مرض نخر العظام اللاوعائي Avascular necrosis

مرض نخر العظام اللاوعائي

يعرف هذا المرض ب مرض نخر العظام اللاوعائي بالإنجليزية (Avascular necrosis) أو تنخر العظم الناتج عن فقر الدم الموضعى (Ischemic necrosis) أو تنخر العظم العقيم (Aseptic  necrosis) أو الإلتهاب العظمى الغضروفى التحللى (Osteochondritis dissecans) .

و ينشأ هذا المرض عن قصور أو إنقطاع الدورة الدموية عن جزء معين من العظم مما يترتب عليه موت كلاً من العظم و ما يحويه من النخاع العظمى.

و ينشأ عن موت العظم إنكماش الجزء المتنخر مما يترتب عليه إنبعاج سطح المفصل المجاور و حدوث خشونة بالمفصل بعد فترة من الزمن.

لذلك يستوجب الإكتشاف السريع لهذا المرض ,لاسيما فى أولئك المعرضين للإصابة بالمرض مثل أولئك الذين يتعاطون عقار الكورتيزون بجرعات كبيرة قبل حدوث إنكماش بالعظم حتى يمكن التدخل الجراحى لعلاج الحالة و تأخير الإحتياج لعملية إستبدال المفصل فى المستقبل ، إلا أنه مع الأسف فإن معظم الحالات يتم إكتشافها بعد حدوث الإنكماش العظمي.
و يصيب هذا المرض الرجال ثمانية أضعاف إصابته للنساء.

و غالباً ما يصيب المرض الإناث فى سن متأخر عن سن إصابة الرجال.

و عادةً ما يحدث المرض فى الأناس أقل من الأربعين عاماً من العمر و قليلاً ما يصيب كبار السن.

و يتسبب تنخر مفصل الفخذ (رأس عظمة الفخذ) فى ما يقرب من عشرة بالمائه من حالات إستبدال مفصل الفخذ.

أسباب مرض نخر العظام اللاوعائي

من أهم أسباب هذا المرض تعاطي عقار الكورتيزون و الكحوليات حيث يتسبب كلاهما فى حدوث ما يقرب من 90% من الحالات.

  • الكورتيزون (Cortisone): يعد هذا السبب أهم و أكثر أسباب هذا المرض شيوعاً. و تتزايد إحتمالية الإصابة بالمرض مع إستخدام جرعات كبيرة و لفترة طويلة من هذه العقاقير.

ونادراً ما يحدث هذا المرض مع جرعات صغيرة أقل من 20 مجم من البريدنيزيلون أو فى حالات إعطاء هذه العقاقيرلفترة قصيرة متضمنة إعطائها بالحقن الوريدى أو الحقن الموضعى بالمفصل.

  • متلازمة مضادات الدهون الفسفورية (Antiphospholipid syndrome) و غيرها من الأمراض التى تتميز بحدوث تخثر (تخلط) بالأوعية الدموية.
  •  مرض الذئبة الحمراء (Systemic lupus erythematosus): حيث يصاب ما يقرب من ثلاثة إلى ثلاثون بالمائه من المصابين بهذا المرض بتنخر العظم.

و تزداد إحتمالية الإصابة بتنخر العظم فى هؤلاء المرضى مع تناول العقاقير الإستيرويدية و وجود متلازمة مضادات الدهون الفسفورية الثانوية و ظاهرة رينود (Raynaud’s phenomenon) التى تتميز بإنقباض الأوعية الدموية و كذلك إرتفاع مستوى الدهون بالدم.

  • عادة تناول كميات كبيرة من المشروبات الكحولية.
  •  أنيميا الخلايا المنخلية Sickle cell anemia)): حيث يصاب ما يقرب من 50% من المصابين بهذا المرض بتنخر العظام قبل سن الخامسة و الثلاثون عاماً حيث تترسب كرات الدم الحمراء عند تحولها من الشكل الطبيعى إلى الشكل المنجلى سادة الأوعية الدموية.
  • الإصابات الميكانيكية: حيث قد يتسبب كلاً من كسور و إنخلاع المفصل فى إنقطاع التغذية الدموية عن الجزء المجاور من العظم. و من أشهر الأماكن التى من الممكن أن تصاب بهذا المرض بهذه الطريقة مفصل الفخذ و العظمة الزورقية و الهلالية لعظام الرسغ.
  •  مرض خلل الضغط (Dysparism) أو مرض كيزون (Caisson’s disease)و الذى يصيب الغواصيين نتيجة للصعود السريع بعد الغوص فى أعماق شديدة مع إستخدام ضغط عالى للأسطونات الهوائية حيث تتجمع فقعات غاز النيتروجين المذاب بالدم سادة الأوعية الدموية فى هذه الحالات .
  • مرض جوشر(Gaucher’s disease) و الذى يتميز بتراكم الخلايل الحاوية على الدهون و التى يصعب على الجسم التخلص منها لوجود خلل أيضى فى فجوات العظم مما يترتب عليه إرتفاع الضغط داخل العظم مما يؤدى بدوره إلى الضغط على و سد الأوعية الدموية المغذية للعظم.
  • زراعة الأنسجة.
  •  العلاج الإشعاعى و الكيميائى للأورام الخبيثة.
  •  أورام الدم نظراً لزيادة ضغط النخاع بسبب تكاثر الخلايا الخبيثة.
  •  إلتهاب البنكرياس و الذى يسبب تنخر الخلايا الدهنية متضمنة خلايا النخاع.
  •  الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) حيث قد تتسبب الأدوية المستخدمة فى علاج هذا المرض فى حدوث تنخر بالعظام.
  •  غير معروف السبب: يصاب الأطفال بنوعين من تنخر العظم مميزين لهذه الحقبة العمرية و هما مرض تنخر مفصل عظمة الفخذ مجهولة المنشأ أو مرض ليغ كالف بيرثز(Legg-Calvé-Perthes disease) و كذلك مرض إنزلاق الغضروف النامى لعظمة الفخذ (Slipped capital femoral epiphysis).
    و فى بعض الحالات قد لا يمكن التعرف على السبب الفعلى للمرض. و قد وجد أن هذا المرض قد يسرى فى بعض العائلات بسبب وجود خلل جينى.

أعراض مرض نخر العظام اللاوعائي

عادةً ما يصيب هذا المرض مفصل الفخذ و لكنه أيضاً من الممكن أن يصيب مفصل الركبة و الكتف و الفقرات و كذلك العظام الصغيرة لليد و القدم.

و غالباً ما يصيب هذا المرض المفصل على ناحية واحدة على الرغم من أنه قد يصيب نفس المفصل على الناحيتين فى بعض الحالات.

و فى بعض المرضى قد يصيب المرض أكثر من مكانين.
يعتبر ألم المفصل أهم أعراض هذا المرض و لكن من الممكن أن يحدث هذا المرض دون أية أعراض. و قد يعانى المريض أيضاً من صعوبة و تقييد فى حركة المفصل و كذلك حدوث إرتشاح بالمفصل فى بعض الأحيان. و مع تطور المرض يبدأ المريض فى الشكوى من أعراض خشونة المفصل (انظر المقال بعنوان خشونة المفاصل).

تشخيص مرض نخر العظام اللاوعائي

تساعد أشعة الرنين المغناطيسى و المسح الذرى على العظام على تشخيص المرض لاسيما فى المرحلة المبكرة و التى عادةً ما لا يمكن تشخيصها بالأشعة السينية و التى غالباً ما لا تظهر أية تغيرات إلا فى المراحل المتأخرة من المرض.

 

علاج مرض نخر العظام اللاوعائي

يهدف علاج مرض نخر العظام اللاوعائي إلى الحفاظ على المفصل أطول فترة ممكنة و تأخير الحاجه إلى إستبداله بآخر صناعى. و يشمل العلاج ثلاثة أنواع:

  • العلاج التحفظى:

و يشمل هذا النوع من العلاج تجنب الإستخدام العنيف للمفصل المصاب مع تجنب تحميل وزن الجسم على المفصل المصاب و أداء تمارين تقوية و مط العضلات المحيطة بالمفصل و كذلك إستخدام المسكنات لتسكين الألم. و عادةً ما يفشل هذا النوع من العلاج فى حالة إصابة المفاصل الحاملة لوزن الجسم مثل مفصل الفخذ و الركبة و لكنه قد يفيد حالات إصابة مفصل الكتف لاسيما فى المراحل المبكرة للمرض. و فى كلا الحالتين فإن هذا النوع من العلاج لا يمكنه منع أو الإبطاء من تطور المرض.
و قد يساعد تناول عقاقير البيسفوسفونات على تسكين الألم و الحفاظ على العظم المتنخر دون تحلله لأطول فترة ممكنة.

  •  العلاج الجراحى مع الحفاظ على المفصل المصاب:

إن فشل العلاج التحفظى فى بعض الحالات مع قصر أجل المفصل الصناعى كان الدافع وراء إيجاد علاج جراحى يهدف إلى الإبطاء من تطور المرض قدر الإمكان و الحفاظ على المفصل المصاب إلى أقصى مدة ممكنة. و يعتمد هذا النوع من العلاج على خفض الضغط الداخلى للعظم كمحاولة لإزالة الضغط عن الأوعية الدموية المضغوطة أو نقل جزء من عظمة الشظية أو عينة من النخاع العظمى إلى المكان المصاب محاولة لمد الجزء المتنخر بخلايا عظمية و نخاعيه حية لتبدأ التكاثر و تعوض العظم الميت أو إزالة جزء من العظم محاولة لنقل مسار مرور وزن الجسم من الجزء المصاب إلى جزء سليم لمنع إنكماش العظم الميت بفعل وزن الجسم.

  • إستبدال المفصل الطبيعى بآخر صناعى:

من الممكن أن يتم إستبدال جزء من المفصل أو المفصل كله بىخر صناعى و ذلك حسب حالة العظمتين المكونتين للمفصل. و عادةً ما يلجأ الطبيب لهذا النوع من الجراحة فى حالة عدم إستجابة المريض للعلاج الجراحى الذى يهدف للحفاظ على المفصل المصاب أو فى حالة تنخر جزء كبير من مساحة المفصل لاسيما مع وجود إنكماش فى العظم المتنخر أو فى الحالات المتقدمة من المرض.