مرض كرون والتهاب المفاصل : هل من علاقة ؟

close up woman holding her painful wrist 23 2148032353

ماهي العلاقة بين مرض كرون والتهاب المفاصل ؟

مرض كرون هو مرض مناعي يؤثر على الجهاز الهضمي وهو أحد الأمراض التى تنتمى إلى مجموعة الأمراض المصاحبة بالإلتهاب المناعي بالأمعاء (Inflammatory bowel disease) و يعرف أيضاً بمرض كرونز (Crohn’s Disease) أو بمرض إلتهاب اللفائفى النهائى (Terminal ileitis).

و يعتبر اللفائفى أكثر الأجزاء تأثرا بالمرض و لكن هذا المرض يمكن أن يؤثر على أى جزء من الجهاز الهضمى بداية من الفم حتى فتحة الشرج.

و قد يسبب هذا المرض إعتلال المفاصل و الفقار و بالنسبة لهذا الخصوص ينتمى هذا المرض إلى مجموعة من الأمراض المصاحبة اعتلال الفقار سلبية المصل أو المعامل الروماتويدي (Seronegative spondyloarthropathy).

أسباب مرض كرون

هو مرض مناعي ليس له سبب مُحدد.

و قد تساهم العوامل الجينية فى حدوث المرض حيث أنه تم إكتشاف أنه تزداد نسبة الإصابة بهذا المرض في العائلات التي يوجد بها فرد مصاب.

و فى حالة وجود استعداد جينى قد تحدث المرض عند التعرض لعامل محفز (مثل حدوث إعياء أو تغيرات في الطبيعة) مما يؤدي إلى حدوث تهيج بجهاز المناعة.
في هذا المرض يهاجم جهاز المناعة نهاية اللفائفى (Terminal Ileum) مسببا حدوث إلتهاب مما يؤدي إلى حدوث تقرحات ونزيف. لابد أن يتفهم المريض الفرق بين مجموعة الأمراض المصاحبة بالإلتهاب المناعي بالأمعاء والتي تضم (مرض كرون والتهاب القولون التقرحي) وبين داء القولون العصبي.
و على كل لم يتم التوصل إلى سبب محدد لهذا المرض حتى الآن.

أنواع مرض كرون

مرض كرون شأنه شأن باقي الأمراض المناعية ،ينتاب المريض فترات نشاط بالمرض وفترات سكون بالمرض.

وتحدث حالات السكون بنسبة 10 إلى 20% من الحالات بعد أول حالة نشاط بالمرض.

لذلك لابد أن يتفهم المريض أن العلاج يستمر مدى الحياة لإحكام السيطرة على المرض.
ويختلف نمط المرض من فرد لآخر فقد يكون مرض قليل الشدة بأعراض بسيطة : نوبات متكررة من إسهال خفيف وقد يكون مصحوبا بدماء، تقلصات بالبطن وقد تستمر هذه النوبات لأسابيع.

أو أن يكون مرض شديد وهو الأقل حدوثاً وأعرضه هي : آلام شديدة بالبطن مع إسهال مصحوبا بدماء أو إنسداد معوي.

أعراض مرض كرون

دائما ما يعاني مريض داء كرون من آلام بالبطن، إسهال، نقص بالوزن ولكن قد تحدث أعراض أخرى وهي:

  • تقرحات بالفم:

وهي تقرحات مؤلمة بالفم تحدث بين الشفتين واللثة أو في اللسان عادة ما تحدث أثناء نشاط المرض وتستجيب هذه القروح للأدوية التي تستخدم لعلاج الجهاز الهضمي.

  • إلتهاب بالعين:

إلتهاب القزحية (Anterior Uveitis) أو إلتهاب الصلبة (Scleritis) تحدث بنسبة 5% في مرضى داء كرون وأعراض إلتهاب القزحية هي آلام و إحمرار بالعين، عدم وضوح الرؤية، حساسية للضوء بينما أعراض إلتهاب الصلبة هي حرقان وحكة بالعين ويتم العلاج بقطرات العين الإستيرويدية و المثبطة للمناعة.

  • مشاكل الشرج:

وهي عديدة منها الشرخ الشرجي، القرح، نواسير (نفق بين الأمعاء وغيرها من الأجهزة)، إلتهابات بالجلد المحيط بالشرج ، ضيق في فتحة الشرج. وقد تلتئم هذه المشاكل بدون علاج في بعض الأحيان أو قد تحتاج إلى علاج دوائي أو إلى التدخل الجراحي. وفي بعض الأحيان يكون إستخدام الماء الدافئ عدة مرات يوميا وتنظيف المنطقة برفق يساعد على سرعة الشفاء.

  • الطفح الجلدى.
  • إلتهاب القنوات المرارية المناعى (Primary Sclerosing Cholangitis) قد يصيب بعض المرضى.

مرض كرون والتهاب المفاصل

يترافق مرض كرون عادة مع اعراض وأمراض مفصلية مثل :

  • إلتهاب بالمفاصل:

يحدث هذا العرض بنسبة 26% في مرضى مجموعة الإلتهاب المناعي بالأمعاء، في بعض الأحيان يظهر إلتهاب المفاصل قبل ظهور أعراض الجهاز الهضمي، ويظهر هذا الإلتهاب فى صورتين:

  • الإلتهاب المفصلي المصاحب بإعتلال الفقار(Seronegative spondyloarthropathy):

و يؤثر هذا النوع من الإلتهاب على العمود الفقري و المفصل العجزى الحرقفي مما يؤدي إلى حدوث الآم بالظهر تكون أشدها في الصباح وتقل مع الحركة والمجهود وهذا النوع يكون أكثر في الرجال عن النساء بنسبة 3:1 .

  •  الإلتهاب المفصلي الطرفي:

ويعانى مريض هذا النوع من إلتهاب المفاصل من ألم و ورم يصيب المفاصل الطرفية خاصة الركبتين ثم الكاحلين ثم باقى مفاصل الجسم وهو عادة ينتقل من مفصل لآخر.
وهذا النوع من التهاب المفاصل المصاحب لمرض كرون لا يؤدي إلى حدوث تشوهات بالمفاصل، ويكون تحليل معامل الروماتويد في هولاء المرضى سلبي.

وتستخدم مضادات الإتهاب الغير إستيرويدية (Nonsteroidal Anti-inflammatory Drugs) ، السلفاسلازين (Sulphasalazine) ، الإميوران (Imuran)،  ميركابتوبورين (6-mercaptopurine)، الميثوتريكسات (Methotrexate)، والأدوية البيولوجية المثبطة للمناعة في السيطرة على إلتهاب المفاصل.

تشخيص مرض كرون

يتم تشخيص المرض من خلال التاريخ المرضي للمريض مع عمل منظار الأمعاء الذي من خلاله يمكن رؤية التقرحات، كما يقوم الطبيب بأخذ عينات صغيرة للفحص في المختبر، والتي تقوم بدورها بتشخيص الحالة بشكل نهائي.

و قد تساعد الأشعة التشخيصية على الأمعاء على تشخيص المرض و لكن عادة ما لا تظهر التغيرات فى الأشعة إلا فى الحالات المتقدمة من المرض.
في حالة وجود إلتهاب بالمفاصل مترافق مع داء كرون يتم التشخيص عن طريق: التاريخ المرضى للمرض بالإضافة إلى بعض الفحوصات:

  • معدل سرعة الترسيب (ESR) ، البروتين المتفاعل سي (CRP): ترتفع هذه المعدلات في حالات نشاط المرض خاصة في حالة حدوث التهاب بالمفاصل.
  • معامل الروماتويد (Rheumatoid factor RF): يكون سلبي.
  • الأشعة السينية على المفصل المصاب ، في بعض الأحيان قد نحتاج إلى أشعة الرنين المغناطيسي.

علاج مرض كرون

ليس هناك علاج نهائي لهذا المرض ولكن هناك العديد من الأدوية التي تمكن من السيطرة على المرض، أما في حالة عدم الإستجابة للعلاج فإن الجراحة تصبح خيارا لإزالة الجزء المصاب من الأمعاء.

  • التغذية

يترافق مرض كرون مع حدوث نوبات الإسهال والالتهاب تؤدي إلى فقدان السوائل من الجسم ، لذلك لابد من تناول السوائل بوفرة أثناء تلك النوبات.
أيضاً قد يحتاج بعض المرضى الى التغذية عن طريق الوريد وإلى بعض الوصفات العلاجية العاجلة فى الحالات الشديدة.

  • الأدوية

هناك العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج هذا المرض وإختيار الدواء يعتمد على أعراض المرض .
♦ الساليسيلات الأمينية: ميسالازين مثل البنتاسا (Pentasa) تستخدم لتقليل إلتهاب الجهاز الهضمي وهي تستخدم في حالات نشاط المرض وقد يستمر إستخدامها أثناء هدوء المرض للتقليل من نوبات النشاط للمرض، وهو من أكثر الأدوية إستخداما.
♦ المضادات الحيوية: يتم استخدامها لتقليل البكتريا الموجودة في الأمعاء و التى قد تغزو التقرحات مسببة عدوى بالأمعاء.
♦ العقاقير الإستيرويدية: مثل بريدنيزون(Perdinsone ) ويتم إستخدامه في الحالات التي لم تستجيب لمجموعة الساليسيلات الأمينية أو للمضادات الحيوية أو في حالة حدوث أعراض شديدة . لا يتم إستخدام العقاقير الإستيرويدية لفترات طويلة فى هذا المرض لكثرة أعراضه الجانبية بل يستخدم حتى يتم السيطرة على المرض ثم يتم إيقافها تدريجياً. (يمكن إستخدامه في حالة إلتهاب المفاصل بالحقن الموضعي للمفصل المصاب).
♦ مثبطات المناعة: الإميوران (Imuran)، و الميثوتريكسات (Methotrexate): تساعد على تقليل نسبة الإلتهاب المصاحب لمرض كرون ويتم إستخدامها إذا كان المريض يعانى من أعراض شديدة أو في حالة عدم وجود تحسن مع العقاقير السابق ذكرها أو في حالة تدهور الحالة عند تقليل نسبة الكورتيزون أو في حالة وجود إلتهابات بالمفاصل .
♦ العقاقير البيولوجية المثبطة للمناعة: هي فئة من العقاقير التي تعمل عن طريق منع الإلتهاب. وغالبا ما تستخدم هذه العقاقيرمع الادوية الموصوفة أعلاه. هذه المجموعة مكلفة ويمكن أن يكون لها آثار جانبية خطيرة. نتيجة لذلك ، يتم إستخدامها عموما مع الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة و بخاصة الذين لم يستجيبوا للعقاقير الأخرى.
العقاقير الأكثر إستخداما في هذه المجموعة تشمل:  ريميكيد (Remicade) ، هيوميرا (Humira).لابد من عمل تحليل للدرن قبل إستخدام أياً من أدوية هذه المجموعة حيث أن هذه المجموعة يمكن أن تنشط الدرن في المرضى المصابين به من قبل كذلك لا ينصح بإستخدامه في الأفراد الذين سبق إصابتهم بأورام ليمفاوية.

  • الجراحة

تستخدم الجراحة كطريقة للعلاج في حالة عدم الإستجابة للعلاج الدوائي أو في حالة ظهور أعراض جانبية غير محتملة للأدوية، حوالي 80% من مرضى داء كرون قد يحتاجون للجراحة ومن الهام أن يتفهم المريض أن الجراحة ليست علاج نهائي للمرض وقد يحتاج المريض أن يستمر على العلاج الدوائي بعد إجراء الجراحة ولكن حوالي 85% إلى 90% من المرضى يظلون بدون أعراض لمدة عام بعد الجراحة وحوالي20% يظلون لمدة 15 عام بدون أعراض.
ومن أكثر العمليات شيوعا في مرضى الكرون:
♦ إزالة جزء من الأمعاء: يقوم الجراح بإستئصال الجزء المصاب ثم يعيد توصيل الطرفين، وتكون حركة الأمعاء طبيعية بعد العملية.
♦ فتح الانسدادات الناتجة عن الإلتهاب المزمن(Strictureplasty): هو إجراء يستخدم لفتح الإنسداد (القيود) في الأمعاء. يتم عملها في بعض الأحيان مع عملية الإستئصال.

كيف يمكن لهذا المرض أن يؤثر على نمط الحياة؟

التغذية:البعد عن الأطعمة الدسمة لأنها تؤدى إلى سوء الحالة. هناك أطعمة تريح المريض وأخرى تثير الإزعاج، من هنا ينصح المصاب بوضع قائمة بالمأكولات التي تزعجه وأخرى بالتي تريحه.
♦ الرياضة: الرياضة بوجه عام مفيدة لمرضى داء كرون. وفي حالة وجود إلتهاب بالمفاصل قد ينصح بعمل علاج طبيعي حسبما يرى الطبيب المعالج.
♦ التدخين: ينبغي لمرضى داء كرون الإقلاع عن التدخين حيث أنه يؤدي إلى نشاط المرض.
♦ ينبغي عدم إستخدام مضادات الإلتهاب غير الإستيرودية ( ايبوبروفين، نابروكسين) إلا بعد إستشارة الطبيب حيث أنها تؤدي إلى زيادة الضرر بالأمعاء.

هل يؤثر مرض كرون على الحمل؟

لايؤثر هذا المرض على قدرة المرأة على الإنجاب ولكن يجب مراجعة الطبيب المعالج لإختيار الأدوية المناسبة أثناء فترة الحمل والرضاعة. ولكن بصفة عامة يجب أن يحدث الحمل أثناء هدوء المرض لأن الدراسات أثبتت أن الحمل أثناء الإنتكاسات المرضية قد يؤدي إلى: موت الجنين في الرحم، الولادة المبكرة، نقصان حاد بوزن الطفل .

مرض كرون والسرطان

تزداد نسبة الإصابة بسرطان الأمعاء والمستقيم في مرضى الكرونز ومعدل هذه القابلية تختلف حسب فترة المرض وحسب طول الجزء المصاب من الأمعاء لذلك ينبغي عمل فحوصات سرطان الأمعاء بصورة دورية حيث ينبغي عمل منظار الأمعاء بصفة دورية كل عام بعد مرور 8 سنوات على مرض كرون.