النظام الغذائي لمرضى القصور الكلوي المزمن

pexels photo 1640777

إن النظام الغذائي لمرضى القصور الكلوي المزمن يشارك بدور فعال في الحد من تطور مرض القصور الكلوي،حيث يعتبر القصور الكلوي المزمن تلفاً مستمراً غير رجعي في الوحدات الوظيفة للكلية (النفرونات)، مما يزيد من تراكم فضلات الأيض (الهدم والبناء الخلوي)، والسوائل، واليوريا في الجسم والتي تسبب مجموعة من الأعراض والعلامات.

أسباب القصور الكلوي المزمن:

قسم العلماء أسباب القصور الكلوي إلى ثلاث مجموعات وتشمل أسباب ما قبل كلوية ثم أسباب كلوية ذاتها، ثم ما بعد الكلوية.

ولكني سأقوم بذكر أكثر الأسباب شيوعاً وتشمل ما يلي:

  • ارتفاع ضغط الدم المزمن الذي غير المعالج والسكري.
  • نقص التروية: أي كميه الدم الواصل للكلية وذلك لعدة مسببات مثل: ” الصدمات الناتجة من انخفاض ضغط الدم المفاجئ أو الحساسية أو التسمم أو الحروق أو النزيف أو الجفاف أو المجاعات أو بسبب تناول بعض الأدوية والافراط فيها، أو بسبب فقر الدم وأمراض الدم.
  • التهابات الكلية المزمنة وتشمل: التهابات النفرونات ” الوحدة الوظيفة التي تقوم بفلتره الدم في الكليتين”، وكذلك تلف النفرونات، أو الإصابة ببعض الامراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمامية، أو بسبب سرطان الكلية أو السل الكلوي الناتج عن السل الرئوي، أو بسبب حصى الكلى الذي ممكن أن يحدث انسداداً في المجاري البولية وانسدادها.

مراحل القصور الكلوي المزمن:

  • المرحلة الأولى: Reduced Renal Reserve: وتتميز بتلف النفرونات ووظائفها يصل ل 40- 75% وتكون بدون أعراض لان هناك من النفرونات السليمة ما يكفي للقيام بوظائف الكلى الطبيعية.
  • المرحلة الثانية: Renal Insufficiency: ويكون فيها التلف بمعدل 75- 90% ، وتتميز بارتفاع اليوريا والكرياتينين، والإصابة بفقر الدم، وكثرة ادرار البول.
  • المرحلة الثالثة: يكون فيها التلف بمعدل 90% فما أكثر، وبذلك تظهر جميع اعراض القصور الكلوي، وترتفع نسبه اليوريا والكرياتينين والفضلات النيتروجينية في الدم، واختلال وظائف الجسم، ونسب الشوارد ( البوتاسيوم ، الصوديوم ، وغيرها).

الأعراض والعلامات:

  • ارتفاع ضغط الدم بسبب ارتفاع نسبه الصوديوم وقلة استخراجه عبر الكلية التالفة.
  • الإرهاق والتعب العام، والاكتئاب والتوتر النفسي.
  • الغثيان والقيء.
  • تغير في مستوى الوعي.
  • احتقان / قصور عضلة القلب، وتورم الرئتين وتراكم السوائل فيها وصعوبة التنفس.
  • التهاب عضلة القلب، والتجويف الذي يحتويه (غشاء التامور).
  • الحكة الشديدة بسبب تراكم اليوريا تحت الجلد.
  • رائحة نفس المريض بها الأمونيا.
  • فقر الدم.

النظام الغذائي لمرضى القصور الكلوي المزمن:

ينبغي استخدام نظام غذائي خاص لمرضى القصور الكلوي وذلك لمنع تراكم المواد السامة بالجسم وفي الوقت نفسه الحفاظ وتعويض المواد الضرورية لوظائف الجسم.
ومن المعروف علميا أن الإقلال من تناول البروتينات يبطئ من تدهور وظائف الكلى، كما أن كثرة الكوليسترول والدهون الثلاثية تؤدي إلى سرعة تدهور وظيفة الكلى. ويلاحظ أيضاً تقليل ملح الطعام لمرضى ضغط الدم المرتفع كما أن الكلى المريضة لا تتعامل بكفاءة مع كثير من العناصر مثل البوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم.

أولاً – البروتينات:

ويبدأ العمل بالنظام الغذائي عند نقص تحليل استخلاص الكرياتينين إلى 60 – 70 / مل لكل دقيقة وفيه يعطي المريض 0,6 غ بروتين لكل كيلوغرام من وزن الجسم المثالي. وهذه الكمية القليلة نسبيًا تقلل من تكوين المواد الضارة الناتجة عن أيض البروتينات بالجسم ولكنها في الوقت نفسه تعطي الجسم والعضلات ما يكفيها من بروتين ضروري لوظائف الجسم الحيوية ويمكن أحيانا تقليل كمية البروتينات بالطعام إلى أقل من 0,6 غ بشرط أن يكتمل غذاء المريض ببروتينات صناعية مكملة تحتوي على أحماض أمينية أساسية أو أحماض كيتونية.
ويجب ملاحظة أن البروتينات تتكون من نوعين من الأحماض الأمينية الأول هو الأحماض الامينية الأساسية وهي التي لا يستطيع الجسم تكوينها ولا بد من الحصول عليها من الطعام المحتوى على بروتين عالي القيمة الغذائية مثل بياض البيض واللحوم والطيور والأسماك والألبان ومشتقاتها. ويمكن أيضاً الحصول على الأحماض الأمينية الأساسية من البقول والخبز وبعض الخضروات ولكن بنسب أقل عنها من اللحوم والبيض. وهناك أيضاً الأحماض الأمينية غير الأساسية التي يستطيع الجسم تخليقها.
مثال للنظام الغذائي قليل البروتين لمرضى القصور الكلوي:
نفترض أن وزن جسم المريض المثالي هو60 كغ فهو إذاً يحتاج إلى 60 × 0,6 = 36 غ بروتين يومياً وتقسم هذه الكمية إلى 50 % بروتين مرتفع القيمة الغذائية أي 18 غ لحوم وبيض وجبن و18غ من البروتين النباتي منخفض القيمة الغذائية مثل البقول والخضروات.
ويجب ملاحظة أن البروتين الحيواني مثل اللحم يحتوى على 20% فقط بروتين عالي القيمة ومن ثم فإن ال18 غ بروتين المطلوبة تؤخذ على هيئة 90 غ بروتين حيواني.

ثانيا – السعرات الحرارية:

ويجب ملاحظة أيضاً أن النظام الغذائي لمريض القصور الكلوي يجب أن يحتوي على 35 سعرة حرارية لكل كغ من وزن الجسم المعدل وتؤخذ هذه السعرات على هيئة مواد كربوهيدراتية كما يجب تقليل هذه الكميات في حالة وجود مرض السكر. وكذلك ملاحظة أن الإفراط في السكريات يحولها داخل جسم الإنسان إلى دهون ثلاثية قد تؤدي إلى زيادة تصلب الشرايين.

ثالثا – الدهون:

النظام الغذائي لمرضى القصور الكلوي المزمن

لقد أصبح من المعروف علميا أن اضطرابات نسبة الدهون في الدم تعتبر واحدة من مضاعفات القصور الكلوي المزمن وقد تؤدي على المدى الطويل إلى تصلب الشرايين وتأثير ذلك على القلب والأوعية الدموية.
ويمكن علاج الاضطرابات الدهنية في مرضى القصور الكلوي المزمن عن طريق الاقلال من الاطعمة الغنية بالدهون المتشبعة وأصناف الطعام عالية الكوليسترول مثل السمن والزبد ويمكن استخدام الزيوت غير المتشبعة مثل زيت الذرة أو زيت الزيتون، واذا لم يمكن التحكم في ارتفاع نسبة الدهون عن طريق الغذاء فإن يمكن اللجوء إلى العقاقير مثل : الكلوفيبرات و الستاتين .

رابعا – الأملاح:

  • البوتاسيوم:

معدل الاستهلاك اليومي للشخص الطبيعي 2 – 6 غ بوتاسيوم يومياً. ولكن يعاني مرضى القصور الكلوي من ارتفاع في مادة البوتاسيوم بالدم نتيجة لعدم قدرة الكلي على إخراج البوتاسيوم من الجسم بكفاءة وقد يتسبب الارتفاع الشديد في البوتاسيوم في خلل في نبضات القلب.
ولهذا ينصح مرضى القصور الكلوي بصفة عامة بالإقلال من تناول البوتاسيوم في الطعام إلى 2 – 3 غ يومياً وأحيانا أقل من ذلك.
ويوجد البوتاسيوم في الأطعمة التي تحتوى على البروتينات مثل اللحوم والألبان والبقول. ولكن هناك بعض الأغذية التي تحتوي على نسبة عالية جدا من البوتاسيوم. وينصح بصفة عامة بالابتعاد عنها مثل المشمش – البلح – المانجو– الخوخ – البرتقال – الزبيب – الموز – الشمام – الكانتالوب – الفواكه المجففة – البطاطا والفاصوليا. ويمكن التخلص من البوتاسيوم الموجود في الخضراوات عن طريق غلى هذه الخضروات في الماء ثم التخلص من الماء الذى يحتوي على البوتاسيوم وإعادة الطهو مرة أخرى.
ويوجد الكثير من الأغذية التي تحتوي على نسبة قليلة من البوتاسيوم ويسمح بفنجان واحد منها يومياً مثل العنب، التفاح، التوت والكرز والكمثرى. والفراولة والأناناس والبطيخ والفاصوليا الخضراء والفول الأخضر والبنجر والأرز والكرنب والجزر والقنبيط والذرة والكورن فليكس والخيار والخس والبامية والبسلة والبصل.

  •  الصوديوم:

قد يفقد مريض القصور الكلوي الصوديوم في البول أو على العكس قد يختزن الصوديوم داخل الجسم ومن ثم فيجب التعامل مع الصوديوم في الطعام طبقا لحالة كل مريض على حدة.
ولكن في أغلب الأحيان ينصح بالإقلال من الصوديوم إذ أنه يؤدي إلى اختزان السوائل داخل الجسم وارتفاع ضغط الدم وتورم الساقين , والأطعمة الغنية بالصوديوم هي: ملح الطعام والبيكنج بودر واللحوم والبيض والأطعمة المدخنة والمملحة والمخللات والكاتشب والمستردة. كما يلاحظ أن المناطق التي تستخدم المياه الجوفية كمصدر للشرب قد تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم.

  •  الكالسيوم:

المعدل اليومي المسموح به للشخص الطبيعي حوالي 1 غ يومياً بينما يحتاج مرضى القصور الكلوي إلى كميات أكبر من ذلك بكثير بسبب نقص فيتامين D النشيط وأيضاً بسبب منع الأغذية التي تحتوي على الفوسفور والتي هي دائما نفس الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم مثل منتجات الألبان. ولهذا فإن مرضى القصور الكلوي المزمن يحتاجون إلى كميات إضافية من الكالسيوم بالإضافة إلى أقراص فيتامين D النشط.

  •  الفوسفور:

يحتاج الشخص العادي إلى 1 – 1,8 غ فوسفور يومياً ولكن عند حدوث القصور الكلوي فإن الجسم لا يستطيع التخلص من الفوسفور الذي يتراكم فيه ويؤدي إلى أمراض العظام المصاحبة للقصور الكلوي ولهذا فإنه يجب الاقلال من تناول الاطعمة المحتوية على الفوسفور مثل البروتينات الحيوانية واللبن ومشتقاته بالإضافة إلى استخدام الأدوية التي تقلل من نسبة الفوسفور في الجسم.

خامسا – السوائل:

تعتمد كمية السوائل المسموح بها للمريض على حجم البول الذى تفرزه الكلية والسوائل المفقودة من الجسم عن طريق العرق. ولهذا ينصح بإعطاء المريض كمية من السوائل تعادل كمية البول بالإضافة إلى 500 -600مل من السوائل لتعويض الفاقد في العرق والتنفس.

سادسا- الفيتامينات:

يحتاج مرضى القصور الكلوي إلى كثير من الفيتامينات لتعويض نقصها في الجسم ولهذا يعطي جميع المرضى فيتامين B وحمض الفوليك بالإضافة إلى كمية صغيرة من فيتامين سي.
ويعطي المريض أيضاً فيتامين د. النشط كما يجب تجنب كميات كبيرة من فيتامين C حيث ذلك يؤدى إلى ترسيب الأوكزالات في الكلى والأحشاء وأيضاً تجنب فيتامين A حيث أن زيادته في جسم مريض القصور الكلوي يؤدي إلى الفقر الدم وزيادة ترسب الكالسيوم والدهون بالجسم وكما يحدث نقص للحديد في حالة تحديد البروتين في الغذاء لذا يجب إعاضته أيضاً عن طريق الاضافات الا انه قد يكون غير فعال في حالة قصور الكلية لأن الكلية لها دور في تكوين خلايا الدم فيكون فقر الدم الناتج ليس نتيجة نقص الحديد في الغذاء فقط.

العلاج الدوائي لمرض القصور الكلوي المزمن:

نبدأ بالعلاج الدوائي وعلاج المضاعفات كارتفاع ضغط الدم وفقر الدم ونقص الكالسيوم وارتفاع الفوسفات، وذلك من خلال:
• إعطاء الأدوية الخافضة لضغط الدم
• إعطاء هرمون (الاريثروبيوتين) هرمون تفرز الكلية ينشط نخاع العظم لتصنيع خلايا الدم الحمراء، ويقل أو يتوقف افرازه في حالة القصور الكلوي.
• إعطاء الحديد للمساعدة في تصنيع خلايا الدم والتقليل من فقر الدم (الفقر الدم)
• إعطاء الكالسيوم لمعالجة النقص في الكالسيوم وارتفاع نسبه الفوسفات.
• إعطاء الديجيتلات (الديجوكسين) ، لعلاج احتقان وقصور عضلة القلب واحتقان الرئتين