الدودة الشريطية الوحيدة ( أسباب , أعراض , تشخيص وعلاج )

الشريطية الوحيدة أو شريطية الخنزير بالإنجليزية Taenia solium وتسمى ايضاً بالشريطية المسلحة

يعود اكتشافها إلى أيام أبو قراط وقد دعيت هذه الدودة بشريطية الخنزير وقد تمت دراستها من العالم Kuchenmneister عام 1855 حيث قام بإطعام سجين 20 رأساً لهذه الدودة ليستخرج من أمعائه بعد 4 أشهر 19 دودة، فيما قام العالم Leuckart عام 1856 بتمييز هذه الدودة عن شريطية البقر ورغم  التسمية اللاتينية التي  تعني الدودة الوحيدة  Solium=Solitary فإن الإصابة قد تتضمن عدد من هذه الديدان يصل ل 25 دودة.

[toc]

الوبائية والانتشار ل الشريطية الوحيدة

الشريطية المسلحة طفيلي واسع الانتشار في كل دول العالم وبدرجات مختلفة من الوبائية وتعتبر مناطق أوربة الشرقية ورابطة الدول المستقلة  وأمريكة الوسطى والجنوبية وأجزاء من وسط  أفريقية والهند والصين مناطق عالية الوبائية.  الإتباع الديني يحرم استهلاك لحم الخنزير في الديانة الإسلامية وحتى اليهودية، لذا نجد العدوى نادرة لدى متبعي هذه الأديان.

  • الثوي النهائي:

الإنسان.

  • الثوي المتوسط:

الخنزير يلعب دور ثوي متوسط رئيس بسبب عادة أكل البراز عنده وقد يلعب الإنسان دور ثوي متوسط أحياناً، وبعض الحيوانات كالكلاب والجمال والأغنام والقرود في المناطق الموبوءة .

  • مكان التوضع:

في الأمعاء الدقيقة وخاصة في الصائم.

الصفات الشكلية لل الشريطية الوحيدة

  • الأبعاد:

يقدر طول هذه الدودة بـ 180-400 سم وقد تصل لـ800 سم .

  • الرأس:

يقدر بحوالي 1 ملم  ويحمل أربعة محاجم Suckers، قطر المحجم  0.5 ملم، ومجهز بزوج من الحيازيم الفموية التي تتضمن كل واحدة  22-32 من الكلاليب (الشصوص) Hooks، والتي يبلغ  طولها 180 ميكرون وعرضها 130 ميكرون .

  • العنق:

له نصف ثخانة الرأس.

  • الجسم:

يحتوي على حوالي 800-900 قطعة أو أقل، وتكون في بداية الجسم غير ناضجة وعريضة.

  • الأسلات (القطع) الناضجة:

لها شكل مربع وتحتوي على فوهات تناسلية جانبية، و150 – 200 خصية متفرقة في المنطقة المتوسطة للقطعة ومبيض مؤلف ثلاث فصوص، والغدد المحية تتوضع في قاعدة القطعة محصورة أسفل فصوص المبيض، وعلى رحم يتفرع إلى 7-12 فرعاً في كل جانب وهو قليل التفرع نوعاً ما بالمقارنة مع رحم الشريطية  العزلاء ويحتوي على 30-50 ألف بيضة، والملاحظ أيضاً غياب المصرة المهبلية.

  • الأسلات (القطع) الحاملة:

تأخذ شكل مستطيل متطاول طولها ضعف عرضها وأبعادها  12 ملم طولا ًو6 ملم عرضاً.

  • البيوض:

تشبه بيوض الشريطية العزلاء  ويصعب تمييزها عنها.

  • الكيسات المذنبة الخنزيرية Cysticercus Cellulosae:

بيضوية الشكل ذات لون أبيض مملوءة بسائل حليبي لزج غني بالبروتين والأملاح،  يقدر قطرها بـ 5-10 ملم . وتكون أكبر إذا ما شوهدت في الدماغ أو الأغشية المحيطة وقد يصل قطرها لـ 18ملم.

تحوي رأس مسلح بصفين من الكلاليب، تكون محاطة بمحفظة ليفية، وقد تعيش لفترة 5 سنوات قادرة خلالها على إحداث العدوى للإنسان.

دورة حياة الشريطية الوحيدة

يطرح الإنسان القطع الحاملة (الحاوية على البيوض) مجتمعة كل 4-6 قطع عبر البراز ونادراً ما يطرح البيوض  وتحمل كل قطعة آلاف البيوض  التي تبقى في التربة معدية لعدة أسابيع.

عندما بتناول الخنزير  البيوض الحاوية  على الأجنة المسدسة الأشواك Oncosphere  تتحرر الأجنة مسدسة الشصوص (الأشواك) في المعدة والعفج،  وفي أمعاء الخنزير تخترق هذه الأجنة الجدار المعوي لتصل إلى الأوعية الدموية المساريقية واللمفية ثم إلى الدورة الدموية الجهازية إلى جميع أنحاء جسم الحيوان وخاصة العضلات الكثيرة الحركة.

نمو الأجنة مسدسة الأشواك في العضلات متحولة إلى يرقات معدية للإنسان تدعى بالكيسات المذنبة الخنزيرية Cysticercus Cellulosae والتي تشبه المذنبة البقرية تتطور هذه الكيسات المذنبة خلال 60-70 يوماً بعد ابتلاع البيوض.

عندما يتناول الإنسان لحم الخنزير المخموج بهذه الكيسات المذنبة وغير المطبوخ أو النيئ عندها يخرج الرأس المتغمد ويتثبت على مخاطية الصائم ويبدأ بالتطور ليصل لمرحلة  الدودة الكهلة في خلال 5-12 أسبوعاً.

 

يمكن للبيوض إن تخمج الإنسان عبر الماء أو الخضروات الملوثة فتتحرر الأجنة مسدسة الشصوص (الأشواك) في المعدة والعفج، وفي الصائم  تخترق هذه الأجنة الجدار المعوي لتصل إلى الأوعية الدموية المساريقية واللمفية ثم إلى الدورة الدموية الجهازية إلى جميع أنحاء الجسم من تحت الجلد وإلى العضلات (خاصة الأرداف والخاصرتين) والدماغ والنخاع الشوكي والعين والقلب والرئتين والجوف البطني.

قد تحدث عدوى ذاتية بهذه الدودة من الأصابع الملوثة أو عن طريق عودة القطع الحاملة باتجاه المعدة واختراقها لتحرر آلاف البيوض فيها. يعيش هذا الطفيلي حوالي 25 سنة أو أكثر.

طرق العدوى ب الشريطية الوحيدة

يكتسب الإنسان العدوى من خلال تناوله لحوم الخنازير المصابة بشكل نيئ أو غير مطبوخه بشكل جيد أو عبر الماء أو الخضروات الملوثة بالبيوض من التربة.لذا قد نجدها في الأشخاص النباتين أيضاً.

الأعراض السريرية لل الشريطية الوحيدة

تختلف حسب طور الطفيلي.

فالدودة الكهلة تترافق مع أعراض غالباً هضمية تتراوح من الألم البطني المبهم إلى عسرة الهضم إلى تناوب الإسهالات مع الإمساك.

أما عندما يصاب الإنسان بالطور اليرقي Human Cysticercosis، فإن الأعراض تتنوع حسب أماكن توضع  الأكياس المذنبة في جسم الإنسان فعندما تكون الإصابة في العين نجد تشويش رؤية والتهاب في القزحية والمشيمية وحتى فقدان الرؤية أحياناً نتيجة  تخرب العين.

وعند الإصابة الدماغية تتنوع الأعراض فقد نجد  أعراض  التهاب السجايا ودماغ أو تغيرات سلوكية أو أحياناً نوب صرعية أو أعراض مشابهة لتلك المرافقة للأورام الدماغية من ارتفاع في توتر القحف وخزل.

الإصابات العضلية أقل إظهار للأعراض، وعند حدوث الإصابة النسيجية نشاهد الإرتكاس النسيجي الذي يتضمن إرتشاحاً خلوياً بالمعتدلات والحامضات واللمفاويات والبلازميات والخلايا العرطلة الأمر الذي يؤدي لتليف وتكلس وموت اليرقة.

عموماً الإصابة بالشريطية المسلحة أكثر خطورة من العزلاء وذلك بسبب التوضع النسيجي ليرقاتها في مختلف أنحاء الجسم .

تشخيص الإصابة ب الشريطية الوحيدة 

 يتم تشخيص الإصابة ب الشريطية المسلحة من خلال

  • فحص القطع الحاملة المجتمعة والموجودة في البراز والتأكد مجهرياً من عدد الفروع الجانبية للرحم والمبيض والرأس لتمييزها عن غيرها من الديدان الشريطية .
  • كشف البيوض في البراز (وهو أمر نادر جداً) حيث أن وجودها في البراز يدل على احتمال إصابة المريض بداء الكيسات المذنبة. ويجب أخذ الحذر في المخبر لإمكانية العدوى.
  • في حال الإصابة النسيجية نلجأ لأخذ Biopsy من منطقة الإصابة (العقيدات تحت الجلد والعضلات) حيث تلاحظ اليرقات المتكيسة وبداخلها كلاليب، بالإضافة للتكلس وارتفاع الحامضات .

علاج الشريطية الوحيدة

 تعالج الشريطية المسلحة بإحدى الأدوية التالية:

Praziquantel أو  Niclosamide.

وفي حال الإصابة النسيجية تعالج الاصابة بمضادات الالتهاب السيتروئيدية بالإضافة لمضادات الديدان وذلك لإنقاص شدة الإرتكاس الالتهابي .

يفضل أثناء العلاج بطاردات الديدان إعطاء المسهلات الملحية وذلك لمنع انفجار القطع الحاملة أثناء خروجها من الجسم وبالتالي منع حدوث الخمج الذاتي.

الوقاية من الشريطية المسلحة

تعتمد الوقاية من الشريطية الوحيدة على:

  • معالجة المصابين.
  • استقصاء الخمج لدى الخنازير وعدم ذبح الخنازير إلا تحت إشراف طبي مناسب.
  • الامتناع عن تناول لحوم الخنازير بشكل غير مطبوخ جيداً.
  • عدم ري الأرض بالمياه الملوثة.

اترك تعليقاً