النكاف Mumps

النكاف بالإنجليزية Mumps (Epidemic Parotitis)هو مرض إنتاني حاد, تسببه حمة راشحة(فايروس ) , تتصف بإصابتها للغدد اللعابية, ولاسيما قرب الأذينة منها, ولها ولع بالنسيج الغدي والنسيج العصبي أيضاً, وهي مجموعة الفيروسات نظيرة المخاط Paramyxo Virus.

[toc]

 


الوبائيات في النكاف

يكشف فيروس النكاف الوبائي في اللعاب عند نهاية دور الحضانة, وخلال (3-5) أيام من بدء المرض.

وهو يفقد فعاليته تحت تأثير الحرارة العالية, والأشعة فوق البنفسجية, والمحاليل المطهرة (الفورمالين- الليزول- وغيرها).

وينتقل بطريق القطيرات الهوائية مع إمكانية العدوى به بطريق الأدوات الملوثة بلعاب المريض, أو أدوات اللعب, وغيرها. وأكثر الأطفال تأثراً به من تراوحت أعمارهم بين (5-15) عاماً.

أما الأطفال الرضع, فنادراً ما يصابون به.

ولا يندر أن نصادف هذا المرض بين الكهول ممن تراوحت أعمارهم بين (18- 30) عاماً.

وهو ينشأ على شكل إصابات منفردة, أو على شكل جائحات وبائية في المؤسسات الطفلية (كدور الحضانة- وحدائق الأطفال- والمشافي- وغيرها).

ويرافقه سوء في حالة المريض العامة, وتدوم العدوى به من (7-10) أيام من بدء المرض, أي منذ أيامه الأولى, أو منذ نهاية دور الحضانة, وحتى خمود الالتهاب في الغدد اللعابية. والمناعة المكتسبة و من جراء الإصابة هي مناعة ثابتة, تدوم مدى الحياة.


الأعراض السريرية في النكاف 

يدوم دور الحضانة فيه وسطياً مدة (18) يوماً, ولا يندر أن يبدأ المرض بمظاهر و أعراض جهازية تتضمن :

  • الصداع
  • ارتفاع الحرارة
  • التضخيم السريع في الغدد قرب الأذنية, الذي يمتد فيغطي المسافة بين جذع الفك السفلي والمنطقة الواقعة خلفه, ويرافق هذا التورم شكوى المريض من الألم أثناء المضغ.
  • وعند فتح الفم, ويكون الجلد فوق الغدد المتورمة متوتراً ومتصلباً, أما لونه فلا يتغير, ويشتد الألم والتصلب في مركز هذه الغدد, في حين يضعف الإحساس بألم الضغط في محيطها.
  • وتؤدي الوذمة الالتهابية في النسج المجاورة للغدد إلى انتشار التورم إلى الخد والعنق وكثيراً ما نلاحظ الإصابة المزدوجة في الغدد قرب الأذنية, فيكسب وجه المريض معها شكلاً خاصاً ترجع إليه تسمية هذا المرض بالخنزرة.
  • ويزداد الورم في هذه الغدد هلال (4-5) أيام, وعلى أرضية ارتفاع حروري, ثم ينتقل إلى مرحلة التطور التراجعي وتهبط تدريجياً ويضعف الورم, ويمثل للنقه بعد (8-10) أيام.

يمكن أن يطول سير المرض إذا اشتركت الغدد اللعابية الأخرى في الإصابة.

وأكثر ما تشترك فيها الغدد تحت الفكية التي يندر جداً إصابتها به إصابة منفردة, وفي هذه الحالة ينتشر التورم في الجزء الأمامي من الخدين, فيذكرنا عندها بالشكل الانسمامي للدفتريا, إلا أن الحالة العامة التي تكون في النكاف مقبولة إلى حد ما, وغياب الإصابة البلعومية يساعدنا على تلافي الأخطاء في التشخيص.

ولا يرافق سير النكاف الوبائي أي تغير في الأعضاء الداخلية, ويبقى البول طبيعياً, إلا أنه يلاحظ بفحص الدم تناقص في عدد الكريات البيض, وارتفاع ضئيل في سرعة التثفل.

ومن خصائص هذا المرض الوصفية أنه لا ينتقل إلى الالتهاب المتقيح, ويمتاز سيره السريري ببعد كبير في أشكاله, لأن حمته الراشحة يمكن أن تصيب أي جهاز غدي, كما يمكن أن تصيب الجملة العصبية أيضاً, ولهذا تتعدد أشكاله المختلفة, ولاسيما عندما تنجذب الإصابة في الغدد قرب الأذنية إلى الأعضاء الغدية الأخرى, وإلى الجملة العصبية.

وتختص الغالبية العظمى من هذه الأشكال بأكبر الأطفال سناً, وتبدأ الإصابة عادة في الغدد قرب الأذنية, وفي المرحلة التراجعية لالتهاب, يظهر تأثير الحمة في الأعضاء الأجهزة الأخرى, وهكذا يصاب الذكور بالتهاب الخصيتين (orchitis) والإناث بالتهاب المبيضين (Oophoritis). كما أن أكثر من (1/3) الإصابات به تكون تحت سريرية.


الاختلاطات في النكاف 

  • يرافق التهاب الخصيتين ارتفاع في حرارة المريض, وتورم في الخصيتين يدوم من (7-15) يوماً.
  • وينتهي هذا الالتهاب بالسلامة, وفي الحوادث النادرة يسبب ضموراً في الخصيتين. كذلك سير التهاب المبيضين يكون سليماً أيضاً.
  • وعندما تنجذب الإصابة إلى الغدد البانكرياسية يصاب البنكرياس بالالتهاب في مظاهاهر السريرية المتصفة بالشكوى من الألم البطني والإقياء والإسهال.
  • ويمكن لحمة النكاف أن تسبب التهاب الغدد الثديية (الالتهاب الثديي Mastitis, ومثلها الغدة الدرقية, والعدة السعترية أو (التيموس Thymus).
  • أما الأشكال الأخرى المماثلة, فنادراً ما نصادفها. وأما الاختلاطات كالتهاب السحايا المصلي, أو التهاب السحايا والدماغ, فهي في العادة سليمة النتائج, على أن الإصابة العصب السمعي, أو الأذن الداخلية, يمكن أن تؤدي إلى الصمم الدائم, والإصابة عادة وحيدة الجانب ونادراً تكون ثنائية الجانب, والتهاب السحايا هو أشيع الاختلاطات العصبية أما التهاب الدماغ فهو نادر, ولكنه قد يكون مميتاً, ومن الاختلاطات النادرة والخطرة الأخرى التهاب العضلة القلبية.

معالجة النكاف 

وهي عرضية, يلازم المريض فراشه حتى الشفاء التام, ولتخفيف ألم المضغ, يعطى المريض أطعمة سائلة أو نصف سائلة, ويظل مفتوح الفم. ومن أجل هذا تجرى له غرغرة الملحي. ويطبق الدفء الجاف على الغدد المتورمة إما بأكياس الساخن, وإما بمضادات جافة مع طبقة سميكة من القطن.

وفي التهاب الخصيتين, يخضع المريض في سريره لنظما (ريجيم)  صارم, وتبرد خصيتان برباط معلق  عليهما, توضع فيه مواد خاصة مبردة. وفي التهاب السحايا, يبزل القطن لتخفيف آلام الرأس, وتلطيف الأعراض السحائية.


الوقاية من النكاف

يعزل المريض في البيت, وفي أيامنا الحاضرة قلصت مدة العزل إلى (9) أيام شريطة أن يزول التورم خلالها, أما الحجر المطبق  على الأطفال غير المرضى الذين كانوا بتماس مع المصابين به, وممن بلغ (12) عاماً من عمره أو أكثر, فيستمر حتى (21) يوماً بعد لحظة التماس, وعندما تعرف للحظة التماس بدقة, يمكن السماح لهؤلاء الأطفال بارتياد مؤسساتهم الطفلية في الأيام الأولى للمرض.

ولتسهيل سير النكاف الوبائي, يوصى بإعطاء الأطفال الذين كانوا بتماس مع المصابين بهذا المرض الغاماغلوبين بمقدار (1.5- 3) سم3.

أما التمنيع الفعالة فيجري بالإعطاء الروتيني للقاح النكاف الحي المضعف