الثعلبة

إذا شاهدت الكثير من الشعر المتساقط على الوسادة أو على فرشاة الشعر أو خلال الاستحمام أو إذا لاحظت وجود بقع صلعاء صغيرة غريبة عندما تنظر في المرآة يمكن أن يكون لديك حالة اضطراب مناعة ذاتية والمعروفة بالثعلبة البقعية؛ فالإصابة بمرض المناعة الذاتية تعني أن الجهاز المناعي يهاجم الجسم.

بوجود داء الثعلبة فإن بصيلات الشعر هي التي تتعرض للهجوم ويؤدي هذا الأمر إلى تساقط الشعر الذي غالباً ما يكون على هيئة كتل بحجم وبشكل يشبه الربع.

تختلف كمية الشعر المتساقط من شخص لآخر حيث يفقد بعض الناس الشعر فقط في عدد قليل من الأماكن ويمكن أن يفقد آخرون الكثير من شعرهم؛ يعتبر هذا الأمر نادر الحدوث ولكن يمكن أن تفقد كل الشعر الموجود على الرأس (داء الثعلبة الكلي: Alopecia Areata Totalis) أو من كامل الجسم (داء الثعلبة الشامل: Alopecia Areata Universalis).

وتختلف كل حالة من داء الثعلبة حيث يمكن أن ينمو الشعر مرة أخرى في بعض الأحيان ولكنه يعود للتساقط مرة أخرى في وقتٍ لاحق؛ وفي حالات أخرى يمكن أن ينمو الشعر مرة أخرى وبشكل دائم.

إذا كنت تعتقد أنك تعاني من الثعلبة فقد ترغب في رؤية طبيب أخصائي بالأمراض الجلدية؛ هل يوجد علاج لهذا المرض؟ مرض الثعلبة لا يمكن علاجه ولكن يمكن التعامل معه بحيث يمكن أن ينمو الشعر مرة ثانية.

ماهي الثعلبة ؟

الثعلبة بالإنجليزية Alopecia Areata هي فقد أشعار بؤري التهابي وهي عكوسة عادة وسببها مجهول ويمكن أن تؤدي إلى فقد أشعار معمم وتبدلات ظفرية.

الحدوث

شائعة وهي الحاصة الالتهابية الأهم وتصيب الأطفال والكهول من كلا الجنسين بنسب متساوية وهي عائلية في(20)% من الحالات وكثيراً ما ترتبط مع التأتب

أسباب الثعلبة

مجهولة السبب وهناك دور للتأثير الوراثي( ترافقها مع متلازمة داون ووجود الإصابات العائلية) وتلاحظ بعد الشدة النفسية

قد تترافق الثعلبة مع التأتب و الشرى أو مع اضطرابات في الجملة المناعية الذاتية كالذأب الحمامي والبهاق وفقر الدم الوبيل ويدل وجود اضطرابات في نمو الأظافر أن الثعلبة ليست آفة محدد في الجريبات الشعرية.

الإمراض

الثعلبة هي حاصة التهابية ناجمة عن تفاعل التهابي في منطقة بصلة وحليمة الشعرة الآدمية يغلب فيه اللمفاويات التائية.

أعراض الثعلبة

بقعة أو عدة بقع مدورة أو بيضوية واضحة الحدود بدون أعراض شخصية حيث يحدث فقد مفاجئ وكامل للأشعار في هذه البقع.

يكون الجلد مكان البقع غائراً بسبب فقد الأشعار وتراجع حجم بصلاتها ويكون لون الجلد عادة عاجياً أو قد يكون محمر احمرار خفيف.

لا يوجد ضمور وتبقى فوهات الجريبات موجودة إن فحص الأشعار في محيط الآفة هام للتشخيص والإنذار حيث أن وجود الأشعار الثعلبية في محيط البؤرة المترقية دليل على سوء الإنذار وتكون هذه الأشعار بطول

(0.2- 0.7) سم صباغها خفيف ونهايتها منتفخة أو مترققة  وكذلك الأشعار الجيفية تدل على سوء الإنذار حيث تبدو سريرياً كسدادات سوداء تشبه الزؤان في فوهة الجريبات.

الفحص المجهري

عبارة عن استحالة تليفية شعرية لبقايا مطرق الشعرة مع جزيئات صباغية والأغماد الداخلية للجذور وبقايا الشعرة ولها دلالة إنذارية سيئة حيث توحي بالانتشار السريع للبؤر.

أكثر المناطق إصابة على الفروة هي القفوية و الصدغية ويمكن أن تكون أي منطقة مشعرة من الجسم. قد تترافق مع تبدلات في الأظفار (20)% من الحالات كالأظافر المنقطة و حثل الأظفار وغيرها.

مخبرياً: لا يوجد أي تبدلات نوعية.

التشريح المرضي

تكون الجريبات الشعرية في المناطق فاقدة الأشعار في مكانها غير أنها غير متأذية وتكون بصلات الأشعار ضامرة.

في بعض الجريبات يتوقف إنتاج الشعرة بشكل كامل.

ممكن أن يتوقف إنتاج الميلانين وفي مراحل متأخرة تحصل استحالة هيالنية في الحليمة .

السير والإنذار

سير الثعلبة متبدل ويبدأ نبت الأشعار عادة بعد عدة أسابيع في البقع الصغيرة حيث يظهر في البدء شعر زغبي ناقص الصباغ ثم يصبح الشعر قوي مصطبغ.

في الحالات الحادة يحدث لنا انطباع بتحول الشعر للون الأبيض بليلة واحدة (بسبب تساقط الشعر المصطبغ فقط) وإن عودة نبت الأشعار غير المصطبغة في الثعلبة يؤدي لما يسمى الشيب المبكر الموضع وكثيراً ما يستمر في بعض الحالات.

وقد يحدث توازن بظهور بقع جديدة متزامن مع شفاء بقع قديمة

في ثلث الحالات تبقى الهجمة الأولى أقل من ستة أشهر وأقل من سنة في نصف الحالات وفي 20-30 %من الحالات لا تشفى لعدة سنوات يحصل نكس في (40-50)% من الحالات خلال أسابيع وحتى 5 سنوات بعد شفاء أول هجمة تبلغ نسبة المرضى الذين يشفون دون حدوث نكس حوالي الثلث وتكون الثعلبة لدى المصابين بالتأتب وخاصة الاكزيما التأتبية معندة

إذا كانت الآفة مترقية سرعان ماتظهر بقع جديدة تتسع وتتحدد مع بعضها لتشكل سطوحاً جرداء.

 تشخيص الثعلبة

قصة سريرية ثم فحص سريري حيث تشاهد الأشعار الثعلبية والجيفية يبدي مخطط الأشعار في الأشكال ذات التطور البطيء طراز اعتيادي أو طراز جذور أشعار مرحلة الراحة وإذا كان الترقي سريع يكون طراز مرحلة الراحة (حثلي) و نادراً حثلي صرف.

في حوالي (60)% من الحالات يكون طراز الشعرة رضحي حتى في أقسام الفروة التي تبدو سليمة نستطيع بالفحص النسيجي أن نميز الحاصة الندبية عن هوس نتف الأشعار ونستطيع نفي الحاصة النوعية في الإفرنجي الثانوي بواسطة الإختبارات المصلية.

أمراض تشبه الثعلبة

  • الحاصة النوعية في الإفرنجي الثانوية.
  • الثعلبة الكاذبة لبروك.
  • حالة ثعلبة الكاذبة.
  • الحاصة الفطرية.
  • هوس نتف الأشعار.

علاج الثعلبة

 

إذا كنت تعاني من هذا المرض فهناك العديد من الأمور التي تستطيع تجربتها:

  • تعتبر Corticosteroids من الأدوية المضادة للالتهابات التي يتم وصفها عند وجود أمراض المناعة الذاتية ويمكن أن يتم إعطاؤها عن طريق حقنة في فروة الرأس أو في مناطق أخرى ويمكن أيضاً أخذها على شكل حبة أو على شكل مرهم أو كريم أو رغوة تُفرك على الرأس؛ الناحية السلبية عند استخدامها أنها يمكن أن تستغرق وقتا طويلا لكي تعطي مفعول.
  • العلاج المناعي الموضعي: يتم اللجوء إلى هذا العلاج عند حدوث تساقط شعر كثير أو عند تكرار حدوث تساقط الشعر لأكثر من مرة؛ يتم تطبيق المواد الكيميائية ضمن هذا العلاج على فروة الرأس لإنتاج رد فعل تحسسي وفي حال نجاح هذا العلاج فإن رد الفعل هذا هو ما يجعل الشعر ينمو مرة أخرى كما أنه يسبب طفح جلدي والحكة وعادة ما يتكرر استخدامه لعدة مرات بهدف الحفاظ على نمو الشعر الجديد.
  • مينوكسيديلMinoxidil  (Rogaine): يستخدم هذا العلاج عن طريق وضعه على فروة الرأس ويتم مستخدم بالأصل في علاج أنماط الصلع؛ ويستغرق عادةً حوالي 12 أسبوعاً قبل أن نبدأ في رؤية نمو الشعر كما يمكن أن لا يعطي النتائج جيدة وسارة لدى بعض المرضى.
  • تشمل العلاجات الأخرى لعلاج داء الثعلبة الأدوية التي تستخدم في بعض الأحيان لاضطرابات المناعة الذاتية الأخرى؛ وقد كان لهذه الأدوية درجات مختلفة من النجاح في إعادة نمو الشعر.

نصائح أخرى

بصرف النظر عن العلاج بالأدوية يوجد بعض الأمور الأخرى التي يستطيع المرء تجربتها إذا كان يعاني من داء الثعلبة:

  • ارتداء الباروكات والقبعات أو الأوشحة: إذ أنها تغطي مكان الشعر المتساقط وسوف تؤمن حماية الرأس من الشمس.
  • التقليل من التوتر: نظراً إلى العلاقة بين المشاكل الشخصية والثعلبة؛ حيث يبدو أنها يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالثعلبة مع الإشارة إلى أن هذا العلاج لم يتم إثبات فعاليته علمياً.

لا تعتبر الثعلبة البقعية عادةً كحالة طبية خطيرة ولكن يمكن أن تتسبب بالكثير من القلق والحزن.

يوجد مجموعات دعم لمساعدتك في التعامل مع الآثار النفسية لهذه الحالة؛ وتذكر بأنك حتى لو فقدت كل شعرك فمن الممكن أن ينمو مرة أخرى وإذا لم يكن ينمو ثانيةً فهناك جميع أنواع الخيارات الرائعة إذا كنت تريد تغطية تساقط الشعر.

بشكل عام يجب استشارة الطبيب دائماً عند ملاحظة تساقط مفاجئ للشعر إذ يمكن أن يكون هناك الكثير من الأسباب الأخرى لذلك بالإضافة إلى داء الثعلبة.

 

تكون معالجة الثعلبة  جهازية وموضعية.

  • جهازية:

ستيروئيدات قشرية وممكن إعطاءها داخلاً إذا كانت الآفة مترقية بسرعة أو إذا كان الإنذار مشكوك به.

تبدأ بجرعة يومية(20-40) ملغ ميتيل بردنيزولون أو ما يعادلها من ستيريوديئدات أخرى وبعد 2-3 أسابيع تنقص الجرعة تدريجياً حتى بلوغ جرعة الصِّيانة.

في حال الجرعة مرتفعة +أعراض جانبية       إيقاف الدواء داخلاً وهنا نستخدم معالجة موضعية أوشعر مستعار.

في حوالي 20% من المرضى يستمرنمو الشعر حتى بعد إيقاف العلاج

  • موضعية :

ستيروئيدات موضعياً أو حقن ضمن الجلد_ حيث في حالة بؤر قليلة فإن أفضل معالجة حقن بؤري ضمن الجلد بمعلق التريامسينولون المبلر.

يبدأ نمو الأشعار من جديد 4-6 أسابيع من بدء المعالجة. ومن المعالجات الموضعية استعمال المبيضات أو المينوكسيديل أو إحداث التهاب جلد تماسي أرجي بتطبيق مواد مؤرجة قوية موضعياً أو إحداث التهاب جلد سمي كما في الأنترالين. يجب تطبيق العلاج الموضعي بمقدار 1سم في الجلد السليم زيادة عن محيط الآفة.

في حالة ثعلبات قديمة: قد نحصل على عودة نمو الأشعار بالعلاج الكيميا – ضوئي الموضعي باستعمال محلول الميلادنين 0.15% بحذر شديد. بالنسبة للثعلبة المنتشرة فهي بالرغم من أنها لا تؤثر مطلقاً على الصّحة العامة إلاَّ أنها مزعجة جداً من الناحية التزويقية.

أخيراً في حال كان المريض يشكو من اضطرابات نفسية خطيرة من الأفضل أن نشجع المريض على وضع الشعر المستعار