حمى النفاس Puerperal fever

النفاس

حمى النفاس أو حمى بعد الولادة بالإنجليزية Puerperal fever هي كل ترفع حروري أكثر من 38 يستمر لمدة يومين متتاليين خلال العشرة الأيام الأولى التالية للولادة باستثناء ال 24 ساعة الأولى (وتستثني هذه الفترة لأن الترفع الحروري شائع أثناءها بسبب ارتشاف محتويات الرحم من السائل السلوي ويقايا الأنسجة). أحيانا يحدث ارتفاع عابر لدرجة الحرارة لاسيما في اليوم الثاني نتيجة إدرار الحليب.

[toc]

والنفاس بالانكليزية Puerperium هي الفترة الممتدة من بعد ولادة المشيمة بساعتين – 6 ساعات ويستمر لمدة 6 أسابيع (42 يوما)، وفيها تعود أعضاء تناسل الأم إلى الحالة التي كانت عليها قبل الحمل.

النفاس فترة هامة جدا لأن اختلاطاتها كثيرة قد تؤدي إلى العقم أو مشاكل في الحياة الزوجية او حتى الوفاة.

من الضروري متابعة الحامل بشكل جيد خلال فترة الحمل وأثناء الولادة حتى تحصل على نفاس طبيعي. حديث تعتبر المرحلة الرابعة من الولادة من مراحل النفاس.


التغيرات التشريحية والوظيفية للنفاس

 انطمار الرحم Involution of the uterus

يحدث تقبض لعضلة الرحم بعد الولادة مباشرة فيصبح مستوى قعر الرحم بمستوى السرة (بعد الولادة)، ويستمر هذا التقبض بمعدل 1 . 5 سم في الحالات الطبيعية. في اليوم الخامس يصل مستوى قعر الرحم إلى منتصف المسافة بين السرة والخافة العلوية للارتفاق العاني. في اليوم العاشر يصبح الرحم خلف عظم العانة بحيث لا يمكن جسه من البطن.

يحدث أثناء النفاس عملية تقويض للأنسجة مما يؤدي لانخفاض وزن الرحم من 1000 غ إلى 50 غ (أو 70 غ) خلال فترة تبلغ ثلاثة أسابيع بعد الولادة. ويفقد العنق مرونته ويستعيد قساوته التي كان عليها قبل الحمل. يتلو الولادة مفرزات دموية (الهلابة الحمراء Lochia rubra) لأن الغالب عليها هو الدم حيث تتكون من كريات حمر وبيض وقليل من أغشية بطانة الرحم، ثم تشحب بعد 3-4 أيام لتشكل الهلابة المصلية المدماة ثم تصبح ففي اليوم العاشر (الهلابية المصلية Lochia serosa) وفي اليوم ال 14 تصبح صفراء لتتحول بعد اليوم ال20 إلى (الهلابة البيضاء alba Lochia) وتقدر كمية الهلابة خلال ال42 يوما بلتر واحد. وتوجه الهلابة ذات الرائحة الكريهة لإنتان بطانة الرحم لكنها ليست وصفية له.

أما المهبل فلا يعود للحالة التي كان عليها قبل الحمل، إلا أن النسج الداعمة للقاع الحوضي تستعيد مرونتها السابقة تدريجيا.

الجهاز القلبي الوعائي

تحدث زيادة واضحة في المقاومة الوعائية بعد الولادة مباشرة ويعود ذلك لزوال الدوران الرحمي المشيمي. كما يعود عمل القلب وحجم البلازما تدريجيا إلى الحدود الطبيعية وذلك خلال الأسبوعين الأولين من النفاس.

كما يحدث نقص واضح في وزن الأم خلال الأسبوع الأول كنتيجة لنقص حجم البلازما ولإدرار السوائل خارج الخلوية.

كما قد تشاهد كثرة البيض على حسابي الخلايا الحبيبية في فترة النفاس الباكرة

حالة هامة: خلال فترة الحمل تزيد كمية البلاسما في الدم ويضخ جزء من الدم للمشيمة، بعد الولادة يتحول الدم كاملا الدوران الأم فيزيد الجمل القبلي على القلب ما قد يؤدي لانكسار المعاوضة لدى المريضات المقلوبات (لديهن مرض قلبي) وقد تحدث الوفاة، لذا لا مشكلة إن خسرت الأم المقلوبة دمة أكثر بقليل من باقي الأمهات بالعكس فهذا أفضل. إذا تعتبر مرحلة ما بعد الولادة من المراحل الحرجة والخطرة على الأم المقلوبة بالإضافة للمرحلة بين الأسبوع 28 إلى 32_ حيث قد يحدث انكسار معاوضة وقصور قلب مفاجئ، لذا لا نعطيهن مقبضات الرحم كمركبات الميتيل ايبوبروفين لأنها تزيد العبء على القلب وإنما مركبات مقلصة كالأوكسيتوسين لأنها تقبض وترخي الرحم بالتناوب.

 


 أسباب ارتفاع الحرارة في فترة النفاس

  •  إنتانات الجهاز التناسلي.
  • إنتانات الجهاز البولي.
  • إنتانات وخراجات الثدي.
  • إنتانات الجهاز التنفسي.
  •  التهاب الوريد الخثاري.

أغلب حالات ارتفاع الحرارة في النفاس تكون بسبب انتانات الجهاز التناسلي.


العوامل الممرضة لحمى النفاس

غالبا ما تنجم انتانات الرحم وجروح وتمزقات الجهاز التناسلي عن الفلورا الجرثومية الموجودة في عنق الرحم والمهبل والعجان. معظم هذه الجراثيم قليلة الفوعة ونادرا ما تسبب الانتان عند المراة السليمة. إلا أنه وبسبب التداخلات الولادية غير العقيمة والجروح التسحجات، قد صادف أيضا إنتانات بجراثيم غير موجودة أصلا في الجهاز التناسلي كال E . coli والكلييسيلا والمتقلبات Pruteus.

أهم الجراثيم المسبية هي:

  •  اللاهوائيات: مثل Peptococcus و Peptostrepcoccus والمطثيات Clostridium وأشباه الجراثيم Bacteroides وتسبب ۷۰ % من الإنتانات النفاسية .
  • الهوائيات: مثل العقديات إضافة لل E . coli والكليسيلا والمتقلبات Proteus.
  • عوامل أخرى: المفطورات Mycoplasma والمتدثرات Chlamydia .

تمنع آليات الجسم الدفاعية الطبيعية تطور الانتان وانتشاره لكن ضعف مقاومة المضيف أو زيادة فوعة الجراثيم ستؤدي إلى حدوث الانتان وخاصة في منطقة ارتكاز المشيمة وتمزقات أو جروح المسير التناسلي. إذا أصاب الإنتان العضلة الرحمية يسمى التهاب عضلة رحمية Metritis .أما إذا وصل إلى النسيج الخلوي حول الرحم فيسمى Parametritis . أما إذا انتقل الإنتان للبريتوان يحدث التهاب بريتوان حوضي أولا ثم يمتد ليصبح Pelvic Peritonitis التهاب بريتوان معمم،


العوامل المؤهبة للإنتان النفاس

 اثناء الحمل:

  •  سوء التغذية التغذية السيئة).
  • الداء السكري.
  •  فقر الدم .
  • تمزق الأغشية الباكر.

أثناء المخاض والولادة: 

  • الولادة القيصرية.
  • المس المستبطن.
  • التوسطات الولادية كالملقط والمحجم والتحويل بالأعمال الداخلية.
  • التداخلات الولادية غير العقيمة (مسوس مهبلية متكررة).
  • رضوض وتمزقات المسير التناسلي.

 بعد الولادة:

  • عدم النظافة.

 أعراض حمى النفاس

الشكل البسيط: لا يتجاوز الانتان الغشاء الساقطي وتكون شكاية المريضة من ضائعات قيحية مع أعراض الإنتان (ترفع حروري – تعب – دعث – قلة شهية).

الشكل المختلط يمتد الإنتان إلى عضلة الرحم والنسيج المجاور لها (إنتان حاد في الحوض)، وقد يصل للبريتوان (التهاب بريتوان معمم وهي حالة خطيرة قد يحدث فيها صدمة إنتانية بسبب الذيفانات التي تحدث توسع شديد للأوعية المركزية وتقبض الأوعية المحيطية وبالتالي تقل تروية الأعضاء وقد تؤدي لقصور كلوي أو الوفاة) .

اترك تعليقاً