدم إفراز الأملاح والماء واليوريا وحامض

الهيدروجين من الجسم.

  • نقص في معدل الإدرار بحيث يصبح أقل من 30 مل/ ساعة وقد يتطور الأمر إلى عدم إخراج البول نهائياً.
  • ألم الخاصرة، وقد يشعر المريض بألم شديد في البطن، وارتفاع ضغط الدم.
  • تورم الأطراف السفلية، وقد يتطور التورم حتى يشمل كل الجسم والوجه، وقد يعاني المصاب بالإرهاق المستمر.
  • فقدان الشهية، والغثيان، والقيء، وقد يشعر المريض بطعم الحديد في فمه.
  • تغير مستوى الوعي، والإحساس بالدوار، قد يفقد المريض الوعي ويصاب بالغيبوبة.
  • اضطراب الحالة العصبية، واختلال وظيفة الجهاز العصبي والتحكم والإحساس.
  • قد يظهر على المريض أعراض ارتفاع ضغط الدم (كالصداع، والتعب، وخفه الرأس).
  • قد يشكو المريض من رائحة غريبة في أثناء التنفس.
  • النزيف (من الأنف، والأطراف) عند أي كدمة، وملاحظه تغير لون البول والبراز.
  • أعراض فقر الدم، كشحوب الوجه والدوار وفقدان التوازن وقله التركيز وغيرها.

تشخيص القصور الكلوي الحاد:

  • الفحص السريري للمريض وضغط دم المريض وحالة التروية الدموية في جسمه ومعرفة أسباب احتباس البول أو

قلته.

  • الفحص المخبري حيث يؤخذ عينة من دم المريض لتحليل نسبة اليوريا ومادة الكرياتينين creatinine والبوتاسيوم

في دمه كما تؤخذ عينة من بول المريض لفحصها فحصاً كاملاً.

  • فحص البطن بجهاز الموجات فوق الصوتية والضغط الرشحي للبول أو حلولية البول Osmolality فإذا كان سبب

القصور الكلوي ناتج عن أسباب ما قبل الكلية تكون الحلولية عالية (500 ملي أوزمول) بينما يكون تركيز البول 300 ملي أوزمول في حالة احتباس مجرى البول.

  • أخذ خزعة من الكلية حيث تؤخذ عينة من الكلى إذا كان الأمر ما يزال غامضاً لدى الطبيب.

علاج القصور الكلوي الحاد:

  • إنّ 60% من مرضى القصور الكلوي الحاد يمكن إنقاذهم وإعادتهم إلى حالتهم الطبيعية، أما المصابون بنخر الأنابيب

الكلوية فإنهم وبعد العلاج يظلون يعانون قصور كلوي مزمن.

  • ولعلاج مرضى القصور الكلوي الحاد يعطى مادة المانيتول عن طريق الوريد حيث أن هذه المادة تعمل على زيادة

إفراز البول دون أن تمتص من الأنابيب الكلوية وبالتالي تزيد من إفراز الماء وبعض الترسبات الموجودة في الأنابيب الكلوية، وبالتالي تقي هذه الأنابيب من الإصابة بالنخر.

  • كما يجب أن تُقاس كمية البول المفرزة ولا يعطى المريض من السوائل إلا ما يعادل كمية البول المفرزة بالإضافة إلى

الكمية التي يفقدها المريض عن طريق العرق أو القيء أو الإسهال.

  • يمنع المريض منعاً باتاً من تناول البوتاسيوم ويعطى غليكوز وأنسولين وبيكربونات الصوديوم وذلك لتقليل نسبة

البوتاسيوم المرتفعة في الدم.

  • تقلل نسبة الطعام المحتوي على البروتينات المعطاة للمريض، وفي حالات الالتهاب أو وجود ميكروبات في البول أو

الدم يعطى المريض مضادات حيوية بحيث لا تؤثر على الكلية.

  • يتوجب علاج السبب، وقد كثرت وتم ذكر أكثرها شيوعاً، أعلاه.
  • مراقبة نسبة السوائل المتناولة والخارجة.
  • تنظيم الطعام واتباع نظام غذائي بحيث يكون غني بالسكريات وقليل البروتينات والصوديوم والبوتاسيوم.
  • المضادات الحيوية، بحيث لا تؤثر على الكلية وتزيد من تدهورها.
  • الغسيل الكلوي وهو عملية يتم فيها فلترة الدم باستخدام بعض الأجهزة، أو الغسيل عبر الغشاء البريتواني.

الوقاية من القصور الكلوي الحاد:

إنّ الحالات التي يتم فيها معالجة الأسباب بصورة مبكرة لا تدخل في مرحلة القصور الكلوي الحاد، وللوقاية من حدوث هذا القصور في الحالات التي تقل فيها التروية الدموية وينخفض ضغط دم المريض فيها (الحوادث وحالات الحروق الشديدة والنزف وجلطات القلب العمليات الكبيرة) يُعطى المريض المحاليل اللازمة عن طريق الوريد وتختلف نوعية المحاليل بنوع الحالة، فإذا كان سبب انخفاض ضغط الدم حالة صدمة وجب إعطاء المريض محلول ملح عادي مع أدوية ترفع عن ضغط الدم، وإذا كان السبب نتيجة حروق (فقدان البلازما) وجب إعطائه دم أو بلازما.

نصائح ضرورية للقصور الكلوي الحاد:

هناك فرق بين القصور الكلوي الحاد والمزمن، ولكل منهما النصائح الغذائية التي يجب أن يتبعها المريض استقراراً لحالته الصحية، وهناك 12 نصيحة غذائية لمرضى القصور الكلوي الحاد وهى:

  • يجب الإقلال من تناول الخضر والفاكهة الطازجة لاحتوائها على كميات عالية من البوتاسيوم.
  • لابد من تقليل كمية الفوسفات في الغذاء، ومن تلك الأطعمة الغنية بالفوسفات البيض واللبن والجبن.
  • عدم التعرض للشمس فترات طويلة، خاصة الشمس الشديدة أو القيام بمجهود عضلي، حتى لا يحدث عرق شديد،

الأمر الذى يجعل المريض مضطراً لزيادة حجم السوائل التي هو في غنى عنها.

  • عدم الإفراط في تناول المياه الغازية.
  • لا يوضع الملح في إعداد الأطعمة لمنع ارتفاع ضغط الدم.
  • لتقيل كمية الأملاح في الخضر تسلق ويستغنى عن ماء السلق وتغسل مرتين بعد السلق.
  • الالتزام بالنظام الغذائي المحدد، وذلك حفاظاً على حياة المريض من حدوث المضاعفات.
  • يجب البعد عن تناول المعلبات لارتفاع نسبة الصوديوم بها والتي تضاف كمواد حافظة مثل بنزوات الصوديوم.
  • يجب إعطاء المريض كمية البروتين المحددة له في النظام الغذائي.
  • تقدم اللحوم للمريض مسلوقة بدون ماء الحساء.
  • الحد أو الامتناع عن تناول الألبان.
  • تحديد كمية الصوديوم الموجود في الطعام وتحتوى بعض الأطعمة على نسبة عالية من الصوديوم مثل الخضروات،

حيث نجد أنّ كل 100 غرام يحتوى على 9 مليغرام صوديوم، بينما ترتفع هذه النسبة في الألبان لتصل إلى ما يقرب من 500 مليغرام في 100 غرام لبن.


القصور الكلوي المزمن

يُعتبر القصور الكلوي المزمن تلفاً مستمراً غير رجعي في الوحدات الوظيفة للكلية (النفرونات)، مما يزيد من تراكم فضلات الأيض (الهدم والبناء الخلوي)، السوائل ، واليوريا في الجسم والتي تسبب مجموعة من الأعراض والعلامات.

أسباب القصور الكلوي المزمن:

قسّم العلماء أسباب القصور الكلوي إلى ثلاث مجموعات وتشمل أسباب ما قبل الكلى ، ثم الكلى ذاتها ، ثم ما بعد الكلى.

وأكثر الأسباب شيوعاً تشمل ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن الذي لم يتم علاجه، والسكري.
  • نقص التروية: أي كميه الدم الواصل للكلية وذلك لعدة مسببات مثل: الصدمات الناتجة من انخفاض ضغط الدم المفاجئ

أو الحساسية أو التسمم أو الحروق أو النزيف أو الجفاف أو المجاعات أو بسبب تناول بعض الأدوية والافراط فيها، أو بسبب فقر الدم وأمراض الدم.

  • التهابات الكلية المزمنة وتشمل: التهابات النفرونات ” الوحدة الوظيفة التي تقوم بفلتره الدم في الكليتين” ، وكذلك تلف

النفرونات، أو الإصابة ببعض الامراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمامية، أو بسبب سرطان الكلية أو السل الكلوي الناتج عن السل الرئوي، أو بسبب حصى الكلى الذي ممكن أن يحدث انسداداً في المجاري البولية وانسدادها.

مراحل القصور الكلوي المزمن:

المرحلة الأولى Reduced Renal Reserve:

وتتميز بتلف النفرونات ووظائفها يصل ل 40- 75%، بلا أعراض للقصور الكلوي التي سنذكرها لاحقاً، ولا يوجد أعراض القصور الكلوي لأن هناك من النفرونات السليمة ما يكفي للقيام بوظائف الكلى الطبيعية.

المرحلة الثانية Renal Insufficiency:

ويكون فيها التلف بمعدل 75- 90%، وتتميز بارتفاع اليوريا والكرياتينين، والإصابة بفقر الدم، وكثرة إدرار البول.

المرحلة الثالثة:

يكون فيها التلف بمعدل 90% فما فوق، وبذلك تظهر جميع أعراض القصور الكلوي، وترتفع نسبه اليوريا والكرياتينين والفضلات النيتروجينية في الدم، اختلال وظائف الجسم، ونسب الشوارد (البوتاسيوم، الصوديوم وغيرها).

أعراض وعلامات القصور الكلوي المزمن:

  • ارتفاع ضغط الدم بسبب ارتفاع نسبه الصوديوم وقلة استخراجه عبر الكلية التالفة.
  • الإرهاق والتعب العام، والاكتئاب والتوتر النفسي.
  • الغثيان والقيء.
  • تغير في مستوى الوعي.
  • احتقان / قصور / قصور عضلة القلب، وتورم الرئتين وتراكم السوائل فيها وصعوبة التنفس.
  • التهاب عضلة القلب، والتجويف الذي يحتويه (غشاء التامور).
  • الحكة الشديدة بسبب تراكم اليوريا تحت الجلد.
  • رائحة نفس المريض بها الأمونيا.
  • فقر الدم.

النظام الغذائي لمرضى القصور الكلوي المزمن:

ينبغي استخدام نظام غذائي خاص لمرضى القصور الكلوي وذلك لمنع تراكم المواد السامة بالجسم وفي الوقت نفسه الحفاظ وتعويض المواد الضرورية لوظائف الجسم.

ومن المعروف علمياً أن الإقلال من تناول البروتينات يبطئ من تدهور وظائف الكلى، كما أنّ كثرة الكوليسترول والدهون الثلاثية تؤدي إلى سرعة تدهور وظيفة الكلى، ويُلاحظ أيضاً تقليل ملح الطعام لمرضى ضغط الدم المرتفع، كما أنّ الكلى المريضة لا تتعامل بكفاءة مع كثير من العناصر مثل البوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم.

البروتينات:

  • ويبدأ العمل بالنظام الغذائي عند نقص تحليل استخلاص الكرياتينين إلى 60- 70 / مل لكل دقيقة، وفيه يعطي

المريض 0,6 غ بروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم المثالي.

  • هذه الكمية القليلة نسبياً تقلل من تكوين المواد الضارة الناتجة عن أيض البروتينات بالجسم، ولكنها في الوقت نفسه

تعطي الجسم والعضلات ما يكفيها من بروتين ضروري لوظائف الجسم الحيوية ويمكن أحياناً تقليل كمية البروتينات بالطعام إلى أقل من 0,6 غ بشرط أن يكتمل غذاء المريض ببروتينات صناعية مكملة تحتوي على أحماض أمينية أساسية أو أحماض كيتونية.

  • ويجب ملاحظة أن البروتينات تتكون من نوعين من الأحماض الأمينية الأول هو الأحماض الامينية الأساسية وهي

التي لا يستطيع الجسم تكوينها ولا بد من الحصول عليها من الطعام المحتوى على بروتين عالي القيمة الغذائية مثل بياض البيض واللحوم والطيور والأسماك والألبان ومشتقاتها.

  • ويمكن أيضاً الحصول على الأحماض الأمينية الأساسية من البقول والخبز وبعض الخضروات ولكن بنسب أقل عنها

من اللحوم والبيض، وهناك أيضاً الأحماض الأمينية غير الأساسية التي يستطيع الجسم تخليقها.

مثال للنظام الغذائي قليل البروتين لمرضى القصور الكلوي:

نفترض أن وزن جسم المريض المثالي هو 60 كغ فهو إذاً يحتاج إلى 60 × 0,6 = 36 غ بروتين يومياً، وتُقسم هذه الكمية إلى 50% بروتين مرتفع القيمة الغذائية، أي 18 غ لحوم وبيض وجبن و18غ من البروتين النباتي منخفض القيمة الغذائية مثل البقول والخضروات.

ويجب ملاحظة أنّ البروتين الحيواني مثل اللحم يحتوى على 20% فقط بروتين عالي القيمة، ومن ثم فإن ال 18 غ بروتين المطلوبة تؤخذ على هيئة 90 غ بروتين حيواني.

السعرات الحرارية:

ويجب ملاحظة أيضاً أن النظام الغذائي لمريض القصور الكلوي يجب أن يحتوي على 35 سعرة حرارية لكل كغ من وزن الجسم المعدل وتؤخذ هذه السعرات على هيئة مواد كربوهيدراتية، كما يجب تقليل هذه الكميات في حالة وجود مرض السكر، وكذلك ملاحظة أن الإفراط في السكريات يحولها داخل جسم الإنسان إلى دهون ثلاثية قد تؤدي إلى زيادة تصلب الشرايين.

الدهون:

لقد أصبح من المعروف علمياً أن اضطرابات نسبة الدهون في الدم تعتبر واحدة من مضاعفات القصور الكلوي المزمن وقد تؤدي على المدى الطويل إلى تصلب الشرايين وتأثير ذلك على القلب والأوعية الدموية.

ويمكن علاج الاضطرابات الدهنية في مرضى القصور الكلوي المزمن عن طريق الإقلال من الاطعمة الغنية بالدهون المتشبعة وأصناف الطعام عالية الكوليسترول مثل السمن والزبد ويمكن استخدام الزيوت غير المتشبعة مثل زيت الذرة أو زيت الزيتون، وإذا لم يمكن التحكم في ارتفاع نسبة الدهون عن طريق الغذاء فإن يمكن اللجوء إلى العقاقير مثل: الكلوفيبرات والستاتين.

الأملاح:

البوتاسيوم:
  • معدل الاستهلاك اليومي للشخص الطبيعي 2- 6 غ بوتاسيوم يومياً، ولكن يعاني مرضى القصور الكلوي من ارتفاع

في مادة البوتاسيوم بالدم نتيجة لعدم قدرة الكلي على إخراج البوتاسيوم من الجسم بكفاءة، وقد يتسبب الارتفاع الشديد في البوتاسيوم في خلل في نبضات القلب.

  • ولهذا ينصح مرضى القصور الكلوي بصفة عامة بالإقلال من تناول البوتاسيوم في الطعام إلى 2- 3 غ يومياً وأحياناً

أقل من ذلك.

  • ويوجد البوتاسيوم في الأطعمة التي تحتوى على البروتينات مثل اللحوم والألبان والبقول، ولكن هناك بعض الأغذية

التي تحتوي على نسبة عالية جداً من البوتاسيوم.

  • وينصح بصفة عامة بالابتعاد عنها مثل المشمش، البلح، المانجو، الخوخ، البرتقال، الزبيب، الموز، الشمام،

الكانتالوب، الفواكه المجففة، البطاطا والفاصوليا.

  • ويمكن التخلص من البوتاسيوم الموجود في الخضراوات عن طريق غلى هذه الخضروات في الماء ثم التخلص من

الماء الذى يحتوي على البوتاسيوم وإعادة الطهو مرة أخرى.

  • ويوجد الكثير من الأغذية التي تحتوي على نسبة قليلة من البوتاسيوم ويسمح بفنجان واحد منها يومياً مثل العنب،

التفاح، التوت والكرز والكمثرى، والفراولة والأناناس والبطيخ والفاصوليا الخضراء والفول الأخضر والبنجر والأرز والكرنب والجزر والقنبيط والذرة والكورن فليكس والخيار والخس والبامية والبسلة والبصل.

الصوديوم:

قد يفقد مريض القصور الكلوي الصوديوم في البول أو على العكس قد يختزن الصوديوم داخل الجسم ومن ثم فيجب التعامل مع الصوديوم في الطعام طبقا لحالة كل مريض على حدة.

ولكن في أغلب الأحيان ينصح بالإقلال من الصوديوم إذ أنه يؤدي إلى اختزان السوائل داخل الجسم وارتفاع ضغط الدم وتورم الساقين، والأطعمة الغنية بالصوديوم هي: ملح الطعام والبيكنج بودر واللحوم والبيض والأطعمة المدخنة والمملحة والمخللات والكاتشب والمستردة، كما يلاحظ أن المناطق التي تستخدم المياه الجوفية كمصدر للشرب قد تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم.

الكالسيوم:

المعدل اليومي المسموح به للشخص الطبيعي حوالي 1 غ يومياً، بينما يحتاج مرضى القصور الكلوي إلى كميات أكبر من ذلك بكثير بسبب نقص فيتامين ( د ) النشيط، وأيضاً بسبب منع الأغذية التي تحتوي على الفوسفور والتي هي دائماً نفس الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل منتجات الألبان، ولهذا فإن مرضى القصور الكلوي المزمن يحتاجون إلى كميات إضافية من الكالسيوم بالإضافة إلى أقراص فيتامين ( د ) النشط.

الفوسفور:

يحتاج الشخص العادي إلى 1- 1,8 غ فوسفور يومياً، ولكن عند حدوث القصور الكلوي فإن الجسم لا يستطيع التخلص من الفوسفور الذي يتراكم فيه ويؤدي إلى أمراض العظام المصاحبة للقصور الكلوي، ولهذا فإنه يجب الإقلال من تناول الأطعمة المحتوية على الفوسفور مثل البروتينات الحيوانية واللبن ومشتقاته بالإضافة إلى استخدام الأدوية التي تقلل من نسبة الفوسفور في الجسم.

السوائل:

تعتمد كمية السوائل المسموح بها للمريض على حجم البول الذى تفرزه الكلية والسوائل المفقودة من الجسم عن طريق العرق، ولهذا ينصح بإعطاء المريض كمية من السوائل تعادل كمية البول بالإضافة إلى 500 -600 مل من السوائل لتعويض الفاقد في العرق والتنفس.

الفيتامينات:

  • يحتاج مرضى القصور الكلوي إلى كثير من الفيتامينات لتعويض نقصها في الجسم، ولهذا يعطي جميع المرضى

فيتامين ( ب ) وحمض الفوليك بالإضافة إلى كمية صغيرة من فيتامين سي.

  • ويعطى المريض أيضاً فيتامين د النشط، كما يجب تجنب كميات كبيرة من فيتامين ( سي )، حيث ذلك يؤدى إلى

ترسيب الأوكزالات في الكلى والأحشاء وأيضاً تجنب فيتامين ( أ ) حيث أن زيادته في جسم مريض القصور الكلوي يؤدي إلى الفقر الدم وزيادة ترسب الكالسيوم والدهون بالجسم، وكما يحدث نقص للحديد في حالة تحديد البروتين في الغذاء لذا يجب إعاضته أيضاً عن طريق الإضافات، إلا أنه قد يكون غير فعال في حالة قصور الكلية لأن الكلية لها دور في تكوين خلايا الدم فيكون فقر الدم الناتج ليس نتيجة نقص الحديد في الغذاء فقط.


العلاج الدوائي لمرض القصور الكلوي المزمن:

نبدأ بالعلاج الدوائي وعلاج المضاعفات كارتفاع ضغط الدم وفقر الدم ونقص الكالسيوم وارتفاع الفوسفات، وذلك من خلال:

  • إعطاء الأدوية الخافضة لضغط الدم
  • إعطاء هرمون (الاريثروبيوتين) هرمون تفرز الكلية ينشط نخاع العظم لتصنيع خلايا الدم الحمراء، ويقل أو يتوقف

إفرازه في حالة القصور الكلوي.

  • إعطاء الحديد للمساعدة في تصنيع خلايا الدم والتقليل من فقر الدم (الفقر الدم).
  • إعطاء الكالسيوم لمعالجة النقص في الكالسيوم وارتفاع نسبه الفوسفات.
  • إعطاء الديجيتلات (الديجوكسين)، لعلاج احتقان وقصور عضلة القلب واحتقان الرئتين.

الغسيل الكلوي:

يتم اللجوء إلى عملية الغسيل الكلوي Dialysis في الحالات التالية:

  • إذا لم تنفع كل الوسائل السابقة.
  • حدوث فقدان للوعي أو نوبات تشنج بسبب القصور.
  • ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم (6.5 ملي في 100 مليلتر من الدم)
  • ارتفاع تركيز اليوريا في الدم (200 مليغرام لكل 100 مليلتر من الدم)
  • زيادة درجة حموضة الدم (PH) لدرجة الخطورة.

شكل يوضح جهاز غسيل الكلى

الاحتياجات الغذائية لمرضى الكلى الصناعية:

يجب تعديل النظام الغذائي بحيث يكون غذاءً متوازناً لتجنب سوء التغذية وأيضاً تجنب زيادة بعض العناصر الضارة مثل البوتاسيوم والفوسفور ونظرا لعلاج هؤلاء المرضى بأجهزة الكلى الصناعية والتخلص من السموم بالجسم فإنه يمكن زيادة كمية البروتينات إلى 1- 1,3 غ لكل كغ من وزن الجسم المثالي، وتعدل أيضاً قائمة الطعام من حيث كمية الأملاح والسوائل طبقا لحالة كل مريض.

الصوديوم:

بالنسبة للصوديوم يوجد في ملح الطعام وبعض الأطعمة، معظم الاطعمة المعلبة والمجمدة والمصنعة تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم، زيادة كمية الصوديوم تشعر المريض بالعطش وعند تناول كمية كبيرة من السوائل يعمل القلب أكثر لضخ السوائل خلال الأوعية، وبمرور الوقت قد يؤدي ذلك إلى ارتفاع التوتر الشرياني وقصور احتقاني في القلب، كما يجب على هؤلاء المرضى تناول الأطعمة الطازجة الفقيرة في الصوديوم وعدم استخدام ملح الطعام أو بديله حيث يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم.

البوتاسيوم:

البوتاسيوم يوجد في معظم الأطعمة الحيوانية أو النباتية وهو يؤثر على انتظام دقات القلب عادة يرتفع مستوى البوتاسيوم في الفترة بين الغسيل والآخر، لذلك فإن تناول كمية كبيرة من البوتاسيوم يشكل خطراً على القلب وقد يسبب الوفاة.

الفوسفور:
  • إذا زادت كمية الفوسفور بالدم يعمل على سحب الكالسيوم من العظام وفقد الكالسيوم من العظام يضعفها وتصبح قابلة

للكسر، وكما تؤدي زيادة الفوسفور في الدم أيضاً إلى الحساسية الجلدية، ومن الأطعمة الغنية بالفوسفور الحليب، الجبن، البقول الجافة، الكولا، المكسرات، ويجب الإقلال من هذه الأطعمة في الفترات ما بين جلسات الغسيل.

  • وبالنسبة للسعرات يمكن للمرضى زيادة السعرات الحرارية الواردة عن طريق الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون

وزيت الزغفران وزيت الذرة ويمكن إضافتها للخبز والأرز والمعكرونة وأثناء الطهو، ويمكن أيضاً استعمال السكريات والعسل والمربى والحلوى حيث إنها تعطي سعرات فقط وليس لها فضلات من عملية الهضم مع مراعاة عدم وجود إصابة بالسكري.

  • كما يحدث نقص في الأملاح والفيتامينات لهؤلاء المرضى نتيجة لتحديد العديد من الأطعمة لذلك يجب استشارة

الطبيب في أخذ معيضات دوائية ملائمة من هذه العناصر مثل Nephrocaps لأنها قد تكون ضارة للمريض.

السوائل:

يجب مراقبة كمية السوائل المتناولة بدقة بما فيها جميع المشروبات والعصائر والماء الداخل في تركيب الخضروات والفواكه وأنواع الحساء المختلفة، كمية السوائل في الجسم تزيد بين جلسات الغسيل مما يسبب وجود وذمة وزيادة في الوزن، زيادة السوائل تؤثر على ضغط الدم وتزيد من جهد القلب، ومن الطرق المستخدمة لتقليل كمية السوائل المتناولة، الشرب من أكواب وفناجين صغيرة، يمكن أيضاً تغيد العصائر في أوعية الثلج على هيئة مكعبات صغيرة وتناولها من وقت لآخر.

وظيفة اختصاصي التغذية بالنسبة لمرضى الغسيل الكلوي:

  • معرفة عدد مرات الغسيل والفترات المحددة.
  • متطلبات المريض.
  • كمية البروتين المطلوبة في النظام الغذائي أو القيام بوضع خطة غذائية مناسبة للمريض مع معرفة الوزن الذي حدده

الطبيب لسهولة حساب خريطة السوائل.

  • المتابعة وتشمل الوزن ومراجعة نتائج التحاليل والتأكد من اتباع النظام الغذائي المطلوب.
  • أن يبقي المريض على نظام غذائي متوازن كي يحميه من أي مضاعفات قد تحدث بسبب سوء التغذية أو خلل في

نتائج التحليل.

  • حساب كمية وافية من البروتينات لتعويض التجديد والإصلاح الذي يحدث في خلايا الجسم.
  • محاولة ايجاد حل وسط لحساب السوائل والأملاح حتى يتقبلها المريض.

أما بالنسبة لمرضى الغسيل البريتواني فإنهم يحصلون على كمية كبيرة من السعرات الحرارية عن طريق الجلوكوز الموجود في محلول الغسيل البريتواني، ولهذا يجب الإقلال من السكريات في طعامهم، كما أن هؤلاء المرضى يفقدون كميات من البروتينات والأحماض الأمينية عن طريق الغشاء البريتواني ولهذا فإن طعامهم لا بد أن يحتوي على 1,2- 1,5 غ بروتين لكل كغ من وزن الجسم المثالي.


زرع الكلية:

يُعتبر زرع الكلية الحل البديل عن التنقية الدموية عند المرضى المصابين بالقصور الكلوي، حيث يمكن هذه الفئة ممارسة حياتها بشكل طبيعي مع الأخذ بعين الاعتبار المراقبات الجدية والمتابعة الحثيثة خلال الخمسة سنين التالية للزرع الكلوي.

الاحتياجات الغذائية لمرضى زراعة الكلى:

هناك الكثير من المشاكل الغذائية التي قد تؤثر على نتائج عملية زرع الكلى منها سوء التغذية أو السمنة.

سوء التغذية:
  • يزداد حدوث الآثار الجانبية المرضية للعملية الجراحية مثل التئام الجروح وزيادة معدل الإصابة الميكروبية للجروح

في مرضى القصور الكلوي الذين يعانون من سوء التغذية وخاصة البروتين، وقد وجد أن 15% من مرضى القصور الكلوي المزمن يعانون من مشاكل سوء التغذية.

  • ومن أسباب سوء التغذية:
  • فقد الشهية، الطعام غير المتوازن، الفقد الدائم لمكونات الطعام في محلول الغسيل مثل البروتينات والأحماض الأمينية

والفيتامينات.

  • زيادة معدل الإصابة بالعدوى والالتهابات.
  • التغيرات الهرمونية.
السمنة:
  • يُعتبر معدل السمنة قليل نسبياً في مرضى القصور الكلوي المزمن.
  • ويزداد معدل الخطورة الجراحية (التخدير) وأيضاً التئام الجروح يتأثر بزيادة الوزن وخاصةً إذا زاد الوزن عن

130% من الوزن الطبيعي للسن والنوع والطول.

  • وتُعتبر السمنة من إحدى دلالات الخطورة بالنسبة لحياة الكلية المزروعة.
  • ويوصى باتباع برنامج غذائي خاص في الشهور الأولى بعد زراعة الكلى، وذلك لزيادة كمية البروتين إلى 1,3- 1,5

غ / كغ من وزن الجسم المثالي لتعويض هذه البروتينات، بالإضافة إلى إعطاء كمية كافية من السعرات الحرارية وكميات كافية من الكالسيوم أو المغنيزيوم والفيتامينات وغير ذلك.

  • ونظراً لما يلاحظ من زيادة وزن الجسم بعد فترة طويلة من زراعة الكلى وظهور بعض المضاعفات مثل مرض

السكر وارتفاع ضغط الدم وزيادة دهنيات الدم، لذلك فإن النظام الغذائي بعد عدة شهور من عملية زرع الكلى الناجحة يجب أن يكون متوازناً لضمان عدم زيادة الوزن، وذلك بتقليل السعرات الحرارية وممارسة الرياضة الخفيفة مع استخدام الغذاء وبعض الأدوية للتحكم في دهنيات الدم والأملاح.


 

اترك تعليقاً