دوالي الحبل المنوي Varicocele هي اتساع للوريد الموجود ضمن الحبل المنوي والذي يتواجد فوق وحول الخصية، وينقل هذا الوريد الدم الخارج من الخصيتين المتواجدتين ضمن كيس الصفن، وإنّ سبب هذا التوسّع ناتج عن سوء بوظيفة الصمامات التي تمنع دم الخصية من العودة اليها، فعندما تتعطل هذه الصمامات يعاني الدم الخارج من الخصية من صعوبة بالصعود على طول الحبل المنوي ومن أن يرفد
الدورة الدموية فيحدث التوسع بوريد هذا الحبل.
أسباب دوالي الحبل المنوي
تظهر هذه الحالة بشكل خاص بالجانب الأيسر، وقد تحدث بالجانبين دون أن يكون التوسع متعادل حكماً بين الجانب الأيمن والأيسر.
إنّ سبب ظهورها على اليسار أكثر يعود إلى الوضعية التشريحية، إذ أنّ الوريد المنوي الأيسر يصب بالوريد الكلوي الأيسر، في حين أن الوريد المنوي الأيمن يصب بشكل مباشر بالوريد الأجوف السفلي، وبالتالي فهو يرفد الدورة الدموية بشكل مباشر.
والسبب غالباً مجهول، قد يكون ينتج المرض عن تشوه وعائي، لكن قد توجد عوامل مؤهبة مثل مختلف عناصر الخطر الوعائي ومنها:
- الشحوم الدموية.
- التدخين.
- البدانة.
- وقلة النشاط الفيزيائي.
أعراض دوالي الحبل المنوي
- قد لا تعطي هذه الحالة أي أعراض، وقد تبقى لسنوات دون أن يشعر بها المريض ولا تسبب له أي مشكلة، لكن وبالمقابل قد تترافق مع شعور بالثقل قد يحس به الرجل ضمن كيس الصفن، ويظهر هذا الشعور بشكل خاص في نهاية النهار، وخاصةً في الأيام والبلاد الحارّة.
- قد تتجاوز الحالة مجرد الثقل، وقد تصل إلى درجة الألم، سواء الألم العفوي أو لدى ممارسة الجهد، أو حتى أثناء النشاط الجنسي.
- وقد تكون الأعراض متنوعة بين يوم و آخر، وقد تكون متقطعة وتنتشر إلى الوجه الداخلي للفخذين.
- قد يتزايد هذا الشعور بعدم الراحة مع مرور الأيام.
- وإنْ تطورت الحالة قد يكبر حجم كيس الصفن وبشكل خاص بالأيام الحارة، وقد يصل كبر حجم الدوالي إلى درجة
تضايق المريض عند تحريك الورك.
تشخيص دوالي الحبل المنوي
تشخيص الحالة بشكل أساسي هو تشخيص سريري، إذ يمكن لدى جس الحبل المنوي الشعور بالتوسّع الوريدي والذي يبرز بشكل أساسي لدى السعال.
الفحوصات المتممة:
لا ضرورة لها عندما تكون الحالة ظاهرة للعيان، ويمكن للطبيب الفاحص أن يشعر بهذا التوسع لدى جسّ الحبل المنوي.
وبحالة الشك يمكن الاستعانة بالتصوير بصدى الأمواج فوق الصوتية ـ إيكوغرافي ـ الذي يظهر هذا التوسع ويشير إلى تركم الدم بالحبل المنوي، وقد يشمل هذا التراكم المنطقة المحيطة بالخصية، والفحص بواسطة الايكوغرافي دوبلر يظهر سيلان الدم، ويشير إلى المكان الذي يتوضع به الصمام القاصر عن عمله.
تطور الحالة:
تتطور هذه الحالة بشكل متنوع جداً، قد تتواجد عند الرجل لسنوات دون أن تسبب أي إزعاج، وعلى العكس، قد يتزايد هذا الإزعاج مع مرور السنوات وقد يصبح بشكل دائم، وبحالات أخرى يكون هذا الإزعاج متقطع، من آنٍ لآخر.
على الرغم من كون هذه الإصابة سليمة بالغالبية العظمى من الحالات، إلا أنها قد تخفي أمراض أخرى، على سبيل المثال نذكر بأن الرجل الذي يعاني من توسع كبير بوريد الحبل المنوي، قد يكون مصاب بورم كبير بالكلية، يسبب هذا الورم ضغط على مصب الوريد المنوي بالوريد الكلوي مما يضيق العود الوريدي ويظهر دوالي الحبل المنوي، ونذكر بأن هذا من الحالات النادرة.
دوالي الحبل المنوي والخصوبة
- لُوحظ منذ عدة عقود، أن دوالي الحبل المنوي تترافق مع ضعف بالخصوبة.
- تشير الإحصائيات بأن 15% من الرجال يمكن أن نشاهد عندهم دوالي بالحبل المنوي، في حين أن هذه النسبة قد تصل إلى 25% عند الرجال الذين يعانون من ضعف بالخصوبة.
- من أوائل النظريات التي اقترحت لتفسير الأمر، هي أن العمل الحسن للخصية يتطلب منها أن تتواجد بظروف حرارية أقل من حرارة البدن، و لهذا تتواجد الخصية في كيس الصفن، خارج الجسم.
- وبالتالي فإنّ حرارتها أبرد من حرارة الجسم، ويُعتقد بأن تراكم الدم حول الخصية بسبب توسع الوريد، يؤدي إلى ارتفاع حرارة الخصية.
- نظرية علاقة دوالي الحبل المنوي بالخصوبة خضعت للكثير من النقاش والجدل، ويُشكك الكثير بدور الجراحة من أجل تحسّن الحالة.
علاج دوالي الحبل المنوي
- ضرورة العلاج تستند فقط على الأعراض التي تنتج عن توسع الوريد المنوي، إنْ لم تظهر أي أعراض، فلا توجد أي ضرورة للعلاج.
- يمكن اللجوء إلى العلاج الدوائي للتخفيف من الأعراض مثل محسنات العود الوريدي ومسكنات الألم.
- لكن العلاج بشكل أساسي هو علاج جراحي، ويتوضع الشق الجراحي إما بالمنطقة المغبنية، أو على جدار البطن.
- كما يمكن إجراء العملية عن طريق التنظير.
- والعملية هي عبارة عن ربط الوريد المنوي بقسمه العلوي، بشكل يسبب ضمور هذا الوريد.
- ويقترح أيضاً سد الوريد بواسطة الانصمام الوعائي بإدخال قثطرة إلى الوريد تحت المراقبة بالأشعة وسدّ هذا الوريد بوضع صمامات اصطناعية به.
- إنّ النتائج الجراحية بشكل عام جيدة، واحتمال حصول الاختلاطات ممكن ولكنه نادر.
