نقص سكر الدم: هي حالة إسعافية مهددة للحياة، لكن بمجرد وضع التشخيص يكون من السهل معالجتها، مع العلم أن التأخر في التشخيص و المعالجة قد يقود إلى أذية عصبية غير قابلة للعكس و حتى الوفاة.
هي انخفاض في مستويات السكر في الدم عند البالغين و الأطفال إلى < 50 مغ/دل، و عند الولدان إلى < 30 مغ/دل.
الفيزيولوجيا المرضية لنقص السكر:
نعلم أن تنظيم مستوى السكر في الدم يحتاج إلى توازن شديد الدقة بين الأنسولين الخافض للسكر والهرمونات المعاكسة له و التي تعمل على رفع مستوى السكر في الدم و هي ( الغلوكاغون، هرمون النمو، الايبينفرين، الكورتيزول )، و لذلك فإن أي زيادة في تركيز الأنسولين أو نقص في تراكيز الهرمونات المضادة سوف يؤدي إلى خلل هذا التوازن الدقيق و بالتالي حدوث نقص سكر الدم.
سنجد انخفاض في مستوى سكر الدم عند المرضى السكريين كاختلاط ناجم عن المعالجة بخافضات سكر الدم، مع العلم أنه قد يحدث عند غير السكريين و هنا ينجم عن أمراض متعددة.
نلاحظ هذه الحالة أيضا عند الأطفال كنتيجة لأسباب عديدة منها:
- إمراضية حادة مهما كان نوعها
- أي نمط من الإنتانات
- نقص الوارد الفموي السكري
- فرط الاستقلاب
- تناول مواد خافضة لسكر الدم.
بعض الأسباب المحتملة لحدوث نقص في سكر الدم:
زيادة مستويات الأنسولين في الدم:
- جرعة مفرطة من الأنسولين أو خافضات سكر الدم الفموية.
- بعد قطع معدي أو قطع معدي صائمي و ذلك بسبب حدوث متلازمة الإغراق المعدي السريع و فرط الاستجابة للأنسولين.
- ورم أنسوليني.
نقص إنتاج السكر:
- إمراضية كبدية.
- تناول الكحول المفرط.
- الإنتان.
- سوء التغذية.
- قصور(الكظر- النخامى- الدرق).
- عوز (هرمون النمو- الغلوكاغون).
- قصور كلوي مزمن.
- بعض الأدوية (الساليسيلات- حاصرات بيتا).
- الصيام (عادة يستطيع الشخص البالغ المحافظة على مستويات طبيعية من سكر الدم حتى مع صيام لمدة تصل إلى 72 ساعة).
الأعراض و العلامات السريرية لنقص السكر:
تظهر الأعراض و العلامات السريرية على المريض عندما ينخفض السكر في الدم إلى مستويات محددة تختلف من مريض إلى آخر و ذلك اعتمادا على :
- العمر.
- الوزن.
- الجنس.
- الفعالية الوظيفية.
- وجود أمراض مرافقة.
– معظم المرضى ستظهر عليهم الاعراض عندما ينخفض مستوى السكر في الدم إلى < 50 مغ/دل.
– تقسم الأعراض و العلامات السريرية إلى:
العلامات العصبية ( بسبب التأثير المباشر لنقص السكر على الجملة العصبية المركزية ):
- دوخة.
- تعب.
- عدم القدرة على التركيز.
- تخليط ذهني.
- ذهان.
- صداع.
- علامات عصبية بؤرية.
العلامات الأدرينيرجية ( بسبب التدفق الشديد للهرمونات المضادة للأنسولين كآلية معاوضة ):
- رجفان.
- قلق.
- تعرق غزير.
- تسرع قلب.
- غثيان.
- جوع.
بعض المرضى السكريين يعانون مما يسمى ” نقص سكر الدم غير المدرك”:
وذلك بسبب اضطراب الاستجابة الأدرينيرجية الناجم عن الاعتلال العصبي الذاتي السكري.
المرضى الأطفال والولدان :
- لا عرضيين.
- أعراض و علامات حادة لاذعة مثل: نوام- تسرع قلب- صرع- توقف تنفس.
الاستقصاءات و الدراسة المخبرية لنقص السكر:
كل مريض يعاني من تبدل في الحالة الذهنية يجب أن يخضع لاختبار تحري مستوى السكر في الدم، كما يجب إجراء اختبارات أخرى لاستبعاد المسببات والأمراض المختلفة و من هذه الاختبارات:
CBC – CXR – ECG – للرأس CT.
التدبير لنقص السكر:
- مرضى عرضيين: نعطي 50 مل من D50W أمبولة 1 و تكرر عند الضرورة.
- مريض واعي و لا يوجد خطر استنشاق: غلوكوز فموي (حليب- عصير- فواكه).
- مريض نقص سكر الدم المستمر و خاصة الناجم عن جرعة مفرطة من خافضات سكر الدم الفموية يحتاج إلى تسريب مستمر للغلوكوز.
- إذا تأخر تأثير الغلوكوز المعطى وريديا يجب أن نعطي الغلوكاغون عضلي أو تحت الجلد أو عبر الأنف .
- للغلوكاغون دور هام في تدبير المرضى في المنزل و ذلك ريثما يتم نقلهم إلى المستشفى، و كل المرضى الذين لديهم خطر هبوط السكر يجب أن يكون لديهم غلوكاغون متاح في المنزل مع وجود شخص من العائلة قادر على إعطائه للمريض عند الحاجة.
- يبدأ تأثير الغلوكاغون خلال 10-20 دقيقة من إعطائه حيث يتم تحريض إطلاق الغلوكوز الكبدي، و لهذا السبب لن يكون للغلوكاغون أي فائدة بوجود قصور كبدي.
- حالة تعاطي الكحول المفرط: يجب إعطاء الثيامين بشكل متزامن مع إعطاء الغلوكوز و ذلك بسبب احتمال حدوث الاعتلال الدماغي لفيرينكه.
- نقص سكر الدم عند الولدان و الأطفال: يجب أن نعطي تراكيز أقل من الدكستروز لتجنب حدوث فرط الأسمولية.
- الأطفال الصغار: 25% دكستروز (2-4) مل/كغ.
- الولدان: 10% دكستروز (1-2) مل/كغ.