رضوض الأنف Nasal Trauma

رضوض الأنف Nasal Trauma إن أشيع أسباب المرض الأنفي هي: حوادث الاعتداء, الحوادث المرورية والأذيات الرياضية . إن المرض الأنفي لا يؤدي فقط إلى كسور الأنف , إنما أذية الأنف قد تؤدي إلى أذية الأنسجة الرخوة, كسور عظام الأنف, كسور أو خلوع الوترة, الورم الدموي في الوترة, سيلان السائل الدماغي الشوكي وكسور عظام الوجه أو إلى هذه الأذيات مجتمعة.

[toc]


تصنيف كسور عظام الأنف Classification Of Fracture of the Nasal Bones

إن كسور الأنف المعزولة سببها عادة الرض ذو السرعة الخفيفة . إذا تعرض الأنف لرض ذو سرعة عالية فإن كسر الأنف يترافق عادة بكسور في الوجه . تصنف كسور الأنف إلى ثلاثة أصناف متدرجة في الشدة والامتداد من 1 إلى 3:

  • الصنف رقم (1):

يكون عادة بسبب رض على الأنف من الأمام أو من الأمام والجانب مما يؤدي إلى كسر عمودي في الوترة (كسر Chevallet) مع انخساف أو تبدل في القسم البعيد من عظام الوجه.

  • الصنف رقم (2):

هو غالباً بسبب رض جانبي على الأنف مما يؤدي إلى كسر أفقي أو بشكل حرف C (كسر Javjavay) في الوترة , يشمل الصفيحة القائمة للعظم الغربالي مع غضروف الوترة مع كسر في الناتئ الجبهي للفكي .

  • الصنف رقم (3):

يدل على أن الرض أكثر شدة وذو سرعة أكبر ويؤدي إلى كسر أنف , يمتد ليشمل التيه الغربالي. الصفيحة القائمة للغربالي تدور إلى الخلف وتنخمص الوترة داخل الوجه مؤدية إلى رفع ذروة الأنف وبروز الفتحات الأنفية . هناك انخساف شديد في عظام الأنف والتي تدفع لتصبح تحت العظم الجبهي.وهناك اتساع واضح للمسافة بين العينين (Telecanthus).


التظاهرات السريرية لرضوض الأنف

قد يكون الرض الأنفي جزءاً من أذية أوسع لعظام الوجه وقاعدة الجمجمة . يجب دوماً أن نتذكر أن أهم شيء يجب أخذه بعين الاعتبار في الأذيات الوجهية الفكية هو تأمين المجرى التنفسي والمحافظة عليه . أشيع الشكاوي المرافقة لرض منتصف الوجه هو الرعاف, التشوه الواضح, وانسداد المجرى الهوائي الأنفي . إن الكسور التي تشمل الأنف والتيه الغربالي والعظم الجبهي قد تسبب أعرضاً مثل: الشفع, الدماع . من المهم توثيق زمن وطبيعة الرض, وجود رض سابق وفيما إذا كان التشوف الأنفي قديماً أم حديثاً . يجب دوماً السؤال عن وجود أي رض على الرأس والعنق وفيما إذا كان هناك رضوض أخرى في الجسم .

إن وجود المضض والورم الدموي والوذمة قد يجعل التقييم صعباً . من المناسب في الحالات غير المختلطة إعادة تقييم المريض بعد 7-5 أيام من المرض . إن الوذمة الأنفية تترافق عادة مع كدمة حول العينين وتحت الملتحمة . يجب التأكد من سلامة المجرى التنفسي الأنفي . لفحص الوترة وابحث عن وجود ورم دموي ولاحظ التشوه الحاصل . يجب فحص حركة العينين كما يجب فحص وظيفة العصب الخامس (الحس تحت الحجاج) ويجب تحري إطباق الأسنان . لا بد من توثيق كل الأذيات الموجودة في إضبارة المريض مدعومة ببعض الرسوم وربما ببعض الصور الفوتوغرافية . إن إيضاح وتوثيق الأعراض والعلامات السريرية يجب أن تكون ممارسة طبية روتينية , كما أنها من أجل الأغراض الطبية الشرعية .


الاستقصاءات في رضوض الأنف

في معظم الكسور البسيطة غير المختلطة لا يحتاج الأمر لأية استقصاءات , لكن في الرضوض الأكثر خطورة فإن الصور الشعاعية هي أكثر الاستقصاءات أهمية . يجب أن تتضمن صوراً شعاعية للجمجمة, الوجه والعظام الأنفية اعتماداً على امتداد وشدة الأذية . قد تكون هامة للأغراض الطبية الشرعية . إن التصوير الطبقي المحوري مع التركيز على العظم قد يوضح الكسور الفكية الوجهية عند وجود الشك .


التدبير في رضوض الأنف

أذية الأنسجة الرخوة Soft-Tissue Injury:

يجب تنظيف الجروح جيداً وإزالة كل الأجسام الأجنبية الموجودة . يجب إعطاء مضادات الكزاز وكذلك تغطية المريض بالصاد المناسب . يفضل ترك السحجات مفتوحة . الجروح الصغيرة يمكن إغلاقها باستعمال لاصق طبي (Steristrips) أما الجروح الكبيرة فيجب خياطتها بالخيط المناسب .

كسور الأنف Nasal Feature:

بعض الحالات قد لا تتطلب معالجة لأنها لا تترافق بتشوه واضح أو لأنه لا يوجد كسر . يجب تطمين المريض وإعادة فحصه ثانية بعد أن تكون الوذمة قد خفت , كما يجب عدم محاولة رد كسر قديم لكونها محاولة محتومة الفشل . من الممكن رد كسر بسيط من الصنف الأول تحت التخدير الموضعي قبل حصول الوذمة إذا شوهد المريض باكراً بعد الرض . يمكن رد هذه الكسور عادة بواسطة الضغط الإصبعي الجانبي أو باستعمال ملقط ولشام (Walsham’s Forceps) حيث توضع ذراع منه داخل الأنف وأخرى خارجه . إذا تم فحص المريض بعد أن تكون الوذمة قد تشكلت فإن رد الكسر يتم تأجيله 5-7 أيام . يجب ألا يتأخر أبداً رد الكسر أكثر من أسبوعين بعد الرض لأن عظام الأنف تكون قد تثبتت ويصبح الرد صعباً إن لم يكن مستحيلاً .

إن الصنف الثاني من الكسور (Class 2) تميل فيها القطع المكسورة إلى العودة إلى وضعية الكسر بعد ردها بسبب التراكب بين النهايات المكسورة لغضروف الوترة والصفيحة القائمة للغربالي . إن رد كسر عظام الأنف يجب أن يرافقه استئصال الأقسام المكسورة والمتراكبة من الوترة عبر شق كيليان.

أما الصنف الثالث (Class 3) كم الكسور فيتطلب رداً جراحياً مفتوحاً , وتحتاج عظام الأنف المنخسفة إلى رفع وتثبيت بواسطة سلك معدني عبر شق فوق الزاوية الأنفية الجبهية. يتم التداخل على الوترة عبر شق كيليان ثم سحب غضروف الوترة الملتوي إلى الأمام والأسفل . إن سور الرد (سوء الالتحام) بعد رض الأنف سوف تتطلب معالجته شكلاً من أشكال تصنيع الأنف والوترة .

الورم الدموي في الوترة Septal Haematoma:

يحدث بسبب تجمع الدم تحت سمحاق الغضروف للوترة الأنفية . قد يكون سببها الرض الأنفي , لكنها قدتحدث أيضاً كاختلاط بعد جراحة على الوترة (استئصال تحت المخاطية SMR) ونادراً نتيجة الإصابة بأحد الأمراض الدموية .

يوجد عادة انسداد تام للأنف بالجهتين بواسطة انتفاخ طري , إذا لم تشخص أو تتم معالجة الحالة بشكل صحيح فإنها قد تتحول إلى خراج وترة مع تنخر في الغضروف وحصول الأنف السرجي . إن سحب محتوى الورم الدموي الصغير بالإبرة قد يكون كافياً , لكن في حال النكس قد يتطلب الأمر الشق والتفريغ مع الخياطة العابرة (لطمس الفراغ الميت) . يجب إعطاء المريض معالجة بالصادات لإنقاص خطر حدوث الإنتان الموضعي أو الجهازي .

سيلان السائل الدماغي الشوكي SCF Leak:

إن وجود سيلان رائق من الأنف بعد الرض الأنفي يجب أن يثير الشك بسيلان السائل الدماغي الشوكي . إن الصفيحة المصفوية للغربالي رقيقة جداً وهي أشيع مكان لحدوث الكسر . يتم التأكد من التشخيص بفحص السائل وتحري الغلوكوز فيه , حيث تكون نسبته قريبة من نسبة الغلوكوز في المصل .

الطريقة الأخرة هي معايرة B2 Transferrin وهي (وهي مادة بروتينية موجودة فقط في اللمف الظاهر وفي السائل الدماغي الشوكي) . كما أن حقن الفلوريسين Fluorescein في السائل الدماغي الشوكي من خلال بزل قطني يمكن جمعها من السيلان الأنفي في حال وجود سيلان س.د.ش.

إن التصوير الطبقي المحوري عالي الدقة يمكن أن يظهر وجود كسر . يجب تغطية المريض بالصادات طالما أن هناك سيلان للسائل الدماغي الشوكي , وبما أن أشيع الجراثيم المسببة لالتهاب السحايا هي المكورات الرئوية فإن التغطية يجب أن تتضمن البنسلين والسلفاديميدين Sulphadimidineكمعالجة وقائية.

البعض أشار إلى أن المعالجة الوقائية بالصادات ليست ضرورية . إن العديد من السيلانات سوف تتوقف عفوياً لكن بعضها يحتاج إلى إغلاق جراحي باستعمال صفاق العضلة الصدغية أو Fascia Late أو شريحة مخاطية من الوترة الأنفية . يمكن أن يتم الإغلاق باستعمال مدخل خارجي يتضمن استئصال الخلايا الغربالية External Ethmoidectomy أو بمدخل عبر الوترة , أو بالطريقة التنظيرية عبر الأنف أو بواسطة ثقب الجبهي Frontal Craniotom ويتم بعدها رد القطع العظمية المكسورة مع وضع الطعم المناسب للسحايا