دخول الطعام إلى الرئتين

هل يمكن دخول الطعام إلى الرئتين؟ وما الذي يمكن فعله في هذه الحالة؟ هذا ما سنقوم بالتعرف عليه في هذه المقال

إن الطريق الطبيعي لدخول الطعام هو من الفم إلى البلعوم الفموي ومنه إلى المريء ويكمل بعدها طريقه، وعند تناول الطعام يغلق لسان المزمار عند مدخل الحنجرة ليمنع دخول الطعام إلى مجرى التنفس، أما استنشاق المواد الغذائية فهذا يعني أنها تدخل الحنجرة وتبقى فيها أو تمر إلى القصبات الهوائية مسببةً انسدادًا كاملًا أو شبه كامل في المكان الذي تستقر فيه.

ومن أهم الأسباب التي تؤدي إليه: أن تكون عملية البلع غير جيدة، وقد تنجم أحيانًا عن السكري، التغذية السيئة، مرض باركنسون، مرضى عسر البلع، أمراض نقص المناعة  التدخين أحيانا، المرضى منخفضي الوعي والإدراك وكذلك المسنين المصابين بالخرف، ضعف منعكس السعال عند فئات معينة يمنع طرد الطعام أو الجسم الأجنبي المستنشق بمنعكس السعال، مرضى القصور الرئوي والتهاب الرئة، كذلك يلاحظ حدوثه بشكل أكبر عند الذكور نسبة للإناث، كما يشيع حدوثه بعد العمليات الجراحية وخصوصا التي تجرى تحت التخدير العام، كل هذه الأسباب تؤهب لدخول الأغذية أو مفرزات الأنف أحيانا كالمخاط، والمفروات اللعابية إلى الرئة وتسبب ذات الرئة الاستنشاقية.

أعراض ذات الرئة الاستنشاقية

  • التهاب الرئة مؤديًا لارتفاع الحرارة (حمى) و أحيانًا إلى خراج في الرئة، يعتمد موقعه على مكان الاستنشاق .
  • ضيق في التنفس ناجم عن انسداد في المجرى الهوائي.
  • سعال مستمر كمحاولة لإخراج الجسم المستنشق من مجرى التنفس.
  • صوت وزيز مسموع عند إصغاء الصدر .
  • تسرع في ضربات القلب.
  • ألم في الصدر.
  • شحوب وزرقة في جلد المصاب.
  • تعب وإرهاق.
  • رائحة كريهة من الفم.

تختلف هذه الأعراض حسب ما سببه المستنشق من انسداد ، فإذا كان الانسداد كاملًا أدى إلى الاختناق والوفاة، أما إذا كان الانسداد غير كامل فيؤدي للأعراض السابقة، ويمكن لأشياء أخرى غير الطعام أن يتم استنشاقها كدبوس أو نقود ، أو خرز ..

وعند الشعور بأي من الأعراض السابقة يجب مراجعة طبيب الصدرية والقيام بصورة شعاعية للصدر لإظهار إذا كان هناك تمدد في في أحد فصوص الرئة أو انخماص فيها، كما تظهر وجود ريح صدرية في حال حدوثه، ويتم التأكيد بالقيام بالتصوير المقطعي المحوسب للرئتين حيث يتحدد بدقة وجود الجسم الأجنبي وموقعه، واخيرا يمكن القيام بالتنظير القصبي كوسيلة للتشخيص والعلاج في آن واحد .

كيف يجب التعامل عند وجود حالة دخول طعام إلى الرئة ؟

عند تشخيص وجود طعام في الرئة، نبدأ التعامل معه بداية بإجراءات اسعافية أولية، كحث المريض على السعال إذا كان واعيًا محاولة لطرد الطعام العال، كما يمكن أن نقوم بالضغط على ظهره بين لوحي الكتف مع الانحناء للأمام ووضع رأسه للأسفل وإن لم ننجح بطرده نضغط على بطنه مرات عديدة عبر مناورة تسمى مناورة هيمليخ .

وإذا كان المريض فاقدا للوعي نجري له إنعاش قلبي رئوي.

وإذا كان المريض رضيعًا يقل عن عمر السنة يوصى بالقيام بخمس ضغطات على ظهره، يتلوها خمس ضغطات على صدره، ويتم تكرار القيام بذلك حتى خروج الجسم الغريب من مجرى التنفس.

واليوم مع تقدم العلم أصبح لدينا العديد من العلاجات المتقدمة لإخراج الجسم الأجنبي العالق باستخدام منظار القصبات، وإذا كانت الحالة مستعصية يمكن القيام ببضع الغشاء الحلقي والدرقي عن طريق شق رقبي يدخل فيه أنبوب إلى مجرى التنفس وتتم إزالة المادة العالقة.