سرطان عنق الرحم Cervical Cancer

سرطان عنق الرحم بالإنجليزية Cervical Cancer يُعد مشكلة من مشاكل الصحة التناسلية الهامة التي تتعلق بالنساء، خاصة في الدول النامية، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتدبير المشاكل الصحية الناجمة عن سرطان عنق الرحم في كل دول العالم، فإن معظم المحاولات في الدول النامية لم تكن ناجحة، بسبب عدة عوامل:

  • ضعف الوعي الصحي بهذه المشكلة.
  • محدودية الوصول إلى التدخلات الصحية الضرورية.
  • عدم القدرة على تقديم خدمة الفحص المخبري الخاص بلطاخة عنق الرحم لكل النساء اللواتي هن بحاجة لها.
  • عدم الاستخدام الفعال والأمثل للموارد الصحية المتاحة في القطاع الطبي الخاص والحكومي.

[toc]

الحدوث

تُكتشف حوالي 370.000 حالة جديدة من سرطان عنق الرحم كل عام، ويحدث حوالي ثمانين بالمئة منها في الدول النامية، ويأتي سرطان عنق الرحم في المراتب المتقدمة بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم، وهو من الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة بسبب السرطان بين النساء في الدول النامية.

إنّ معدلات الإصابة مرتفعة جداً في أمريكا الوسطى، تليها مناطق جنوب أفريقيا وشرقها وأمريكا الجنوبية وجزر الكاريبي وجنوب آسيا، وتلقى حوالي 200 ألف من النساء حتفهنّ كل عام بسبب الإصابة بسرطان عنق الرحم في جميع أرجاء العالم، وإن السبب الواضح للارتفاع الحادّ في معدل وقوع إصابات عنق الرحم في الدول النامية هو نقص برامج التقصي الفعالة التي تهدف إلى كشف حالات ما قبل السرطان ومعالجتها قبل أن تتطور إلى سرطان غازِ إذ يُقدّر أنّ خمسة بالمئة فقط من النساء في الدول المتطورة فقط خضع نصفهن على الأقل للكشف المبكّر عن سرطان عنق الرحم أي أنّ الفرق ما بينهما هو عشرة أضعاف.


تعريفات هامة

  • السرطان cancer:

يبدأ السرطان في الخلايا التي تشكل الأنسجة، والأنسجة بدورها تشكل أعضاء الجسم.

عادةً: تنمو الخلايا وتنقسم لتشكّل خلايا جديدة حسب حاجة الجسم لها، وعندما تصبح الخلايا هرمة تموت وتحلّ محلها خلايا جديدة.

أحياناً: تسير هذه العملية بشكل خاطئ حيث تتشكل خلايا جديدة بدون حاجة الجسم لها ولا تموت الخلايا الهرمة عندما يجب أن تموت، وتشكّل الخلايا الإضافية كتلة نسيجية تدعى الورم tumor وهذه الأورام قد تكون حميدة أو خبيثة.

  • الأورام الحميدة benign tumors:

نادراً ما تهدّد الحياة وعادة يمكن إزالتها، ولا تعود للظهور بعد استئصالها، وتتميز بأنّ الخلايا المكوّنة للورم لا تغزو النسج المحيطة بها، ولاتنتشر إلى أعضاء أخرى من الجسم، وتعتبر البوليبات، الكيسات، الثآليل التناسلية أنماطاً من الأورام الحميدة التي تنمو في عنق الرحم.

  • الأورام الخبيثة malignant tumors:

وتعتبر أكثر خطورة وجدية من الأورام الحميدة، ويمكن أن تكون مهددة للحياة، ويمكن إزالتها ولكنها قد تعود للظهور من جديد بعد الاستئصال، كما تغزو خلايا الورم الخبيث النسج المحيطة، ويمكن أن تنتشر وتعطي انتقالات إلى مناطق أخرى من الجسم ويكون انتشارها إما بشكل مباشر (اختراق الأعضاء المجاورة) أو الانتشار عبر الجهاز اللمفاوي أو الدوران الدموي، والخلايا تدمر أعضاء أخرى وتشكل أوراماً جديدة في الأعضاء المصابة.


عنق الرحم cervix

وهو قسم من الجهاز التناسلي الأنثوي، ويشكل القسم الأخفض والأضيق من الرحم uterus.

والرحم هو جوف كمثري الشكل في القسم السفلي من البطن، ويتصل الرحم مع المهبل بواسطة عنق الرحم، وينفتح المهبل على الوسط الخارجي.

تشكل القناة العنقية ممراً لعبور الدم من الرحم إلى المهبل، خلال فترة الطمث عند المرأة، وينتج عنق الرحم مادة مخاطية تساعد النطاف على العبور من المهبل إلى الرحم.

وخلال الحمل ينغلق عنق الرحم بشدة ليساعد في إبقاء الجنين داخل جوف الرحم، وعند الولادة يتوسع العنق (ينفتح) ليسمح بمرور الجنين.

تشريح عنق الرحم

يكتسي عنق الرحم خلال التطور الجنيني الباكر بطبقة ظهارية أسطوانية، وخلال مرحلة التطور داخل الرحم تستبدل الظهارة الأسطوانية للمهبل بشكل تدريجي بظهارة حرشفية، وعند الولادة يكون المهبل عادة مغطى بظهارة حرشفية، وتقتصر الظهارة الأسطوانية على باطن عنق الرحم وعلى القسم المركزي لظاهر عنق الرحم، إلا أن الظهارة الأسطوانية تمتد إلى الأقبية المهبلية عند 40% من الطفلات الطبيعيات وعند 30% من الطفلات اللاتي تعرضن لعقار Diethylstilbesterol خلال حياتهن الرحمية.

تأخذ الظهارة الاسطوانية عيانياً مظهراً أحمر اللون لأنها تتألف من طبقة واحدة من الخلايا فقط مما يسمح للأوعية الدموية في اللحمة التي تقع تحتها أن تظهر من خلالها.

تشير الظهارة الاسطوانية والحرشفية الجنينية إلى موقع الظهارة الاسطوانية والحرشفية الأصلي، ويدعى الوصل بينهما والذي يكون بالقرب من الفوهة الظاهرة لعنق الرحم بالوصل الحرشفي الاسطواني الأصلي.

خلال فترة الحياة وخاصة أثناء المراهقة والحمل الأول تغطّي طبقة ظهارية حرشفية حؤولية الطبقة الظهارية الاسطوانية، إذ يتشكل وصل حرشفي اسطواني جديد أدنى من الأول، يتحرّك هذا الوصل تدريجياً ليقترب من الفوهة الظاهرة لعنق الرحم ومن ثم قناة باطن عنق الرحم، ويطلق على المنطقة التي تحوي ظهارة شائكة حؤولية والمتوضعة بين الوصل الشائكي الاسطواني الأصلي والوصل الشائكي الاسطواني الجديد: المنطقة الانتقالية transformation zone.

يلاحظ على عنق الرحم تبدلات طبيعية ببنائه التشريحي، وهذه التبدلات تعطي الفيروس HPV (الفيروس الحليمومي البشري) المكان اللازم كي ينمو ويتطور ويعطي آفات سرطانية.

هذه التطورات الطبيعية لا تتطلب أي علاج جراحي سوى في حالات نادرة، على العكس من النظريات القديمة التي كانت تقترح وسائل علاجية مختلفة من الكي بالكهرباء إلى التدمير بالليزر إلى العلاج الجراحي، ومع التطور الطبي تبين أن هذه العلاجات لا ضرورة لها ولا فائدة منها، وما يستحق العلاج هو فقط الآفات ما قبل السرطانية.


التغيرات الفيزيولوجية في عنق الرحم

هذه التغيرات التي تصيب عنق الرحم لا تحتاج للمعالجة، وهي:

  • ظاهرة الشتر Ectropion:

تنتج هذه الظاهرة عن خروج البشرة الغدية لتغطي السطح الخارجي لعنق الرحم، ويعتبر سبب هذا التبدّل غير معروف ويمكن ملاحظته عند غالبية النساء، وربما يلعب النشاط الهرموني أو الحمل دوراً فيه.

نادراً ما تشكّل هذه الظاهرة سبباً للعوارض الصحية فيما عدا بعض الالتهابات أو النزوف نتيجة هشاشة هذه البشرة.

  • ظاهرة الإصلاح الطبيعي Metaplasia:

لكون البشرة الغدية هشة لا تتحمل حموضة المهبل، يقوم الجسم بإصلاحها ويغطيها من جديد ببشرة مالبيكية، استمرار البشرة الغدية تحت الطبقة المالبيكية الجديدة قد يعطي لعنق الرحم منظراً متبدلاً ولكنه يبقى ضمن الطبيعي.


عوامل الخطورة لسرطان عنق الرحم

لا يمكن دوماً تفسير سبب إصابة إحدى النساء دون الأخرى بسرطان عنق الرحم، ولكن على أي حال فالمرأة التي لديها عوامل خطورة محددة ممكن أن يكون لديها احتمال أقوى من النساء الأخريات للإصابة بسرطان عنق الرحم.

وعوامل الخطورة هي:

فيروس الورم الحليمومي البشري (Human papilloma viruse (HPV:

الإصابة بفيروس HPV تشكل عامل الخطورة الأساسي في سرطان عنق الرحم، وهذا الفيروس يشكّل واحداً من مجموعة فيروسات تصيب عنق الرحم، ويُعتبر خمج HPV شائعاً بشدة، ويمكن أن ينتقل من شخص لآخر بالاتصال الجنسي، وهذا يتضمن الاتصال المهبلي أو الاتصال الشرجي وحتى أثناء الجنس الفموي، ومعظم البالغين قد أُصيبو بخمج HPV في مرحلة ما من مراحل حياتهم.

بعض أنماط فيروس HPV ممكن أن تسبب تغيرات في خلايا عنق الرحم، وهذه التغيرات قد تقود لتشكل الثآليل التناسلية Genital warts وقد تسبب بعض الأنواع ثآليلاً مشتركة على الأيدي والأقدام، وتميل أنواع أخرى إلى تشكيل ثآليل على الشفاه أو اللسان.

وقد يسبب خمج HPV تشكل السرطان ومشاكل أخرى، وأخطر أنواع هذا الفيروس هي:

HPV16 , HPV18 , HPV31, HPV33 , HPV45، وحوالي ثلثي الحالات سببها النمطين HPV16 وHPV18.

وتعتبر لطاخة عنق الرحم Cervical smear أو ما يسمى اختبار بابانيكولا PAP Test أفضل الطرق لكشف التغيرات الخلوية في العنق المسببة ب HPV.

إن معالجة هذه التغيرات الخلوية ممكن أن تمنع تطور سرطان عنق الرحم، وهناك عدة طرق للمعالجة تشمل التبريد والتجميد Freezing أو حرق Burning الخلايا المصابة، وفي بعض الأحيان قد تنجح المعالجة الدوائية.

العمر المبكر عند الجماع الأول:

مما يؤدي إلى تعرض عنق الرحم للرض المتكرر ولفترة أطول، وبالتالي إنتانات أكثر، كما أنه يترافق مع الحمل المبكر، أي أنه يعتبر الرض المتكرر للعنق سواء بالجماع أو الحمل، أحد أهم عوامل الخطورة للإصابة بسرطان عنق الرحم.

تعدد الولادات:

أثبتت الدراسات أنّ تعدد الولادات ممكن أن يزيد من خطورة التعرض لسرطان عنق الرحم بين النساء المصابات بخمج HPV، كما أشارت الدراسات أنّ التغيرات الهرمونية تشكّل عاملاً محتملاً لزيادة الإصابة ب HPV أو نمو السرطان، كما أنّ النظام المناعي عند المرأة الحامل قد يكون أضعف من غيرها وهذا يسمح بعدوى HPV.

قلة انتظام الخلايا على لطاخة عنق الرحم lack of regular pap test:

يُعتبر سرطان عنق الرحم أكثر احتمالاً عند النساء اللواتي لا توجد لديهن خلوية منتظمة في اللطاخة التي تساعد على اكتشاف الخلايا الأكثر قابلية للتسرطن، وتعتبر معالجة هذه الخلايا المريضة عنصراً مساعداً في منع التطور نحو السرطان.

ضعف الجهاز المناعي weakened immune system:

النساء المصابات بHIV (الفيروس المسبب لنقص المناعة المكتسب، أي الايدز) أو اللواتي تلقين معالجة كابتة للمناعة لديهن معدل خطورة أعلى للإصابة بالسرطان، وهؤلاء النسوة يجب أن تتم مراقبتهن بشكل دوري خوفاً من حدوث السرطان.

العمر age:

يعتبر العمر الوسطي لحدوث السرطان 45_55 سنة، ولكن الإصابة الفيروسية تبدأ بعمر 20_30 سنة، والعمر الوسطي لاكتشاف السرطان 52 سنة، وقد يتم اكتشاف بعض الحالات السرطانية خلال الحمل.

القصة الجنسية sexual history:

النساء اللواتي لديهن العديد من الشركاء الجنسيين تكون معدل الخطورة لديهن أعلى، والمرأة التي أجرت اتصال جنسي مع رجل لديه العديد من الشريكات الجنسيات معدل الخطورة لديها أعلى، وفي كلتا الحالتين يكون خطر التعرض لسرطان عنق الرحم كبيراً لأن هؤلاء النسوة لديهن احتمال أكبر للعدوى ب HPV.

التدخين smoking:

المرأة المدخنة المصابة بخمج HPV لديها خطورة أكبر بمرتين من المرأة المصابة بخمج HPV غير المدخنة،

فالتدخين يعرّض الجسم للعديد من المواد الكيماوية المسرطنة والتي تؤثر في الرئتين، وهذه المواد يتم امتصاصها في الرئتين وتُحمل عبر الدوران الدموي إلى مناطق الجسم المختلفة، كما وجدت نواتج التدخين في مخاط العنق عند العديد من النساء المدخنات،

ويعتقد أن هذه المواد تتلف DNA خلايا العنق وقد تساهم في تطوير السرطان العنقي.

إن استعمال حبوب منع الحمل الفموية لفترة طويلة (5 سنوات أو أكثر) ممكن أن تزيد خطورة التعرض لسرطان عنق الرحم بين النساء المصابات بخمج HPV.

الفقر:

العديد من النساء ذوات الحالة المادية المتدنية لا تحصلن على خدمات صحية كافية ولا تجرين اختبار المسح باللطاخة، وبذلك لا يتم اكتشاف الحالات ما قبل السرطانية وتتطور لديهن السرطانات بكثرة، كما أنّها تزيد من خطر العلاقات الجنسية خارج إطار الزوجية ولجوء المرأة لتجارة الجسد بسبب الفقر مما يؤدي لزيادة الإنتانات.

القصة العائلية:

خاصّة عند وجود إصابة سرطانية سابقة عند الأم أو الأخت، تزداد فرصة حدوث السرطان 2_3 مرات، ويعتقد أن المرأة التي لديها قصة عائلية للسرطان أقل قدرة على مقاومة عدوى HPV.

دواء (Diethylstilbesterol (DES:

هذا الدواء ممكن أن يزيد من خطر التعرض لأشكال نادرة من سرطان عنق الرحم وسرطانات أخرى في الجهاز التناسلي عند الطفلات اللواتي تعرضن لهذا الدواء قبل الولادة.

أُعطي هذا الدواء لبعض النسوة الحوامل في الولايات المتحدة بين عامي 1940-1971 م، وحالياً لا يُعطى أبداً للمرأة الحامل.


فحوصات المسح وتحري سرطان عنق الرحم

يُعتبر المسح لتحري التبدلات في عنق الرحم قبل ظهور الأعراض أمراً مهماً يمكن أن يساعد في اكتشاف ومعالجة الخلايا العنقية غير الطبيعية قبل أن تتحول إلى سرطان، كما أنها تساعد في اكتشاف المراحل المبكرة من سرطان عنق الرحم أيضاً، حيث تُعتبر المعالجة في المراحل المبكرة مجدية.

  • لطاخة عنق الرحم.
  • تنظير عنق الرحم colposcopy.
  • الفحص الحوضي Pelvic exam.

الفحص الحوضي جزء من مسح وتقييم سرطان عنق الرحم، وهو إجراء بسيط على الرغم من أنه محرج بالنسبة لبعض النساء، ويسمح بفحص المهبل والفرج والمستقيم والرحم والحوض متضمّناً المبيضين وذلك للبحث عن الكتل النسيجية، وغالباً يتم إجراء لطاخة بابانيكولا أثناء الفحص الحوضي، ولكن ذلك لا يُعتبر قاعدة دوماً.

يجب أن يتم إجراء الفحص الحوضي لأول مرة بعد 3 سنوات من بدء الاتصال الجنسي عند المرأة أو بعمر 21 سنة (أيهما أولاً)، ومعظم النساء تحتاج لإجراء فحص حوضي مرة سنوياً.

كيفية التحضير للفحص الحوضي:

لا توجد إجراءات خاصة للتحضير له، ولكن تُنصح المرأة عادة بعدم إجراء الفحص أثناء الدورة الشهرية.

كيفية إجراء الفحص:

يُجرى في عيادة الطبيب ويستغرق عدة دقائق فقط، ويتضمن أداة تدعى المنظار speculum مع تقنية خاصة لجس الأحشاء الحوضية، ويتم أيضاً البحث عن المواضع التي تقترح وجود مشكلة تحتاج لعلاج مثل الخمج، الأمراض المنتقلة بالجنس STD أو المراحل المبكرة من السرطان.

يُجرى فحص للصدر وإصغاء لأصوات القلب قبل الفحص الحوضي، ثم توضع المرأة بالوضعية النسائية ويتم بداية فحص الأعضاء التناسلية الخارجية للبحث عن القروح sores، التورم swelling أو أي شذوذات أخرى، ثم يتم فحص المهبل بإدخال المنظار – وهو أداة معدنية أو بلاستيكية- للحفاظ على المهبل مفتوحاً، وغالباً يجب تدفئة المنظار قبل إدخاله.

إدخال المنظار وفتحه قد يسبب إحساساً بالضغط عند بعض النسوة أو انزعاج موضعي، وإذا تضمّن الفحص لطاخة عنق الرحم يتم جمع العينة قبل إزالة المنظار.

بعد إزالة المنظار يتم فحص الأعضاء الحوضية للبحث عن الشذوذات، ويجب القيام بجس هذه الأعضاء الحوضية (الرحم، المهبل، المبيضين) ويتم القيام بذلك بإدخال إصبع (بعد لبس القفاز ووضع مادة مزلقة عليه) في المهبل، بينما تضغط اليد الأخرى برفق على الجزء السفلي من البطن من الخارج وهذا الإجراء يحدد حجم وشكل الرحم والمبيضين، ولتحديد وجود أي إيلام أو كتل غير طبيعية.

أحياناً بعد الفحص المهبلي -خاصة إذا كان عمر المرأة أكبر من 40 سنة – يدخل الطبيب إصبعه بعد لبس القفاز في المستقيم للبحث عن الإيلام، الكتل أو الشذوذات الأخرى.


أعراض سرطان عنق الرحم

التغيرات ما قبل السرطانية والمراحل المبكرة من سرطان عنق الرحم لا تسبب بشكل عام ألماً أو أي أعراض أخرى، وهذا ما يجعل من المهم عدم الانتظار حتى الإحساس بالألم لمراجعة الطبيب.

أما عندما يتقدم المرض فقد تلاحظ المرأة واحداً أو أكثر من الأعراض التالية:

  • النزف المهبلي الشاذ :abnormal vaginal bleeding

وهو نزف يحدث بين الفترات الطمثية، أو بعد الاتصال الجنسي أو الفحص الحوضي، أو هو عبارة عن فترات طمثية متطاولة وأكثر غزارة من الأوقات السابقة، أو هو نزف بعد الإياس.

  • النشيج المهبلي المتزايد:

وغالباً ما يكون مصلياً أو قيحياً أو مخاطياً وليس بالضرورة أن يكون كريه الرائحة، إلا في الحالات التي تكون فيها الآفة الورمية متقدمة.

  • الألم الحوضي.
  • الألم أثناء الاتصال الجنسي.
  • تورّم الساقين في المراحل المتقدمة.
  • تكرار التبول في المراحل المتقدمة.

الأخماج والمشاكل الصحية الأخرى ممكن أن تسبب هذه الأعراض، وأي امرأة لديها أحد الأعراض السابقة يجب أن تجري فحوصات لتشخيص الآفة -إذا كانت سرطانية- ومعالجتها باكراً قدر الإمكان.

الموجودات السريرية في سرطان عنق الرحم

الفحص السريري للمريضة عادة يكون طبيعياً، ما عدا نقص وزن في المراحل المتقدمة مع ضخامة العقد اللمفية الإربية وفوق الترقوة أو وذمة الساقين أو الحبن أو انصباب الجنب أو ضخامة الكبد إلا أنها علامات غير شائعة.

بالفحص الحوضي قد يكون عنق الرحم طبيعياً، خاصة إذا كانت الآفة في باطن عنق الرحم، أما إذا كانت الآفة ظاهرة عيانياً فقد تكون تقرحية، توسفية، صبيبية أو تنخرية، وقد يكون العنق هشّاً نازفاً بالمس المهبلي، وغالباً يترافق الفحص مع النشيج المهبلي.

نبحث عن إصابة الأعضاء المجاورة بإجراء المس الشرجي.


تشخيص سرطان عنق الرحم

إذا كانت المرأة عرَضية أو كانت نتيجة اختبار اللطاخة تقترح وجود خلايا قبل سرطانية أو خلايا سرطانية في عنق الرحم، يتم إجراء بعض الاختبارات التالية لوضع التشخيص:

تنظير المهبل colposcopy.

الخزعة biopsy :

يقوم الطبيب بأخذ الخزعات (وهي عينات نسيجية من المناطق المشكوك بسلامتها) ويجرى ذلك تحت التخدير الموضعي ثم تفحص تحت المجهر، وهناك عدة أنواع للخزعات:

الخزعة بالمثقب punch biopsy:

يتم استخدام أداة حادة ومجوذفة لاستخراج عينات صغيرة من أنسجة العنق.

خزعة LEEP:

حيث تُستخدم عروة معدنية كهربائية لاستخراج شريحة رقيقة من النسيج.

كشاطة باطن عنق الرحم endocervical curettage:

يتم استخدام مكشطة لاستخراج عينة صغيرة من النسيج من القناة العنقية، وقد يتم أحياناً استخدام فرشاة رقيقة ناعمة لإجراء الكشاطة.

الخزعة المخروطية conization:

يتم الحصول على عينة مخروطية الشكل، وتسمح هذه العينة للأخصّائي برؤية الخلايا الغير طبيعية في منطقة ما تحت سطح عنق الرحم، ويتم إجراء هذه الخزعة في المشفى تحت التخدير العام، وقد يتم استخدامها كجزء من العلاج في بعض مراحل السرطان.

إنّ إجراء الخزعات واستخراج العينة من عنق الرحم قد يسبب بعض النزف أو النشيج، ولكن تشفى منطقة أخذ الخزعة بسرعة، وقد تشعر المرأة بألم يشبه ألم الطمث، وتُعتبر المعالجة بالأدوية كافية لإزالة هذا الإحساس بعدم الارتياح.

التصوير الطبقي المحوري CT Scan:

وذلك بعد حقن مادة التباين في الذراع، وقد تُعطى عبر الفم أو الشرج لإظهار المناطق النسيجية الشاذة، سواء في الكبد أو الرئتين أو أي مكان آخر في الجسم، وتجرى أثناء البحث عن انتقالات الورم.

التصوير بالرنين المغناطيسي MRI:

ويظهر انتشار الورم إلى الحوض أو البطن أو مناطق الجسم الأخرى.

تصوير الصدى ultrasound:

ويتم إجراؤه عبر البطن أو عبر المهبل، حيث يقوم جهاز الصدى بإرسال أمواج فوق صوتية لا يمكن سماعها، وينتج عن الورم صدى مختلف عن صدى النسيج الطبيعي، كما يظهر هذا النوع من التصوير انتشار الورم.


تصنيف مراحل سرطان عنق الرحم

Stage 0:

الخلايا السرطانية سطحية جداً (موجودة فقط في السطح)، أي أن الخلايا لم تغزُ النسج العميقة في عنق الرحم، وهذه الخلايا تُدعى السرطان في المكان (carcinoma in situ (CIS أو التنشّؤ داخل الظهارة CIN الدرجة الثالثة أي CIN 3.

Stage I:

في هذه المرحلة يغزو السرطان العنق ولكنه لا ينتشر إلى أي مكان آخر.

Stage IA:

وهو الشكل المبكر لمرحلة Stage I وهناك خلايا سرطانية قليلة جداً ويمكن رؤيتها فقط تحت المجهر.

  • Stage I A_1:

منطقة الغزو السرطاني أقل من 3 mm (inch 1⁄8) عمقاً، وأقل من 7 mm (حوالي inch 1⁄4) عرضاً.

  • Stage I A_2:

منطقة الغزو بين 3-5 mm (حوالي inch 1⁄5) عمقاً، وأقل من 7mm.

Stage IB:

تتضمن المرحلة I والتي يمكن رؤيتها بدون الاستعانة بالمجهر، وتتضمن أيضاً المراحل التي لا تُرى إلا بالمجهر، ولكنها انتشرت أعمق من (mm 5 ( inch 1⁄5 إلى النسيج الرابط للعنق، أو انتشرت أكثر من 7mm عرضاً.

  • Stage IB_1:

يمكن رؤية السرطان، ولكن ليس أكبر من 4cm أي (inch 1 3⁄5).

  • Stage IB_2:

يمكن رؤية السرطان وحجمه أكبر من 4cm.

Stage II :

في هذه المرحلة يغزو السرطان أبعد من عنق الرحم والرحم، ولكنّه لم ينتشر إلى جدران الحوض أو إلى القسم السفلي من المهبل.

Stage IIA :

السرطان نما في الجزء العلوي للمهبل، ولكنه لم ينتشر بعد إلى النسج المجاورة للعنق.

Stage IIB :

انتشر السرطان إلى النسج جانب العنق.

Stage III:

انتشار السرطان إلى القسم السفلي للمهبل أو إلى الجدران الحوضية، وقد يسبب السرطان ضغطاً على الحالبين.

Stage IIIA :

السرطان انتشر إلى الثلث السفلي للمهبل، ولكنه لم ينتشر إلى الجدران الحوضية.

Stage IIIB :

انتشار السرطان إلى الجدران الحوضية، وإذا سبّب السرطان ضغطاً على الإحليل وانسداده (وهذا يدعى الموه الكلوي Hydronephrosis) فهو أيضاً يعدّ من المرحلة IIIB.

ملاحظة: في نظام التصنيفات الأمريكية البديلة للسرطان، تعرّف المرحلة IIIB على أنها أيضاً انتقال السرطان إلى العقد اللمفية الحوضية.

Stage IV :

هي المرحلة الأكثر تقدّماً في سرطان عنق الرحم وتعني انتشار السرطان إلى الأعضاء المجاورة أو إلى أقسام أخرى من الجسم.

Stage IVA:

انتشار السرطان إلى المستقيم أو المثانة، وهي أعضاء قريبة من عنق الرحم.

Stage IVB:

انتشار السرطان إلى أعضاء بعيدة خارج الحوض مثل الرئتين.


خيارات المعالجة حسب المرحلة

العامل الأهم في اختيار نوع المعالجة هو مرحلة السرطان، على أي حال هناك عوامل أخرى تؤثر في هذا القرار، مثل مكان توضّع السرطان في عنق الرحم، نوع السرطان (خلايا حرشفية أو سرطانة غدية)، عمر المريضة، الحالة الفيزيائية العامة ورغبة المريضة في إنجاب الأطفال.

Stage 0: السرطانة في المكان CIN

خيارات المعالجة مماثلة لمعالجة التبدلات الخلوية ماقبل السرطانية (كخلل التنسج Dysplasia أو الورم داخل ظهارية العنق Cervical intraepithelial neoplasia CIN).

تتضمن المعالجة بالتبريد Cryosurgery، جراحة الليزر، الاستئصال الجراحي بالعروة الكهربائية (LEEP\ LEETZ)، الخزعة المخروطية.

استئصال الرحم البسيط أيضاً يشكل خياراً للمعالجة، ويمكن إجراؤه إذا نكس السرطان.

التغيرات ماقبل السرطانية أو Stage 0 ممكن أن تنكس في عنق الرحم أو المهبل، لذلك من الضروري مراقبة المريضة.

Stage Ι: تتم المعالجة كما يلي:

Stage IA المصنف إلى Stage IA1 و Stage IA2 :

  • Stage IA1: في علاج هذه المرحلة توجد ثلاثة احتمالات:
  • إذا كانت المريضة راغبة بالإنجاب يتم إزالة الخلايا السرطانية بالخزعة المخروطية ثم متابعة المريضة لكشف نكس السرطان.
  • إذا لم تتم إزالة الخلايا السرطانية بالخزعة المخروطية يتم إجراء استئصال رحم بسيط.
  • إذا غزا السرطان الأوعية الدموية أو العقد اللمفاوية، يتم إجراء استئصال رحم جذري مع تجريف العقد اللمفاوية الحوضية.
  • Stage IA2: أيضاً للمعالجة ثلاث احتمالات:
  • استئصال رحم جذري مع تجريف عقد لمفاوية حوضية.
  • العلاج بالتشعيع الخارجي.
  • قطع عنق الرحم الجذري Trachelectomy مع تجريف عقد لمفاوية حوضية إذا كانت المريضة راغبة بالانجاب.

وإذا تمّ إجراء الجراحة، يتم فحص النسج المستأصلة مخبرياً وذلك لمعرفة انتشار الورم أكثر من المتوقع.

إذا انتشر الورم إلى النسج المجاورة للرحم أو إلى أي من العقد اللمفاوية يوصى عندها بالعلاج الشعاعي، وغالباً يتم إعطاء العلاج الكيماوي مع العلاج الشعاعي.

إذا ذُكر التقرير الصادر عن مخبر الأنسجة وجود (هوامش إيجابية) فهذا يعني أنه ربما يكون جزء من الورم لم يتم استئصاله، وهذا يُعالج عادة بالتشعيع الحوضي، ويعطى معه العلاج الكيماوي Cisplatin.

Stage IB: المصنف إلى Stage IB2 و Stage IB1

  • Stage IB1: توجد ثلاثة احتمالات للمعالجة:
  • استئصال رحم جذري مع تجريف العقد اللمفاوية الحوضية، ويتم أيضاً تجريف بعض العقد اللمفاوية في القسم العلوي من البطن (العقد جانب الأبهر) وذلك لمعرفة إذا كان السرطان قد انتشر إلى هذه العقد أم لا.

وإذا وجدت الخلايا السرطانية في هوامش الأعضاء المستأصلة (هوامش إيجابية)، أو إذا وُجدت خلايا سرطانية في العقد اللمفاوية أثناء الجراحة، فقد يتم إعطاء العلاج الشعاعي، ويحتمل إعطاؤه مع العلاج الكيماوي بعد الجراحة.

  • العلاج بالتشعيع الداخلي أو الخارجي بجرعات عالية.
  • قطع عنق رحم جذري مع تجريف العقد الحوضية (وبعض العقد جانب الأبهرية) عند النساء اللواتي يرغبنَ بالحمل.
  • Stage IB2: احتمالات المعالجة:
  • العلاج الأفضل هو الجمع بين العلاج الكيماوي بعقار Cisplatin مع التشعيع الحوضي.
  • الاحتمال الآخر هو استئصال الرحم الجذري مع تجريف العقد اللمفاوية (وبعض العقد جانب الأبهرية)، وإذا تم الكشف

عن وجود السرطان في العقد اللمفاوية المستأصلة أو في الهوامش المستأصلة يتم إعطاء العلاج الشعاعي، ويحتمل مشاركته مع العلاج الكيماوي بعد الجراحة.

  • بعض الأطباء ينصحون بإعطاء العلاج الشعاعي والكيماوي كخيار المعالجة الأول متبوعاً باستئصال الرحم.

Stage II: المصنف إلى Stage IIA و Stage IIB :

  • Stage IIA : معالجة هذه المرحلة تعتمد على حجم الورم، وخيارات المعالجة كالتالي:
  • أحد الخيارات هي المعالجة بالتشعيع الخارجي، وهذا يُنصح به خاصة إذا كان حجم الورم أكبر من 4cm.

وقد تتم مشاركة العلاج الشعاعي مع العلاج الكيماوي بCisplatin .

  • يُوصي بعض الخبراء باستئصال الرحم بعد إتمام العلاج الشعاعي.
  • إذا لم يكن السرطان قد تجاوز 4cm تكون المعالجة استئصال رحم جذري مع تجريف العقد اللمفاوية الحوضية (وبعض العقد جانب الأبهرية).

إذا ظهرت الخلايا السرطانية في هوامش النسج المستأصلة أو إذا ظهر السرطان في العقد اللمفاوية فعندها يجب أن تتضمن المعالجة التشعيع مع العلاج الكيماوي.

  • Stage IIB: العلاج المعتاد هو مشاركة العلاج الكيماوي Cisplatin مع التشعيع الداخلي أو الخارجي، وقد يتم أحياناً مشاركة علاجات كيماوية أخرى مع Cisplatin.

Stage IVA و Stage III:

المعالجة الشعاعية بالتشعيع الداخلي أو الخارجي مع Cisplatin.

إذا انتشر السرطان إلى العقد اللمفاوية (خاصة العقد اللمفاوية الموجودة في القسم العلوي من البطن)، فقد يكون هذا دلالة على أنّ السرطان انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، وينصح الخبراء بفحص العقد اللمفية للبحث عن السرطان قبل إعطاء العلاج الشعاعي، وإحدى الطرق لعمل ذلك هي الجراحة.

وهناك طرق أخرى مثل CT-SCAN و MRI، وعندها تكون العقد المتضخّمة أكثر من الطبيعي يعتقد أنها تحوي سرطان، وعندها تجرى لها خزعة للبحث عن السرطان.

إذا احتوت العقد اللمفاوية في القسم العلوي من البطن (مثل العقد جانب أبهرية) على سرطان، يتمّ إجراء استقصاءات أخرى لفحص انتشار الورم إلى أماكن أخرى

Stage IVB:

في هذه المرحلة يكون السرطان قد انتشر خارج الحوض إلى أقسام أخرى من الجسم، وهذه المرحلة تعتبر غير قابلة للمعالجة.

يتم إجراء التشعيع لإزالة أعراض السرطان الذي انتشر موضعياً (جانب عنق الرحم)، أو الانتقالات البعيدة، ويُنصح أحياناً بالعلاج الكيماوي متضمناً مركب Platinum، إما cisplatin أو carboplatin سويةً مع أدوية أخرى مثل paclitaxel, gemeitabine, topotecan أو vinorelbine.


العلاج الشعاعي Radiation therapy

في هذه الطريقة يتم استخدام أشعة عالية الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، وهي تؤثر على الخلايا فقط في منطقة الورم.

قد تتم معالجة المريضة بالعلاج الشعاعي فقط، أو الشعاعي والكيماوي، أو الشعاعي والكيماوي والجراحي، وقد يتم اقتراح العلاج الشعاعي كبديل عن الجراحة عند قليل من النساء اللواتي لا يمكن إجراء الجراحة لهن لأسباب طبية.

معظم النساء اللواتي يعانين من سرطان امتدّ خارج عنق الرحم تتم معالجتهن بالعلاج الشعاعي والكيماوي.

وبالنسبة للحالات السرطانية التي يكون فيها الورم قد امتد إلى أعضاء بعيدة قد تستخدم المعالجة الشعاعية وحدها.

يوجد نوعين للعلاج الشعاعي في سرطان عنق الرحم، وبعض النسوة يتلقين النوعين معاً وهما:

  • الإشعاع الخارجي:

حيث يكون مصدر الإشعاع من آلات كبيرة خارج الجسم، وتتم معالجة النساء كمريضات خارجيات في المشفى، وتتلقى المرأة علاجها الشعاعي 5 أيام في الأسبوع لعدة أسابيع.

  • الإشعاع الداخلي (الإشعاع داخل التجويف):

هي أنابيب رفيعة تتضمن مواد مشعة تزرع في المهبل لمدة تتراوح بين عدة ساعات حتى 3 أيام.

قد تبقى المرأة في المشفى خلال هذه الفترة، ولحماية الأشخاص الآخرين من الإشعاع يتم منع الزيارات عن المريضة أو السماح بزيارات لفترات قصيرة جداً، وبعد إزالة الأنابيب لا تبقى أي فعالية شعاعية في جسم المريضة.

وقد تتم إعادة المعالجة الشعاعية بالشعاع الداخلي مرتين أو أكثر خلال عدة أسابيع.

الآثار الجانبية للمعالجة الشعاعية:

  • تتضمن التعب، الاضطرابات المعدية، الإسهال، قد يحدث الغثيان والإقياء عند بعض النسوة، وتصبح هذه الآثار أسوأ

عند مشاركة المعالجة الشعاعية مع الكيماوية.

  • تحدث أيضاً تغيرات جلدية في المنطقة المعالجة تشبه الحرق الشمسي.
  • قد يسبب تشكل ندبة نسيجية في المهبل، وهذا قد يسبب تضيق أو قصر المهبل، وبالتالي يصبح الاتصال الجنسي

مؤلماً، ويمكن للمريضة أن تمنع حدوث التضيق المهبلي وذلك بتوسيع جدران المهبل عدة مرات في الأسبوع، وقد يتم ذلك أثناء الاتصال الجنسي 3-4 مرات في الأسبوع، أو باستعمال موسع مهبلي (أنبوب بلاستيكي أو مطاطي يستعمل لتوسيع المهبل).

  • الجفاف المهبلي والألم أثناء الاتصال الجنسي قد يكونان الأثرين الجانبيين طويلي الأمد، كما أن الإشعاع الحوضي قد يتلف المبيضين ويسبب حدوث سن يأس مبكر.
  • قد يسبب التشعيع أيضاً حدوث تهيج المثانة أو مشاكل في التبول.
  • يتم استعمال الأستروجين الموضعي (مهبلياً) للمساعدة في منع الجفاف والضمور المهبلي.
  • قد يحدث ضعف في العظام وكسور وأشيعها كسور الورك، وتُشاهد بعد 2-4 سنوات بعد التشعيع، لذلك يوصى بدراسة الكثافات العظمية.
  • قد يحدث انخفاض في تعداد الكريات الدموية الحمراء وهذا يسبب حدوث فقر الدم، وقلة كريات بيض Leukopenia، يعود تعداد الكريات الحمراء إلى الطبيعي بعد انتهاء التشعيع.
  • ومن المهم معرفة أن التدخين يزيد الآثار الجانبية للتشعيع، لذلك إذا كانت المريضة مدخّنة يجب أن توقف التدخين.

المعالجة الكيماوية Chemotherapy

يتم استخدام أدوية مضادة للسرطان لقتل الخلايا السرطانية، وهذه المعالجة تُدعى المعالجة الجهازية، لأنّ الأدوية تدخل الدوران الدموي وتؤثر على الخلايا في كل الجسم.

المعالجة المضادة للسرطان تُعطى وريدياً عند معالجة سرطان عنق الرحم، وغالباً تتلقى المريضة علاجها كمريضة خارجية في المشفى، ونادراً ما تحتاج للبقاء في المشفى خلال المعالجة.

إن الأدوية المستخدمة لعلاج سرطانات عنق الرحم هي: cisplatin, paclitaxel, topotecan, Ifosfamide, Flurouracil.

العلاج الكيماوي يقتل الخلايا السرطانية، ولكن يمكن أن يصيب الخلايا الطبيعية بالضرر مؤدياً إلى آثار جانبية معتمدة على نوع العقار، الكمية المأخوذة، واستمرار وقت المعالجة.

الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي:

  • الغثيان، الإقياء، فقد الشهية، فقد الشعر وقرحات فموية.
  • قد يسبب العلاج الكيماوي تلف الخلايا المنتجة للدم في نقي العظم، لذلك من الممكن أن ينخفض تعداد الكريات، وهذا

قد يسبب زيادة الفرصة لحدوث العدوى والأخماج، كما قد يحدث نقص في الصفيحات الدموية وهذا ينتج عنه النزوف والكدمات بعد الجروح الخفيفة والإصابات، وقد ينخفض تعداد الكريات الحمراء فيحدث ضيق نفس.

  • الإعياء شائع بشدة، ويعود سببه إما إلى انخفاض تعداد الكريات الحمراء، أو إلى أسباب أخرى متعلقة بالمعالجة الكيماوية أو بالسرطان نفسه.
  • معظم الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي (ماعدا العقم وسن اليأس المبكر) تختفي عندما تتوقف المعالجة، ويمكن إعطاء الهرمونات كمعالجة تعويضية عند حدوث سن اليأس.

هناك مجموعة من العلاجات الكيماوية يمكن أن تمنع أو تنقص من الغثيان والإقياء، ويمكن إعطاء علاجات أخرى لرفع انتاج الخلايا الدموية.

أحياناً ولبعض مراحل سرطان عنق الرحم يتم استخدام Chemoradiation أي الجمع بين العلاج الشعاعي والكيماوي.

خيارات المعالجة الكيماوية:

  • إعطاء Cisplatin جرعة كل أسبوع أثناء التشعيع، ويعطى هذا العقار وريدياً قبل التشعيع ب 4 ساعات.
  • الخيار الآخر هو إعطاء Cisplatin سوية مع Flurouracil كل 4 أسابيع أثناء التشعيع.

إن إعطاء العقارات الكيماوية مع التشعيع ممكن أن يحسن إنذار المريضة، ولكنها قد تسبب آثار جانبية أكثر مثل الغثيان والإعياء بشكل أشد، وقد يشكّل الإسهال مشكلة إذا تم إعطاء المعالجة الكيماوية مع التشعيع في نفس الوقت.


العلاج الجراحي

الجراحة بالتجميد Cryosurgery:

يتم إدخال مسبار معدني مبرَّد مع نتروجين سائل إلى المهبل، ويوضع على عنق الرحم، ويقوم بقتل الخلايا الشاذة بطريقة التجميد.

تُستعمل هذه الطريقة لمعالجة المراحل السرطانية ما قبل الغازية Stage 0، ولكنها لا تستخدم لمعالجة السرطان الغازي.

جراحة الليزر Laser surgery:

يتم توجيه حزمة ليزر مباشرة عبر المهبل، وتستخدم لتبخير الخلايا الشاذة أو إزالة قطعة صغيرة من النسج للدراسة.

تستخدم لمعالجة المراحل قبل الغازية Stage 0، ولكنها لا تستخدم لمعالجة السرطان الغازي.

الخزعة المخروطية Conization:

يتم إزالة قطعة مخروطية الشكل من العنق، ويجرى ذلك باستخدام سكين ليزري أو جراحي، أو باستخدام سلك رفيع يسخّن بالكهرباء (LEEP أو LEETZ).

يمكن استخدام الخزعة المخروطية لتشخيص السرطان قبل المعالجة بالجراحة أو بالتشعيع.

يمكن استخدام هذه الطريقة كإجراء علاجي وحيد عند النساء اللواتي لديهن مراحل مبكرة للسرطان Stage IA1، وعند النساء اللواتي يرغبن بإنجاب الأطفال.

بعد إجراء الخزعة يتم فحصها تحت المجهر، فإذا كانت الهوامش (الحواف الخارجية) للمخروط تحوي على خلايا سرطانية يجب أن تجرى علاجات أخرى مثل الجراحة وذلك للتأكد من أن النسج السرطانية كلها قد أزيلت.

استئصال الرحم البسيط Simple hysterectomy:

جراحة استئصال الرحم (جسم الرحم مع العنق)، ولكن البنى المجاورة للرحم والأربطة الرحمية العجزية Uterosacral ligaments لا تتم إزالتها.

يبقى المهبل سليماً بالكامل ولا تتم إزالة العقد اللمفاوية الحوضية، كما تتم المحافظة على المبيضين وقناتي فالوب سليمتين ما لم يكن هناك سبب آخر لاستئصالها.

يتم استئصال الرحم عن طريق البطن أو عن طريق المهبل، ويتم استخدام التخدير العام أو التخدير فوق الجافية (موضعي) أثناء العملية.

يكون الوقت المستغرَق للشفاء والبقاء في المشفى أقصر عندما يتم استئصال الرحم عن طريق المهبل، مقارنة مع الاستئصال عن طريق البطن.

عند الاستئصال عبر المهبل: مدة البقاء في المشفى تتراوح بين 1-2 يوم عادةً، متبوعة بفترة شفاء تقدر ب 2-3 أسابيع.

وفي الاستئصال عبر البطن: البقاء في المشفى 3-5 أيام وفترة الشفاء تقدر 4-6 أسابيع.

ولكن كِلا نوعي الاستئصال يقودان إلى العقم وعدم القدرة على إنجاب الأطفال.

الاختلاطات غير شائعة، ولكن ممكن أن تتضمن النزف الغزير، خمج جرح العملية أو الضرر بالجهاز البولي أو الأمعاء.

يُستخدم هذا الاستئصال لمعالجة مرحلة IA1، بعض حالات CIS، أو بحال وجود خلايا سرطانية في هوامش الخزعة المخروطية، وتستعمل لعلاج بعض الحالات الغير سرطانية مثل الورم العضلي الأملس Leiomyoma وهو ما يُعرف لدى العوام بالورم الليفي Fibroid.

استئصال الرحم الجذري Radical hysterectomy:

يتم (إضافةً إلى استئصال جسم الرحم وعنق الرحم) إزالة النسج المجاورة للرحم والأربطة الرحمية العجزية والقسم العلوي من المهبل (حوالي 1 inch) المجاور لعنق الرحم مع بعض العقد اللمفاوية الحوضية.

تتم المحافظة على المبيضين وقناتَي فالوب ما لم يكن هناك سبب آخر لاستئصالها، وغالباً يتم إجراء هذه العملية بمدخل بطني.

  • الطريقة الجراحية الأخرى هي الاستئصال المهبلي الجذري المساعد بتنظير البطن:

تجمع هذه العملية الاستئصال المهبلي الجذري واستئصال العقد اللمفاوية الحوضية بتنظير البطن.

يسمح تنظير البطن برؤية ما داخل البطن والحوض عبر أنبوب يتم إدخاله في شق جراحي صغير جداً، ويمكن التحكّم بآلات صغيرة جراحية عبر الأنبوب، وبذلك يمكن للجراح أن يستأصل العقد اللمفاوية عبر الأنبوب بدون إجراء جرح كبير في البطن.

التنظير البطني ممكن أن يجعل استئصال الرحم، المبيضين، قناتي فالوب أكثر سهولة عبر شق مهبلي.

وفي الاستئصال الجذري للرحم يتم استئصال نسج أكثر من الاستئصال البسيط، لذلك تكون فترة البقاء في المشفى أطول وتعادل 5-7 أيام، وتسبب العقم أيضاً.

الاختلاطات أيضاً غير شائعة، ولكن ممكن أن تتضمن النزف الغزير، خمج جرح العملية أو الضرر بالجهاز البولي أو الأمعاء.

يعتبر الاستئصال الجذري مع تجريف العقد اللمفاوية الحوضية معالجة شائعة للمراحل IA2, IB وأقل شيوعاً لعلاج IIA خاصة عند النساء اليافعات.

التأثير الجنسي لاستئصال الرحم:

الاستئصال الجذري لا يغيّر قدرة المرأة على الإحساس باللذة الجنسية، وعلى الرغم أن المهبل مقصَّر فإنّ المنطقة حول البظر والبطانة المهبلية تبقى حساسة كما سبق، كما أنّ المرأة لا تحتاج إلى الرحم وعنق الرحم للوصول إلى الرعشة الجنسية.

قطع عنق الرحم Trachelectomy:

العديد من النساء المصابات بالسرطان مرحلة IA2, IB تتم معالجتهن باستئصال الرحم.

هناك إجراء آخر يُعرف بقطع عنق الرحم الجذري، وهذا الإجراء يسمح للنساء اليافعات بتلقي العلاج مع المحافظة على القدرة على الإنجاب.
هذا الإجراء يتضمن إزالة عنق الرحم والقسم العلوي للمهبل، وإجراء غرز الخياطة الصارَّة لتصبح كأنها فتحة داخلية اصطناعية للعنق، كما يتم إجراء تجريف العقد اللمفاوية المجاورة باستخدام التنظير البطني، وتجرى هذه العملية إما عبر البطن أو المهبل.

بعد قطع عنق الرحم تبقى بعض النساء قادرات على الحمل وولادة طفل طبيعي بعملية قيصرية، وأثبتت إحدى الدراسات أن معدل الحمل بعد 5 سنوات أكثر من 50%، ولكن خطر الإجهاض بعد الجراحة أعلى من المشاهد عند النساء الطبيعيات، وخطر عودة السرطان بعد هذا الإجراء أقل احتمالاً.

اجتثاث الأحشاء الحوضية Pelvic exenteration:

هي عملية أكثر امتداداً وشمولاً، وتُستخدم لعلاج السرطانات العنقية الناكسة.

في هذه العملية يتم استئصال كل النسج والأعضاء الحوضية، أي استئصال رحم جذري مع تجريف العقد اللمفاوية الحوضية، ويتم أيضاً استئصال المثانة، المهبل، المستقيم وجزء من الكولونات.

إذا تمّ استئصال المثانة يجب عندها إيجاد مخزن جديد للبول، وعادة يتم استخدام قطعة من الأمعاء لتستخدم كمثانة جديدة، ويتم وصل هذه المثانة إلى جدار البطن وبذلك يتم تصريف البول دورياً عندما تضع المريضة قثطرة في الفتحة الخارجية “للمثانة البديلة”، أو بشكل مستمر في كيس بلاستيكي في جدار البطن.

إذا تم استئصال المستقيم مع جزء من الكولون فيتم عمل “شرج مضاد للطبيعة“، حيث يتم تفميم الأمعاء المتبقية على الجدار البطني، وهكذا تعبر المادة البرازية عبر فغر الأمعاء (فتحة صغيرة) على كيس بلاستيكي يثبّت على مقدمة البطن.

قد يكون ممكناً إزالة الكولون المصاب (القريب من عنق الرحم) وإعادة وصل الكولونات، وبذلك لا توجد حاجة لاستخدام الأكياس البلاستيكية أو أدوات خارجية.

وإذا تمت إزالة المهبل فيجب اصطناع مهبل جديد جراحياً، وذلك بواسطة نسيج معوي أو طعوم جلدية عضلية.

التأثير الجنسي لاجتثاث الأحشاء الحوضية:

الشفاء يستغرق وقتاً طويلاً، معظم النساء لا يشعرن بالعودة إلى الحالة الطبيعية قبل 6 أشهر من الجراحة، والبعض يقولون أنه يستغرق 1-2 سنة للتعافي الكلي.

على الرغم من ذلك فهؤلاء النسوة قد يعشن حياة منتجة، وبالممارسة والتصميم ممكن أن تحدث لديهن رغبة ولذة ورعشة جنسية.


سرطان عنق الرحم الناكس

يدعى السرطان ناكساً إذا عاد بعد العلاج، ويمكن أن ينكس موضعياً (في الأعضاء الحوضية قرب عنق الرحم) أو مناطق بعيدة (انتشار عبر الجهاز اللمفاوي و\ أو مجرى الدم إلى أعضاء مثل الرئتين أو العظام).

وإذا نكس السرطان في الحوض فقط، يتم إجراء جراحة شاملة (اجتثاث الأحشاء الحوضية)، وهذه العملية قد تعالج وبنجاح 40-50% من المرضى.

في بعض الأحيان يتم استخدام العلاج الشعاعي أو الكيماوي وذلك لعلاج وإزالة بعض الأعراض.

إذا تم استخدام المعالجة الكيماوية يجب فهم أهداف وتقييدات المعالجة، فقد يحسّن العلاج الكيماوي أحياناً نوعية الحياة وفي أوقات أخرى قد ينقصها.


سرطان عنق الرحم والحمل

تعتمد نسبة حدوث سرطان عنق الرحم المشارك للحمل على الشريحة الاجتماعية والمناطق الجغرافية ونوعية السكان.

ففي المجتمعات التي يتعدد فيها الشركاء الجنسيون وتتعدد الولادات ويشيع الزواج المبكر تكون النسبة عالية مقارنة بالمجتمعات المحافظة.
تقدّر النسبة بحوالي حالة واحدة لكل 2000-2500 حالة حمل (سرطان غازي)، وحالة واحدة لكل 750-1000 حالة حمل (سرطان داخل البشرة in situ).

لا يؤثر الحمل على سير وتطور سرطان عنق الرحم، ولكنه يمكن أن يسيء للإنذار وذلك بالتردد والتلكؤ في اتخاذ القرار بمعالجة المريضة نظراً لوجود الحمل، وهذا ما يضيع الوقت على المريضة في تطبيق المعالجة اللازمة.

تأثير الحمل على قراءة اللطاخة العنقية:

بما أن عنق الرحم يتكون نسيجياً من:

  • نسيج بشروي رصفي شائك مطبق في ظاهر عنق الرحم.
  • نسيج بشروي غدي لباطن عنق الرحم.
  • نسيج ضام (لحمة) مؤلفة من خلايا مغزلية ضامة.

الحمل يغيّر من طبيعة هذه العناصر الخلوية الثلاثة: فبالنسبة لخلايا ظاهر العنق غالباً تتسمّك هذه البشرة مع فرط نشاط للخلايا القاعدية ومجاورات القاعدية لدرجة أن هذه الخلايا تشكل نصف سماكة البشرة.

قد يلاحظ فرط الكروماتين النووي وهذه التغيرات بدورها تبدّل من صورة لطاخة عنق الرحم المأخوذة خلال الحمل، وتؤدي إلى خطأ بالتشخيص.

أما بالنسبة لغدد باطن عنق الرحم فالتغيرات التي تحدث خلال الحمل هي:

  • زيادة عدد الأرتاج الغدية.
  • زيادة حجم وتعرج الأرتاج الغدية.
  • فرط تصنع غشاء باطن عنق الرحم.
  • تشكل أرتاج غدية شديدة النمو مع فرط الكروماتين النووي، وقد تلتبس مع السرطانة الغدية Adenocarcinoma في باطن عنق الرحم.

تغيرات لحمة عنق الرحم خلال الحمل:

  • فرط التوعية.
  • وذمة .
  • ارتشاح بالكريات البيض.
  • استحالة ساقطية بالخلايا الضامة.

العلاج أثناء الحمل:

  • إذا كانت مرحلة السرطان مبكرة مثلاً مرحلة IA فمن الممكن الاستمرار بالحمل حتى نهايته، وبعد عدة أسابيع من الولادة يتم إجراء استئصال رحم أو خزعة مخروطية (الخزعة المخروطية تُقترح فقط بالنسبة للمراحل الثانوية IA1).
  • إذا كان السرطان بمرحلة IB يتم مناقشة استمرار الحمل والولادة أو لا.
  • إذا لم يتم الانتظار حتى انتهاء الحمل، يجرى استئصال رحم جذري و\أو تشعيع.
  • إذا تم الانتظار حتى نهاية الحمل، يجب إجراء عملية قيصرية حالما يكون الجنين قادراً على الحياة خارج الرحم.
  • المراحل السرطانية الأخرى الأكثر تقدماً يجب علاجها فوراً.

الوقاية من حدوث سرطان عنق الرحم

معظم حالات سرطان عنق الرحم تبدأ بالحالات ماقبل السرطانية، وهناك طريقتين لإيقاف المرض ومنع تطوره:

  • الطريقة الأولى هي منع تشكل الحالات ماقبل السرطانية.
  • والطريقة الثانية هي اكتشاف ومعالجة الحالات ماقبل السرطانية قبل أن تصبح سرطانية.

الأمور والطرق التي يمكن اتباعها لمنع الحالات ماقبل السرطانية:

منع التعرض لخمج HPV:

وهذا يكفل منع معظم الحالات ماقبل السرطانية، وهناك أنماط جنسية محددة من السلوك الجنسي تزيد خطورة تعرض المرأة لخمج HPV مثل:

  • بدء الاتصال الجنسي بسن مبكرة.
  • وجود شركاء جنسيين متعددين.
  • وجود شريك جنسي لديه شريكات جنسيات متعددات.
  • الاتصال الجنسي برجال لم يجرى لهم ختان.

تأخير الاتصال الجنسي:

وهذا يساعد في تجنب الخمج ب HPV ويساعد أيضاً في تحديد عدد الشركاء الجنسيين وتجنب الاتصال الجنسي بشخص لديه عدة شريكات جنسيات، ولكن يجب التذكر دوماً أن أي شخص قد يحمل خمج HPV لسنوات بدون أعراض، وخمج هذا الفيروس لا يسبب دوماً حدوث ثآليل Warts أو أية أعراض أخرى، كما أنه قد يصيب الشخص ويشفى منه دون أن يعلم بذلك.

استعمال الواقي الذكري condom:

وهذا يؤمن بعض الحماية من HPV، وجدت إحدى الدراسات أنه عند الاستخدام الصحيح للواقي الذكري يمكن أن يخفّض خطورة الخمج بمعدل 70% إذا تم استخدامه في كل اتصال جنسي، ولكنّها لا تؤمن الحماية الكاملة لأنّ الواقي قد لا يغطّي كل الأماكن المصابة بالخمج في الجسم مثل جلد الناحية الشرجية.

ولكن على الرغم من أن الواقي الذكري يؤمن بعض الحماية من خمج HPV، فهو يؤمّن حماية من HIV وبعض الأمراض المنتقلة بالجنس STD.

عدم التدخين.

التلقيح ضد خمج HPV:

بدأ مشوار اللقاح ضد سرطان عنق الرحم في السبعينيات، وذلك عندما تم التأكّد من أنّ المسبّب المسرطِن الأكبر هو فيروس البابيلوما.

الخطوات التالية التي ميّزت السنوات العشر الأخيرة كانت استعمال التحري عن الفيروس نفسه بدل التحرّي عن نتائجه بواسطة اللطاخة، وهذه الخطوة أعطت لبرامج التحري عن المرض دفعة جديدة وحسّنت من مردوده.

أما المصاعب التي واجهت الباحثين من أجل تطوير اللقاح هي:

  • على مدى عشرين عاماً تم التأكّد أن الرابط وثيق بين سرطان عنق الرحم وفيروس البابيلوما.
  • عدم سلامة اللقاح الحاوي على فيروس حي مُضعَف كما في العديد من اللقاحات المضادة للفيروس، إذ أنّ لمورثات

الفيروس دور مسرطن لا يمكن إهماله وبذلك لايصلح حقنه لأشخاص أصحاء.

  • كون الفيروس لا يتكاثر سوى ضمن الخلايا فرض صعوبات أخرى لتصنيع اللقاح.

يؤمّن اللقاح الحماية من الخمج بهذا الفيروس، اللقاحات ضد أنماط HPV الأنماط 6-11-16-18 (Gardasil) والتي تحمي من أنماط HPV الأنماط 16-18 (Cervarix) يجري دراستها حالياً.

لقد تمّ التصديق على لقاح Gardasil من قبل FDA، وهو يتطلّب سلسلة من ثلاثة جرعات بفاصل 6 أشهر، ويتم إعطاء الحقنة الثانية بعد شهرين من الحقنة الأولى، وتُعطى الحقنة الثالثة بفاصل 4 أشهر بعد الثانية.

إن التأثيرات الجانبية للدواء معتدلة، وأكثرها شيوعاً هو الاحمرار قصير الأمد، التورم، والتقرح في موضع الحقن.

في التجارب الطبية:

  • يمنع Gardasil حدوث الثآليل التناسلية المسببة بالنمط 6-11 من HPV.
  • ويمنع الحالات ماقبل السرطانية في العنق المسببة ب HPV نمط 16-18،
  • وهذا اللقاح يعمل فقط على منع خمج HPV ولا يعالج الإصابة المسبقة به.

وليكون هذا اللقاح أكثر فعالية يجب البدء بأخذه قبل البدء بالاتصال الجنسي.

إن اللجنة الاستشارية لممارسات التلقيح ACIP أوصت بإعطاء اللقاح بشكل روتيني للفتيات بعمر 11-12 سنة، ويمكن إعطاؤه لفتيات أصغر حسب تقدير الطبيب.
ACIP تنصح النساء بعمر 13-26 سنة اللواتي لم تلقّحن حتى الآن بأخذ اللقاح، والدراسات تركّز حالياً على استخدام Gardasil عند النساء الأكثر تقدماً بالسن وعلى الرجال أيضاً.

ومن الضروري معرفة أن اللقاحات لا تؤمن الحماية الكاملة من كل السرطانات المسببة بأنماط HPV، لذلك لا يزال من الضروري إجراء اللطاخات الروتينية.

كما أن هناك فائدة أخرى للقاحات أنها تحمي من أنماط الفيروسات التي تسبب 90% من الثآليل التناسلية.

مبدأ عمل اللقاح:

لقد تمّ تجميع البروتينات المشاركة في بناء هيكل الفيروس وتصنيع فيروسات كاذبة سُمّيت viruse like particule VLP تُشابه هذه الفيروسات الكاذبة ببنائها فيروس HPV، ولكنّها لا تحوي على البناء الوراثي للفيروس المسؤول عن تكاثره وعن تسبيبه للسرطان، ولدى حقنها إلى الجسم تحضّه على تصنيع أجسام مضادة لفيروس HPV تقوم بدورها بصد هجمات الفيروس الحقيقي.

كما تمّكن الباحثون من إضافة مركب آخر ذو قدرة على تحريض الجهاز المناعي من أجل تصنيع أكبر عدد ممكن من مضادات الأجسام التي ستكافح الفيروس.

يُعتقد أن حماية اللقاح ترتبط بمضادات الأجسام التي يصنعها الجسم والقادرة على تعطيل الفيروس الحقيقي، هذه المضادات الحامية تتوضع على مخاط العنق وتغطي سطحه مثل السجادة وتحميه من الهجوم الفيروسي ضمن الظروف الاعتيادية للعدوى.

اكتشاف التغيرات ماقبل السرطانية ومعالجتها قبل أن تتحول إلى سرطان غازي:

وتعتبر لطاخة عنق الرحم الطريقة الأشيع لذلك، كما أنّ معظم السرطانات الغازية اكتشفت عند نساء لم ينتظمن على إجراء اللطاخات الروتينية.


نسبة البقيا في سرطان عنق الرحم لمدة 5 سنوات

فيما يلي نسبة البقيا لخمسة سنوات بعد المعالجة لكل مرحلة من مراحل سرطان عنق الرحم، وهذه النسبة متضمّنة النساء اللواتي توفين لأسباب أخرى غير سرطان عنق الرحم، وهذه الأرقام تقريبية وعائدة لنساء تمّت معالجتهن منذ أكثر من 10 سنوات:

                المرحلة          معدل البقيا ل 5 سنوات
IA                            95%                        
IB1                          90%                        
IB2                          80-85%                  
IIA\B                      75-78%                  
IIIA\B                     47-50%                  
IV                            20-30%                  

 

اترك تعليقاً