اضطراب طيف التوحد : أعراض ، أسباب ، تشخيص و علاج

التوحد

اضطراب طيف التوحد بالانكليزية  Autism Spectrum Disorder ) ASD ) هو اضطراب سلوكي عصبي معقد يتصف بضعف في التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة متكررة.

تتراوح خطورة اضطراب طيف التوحد من شخص ذو صعوبات تحد من سير بعض أمور الحياة الطبيعية إلى شخص لديه عجز كامل يمكن أن يتطلب رعاية دائمة مدى الحياة، وهو أكثر شيوعا عند الذكور من الإناث. نقصد بكلمة ” طيف ” أنه بالرغم من وجود أعراض مشتركة بين المصابين بالتوحد، إلا أن لكل منهم حالة خاصة به تؤثر على حياته بشكل مختلف تماما عن الآخر.

ويجب التأكيد على فكرة أن التوحد هو اضطراب وليس مرض

” إذا قابلت شخصا واحدا لديه توحد، فإنك قد قابلت شخصا واحدا لديه توحد “


هل يولد الأطفال وهم مصابين بالتوحد؟

في الوقت الحاضر لا يمكن الحصول على تشخيص مؤكد للإصابة بالتوحد إلا في عمر 2-3 سنوات.

لكن كما في معظم الحالات الطبية فإن العمليات الأساسية المسببة لمرض أو اضطراب معين تحدث داخل الجسم قبل ظهور الأعراض بشكل واضح، والسبب في ذلك أن الدماغ يحاول تعويض ما يحدث من اضطراب في عملياته، لكن بازدياد حدة المرض تصبح عملية التعويض هذه غير كافية، فتبدأ عندها الأعراض بالظهور.

وبالتالي فإنه بالرغم من عدم ظهور أعراض التوحد مباشرة بعد الولادة، إلا أن الاختلافات المسببة للاضطراب تكون موجودة مسبقا في الدماغ.


 أسباب اضطراب طيف التوحد 

إن الأسباب الحقيقية لاضطراب طيف التوحد غير معروفة، لكن يعتقد أن هناك عدة عوامل وراثية معقدة و عوامل بيئية محيطة لها دور في حدوثه.

يمكن وصف أسباب التوحد بطريقتين :

  • التوحد الابتدائي ( المعروف أيضا باسم التوحد مجهول السبب) : لا يمكن تحديد العوامل الكامنة وراءه التي تفسر سبب تطور الاضطراب (يشكل 90% من حالات التوحد).
  • التوحد الثانوي : يمكن التعرف على عدة عوامل تزيد من خطورة الإصابة بالاضطراب كعوامل بيئية أو حالات طبية معينة(يشكل 10% من حالات التوحد).

عوامل خطر التوحد 

يمكن تقسيم العوامل التي يعتقد بأنها تزيد من خطر الإصابة بالتوحد إلى 4 فئات رئيسية :

عوامل وراثية :

يعتقد أن وجود بعض الطفرات الجينية أو جينات معينة موروثة من الوالدين قد تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد. ومن المعروف أن حالات طيف التوحد يمكن أن تتوارث في العائلة الواحدة، فعلى سبيل المثال الأشقاء الأصغر سنا للأطفال المصابين يكونون عرضة لخطر الإصابة به. كما أنه من الشائع أيضا حدوثه عند التوائم المتطابقة في نفس الوقت.

في الوقت الحاضر لم يتم تحديد أي جينات يمكن ربطها بالاضطراب ولا يوجد أي اختبارات جينية مشخصة له، لكن تم التعرف على عدد من التغيرات الجينية النادرة المترافقة مع التوحد، ووجود بعض هذه التغيرات كاف للإصابة به.

عوامل بيئية :

خلال الحمل قد يتعرض الجنين لعدة عوامل بيئية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة ب ASD، مثل:

  •  الولادة المبكرة.
  • تناول الأم الحامل للكحول أو بعض الأدوية (فالبروات الصوديوم).
  • صعوبات أثناء الولادة خاصة تلك المتضمنة حدوث نقص أكسجة لدماغ الطفل. . كبر سن أحد الوالدين

دراسة حديثة:

في السنوات الأخيرة، اقترحت مجموعة من البحوث أن الجهاز المناعي للأم الحامل هو أحد عوامل الخطر الهامة، حيث ينتج عن إصابة الأم بمرض مناعي ذاتي أضداد ذاتية يمكن أن تعبر المشيمة وتسبب أعراض عند الجنين. وقد وجد الباحثين أن 1\4 من أمهات الأطفال المصابين بالتوحد لديهم أضداد تتفاعل مع بروتينات الدماغ، بينما لا توجد في أمهات الأطفال الأصحاء، وقد ترافق وجود هذه الأضداد مع ظهور أعراض أكثر حدة من تأخر في اللغة، التهيج، والإيذاء الذاتي عند الأطفال المصابين ب ASD.

عوامل عصبية :

إن وجود مشاكل في تطور الدماغ والجهاز العصبي يمكن أن تسهم في أعراض ASD. وتشير بعض النظريات والدراسات الطبية التي أجريت على دماغ المصابين با ASD أن الاتصالات بين أجزاء الدماغ

القشرة المخية – اللوزة – الجهاز الحوفي، المسؤولة عن المشاعر والسلوك العاطفي عند الإنسان قد تصبح مشوشة أو أكثر نشاطا مما قد يؤدي لاستجابة عاطفية شديدة عند مصابي التوحد تجاه أمور عديمة الأهمية

عوامل طبية :

إن وجود أمراض معينة يمكن أن يزيد من خطورة الإصابة ب ASD، مثل :

  • متلازمة الصبغي الهش (Fragile X syndrome) :

حالة وراثية غير شائعة تسبب عادة خصائص وجهية وجسمية معينة، مثل : طول في الوجه – كبر في الأذان – مرونة في المفاصل.

  • التصلب الدرني (Tuberous sclerosis :

حالة وراثية نادرة سبب نمو عدة أورام غير سرطانية في جميع أنحاء الجسم بما في ذلك الدماغ.

  • متلازمة ريت (Rett syndrome :

حالة وراثية نادرة تصيب الفتيات غالبا، تسبب أعراض توحد وتؤثر على نمو المخ وتطوره.

  • الورم العصبي الليفي (Neurofibromatosis) :

اضطراب وراثي يعطل نمو الخلايا في الجهاز العصبي مما يتسبب في تكوين أورام على طول الأعصاب.

  • الضمور العضلى (Muscular dystrophy) :

مرض وراثي يصيب جميع أنواع العضلات في الجسم، ويتميز بضعف عضلي يؤدي في النهاية إلى إعاقة جسدية

  • متلازمة داون ( Down ‘ s syndrome) :

حالة وراثية تتميز بصفات جسدية ونفسية معينة ناتجة عن مشكلة في الجينات في مرحلة مبكرة ما قبل الولادة.

  • الشلل الدماغی (Cerebral palsy):

حالة مرضية تؤثر على الدماغ والجهاز العصبي تسبب مشاكل في تناسق وحركة الطفل

  • متلازمة ويست التشنجات الطفولية (West syndrome \ Infantile spasms)

نوع من أنواع الصرع تتطور عند الطفل في عمر صغير جدا” (عادة قبل عمر السنة).

  • إعاقة ذهنية Intellectual disability) :

ما يقارب نصف المصابين بالتوحد لديهم معدل ذكاء أقل من 70 والمتوسط هو 100.


أنواع اضطراب طيف التوحد (ASD

عليها من قبل الدليل التشخيصي هناك أربع أنواع فرعية تندرج تحت اسم اضطرابات طيف التوحد معترف والإحصائي للاضطرابات العقلية (الطبعة الخامسة) “5-DSM” وهي :

اضطراب التوحد (Autistic disorder) :

هو شكل من أشكال ASD يعرف أيضا باسم :

التوحد الطفولي – التوحد الطفولي المبكر – الأهان الطفولي – متلازمة كانر. وهو اضطراب نمو متفشي يتميز بما يلي :

وجود نمو غير طبيعي أو ضعف عام واضح قبل بلوغ ثلاث سنوات • وجود أداء غير طبيعي في المجالات الثلاثة التالية والتي تسمى بثالوث الاعتلالات  (Triad of impairments):

التفاعل الاجتماعي – التواصل الاجتماعي – سلوك نمطي متكرر مقيد. تترافق هذه الميزات التشخيصية بمجموعة من المشاكل الأخرى الشائعة مثل : الوهاب – اضطراب النوم والأكل – نوبات غضب – إيذاء ذاتي.

متلازمة اسبرجر ( Asperger ‘ s syndrome):

هي شكل من أشكال التوحد لها نفس اضطرابات التفاعل الاجتماعي الخاصة به بالإضافة للحركات النمطية المتكررة المقيدة، لكنها تختلف بشكل رئيسي عن التوحد بعدم وجود أي تخلف أو تأخر في اللغة والتطور المعرفي ويكون مستوى الذكاء طبيعي أو فوق المتوسط يعاني أطفال متلازمة اسبرجر من :

  • صعوبات في التعلم تشمل عسر قراءة وخلل أداء.
  • اضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD .
  • خراقة جسدية ملحوظة . صعوبة في فهم التلميحات الاجتماعية والتعرف إلى مشاعر الآخرين.

لكن مع الدعم المناسب والتشجيع يمكن للناس الذين يعانون من متلازمة اسبرجر أن يعيشوا حياة كاملة ومستقلة

اضطراب التفكك الطفولي (CDD):

هو نوع نادر من التوحد يعرف أيضا باسم : متلازمة هيلر – الخرف الطفولي – الدهان الانفصالي. في البداية ينمو الطفل المصاب بشكل طبيعي حتى سن الثانية، بعد ذلك يبدأ بالتراجع ويفقد العديد من المهارات التي اكتسبها من قبل مثل القدرة على المشي أو الكلام ويترافق ذلك بفقدان الاهتمام بالبيئة المحيطة وبسلوك نمطي متكرر مقید و باضطرابات في التواصل والتفاعل الاجتماعي شبيهة باضطرابات التوحد. يمكن في بعض الحالات أن يكون الاضطراب ناتج عن التهابات أو اضطرابات في الدماغ لكن التشخيص المؤكد يجب أن يكون بحسب الخاصية المملوكية.

الاضطرابات النمائية العصبية (PDD) :

يعرف أيضا بالتوحد اللانمطي، وهو اضطراب نمو متفشي يستخدم لوصف الأشخاص الذين لا تتفق أعراضهم تماما مع أحد أعراض أنواع ASD الأخرى، حيث يكون لديهم بعض الصفات، فعلى سبيل المثال قد تظهر أعراض ملحوظة في مجال محدد مثل العجز الاجتماعي بينما تكون خفيفة أو غير موجودة في مجال آخر مثل السلوك النمطي المتكرر المقيد.

يتميز بوجود :

  • تأخر في التطور والتواصل الاجتماعي.
  • • صعوبة في فهم اللغة .
  • • صعوبة في التأقلم مع تغير الروتين والأشياء المحيطة .
  • حركات متكررة وسلوكيات نمطية.

 تشخيص ASD 

إن فريق التقييم التشخيصي النموذجي يتضمن مجموعة من الأطباء متعددي الاختصاصات كطبيب أطفال، طبيب نفسي، أخصائي علاج نطق ولغة، ومعالج وظيفي. كما يوصي أيضا بإجراء الاختبارات الجينية والكشف عن المشاكل الطبية الخاصة ب ASD مثل صعوبة النوم والأكل.

في الوقت الحاضر، لا يوجد اختبار طبي مشخص للاضطراب، لكن باستطاعة علماء النفس والأطباء المدربين تدريبا خاصا تقييم سلوكيات معينة مميزة له .


إن وجود أحد هذه السلوكيات في مرحلة مبكرة من عمر الطفل تعتبر مؤشر لخطر الإصابة ب ASD 

  • عدم ظهور مشاعر ابتهاج أو الابتسام بعد عمر ستة أشهر.
  • عدم تبادل الأصوات والابتسامات وتعابير الوجه الأخرى في عمر 9 أشهر.
  • عدم تبادل الإشارات أو محاولة الوصول للأشياء والتلويح بالأيدي في عمر السنة.
  • عدم النطق بكلمات في عمر السنة ونصف.
  • النطق بعبارات غير مفهومة أو عبارات مؤلفة من كلمتين في عمر السنتين.
  • خسارة القدرة على التكلم والثرثرة أو خسارة أي مهارة اجتماعية في أي عمر.

وعادة الأهل هم أول من يلاحظ أن طفلهم يظهر سلوكيات غريبة مثل : عدم إجراء اتصال بالعين – عدم الاستجابة عند مناداته باسمه – اللعب بألعابه بطريقة غريبة متكررة. كما يمكن في بعض الأحيان تشخيص اضطراب طيف التوحد بوقت لاحق من الحياة ويكون غالبا متعلق بمشاكل في التعلم وصعوبات عاطفية واجتماعية.

و إن الصعوبات الرئيسية التي يشترك بها جميع مصابي ASD تعرف باسم ثالوث الاعتلالات (Triad of impairments)، لكنها تختلف بخصائصها من شخص لآخر وهي :

  • صعوبة في التواصل الاجتماعي.
  • صعوبة في التفاعل الاجتماعي.
  • سلوك نمطي متكرر مقيد.
  • صعوبة في التواصل الاجتماعي : “بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد تكون لغة الجسد غريبة تماما وكأن الناس يتحدثون بلغة أجنبية غير مفهومة”

يعاني مصابي التوحد من صعوبات في اللغة اللفظية وغير اللفظية، والعديد لديهم فهم حرفي جدا للغة ويعتقدون بأن الناس دائما” يعنون ما يقولون بالضبط

فيجدون صعوبة في استخدام وفهم :

  • تعابير الوجه ونبرة الصوت.
  • الأسلوب الساخر والنكات.
  • عبارات وأقوال معروفة بمعنى غير معناها الحرفي.

يمكن ألا يتكلم مصابي ASD أو يكونوا قليلي الكلام، وقد يفهمون ما يقال لهم لكنهم يفضلون استخدام وسائل بديلة للتواصل مثل لغة الإشارة أو الرموز البصرية. بينما البعض الآخر لديهم مهارات لغوية جيدة لكنهم يجدون صعوبة في فهم طبيعة المحادثات في كيفية تبادل أطراف الحديث، وقد يكررون ما يقوله الشخص الآخر وهذا ما يسمى باللفظ الصوي (echolalia)، أو يتحدثون مطولا عن اهتماماتهم الخاصة وإن تحدث الناس الآخرين بطريقة واضحة ومتناسقة معهم وإعطائهم وقت لمعالجة الكلام واستيعابه يساعدهم في فهم ما قيل لهم بشكل أفضل

صعوبة في التفاعل الاجتماعي :

“مهارة خلق الصداقات والتواصل مع الناس لا تأتي بشكل طبيعي وإنما يجب تعليمها للمصابين باضطراب طيف التوحد.” 

الأشخاص الذين يعانون من ASD غالبا ما يجدون صعوبة في فهم أو التعرف على مشاعر الآخرين إلى جانب صعوبة التعبير عن مشاعرهم، والذي يمكن أن يجعل الأمر أكثر تعقيدا لهم في الاندماج مع المجتمع

وتتمثل صعوبة التفاعل الاجتماعي لديهم بما يلي :

عدم فهم القواعد الاجتماعية غير المكتوبة التي نتعلمها نحن خلال حياتنا بدون عناء أو تفكير مثل : عدم الوقوف بشكل قريب جدا من الآخر أو البدء بمحادثة غير لائقة معه.

قد يبدون غیر حساسين أو مهتمين بالآخرين وبمشاعرهم، وذلك بسبب صعوبة تعرفهم وفهمهم لشعور الشخص الآخر. . يفضلون البقاء لوحدهم بدلا من الخروج والتعرف على الأصدقاء وقضاء الوقت معهم.

لا يطلبون المساعدة والعزاء من الآخرين.

يتصرفون بشكل غريب وغير لائق بسبب عدم تمكنهم من التعبير عن مشاعرهم وعواطفهم واحتياجاتهم.

وبالرغم من أن مصابي التوحد قد يرغبون في التعامل مع الآخرين ومصادقتهم لكنهم يكونون غير متأكدين من كيفية القيام بذلك

سلوك نمطي متكرر مقيد :

يقوم الأطفال المصابون ب ASD بالعديد من أنماط السلوك المتكرر أو المقيد، والتي صنفها مقياس تقدير السلوك التوحدي على النحو التالي :

  • النمطية : الحركة المتكررة، مثل رفرفة اليدين، أو دوران الرأس، أو اهتزاز الجسم.
  • السلوك القهري المتبع في الالتزام بالقواعد، مثل :ترتيب الأشياء على هيئة أكوام أو صفوف.
  • التماثل :مقاومة التغيير، على سبيل المثال الإصرار على ألا ينقل الأثاث من مكانه
  • السلوك الشعائري : يمثله نمط غير متغير من الأنشطة اليومية، مثل وجود قائمة ثابتة، أو وجود طقوس في خلع الملابس. ويرتبط ذلك ارتباطا وثيقا بالتماثل، ويقترح دمج الاثنين معا
  • السلوك المقيد : وهو سلوك محدود في التركيز، والاهتمام و الشاط، مثل الانشغال ببرنامج تليفزيوني واحد أو الانشغال بلعبة واحدة.
  • إصابة الذات : تشمل الحركات التي تصيب أو تؤذي الشخص، مثل دبس العين، قطف الجلد، عض اليد، أو ضرب الرأس.
  • سلوكيات التنبيه الذاتي: رفرفة اليد – التأرجح ذهابا وإيابا – الدوران في دائرة – اهتزاز الرأس – النقر بالأصبع – التحديق في الأضواء – تحريك أصابعه أمام عينيه – تدوير الأشياء – مشاهدة الأشياء تتحرك – تكرار الأصوات.

لا يوجد سلوك متكرر محدد أو إصابة ذاتية خاصة بالتوحد، ولكن احتمال حدوث هذه السلوكيات عند المصابين با ASD مرتفع وتكون ذات خطورة كبيرة.

و أيضا يمكن أن يعاني مصابي اضطراب طيف التوحد من :

صعوبة في الخيال الاجتماعي :

“يعاني مصابي اضطراب طيف التوحد من صعوبة في التنبؤ بما يعرفه الناس، ولديهم صعوبة كبيرة في تخمين ما يفكر به الأخرون.” 

يتيح لنا الخيال الاجتماعي فهم وتوقع سلوك الأخرين وإيجاد معنى في الأفكار المجردة، و أيضا تخيل مواقف خارج روتين حياتنا اليومية.

وإن صعوبات الخيال الاجتماعي تعني أن مصابي ASD يجدون صعوبة بما يلي :

  • فهم و تفسير سلوك ومشاعر الآخرين.
  • التنبؤ بما سيحدث أو ما يمكن أن يحدث لاحقا.
  • المشاركة في ألعاب وأنشطة الخيال : حيث يمكن أن يتمتع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد ببعض اللعب التخيلي، لكنهم يفضلون تمثيل نفس المشاهد في كل مرة.
  • السعي لتغيير المستقبل والتخطيط له .
  • التأقلم مع مواقف جديدة وغير مألوفة لهم

لا ينبغي الخلط بين الصعوبة في الخيال الاجتماعي و النقص في المخيلة، فهناك العديد من العلماء والفنانين والموسيقيين المبدعين لديهم ASD، مثل : ألبرت أينشتاين مايكل أنجلو موزارت

أعراض أخرى :

حب للروتين. : زيادة أو نقص في حساسية الحواس الخمس.

صعوبة في التعلم.

اهتمامات خاصة : الرسم – الموسيقى – القطارات.

وإن صعوبات الخيال الاجتماعي تعني أن مصابي ASD يجدون صعوبة بما يلي :

  • فهم و تفسير سلوك ومشاعر الآخرين.
  • التنبؤ بما سيحدث أو ما يمكن أن يحدث لاحقا.
  • المشاركة في ألعاب وأنشطة الخيال : حيث يمكن أن يتمتع الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد ببعض اللعب التخيلي، لكنهم يفضلون تمثيل نفس المشاهد في كل مرة.
  • السعي لتغيير المستقبل والتخطيط له .
  • التأقلم مع مواقف جديدة وغير مألوفة لهم

 لا ينبغي الخلط بين الصعوبة في الخيال الاجتماعي و النقص في المخيلة، فهناك العديد من العلماء والفنانين والموسيقيين المبدعين لديهم ASD، مثل : ألبرت أينشتاين  مايكل أنجلو  موزارت


 علاج التوحد

عندما يعلم الأهل أن طفلهم مصاب باضطراب التوحد يرغب معظمهم في وجود قوة سحرية تخلصهم من هذه المشكلة، حيث كانوا يتطلعون إلى طفل عادي يستمتعون بمشاهدته ينمو ويتعلم بصورة طبيعية، وقد ينكر بعضهم الأمر وربما يأخذون طفلهم من أخصائي إلى آخر أملا في سماع تشخیص مختلف، لذلك من المهم بالنسبة لكل أسرة لديها طفل يعاني من ASD أن تتقبل حالة طفلها وأن تسعى لمساعدته بشتى الطرق لأن الأمل بمستقبل أفضل لطفلهم موجود، فاليوم وأكثر من أي وقت مضى يمكن مساعدة الأطفال المصابين ب ASD. فمن خلال التكامل بين التدخل المبكر، التربية الخاصة، المساندة العائلية، وفي بعض الحالات الأدوية يمكن مساعدة الطفل وتحسين قدرته على التعلم، التواصل و الارتباط مع الآخرين، بالإضافة إلى تقليل شدة وتكرار السلوكيات السلبية لديه. بغض النظر عن التوقيت الذي يتم فيه تشخيص الحالة تظل الحاجة للتدخل الفوري مطلب أساسي، لكن كلما كان التدخل مبكرا، كلما زادت فرص إمكانية الاستقلال والنجاح للطفل على المدى البعيد.

العلاج الدوائي :

. هل تستطيع الأدوية علاج ASD ؟ حتى الآن لم يكتشف دواء لعلاج اضطراب طيف التوحد بشكل نهائي، لكن بالإمكان استخدام الدواء للعلاج أو التقليل من بعض أعراضه مما يسمح لمصابي ASD بالتعلم والتواصل مع الآخرين بشكل أفضل.

ما هي الأعراض التي يمكن علاجها دوائيا ؟

كما ذكرنا سابقا، إن أعراض ASD تختلف من شخص لآخر، ومن الممكن استخدام العلاج الدوائي للتخفيف أو للعلاج، لكن هناك أعراض لا يمكن علاجها باستخدام الأدوية، لذلك غالبا عندما يتم وصف دواء للأشخاص المصابين بASD فذلك يكون بهدف معالجة أعراض محددة نذكر منها :

الاضطرابات السلوكية – القلق – الاكتئاب – تقلب المزاج (الهوس الاكتئابي) – اضطراب الوسواس القهري OCD – فرط الحركة ونقص الانتباه ADHD.

 الزمر الدوائية المستخدمة:

الأدوية المضادة للأهان (Antipsychotics) :

يعاني العديد من الأطفال المصابين من اضطرابات سلوكية واضحة يمكن ضبط بعضها باستخدام طرق علاجية غير دوائية، لكن عندما تصبح هذه المشاكل خطيرة وخارجة عن السيطرة يجب عندها إعادة النظر في استخدام الأدوية، مثل الأدوية المضادة للذهان التي تعمل بشكل عام على الحد من نشاط الناقل العصبي دوبامين في الدماغ من خلال حصر مستقبلاته

 الجيل الأول من مضادات الذهان FGAs (النمطية) :

مثل : هالوبيريدول Haloperidol) – تیوریدازین (Thioridazine) – فلوفينازین (Fluphenazine) – كلوربرومازین (Clorpromazine). قد تكون هذه الأدوية فعالة في علاج اضطرابات سلوكية شديدة عن طريق حصرها لمستقبلات D2 إلا أنها تعتبر غير آمنة، حيث يمكن أن تسبب آثار جانبية خطيرة مثل : أعراض خارج هرمية EPS – الخمول – تصلب العضلات – حركات غير طبيعية لذلك تعتبر أدوية الجيل الثاني SGAs خيار أفضل العلاج وخاصة عند الأطفال.

الجيل الثاني من مضادات الذهان SGAs (اللانمطية) :

تم تطوير هذه الزمرة في المخابر بحيث تختلف عن الجيل الأول بأن تأثيراتها الخارج هرمية أقل بالإضافة الألفتها لمستقبلات أخرى غير D2.

آلية العمل : تعد طريقة عمل أدوية الجيل الثاني أكثر تعقيدا من الجيل الأول، حيث تميل للارتباط بمستقبلات السيروتونين أكثر من مستقبلات الدوبامين كما أنها ترتبط بمستقبلات أخرى، وعلى الرغم من كونها غير متشابهة فيما بينها من حيث ألفتها للمستقبلات إلا أنها متشابهة في فعاليتها.

وافقت ال FDA على استخدام الأدوية التالية من SGAs لعلاج بعض أعراض ASD :

ريسبيريدون (Risperidone) :

آلية العمل :

  1. حصر مستقبلات D2 في الجهاز الحرفي مما يخفف من أعراض معينة، مثل اضطراب السلوك والكلام. 2. حصر مستقبلات السيروتونين HT2A-5 في السبيل القشري المتوسط مما يؤدي لزيادة نسبة الدوبامين وزيادة نقله فيعمل بذلك على التقليل من الأعراض السلبية مثل غياب السرور و اللامبالاة وضعف الانتباه. 3. يرتبط أيضا بمستقبلات و الأدينرجية وبشكل أقل بمستقبلات 2ة ومستقبلات الهيستامين H1.

الفئة العمرية المسموحة :

الأطفال فوق عمر 5 سنوات.

الآثار الجانبية :

خمول – نعاس – هبوط ضغط – عدم انتظام دقات القلب – أعراض خارج هرمية EPS.

واريبيبرازول Aripiprazole :

آلية العمل :

  • له دور حاصر وشاد لمستقبلات D2 حيث يقوم بدور حاصر في حالة فرط الدوبامين ودور شاد في حالة نقصه.
  • له دور شاد لمستقبلات HT1A-5 وحاصر لمستقبلات HT2A-5
  • له ألفة أيضا للارتباط بمستقبلات D3 و مستقبلات a1 الأدينرجية و مستقبلات الهيستامين H1.
  • فيعمل بذلك على التقليل من الاضطرابات السلوكية و الأعراض السلبية مثل غياب السرور و اللامبالاة وضعف الانتباه كما لديه تأثير مهدئ وينقص من الحركات الفيزيائية العفوية.

الفئة العمرية المسموحة :

الأطفال في عمر 6 سنوات وما فوق.

الآثار الجانبية :

تصلب أطراف – أرق – هبوط ضغط – دوار – أعراض خارج هرمية EPS.

الأدوية المضادة للاكتئاب (Antidepressants) :

مثل مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) التي توصف لعلاج :

القلق – الاكتئاب و/أو OCD، وتحد أيضا من وتيرة وشدة السلوكيات المتكررة، وتقلل من نوبات الغضب والسلوك العدواني، وتحسن الاتصال العيني.

آلية العمل :

تحصر SSRIs قبط السيروتونين بشكل نوعي مما يؤدي لازدياد تراكيز الناقل العصبي في الفالق المشبكي، فتزيد الفعالية العصبونية بعد المشبكية وبذلك تعود الوظيفة الطبيعية للدماغ وتتحسن أعراض الاكتئاب. وافقت ال FDA على استخدام الأدوية التالية من زمرة SSRIs في علاج أعراض ASD :

  •  فلوكسيتين (Prozac) : لعلاج الاكتئاب و OCD من عمر 7 سنوات وما فوق.
  •  هيدروكلوريد سيرترالين (zoloft) : لعلاج OCD من عمر 6 سنوات وما فوق.
  •  فلوفوكسامين (Luvox) : لعلاج OCD من عمر 8 سنوات وما فوق.
  •  كلوميبرامين (Anafranil) : لعلاج OCD من عمر 10 سنوات وما فوق.

التأثيرات الجانبية : أكدت ال FDA على ضرورة مراقبة الأطفال والبالغين الذين يتناولون مضادات الاكتئاب بحثا عن علامات الرغبة بالانتحار التي قد تظهر، خاصة في بداية العلاج أو عند تغيير الجرعة. كما تسبب أعراضا أخرى نذكر منها :

. أرق. – زيادة الانفعالات. – زيادة الوزن.

مضادات الاختلاج (Anticonsulvants) :

يعاني كل 1 من 4 من مصابي ASD من اختلاجات ونوبات تشنجية (نوبات صرع) تتم معالجتها ببعض مضادات الاختلاج، مثل :

 کاربامازبین ( Carbamazepine – Tagretol ) :

آلية العمل :

يقوم الكاربامازبين بخفض انتشار الدفعات الشاذة في الدماغ بحصر قنوات الصوديوم مثبطا تولید کمونات العمل المتكررة في البؤرة الصرعية ومانعا انتشارها.

الاستخدام :

فعال في معالجة النوبات الجزئية والنوبات المقوية المعية المعممة والثانوية.

الفئة العمرية المسموحة :

الأطفال بعمر 6 سنوات وما فوق.

الآثار الجانبية :

– ميول وأفكار وسلوكيات انتحارية – سلوك عدواني. – أرق. – دوخة. – طفح جلدي. . ألم في المفاصل و عدم انتظام في الحركة. :

دیفالبرويكس ( Divalproex – Depakote ):

دیفالبرويكس الصوديوم هو مزيج من فالبروات الصوديوم وحمض الفالبرويك يتم إرجاعه إلى فالبروات عند وصوله إلى السبيل الهضمي.

آلية العمل :

يقوم ديفالبرويكس بحصر قنوات الصوديوم و حصر غابا ترانس أميناز والتأثير على قنوات الكالسيوم ذات النمط ، وهذه الآليات المتعددة تمنح التواء طيفا واسعة من الفعالية ضد الاختلاجات.

الاستخدام :

فعال في معالجة نوبات الصرع الجزئي والصرع المعتم الأولي.

الفئة العمرية المسموحة :

الأطفال بعمر 10 سنوات وما فوق.

الآثار الجانبية :

  •  دوخة
  •  خمول.
  • طفح جلدي.
  • نعاس.
  • اضطرابات هضمية.

 لاموتريجين ( Lamtrigine- Lamictal ) :

آلية العمل :

يعمل اللاموتريجين على حصر قنوات الصوديوم بالإضافة لقنوات الكالسيوم المعتمدة على الفولتاج العالي، مما يعطيه طيفا واسعا في معالجة مختلف النوبات الاختلاجية.

الاستخدام :

فعال في علاج مجموعة واسعة من نوبات الاختلاج تتضمن النوبات الجزيئية والنوبات العممة ونوبات الغياب النموذجية.

الفئة العمرية المسموحة :

الأطفال بعمر 12 سنوات وما فوق.

الآثار الجانبية :

غثيان (الأكثر شيوعا).

ألم في الصدر.

أرق. . دوار.

طفح جلدي و جفاف في الجلد.

عدم وضوح أو ضعف الرؤية.

توبيراميت ( Topiramate – Topamax :

آلية العمل :

يعمل التوبيراميت على حصر قنوات الصوديوم المعتمدة على الفولتاج، وقد تبين أنه يزيد من تواتر فتح قنوات الكلور بارتباطه بمستقبلات GABA، ويخفض تيارات الكالسيوم من المطا، كما أنه يعمل على تثبيط أنزيم کاربونيك أنهیدراز.

الاستخدام : فعال في علاج النوبات الجزئية والمعممة الأولية

الفئة العمرية المسموحة : الأطفال بعمر 10 سنوات وما فوق.

الآثار الجانبية : 

  • ترتح أو فقد الانتظام.
  • دوار.
  • نعاس
  • مشاكل في الكلام.
  • مشاكل في الذاكرة
  • اضطرابات في السلوك.
  • فقدان الشهية.
  • غثيان.

بشكل عام يجب مراقبة مستوى الأدوية المضادة للاختلاج في الدم وتعديله بحيث يستخدم أقل قدر ممكن يضمن الحصول على الفعالية الدوائية المطلوبة، وعلى الرغم من أن الدواء قد يقلل من عدد النوبات إلا أنه لا يستطيع التخلص منها دائما .

وبسبب وجود بعض التأثيرات الجانبية الخطيرة، قد ينصح الأطباء بإيقاف الدواء بعد فترة للتأكد من تأثير الدواء إذا كان إيجابيا أم سلبيا على الطفل المصاب.

منبهات الجهاز العصبي المركزي (CNS Stimulants) :

 میتیل فیندیت ( methylphenidate – Ritalin / Concerta ) :

يعطي بأمان للأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD، لذلك يستخدم للتقليل من التهور والنشاط المفرط لدى بعض الأطفال المصابين ب ASD.

الفئة العمرية المسموحة :

الأطفال بعمر 6 سنوات وما فوق.

الآثار الجانبية :

– الانفعال والعصبية الزائدة. – نقص في الشهية – ارتفاع في ضغط الدم. . الأرق.

امفيتامین وديكسترو أمفيتامين ( dextroamphetamine and amphetamine – Adderall ):

منبه CNS يستخدم لنفس الغرض مثل الريتالين وكونسيرتا من أجل المساعدة في أعراض ADHD والمشاكل السلوكية لدى مصابي ASD.

الفئة العمرية المسموحة :

الأطفال بعمر 3 سنوات وما فوق.

الآثار الجانبية :

  • فقد الشهية.
  • نقص الوزن.
  • آلام بطن.
  • دوخة.
  • نوبات صرعية

تقييم العلاج الدوائي :

جميع الأدوية الموصوفة لديها إمكانية إحداث آثار جانبية بعضها خطير، فمنها ما يوصف خارج الوصفة الطبية

off – label (أي استخدمت لأغراض أخرى غير التي تمت الموافقة عليها من قبل FDA)، وهذا يعني أنه لا يوجد تدخل دوائي بدون مخاطر، وبالتالي فمن المنطقي عدم استخدام الأدوية إلا في حالة الأعراض الشديدة التي لا يمكن السيطرة عليها بوسائل أخرى، ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف أطباء مختصين باضطراب طيف التوحد.

الجرعة الدوائية :

نظرا لاختلاف شدة وأعراض الاضطراب من طفل لآخر، تختلف جرعته الدوائية اللازمة بحسب شدة حالته، ويتم تحديدها من قبل طبيب مختص بعد تشخيص حالته والتأكد من ضرورة اللجوء للعلاج الدوائي، لكن بشكل عام يتم تحديدها مع مراعاة قواعد الجرعات الخاصة بالأطفال :

  • قاعدة يونغ : جرعة الطفل = العمر (سنوات) * جرعة البالغ / (العمر + 12).
  • قاعدة كلارك : جرعة الطفل = الوزن (كلغ) * جرعة البالغ / 75
  • طريقة المساحة السطحية للجسم : جرعة الطفل = المساحة السطحية للطفل (م2) » جرعة البالغ / 1 . 73

أشياء متعلقة بالدواء يجب تذكرها :

  • يجب على مقدمي الرعاية الصحية وأسرة الطفل المصاب ب ASD أن يعملان معا للمساعدة في ضمان الاستخدام الأمن للدواء.
  • لا يستطيع كل دواء أن يساعد كل شخص مصاب باضطراب طيف التوحد.
  • يمكن أن تكون استجابة شخص مصاب ب ASD لدواء معين مختلفة تماما عن استجابة شخص آخر مصاب أو غير مصاب ب ASD
  •  بعض الأدوية المستخدمة لها مخاطر كبيرة عند دوام استعمالها.
  • بعض الأدوية يمكن أن تجعل الأعراض أسوء في البداية أو يمكن أن تستغرق عدة أسابيع لتعمل بشكل فعال.
  • من الممكن أن يقوم الطبيب المختص بتجربة جرعات مختلفة أو مجموعات مختلفة من الأدوية للعثور على خطة العلاج الأكثر فعالية.

العلاج النفسي

إن نجاح العلاج الدوائي يعتمد عادة على عدة عوامل من أهمها دقة تشخيص كل حالة، وبما أن كل طفل هو حالة خاصة لذلك عند وضع أي خطة علاجية يجب الأخذ بعين الاعتبار المتطلبات الخاصة بهذه الحالة

وبما أن العلاج الدوائي هو فقط وسيلة لتحسين الأعراض والتخفيف منها، لذلك يجب أن تتضمن الخطة العلاجية استخدام وسائل أخرى من أجل مساعدة الطفل وتحسين فرصة حصوله على أفضل شكل ممكن من أشكال الحياة الطبيعية. وهنا يأتي دور العلاج النفسي الذي يعد من أهم الوسائل المستخدمة لعلاج ASD.

يشمل التدخل السلوكي المبكر المكثف تعاون کامل عائلة الطفل بشكل وثيق مع فريق من المختصين

في بعض برامج التدخل المبكر يقدم المختصين خدماتهم في المنزل، والتي تتضمن تدريب الأهل من خلال الجلسات العلاجية التدريبية لذوي طفل التوحد تحت إشراف مختص، بينما تقوم البرامج الأخرى بتقديم المساعدة إما في مراكز متخصصة، صفوف مدرسية، أو في حضانة خاصة بأطفال ASD.

عادة تصبح التدخلات وبرامج الدعم المختلفة أكثر ملائمة مع ازدياد تطور الطفل واكتسابه للمهارات الاجتماعية والتعليمية، فعلى سبيل المثال عند دخول الأطفال المصابين ب ASD إلى المدرسة من الممكن أن يستفيدوا مما يقدم لهم من المناهج التعليمية بالإضافة إلى التدريبات المختلفة التي تستهدف المهارات الاجتماعية

أثبتت الدراسات العلمية أن التدخل السلوكي المبكر المكثف يحسن التعلم والتواصل والمهارات الاجتماعية لدى الأطفال المصابين ب ASD، وبالرغم من اختلاف نتائجه إلا أنه يعود بالفائدة على جميع الأطفال.

وقد طور الباحثون عددا من نماذج التدخل المبكر الفعالة التي تختلف فيما بينها بالتفاصيل لكن جميعها تشترك بسمات معينة هي :

  • يتلقى الطفل أنشطة علاجية منتظمة لمدة 25 ساعة على الأقل في الأسبوع.
  • يتم تقديم التدخل من قبل المعالجين المختصين و/أو المعلمين المدربين تدريبا عالي الجودة، أما الأشخاص الشبه مختصين والمدربين تدريبا جيدا، فيمكن أن يساعدوا في العلاج لكن تحت إشراف الاختصاصيين باضطراب طيف التوحد.
  • يتم توجيه العلاج نحو أهداف تعليمية خاصة ومحددة، ويجب أن يتم تقييم وتسجيل تقدم الطفل في تحقيق هذه الأهداف بشكل مستمر ومنتظم.
  • يركز التدخل على المجالات الأساسية المتأثرة بالتوحد والتي تشمل : المهارات الاجتماعية واللغوية، التواصل الاجتماعي، التقليد، مهارات اللعب، الحياة اليومية، والمهارات الحركية
  • يوفر البرنامج للطفل فرص التفاعل مع أقرانه السليمين.
  • يقوم البرنامج على إشراك الأهل بشكل فعال في كل من عملية صنع القرار وتقديم العلاج.
  • يظهر المعالجين احترامهم لقيم ووجهات نظر الطفل وأسرته واحتياجاتهم الخاصة
  • يشمل برنامج التدخل فريق متعدد التخصصات بحسب حاجة كل طفل مثل : طبيب معالج – أخصائي نطق ولغة – أخصائي علاج وظيفي.

ما هي علاجات التدخل المبكر المتوفرة حاليا ؟

أكدت الدراسات العلمية على فائدة طريقتين للتدخل السلوكي المبكر الشامل هما نموذج لوفاس (Lovaas) القائم على برنامج تحليل السلوك التطبيقي ABA ونموذج دنفر التدخل المبكر ESDM، كما ورد عن الآباء والمعالجين نجاح علاجات سلوكية أخرى شائعة الاستخدام أيضا مثل :

  • اللعب التفاعلي ( Floortime \ Interactive Play).
  • علاج الاستجابة المحورية PRT.
  • علاج السلوك اللفظي VB.

تحليل السلوك التطبيقي Applied Behavior Analysis ) ABA )

هو طريقة مثبتة علميا تسعى لفهم السلوك وكيفية تأثره بالبيئة المحيطة. حيث يشير “السلوك” هنا إلى المهارات والتصرفات، أما “البيئة” فتشير إلى أي تأثير جسدي أو اجتماعي يمكن أن يغير أو يتغير من قبل سلوك الشخص.

على المستوى العملي ساعدت مبادئ وأساليب ABA العديد من الأشخاص على اكتساب مهارات مختلفة، مثل الحصول على نمط حياة أكثر صحة أو إتقان لغة جديدة. ومنذ عام 1960 قام الأطباء باعتماد ABA كطريقة المساعدة الأطفال المصابين بASD وغيره من اضطرابات النمو. هرگز برنامج ABA على مبادئ تشرح كيفية التعليم، والتدعيم الإيجابي هو أحد هذه المبادئ، فمثلا عندما يتبع سلوك ما بنوع من المكافأة فمن المرجح أن يتكرر هذا السلوك مرة أخرى.

وفي خلال عقود من البحث المكثف، طور برنامج ABA العديد من التقنيات لزيادة السلوكيات الإيجابية المفيدة والحد من تلك التي قد تتداخل مع العلم و التي يمكن أن تتسبب بضرر ما. إذا، تحليل السلوك التطبيقي هو طريقة يتم فيها استخدام هذه التقنيات والمبادئ الإحداث تغيير حقيقي وإيجابي في السلوك، وذلك لأنه يقوم على فكرة أن سلوك شخص ما يمكن تغييره عن طريق تغيير ما يحدث قبل القيام بالسلوك (المعروف باسم الحدث التالف أو السابق واأو عن طريق تغيير ما يحدث بعد القيام بالسلوك

المعروف باسم العاقبة)، فعلى سبيل المثال قد يحاول أخصائي ABA تحسين مهارات التواصل مع الأطفال الآخرين والمهارات الاجتماعية لدى الطفل (السلوك) من خلال إظهار طرق أكثر فعالية للتفاعل مع هؤلاء الأطفال (الحدث السابق) ومن ثم مكافأته (العاقبة) عندما يقوم بالسلوك المحسن المطلوب. عندها سيقوم المعالج بتحليل مدى نجاح هذا النهج مع إجراء تغييرات عليه عند اللزوم من أجل الحصول على نتائج أفضل في سلوك الطفل في المرة القادمة.


 كيف تفيد طريقة ABA أولئك الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد ؟

يعتبر ABA اليوم طريقة آمنة وفعالة لعلاج ASD، حيث أظهرت العديد من الدراسات دوره الكبير في مساعدة الأشخاص المصابين با ASD على عيش حياة سعيدة ومثمرة، حيث يعمل على تبتي مهارات أساسية مثل النظر، الاستماع، التقليد، بالإضافة إلى بعض المهارات الصعبة كالقراءة، التحدث، والفهم لوجهة نظر شخص آخر.

كما وجد أن تقنيات ABA يمكن أن تؤدي إلى تحسن في التواصل، العلاقات الاجتماعية، اللعب، العناية الذاتية، التعليم، والعمل. وقد شملت هذه الدراسات فئات عمرية مختلفة تتراوح من أطفال في مرحلة ما قبل المدرسة إلى بالغين، فأظهرت النتائج أن ABA زاد من قدرة هذه الفئات على المشاركة في نشاطات العائلة والمجتمع المختلفة.

يمكن أن يتم دمج مبادئ ABA مع بعض البرامج العلاجية الأخرى مثل علاج الاستجابة المحورية PRT.

إن طريقة ABA لا تعتمد على مبدأ “حجم واحد يناسب الجميع” ولا ينبغي أن ينظر إليها على أنها مجموعة من البرامج والتدريبات الجاهزة المعلبة” بل على العكس، فالمعالج المختص يقوم بتصميم نموذج التدخل بما يناسب مهارات، احتياجات، مصالح، تفضيلات، ووضع الطفل العائلي، لذلك فإن برنامج ABA شخص معين سيختلف عن ABA شخص آخر.


نموذج دنفر للتدخل المبكر The Early Start Denver Model) ESDM ):

هو عبارة عن نهج سلوكي شامل للتدخل المبكر عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 – 48 شهرا، وهو لا يتقيد بنموذج تقديمي محدد، بل يمكن تنفيذه من قبل فرق علاج واأو الأهل في جلسات البرامج الجماعية أو في جلسات العلاج الفردي سواء في مراكز المعالجة أو في منزل الطفل نفسه، حيث يعد تدخل الأهل جزء أساسي في برنامج ESDM.

يقوم هذا التدخل المبكر على الدمج بين نموذج تنموي يركز على العلاقات الاجتماعية وبين الأساليب التعليمية المثبتة الفعالية الخاصة ببرنامج ABA. حيث تشمل سماته الأساسية ما يلي :

  • الاستراتيجيات التحليلية للسلوك التطبيقي الطبيعي.
  • مشاركة كبيرة للوالدين.
  • التركيز على التعامل مع الأشخاص والتأثير الإيجابي.
  • الاهتمام المشترك بالأنشطة الجماعية
  • اللغة والتواصل يدرسان من خلال رابطة قائمة على التأثير الإيجابي

أظهرت الدراسات فعالية هذا البرنامج في مساعدة الأطفال المصابين ب ASD من خلال مجموعة واسعة من مهارات وأساليب التعليم، حيث كانت نتائجه لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات كبيرة في التعلم متشابهة مع غيرهم ممن لا يملك مثل هذه المشاكل.

أظهر الأطفال الذين تلقوا علاج ESDM لمدة 20 ساعة في الأسبوع (15 من قبل المعالجين المختصين، 5 من قبل الأهل) على مدى سنتين تحسن أكبر في قدراتهم الإدراكية واللغوية وسلوكهم التكيفي بالإضافة لأعراض توحدية أقل من باقي الأطفال الذين تلقوا علاجات أخرى متوافرة عادة في مجتمعاتهم.


معالجة الاستجابة المحورية Pivotal Response Treatment ) PRT )

هي واحدة من أفضل العلاجات السلوكية التي تمت دراستها والتحقق من صلاحيتها لعلاج ASD، وهي مستمدة من برنامج ABA وتقوم على مبدأ اللعب ويتم البدء فيها من عمر الطفولة.

تشمل أهدافها على : تنمية التواصل، اللغة، والسلوكيات الاجتماعية الإيجابية بالإضافة للتخفيف من سلوكيات التنبيه الذاتي المضطربة (رفرفة اليدين – الدوران – النقر بالأصابع – التأرجح ذهابا وإيابا أثناء الجلوس).

عوضا عن استهداف السلوكيات الفردية، يسعى معالج PRT لاستهداف الأمور المحورية في نمو الطفل مثل :

  •  تحفيز الاستجابة لمنبهات متعددة.
  • التوجيه الاتی
  • البدء بالتفاعلات الاجتماعية.

النظرية هنا : أن استهداف PRT لهذه المجالات الحساسة سيؤدي لتحسنات كبيرة في مجالات أخرى، مثل : حب الاختلاط بالآخرين، التواصل، السلوك، بالإضافة لبناء المهارات الأكاديمية

تعد استراتيجيات التحفيز جزء هام من منهاج PRT والتي تؤكد على الدعم “الطبيعي”، فعلى سبيل المثال عندما يقوم الطفل بمحاولة ذات مغزى لطلب شيء ما ولنقل (لعبة) فتكون المكافأة هنا هي اللعبة وليس شيء آخر لا علاقة له بما طلبه الطفل. وبالرغم من أن PRT يستخدم في المقام الأول مع الصغار في مرحلة ما قبل المدرسة إلا أن بعض الدراسات أظهرت إمكانية استخدامه في مساعدة المراهقين والشباب البالغين. أي أنه يمكن لجميع الأشخاص بجميع الفئات العمرية المصابين ب ASD أن يستفيدوا من تقنياته، حيث يتم تحديد الأنشطة والمواضيع التي ستستخدم في PRT بحسب كل شخص متلقي له مهما كانت الفئة العمرية التي ينتمي إليها.

تشمل عادة برامج PRT على 25 ساعة أو أكثر في الأسبوع للطفل المتلقي، بالإضافة للتعليمات التي تعطى للآباء والأمهات و غيرهم من مقدمي الرعاية، فيتم تشجيع جميع المعنيين في حياة الطفل على استخدام أساليب PRT باستمرار، حيث يتم وصف PRT ک “نمط حياة” متبع من قبل العائلة المتأثرة ب ASD

تقسم جلسة PRT عادة إلى 6 أقسام يتم فيها استهداف كل من اللغة واللعب والمهارات الاجتماعية بواسطة تفاعلات بناءة وغير بناءة. وبتقدم مستوى الطفل المتلقي ل PRT، يتم تحويل تركيز كل جلسة بحيث تستوعب أهداف واحتياجات أكثر تطورا .

علاج السلوك اللفظي Verbal Behavior Therapy) VB ):

هو برنامج يعلم التواصل باستخدام مبادئ ABA ونظريات العالم السلوكي B . F Skinner. وهو مصمم على مبدأ تحفيز الطفل أو المراهق أو البالغ على تعلم اللغة من خلال ربط الكلمات مع أهدافها، حيث يتعلم الطالب أن الكلمات يمكن أن تساعد في الحصول على الأشياء التي يريدها أو الحصول على نتائج أخرى بحسب الكلمة المستخدمة يتجنب علاج VB التركيز على الكلمات بأنها مجرد تسميات فقط (سيارة – قط .. الخ)، حيث يتعلم الطفل من خلاله كيفية استخدام اللغة لطلب الأشياء وإيصال الأفكار التي يريدها، أي أن هذا التدخل يركز على فهم لماذا نستخدم الكلمات.

قام العالم السلوكي B . F Skinner في كتابه “السلوك اللفظي” بتصنيف اللغة إلى أنواع أو “مؤثرات “(Operants) لكل منها وظيفة مختلفة، حيث يركز VB على أربعة أنواع للكلمة هي :

  • Mand : أي الطلب، مثل أن يطلب الطفل حلوى.
  • Tact : أي قول تعليق أو ملاحظة من أجل مشاركة تجربة أو للفت الانتباه، مثل قول ” طائرة” من أجل لفت الانتباه إلى الطائرة
  • Intraverbal : أي الكلمة التي تستخدم من أجل الإجابة على سؤال أو الرد عليه، مثل الإجابة على سؤال “إلى أي مدرسة تذهب؟”
  • Echoic : أي الكلمة المرتدة والمكررة، مثل قول “حلوى حلوى” وهي مهمة لأن الطفل يجب أن يقلد من أجل أن يتعلم.

يبدأ علاج السلوك اللفظي بتعليم Mand أو الطلب كأبسط نوع لغة، فعلى سبيل المثال يتعلم الفرد المصاب با ASD أن قول كلمة “حلوى” يعني الحصول على الحلوى، فعند قيام الطفل بطلبها يعزز المعالج هذا الدرس من خلال تكرار نفس الكلمة وعرض الشيء المطلوب. ويستمر المعالج باستخدام الكلمة نفسها مرة أخرى بنفس السياق أو بما يشابهه.

من المهم معرفة أنه ليس على الطفل قول الكلمة الفعلية من أجل الحصول على الشيء الذي يريده، ففي بداية العلاج هو فقط يحتاج للإشارة للشيء بأي وسيلة، أي أن الإشارة للأشياء يعد كبداية جيدة. وهذا يساعد الطفل على فهم أن التواصل بأي وسيلة يؤدي إلى نتائج إيجابية، فيقوم المعالج بالاعتماد على هذا المفهوم من أجل مساعدة الطفل على تحويل الشكل الذي يستخدمه في التواصل إلى قول الكلمة الفعلية لطلب ما يريد. في جلسة VB النموذجية يسأل المعالج مجموعة من الأسئلة تجمع بين طلبات سهلة وصعبة والذي يزيد من تكرار النجاح ويقلل الشعور بالإحباط، حيث يعمل المعالج على تنويع الحالات والتعليمات بشكل يلفت ويحافظ على اهتمام الطفل.

تتضمن معظم البرامج ما لا يقل عن 1-3 ساعات في الأسبوع، أو أكثر في البرامج المكثفة، ويقوم المعلمون بالإضافة لذلك بتدريب الأهل و غيرهم من مقدمي الرعاية على استخدام مبادئ VB في الحياة اليومية للطفل.

تشير التقارير أن VB يمكن أن يساعد كل من الأطفال الصغار الذين بدؤوا بتعلم اللغة والبالغين الذين يعانون من تأخر أو خلل في اللغة، كما يساعد أيضا العديد من الأطفال والبالغين الذين يستخدمون لغة الإشارة أو المساعدات البصرية أو غيرها من الأشكال المساعدة على التواصل.

برنامج تيتش Treatment and Education of Autistic and related ) TEACCH Communication handicapped Children):

حيث

Teaching ) T ) : التعلم.

Expanding ) E ) : التوسع.

Appreciating ) A ) : التقدير.

Collaborating ) c ) : المشاركة

Cooperating ) C ) : التعاون.

Holistic ) H ) : شامل.

طور برنامج تيتش منهج تدخل يدعى التعليم المنظم (Structured Teacching) وهو عبارة عن مجموعة مبادئ واستراتيجيات تعلیم وعلاج مبنية على ميزات التعليم الخاصة بالمصابين با ASD، بما في ذلك قوة معالجة واستيعاب المعلومات البصرية، والصعوبات في : التواصل الاجتماعي، الانتباه، والوظائف التنفيذية مثل التحكم المعرفي والنظام الانتباهي الإشرافي)، حيث يتضمن هذا البرنامج :

  •  دعم منتظم للتغلب على التحديات في الانتباه والوظائف التنفيذية.
  • معلومات مرئية أو مكتوبة لتكملة التواصل اللفظي.
  • دعم منتظم لمهارات التواصل الاجتماعي.

ولا يعتبر برنامج TEACCH منهج وإنما إطار لدعم تحقيق الأهداف التربوية والعلاجية وجعل البيئة المحيطة أكثر تنبوءا وذات معنى، حيث يشمل هذا الإطار :

تدبیر جسدي.

جداول فردية خاصة بالطفل : لوضع تسلسل لمهام اليوم مما يساعد على تنظيم وقت الطفل وتمكينه من التنبؤ بما سيحدث لاحقا، بالإضافة إلى التعزيز من استقلاليته.

برامج عمل (أنشطة) مثل : ترتيب الأرقام – ترتيب الأحرف – مهارات استخدام القلم، وتجيب هذه البرامج الطفل على أربعة أسئلة هي : أي عمل علي فعله؟ کم مقدار هذا العمل؟ متى سأنتهي؟ ماذا سيحدث بعد الانتهاء من هذا العمل؟

تعتمد المواد في مهام وأنشطة تيتش على الأساس البصري : أي أن المبدأ في هذا البرنامج أن يكون :

منظم، بصري، ذو مغزی، ويمكن التنبؤ به. حيث تكون الجلسة فردية أي بين المعلم والطفل فقط وفي مكان منظم ومستقل خاص بكل طفل.

وبذلك فإن هدف برنامج TEACCH هو تعزيز : المشاركة في الأنشطة، المرونة، الاستقلالية، والكفاءة الذاتية


تدخل تطوير العلاقات Relationship Development Intervention ) RDI ) :

هو تدخل للعلاج السلوكي قائم على الأسرة ومصمم لعلاج الأعراض الأساسية ل ASD.

طور من قبل الباحث Steven Gutstein, وهو مبني على نظرية أن “الذكاء الديناميكي” هو المفتاح لتحسين نوعية الحياة للأفراد المصابين با ASD.

حيث يعرف Steven Gutstein الذكاء الديناميكي بأنه القدرة على التفكير بمرونة والتي تعني التمكن من تقدير وجهات نظر مختلفة، التأقلم مع التغيير، والقدرة على دمج المعلومات القادمة من عدة مصادر (دمج الصور والأصوات). يعمل RDI على مساعدة مصابي ASD في تشكيل علاقات شخصية مع الآخرين من خلال التعزيز والدعم التدريجي للبنة الأساسية في تشكيل الصلات الاجتماعية، وهذا يشمل القدرة على تكوين رابطة عاطفية ومشاركة الخبرات مع الآخرين. ل RDI

6 أهداف هي :

  • المراجعة العاطفية : أي القدرة على التعلم من تجارب الآخرين العاطفية والشخصية.
  • التنسيق الاجتماعي : أي القدرة على مراقبة والتحكم بالسلوك من أجل المشاركة بنجاح في العلاقات الاجتماعية.
  • اللغة الصريحة : أي القدرة على استخدام اللغة والتواصل غير اللفظي في التعبير عن الفضول، مشاركة وجهات النظر والمشاعر، بالإضافة للتساوي مع الآخرين.
  • التفكير المرن : القدرة على التكيف وتغيير المخططات وفق تغير الظروف المحيطة. • معالجة المعلومات العلائقية : القدرة على وضع الأمور في سياقها وحل المشاكل التي تفتقر لحلول واضحة وحاسمة
  • التنبؤ والإدراك المتأخر : القدرة على توقع الاحتمالات المستقبلية بناء على التجارب السابقة.

وبالرغم من أن RDI مصمم للاستخدام من قبل الأهل في داخل المنزل، إلا أنه يمكن استخدامه أيضا من قبل المدرسين في الفصول الدراسية ومن قبل المعالجين السلوكيين.

يبدأ عادة التدريب مع الوالد أو غيره من مقدمي الرعاية الذين حضروا دورات تدريبية تقدم من قبل استشاري خبير ب RDI. كما يمكن للاستشاري أن يقيم الطفل وتفاعله مع أهله أو معلميه وبناء على ذلك يقوم بتصميم خطة تعليمية خاصة تتضمن تطوير أساليب التواصل بما يتناسب مع حالة الطفل.

ينطوي RDI في مراحله الأولى على العمل الفردي بين مقدم الرعاية والطفل، ثم يبدأ الطفل في المرحلة التالية بقضاء الوقت مع طفل لآخر بنفس مستواه في RDI، بعدها ينضم إلى المجموعة أطفال آخرين تدريجيا، حيث يتقابلون ويلعبون في أماكن مختلفة تحت إشراف مختص، مما يتيح لهم تشكيل العلاقات والحفاظ عليها في مختلف الحالات.

يعمل الآباء ومقدمي الرعاية في جلسة RDI النموذجية على التطبيق التدريجي لمجموعة من الأهداف التنموية المناسبة لمواقف الحياة اليومية، فعلى سبيل المثال : يمكن في المراحل الأولى من التدريب أن يحذوا من استخدام الكلام لتشجيع التواصل البصري وغير اللفظي، ثم يطورون هذه الأهداف بما يتناسب مع ازدياد تحسن قدرات الطفل.

يستمر الأهل، المعلمين، وغيرهم من مقدمي الرعاية بتطبيق مبادئ RDI في حياة الطفل اليومية، فيستخدمون التعزيز الإيجابي من أجل مساعدة الطفل على تحسين مهاراته الاجتماعية، قدرته على التكيف، ووعيه الذاتي

تدخل اللعب التفاعلي The Development , Individual different , Relationship – based ) DIR ) : (Interactive Play) Floortime \model.

المنهاج التنموي القائم على العلاقات والاختلاف بين الأفراد هو تدخل شامل متعدد العناصر يستخدم لمساعدة الأطفال المصابين ب ASD وغير من اضطرابات النمو الأخرى.

يستند هذا المنهج على فكرة أن بعض الأطفال لديهم صعوبة في الوصول لمراحل نمو معينة، مثل مهارات التواصل والحركة، فيمكن من خلال هذا المنهج مساعدتهم على الوصول لهذه المراحل عن طريق التفاعل المسلي المنظم مع شخص بالغ

التقنية الأساسية المستخدمة في DIR هي عبارة عن سلسة من تدريبات Floortime والتي يقوم فيها مقدم الرعاية بدور فعال في الأنشطة العفوية والمسلية الموجهة بحسب تصرفات واهتمامات الطفل.

وكما يوحي اسمها فإن تدريبات Floortime تشجع الأهل على لفت انتباه الأطفال والاختلاط معهم حرفيا عند مستواهم عن طريق الجلوس على الأرض من أجل اللعب، ويمكن للعائلات دمج هذا التدخل مع غيره من العلاجات السلوكية أو استخدامه كبديل عنها.

يعمل الآباء والمعالجين في اللعب التفاعلي Floortime على لفت انتباه الطفل من خلال الأنشطة التي يتمتع بها، حيث يدخلون ألعاب الطفل فيه ويحذون حذوه في اللعب. ويقوم المعالجين بتعليم الأهل كيفية توجيه أبنائهم إلى تفاعلات أكثر تعقيدا، وتسمى هذه التقنية ب “فتح وإغلاق دوائر التواصل” والتي مازالت جزء رئيسي من هذا المنهج.

بشكل عام يهدف DIR \ Floortime إلى مساعدة الطفل على الوصول إلى ستة مراحل تطور هامة للمو الفكري والعاطفي، وهي :

  • التنظيم الذاتي والاهتمام بالعالم.
  • الحميمية، أو الانخراط في العلاقات الإنسانية.
  • التواصل المتبادل بين شخصين.
  • التواصل المعقد.
  • الأفكار العاطفية.
  • التفكير العاطفي.

ولا يستهدف DIR \ Floortime مهارات الكلام والحركة والمعرفة عن طريق العزل، وإنما يعالج هذه المجالات من خلال التركيز على النمو العاطفي.

تتم جلسة DIR \ Floortime في بيئة هادئة إما في المنزل أو في مكان مختص، وتتراوح جلسات العلاج الرسمية من 2 – 5 ساعات في اليوم، والتي تشمل تدريب الأهل ومقدمي الرعاية بالإضافة للتفاعل مع الطفل. ويشجع المعالجين الأهل على استخدام مبادئ DIR \ Floortime في حياة طفلهم اليومية. تؤكد الجلسات على اللعب التفاعلي المتبادل والذي يضع الأساس لتحقيق الانتباه المشترك، الاختلاط، والإيماءات البسيطة والمعقدة، بالإضافة للقدرة على حل المشاكل من أجل إدخال الطفل إلى عالم الأفكار والتفكير المجد.

وكلما نضج الطفل يعمل الآباء والمعالجون على صياغة استراتيجيات جديدة متناسبة مع تطور اهتمامات الطفل بالإضافة لمستويات أعلى من التفاعل المتبادل، فعلى سبيل المثال بدلا من اللعب بألعاب الطفل يمكن للوالدين مشاركة طفلهم بأفكار ومجالات أكاديمية تتناسب مع اهتماماته الخاصة.

يتم تقديم منهج DIR \ floortime عادة من قبل الأهل بمساعدة مستشار اختصاصي با DIR والذي يطور ويشرف على برنامج مخصص بحسب احتياجات العائلة


برنامج استخدام الصور في التواصل The Picture Exchange Communication System) PECS ):

هو من أشكال التواصل الداعمة والبديلة التي يتم فيها تعليم الطفل التواصل مع البالغ من خلال إعطائه بطاقة مصورة. ويستند PECS على فكرة أنه يمكن تعليم الأطفال الذين لا يستطيعون التحدث أو الكتابة على استخدام الصور من أجل التواصل. يبدأ البالغ أولا بتعليم الطفل على تبادل صورة لشيء ما يريده، فمثلا إذا أراد الطفل شرابا فسوف يعطي المعالج صورة لشراب وعندها يقوم المعالج بإعطائه ذلك الشراب. ثم يقوم البالغ تدريجيا بتعليم الطفل مهارات أكثر صعوبة مثل استخدام الصورة لصنع جملة كاملة أو للتعبير عن تفضيلاته الخاصة.

وقد صمم هذا المنهج بشكل أساسي من أجل مساعدة الأطفال غير الشفهيين المصابين با ASD، لكن تم استخدامه أيضا لمساعدة المراهقين والبالغين الذين لديهم نطاق واسع من الصعوبات التواصلية والمعرفية والجسدية. ويعتبر PECS عنصر أساسي في كثير من البرامج والمناهج متعددة الأقسام مثل برنامج تيتش TEACCH.

يوجد طرق علاجية أخرى يمكن أن تكون جزء من برنامج العلاج الكامل للطفل المصاب ب ASD نذكر منها :

  • العلاج المهني Occupational Therapy :

هو طريقة لتعليم المهارات التي تساعد الشخص على العيش بصورة مستقلة قدر الإمكان، والتي يمكن أن تشمل مهارات ارتداء الملابس، الأكل، الاستحمام، والتعامل مع الناس.

  • علاج التكامل الحسي Sensory Integration Therapy :

هو علاج يساعد الشخص على التعامل مع المعلومات الحسية، مثل : الصور، الأصوات، والروائح. كما يمكنه مساعدة الطفل الذي تزعجه أصوات معينة أو لا يحب أن يتم لمسه من قبل الآخرين.

  • علاج النطق واللغة Speech – Language Therapy :

تشمل البرامج المكثفة للعلاج السلوكي لاضطراب طيف التوحد علاج للغة والنطق، حيث يستخدم هذا البرنامج العديد من التقنيات التي تتناول مجموعة تحديات تواجه عادة الأشخاص المصابين ب ASD، فمثلا بعضهم لا يتكلمون في حين أن بعضهم الآخر يحبون التحدث لكن يجدون صعوبة في استخدام الكلام التخاطبي واأو فهم معاني وفروق الإشارات اللفظية وغير اللفظية عند التحدث مع الآخرين. تم تصميم علاج النطق واللغة من أجل تنسيق آليات التخاطب مع المعني، بالإضافة للاستخدام الاجتماعي للغة. يبدأ هذا البرنامج بإجراء تقييم فردي من قبل أخصائي علاج نطق ولغة من أجل تقدير تحديات وقدرات الفرد اللفظية. ومن خلال هذا التقييم يحدد الأخصائي الأهداف والتي يمكن أن تشمل : إتقان اللغة المنطوقة واأو تعلم مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي مثل الإشارات أو الإيماءات، وفي كل حالة يكون الهدف الأساسي هو مساعدة الشخص على التواصل بطرق أكثر عملية وفائدة يتم تقديم العلاج إما بشكل فردي بين الأخصائي والطفل أو في مجموعة صغيرة أو في الصف الدراسي.

  • الحمية الغذائية Diet :

تم وضع بعض العلاجات الغذائية من قبل معالجين موثوقين، لكن إلى الآن لا يوجد الدعم العلمي اللازم للعديد منها من أجل إمكانية التوصية باستخدامها كطريقة فعالة في العلاج، فمن الممكن لنظام غذائي معين أن يساعد طفل ما، بينما لم يستطع أن يساعد طفل آخر. تدعو العديد من التدخلات العلاجية الطبية لإجراء تغييرات في النظام الغذائي للطفل مثل إزالة أنواع معينة من الأطعمة وتعويضها عن طريق المكملات المعدنية والفيتامينات. حيث تستند العلاجات الغذائية على فكرة أن الحساسية الغذائية أو نقص الفيتامينات والمعادن يمكن أن تسبب أعراض ASD.

وقد شعر بعض الآباء أن التغييرات الغذائية أحدثت فرقا في كيفية تصرف أو شعور طفلهم. نذكر منها : حمية خالية من الغلوتين والكازيين – تناول المكملات الغذائية وكبسولات أوميغا 3 بشكل يومي. لكن عند تقرير إجراء أي تغيير في نظام الطفل الغذائي، فيجب أن يتم ذلك تحت إشراف الطبيب المختص و أخصائي التغذية بحسب ما يتناسب مع حالة الطفل الخاصة

طرق علاج غير نموذجية Untypical Treatment methods:

تعتمد هذه الطرق على اهتمامات الطفل الخاصة، حيث أظهرت العديد من الدراسات نجاح كل من الموسيقى، الرسم، الرقص، الحيوانات الأليفة، والماء في تحسين بعض أعراض ASD وتخفيف نوبات الغضب، بالإضافة إلى توفير وسيلة غير لفظية للتواصل والتعبير عن مشاعر الطفل واحتياجاته. لكن كل طفل هو حالة خاصة أي أنه بالرغم من نجاح هذه الطرق في مساعدة الكثير من الأطفال المصابين بال ASD، إلا أنها ليست فعالة في جميع الحالات، فلكل طفل اهتماماته الخاصة به، لذلك تعد مراقبة ومعرفة ما يلفت انتباه الطفل ويثير اهتمامه ويهدئه من الأمور الهامة من أجل العثور على الطريقة المناسبة للتواصل معه ومساعدته.

العلاج عن طريق الفن Art Therapy :

بشكل عام يتم وصف العلاج عن طريق الفن باعتباره تجربة ممتعة وفريدة من نوعها، وهناك اعتقاد شائع بأن الرسم وغيره من مجالات الفن المختلفة مفيد للأشخاص المصابين با ASD (وخاصة الأطفال، وذلك بسبب : احتياجاتهم الحسية الشديدة (خاصة التحفيز البصري واللمسي الذاتي)، تقلباتهم المزاجية، طبيعتهم غير اللفظية، واحتياجهم للمزيد من العلاجات المرئية الملموسة والعملية. حيث يوجد أهداف علاجية ل ASD يمكن معالجتها عن طريق الفن هي :

  •  العجز في الخيال والتفكير المجرد.
  •  التكامل والتنظيم الحسي.
  • العواطف التعبير عن الذات.
  • زيادة تطور المهارات الحركية والاجتماعية
  •  مهارات التفكر والإبداع، مثل: التوجيه الذاتي، الاجتهاد، الصبر، والفخر.
  •  صعوبات في الانتباه البصري المكاني مثل: التدوير العقلي تحسين التناسق بين اليد والعين.

التدوير العقلي: هو القدرة على تدوير الصور الذهنية للأشياء الثنائية والثلاثية الأبعاد داخل العقل البشري.

العلاج عن طريق الموسيقى Music therapy:

تعتبر الموسيقى لغة عالمية تؤمن جسور التواصل بين الناس و/ أو بين الناس وبيئتهم في محيط آمن ومريح، حيث تقوم بتسهيل العلاقات، التعلم، التواصل، والتعبير عن الذات.

تلفت الموسيقى الانتباه وتحافظ عليه، كما يمكن استخدامها كمعزز قوي للردود المرجوة، حيث يمكن للعلاج عن طريق الموسيقى أن يحقز على التقليل من ردود الفعل السلبية و/ أو ذاتية التنبيه، ويمكن أن يساعد الأشخاص الذين لا يتكلمون على : التواصل، المشاركة، التعبير عن النفس والمشاعر بشكل غير لفظي، والكلام والمهارات اللغوية.

عند استخدام هذه الطريقة في معالجة الأطفال والبالغين المصابين ب ASD يتم زيادة الوقت الشخصي، تبادل الأدوار، بالإضافة للاستماع والاستجابة للآخرين في أثناء العزف المشترك، وذلك من أجل استيعاب ومعالجة أساليبهم في التواصل مع الآخرين. يتيح العلاج عن طريق الموسيقى للأشخاص المصابين با ASD الفرصة لتطوير هويتهم وتمكينهم من التعبير المناسب عن مشاعرهم، حيث توفر لهم العناصر الموسيقية شعور بالأمان والألفة.

العلاج عن طريق الرقص Dance Therapy : الرقص لديه القدرة على المساعدة في إطلاق العنان لخيال شخص منغلق التفكير، ويمد الراقص بالقوة اللازمة للتعبير عن ذاته الداخلية والذي يعد أمر بالغ الأهمية للأطفال المصابين ب ASD الذين يعانون من طرق التواصل الأخرى. حيث يتطلب التفاعل الاجتماعي عادة البقاء على نفس الوتيرة مع الآخرين، والذي يصعب

على أطفال ASD تحقيقه، لذلك إن تشجيع الأطفال على الرقص على الإيقاعات وتقليد حركات الآخرين يعطيهم شعور بالرضا والانتماء لفريق ما. في الرقص يستمع الطفل للموسيقى، يتعلم الحركة ويؤدي تلك الحركة على أنغام هذه الموسيقى ثم يكرر ذلك عدة مرات، وبذلك فان الاستماع، الإصغاء، التنفيذ والتكرار يمكن دماغ الطفل من صياغة مسارات جديدة بإشراك كل من جانبه الأيمن والأيسر في ذلك. لذلك يعد الرقص وسيلة رائعة للأطفال المصابين ب ASD . حيث أن الدمج بين الموسيقى والرقص يساعد الأماغ على إعادة تنظيم نفسه.

الحيوانات الأليفة Animal therapy \ Pets:

إن امتلاك الحيوانات الأليفة يعطي شعور بالراحة، يحد من الوحدة، يشجع على الرعاية والالتزام وتحمل المسؤولية . يوجد هناك دراسة جديدة تدعم فكرة أن التفاعل مع الحيوانات الأليفة يفيد العديد من الأطفال المصابين با ASD لكنها أكدت على ضرورة النظر في الحساسيات الخاصة بكل طفل. وقد أجريت إحصائيات لعائلات لديها طفل مصاب ب ASD. ووجد ما يلي:

ثلثي هذه العائلات امتلكت كلبا أليفا في المنزل. % 94 من هذه العائلات قالوا أن طفلهم تعلق بشدة بالكلب. 7 من 10 من العائلات التي لم تمتلك كلبا قالوا أن طفلهم استمتع بالتفاعل مع الكلاب.

كما وجدت الأبحاث السابقة أن الأطفال الذين امتلكت عائلتهم حيوانا أليفا كانت لهم مهارات اجتماعية أكثر من غيرهم. تستخدم أنواع كثيرة من الحيوانات في العلاج بما في ذلك : الكلاب، القطط، الطيور، الدلافين، الأرانب، السحالي، وغيرها من الحيوانات الصغيرة.

يفيد اقتناء الحيوانات في زيادة المهارات الحركية ومهارات الانتباه، ويقلل من الشعور بالقلق والوحدة. كما يحسن من التفاعل مع الآخرين ومن المعرفة في المفاهيم مثل الحجم، اللون وما إلى ذلك.

الماء Water :

الماء متحرك، مهدئ وممتع دائما لذلك غالبا ما سيجد الأهل أطفالهم منجذبين نحوه، حيث يختبر الأطفال المصابين ب ASD تجربة مذهلة في الماء، فيستطيعون التراشق واللعب به، والتحرك بسهولة داخله بدون الصعوبات الحركية التي يتحملونها على الأرض. فالماء يمكنهم من مراقبته والتفاعل معه بهدوء والشعور بردات فعله عندما يلمسونه. لذلك فإن النشاطات المائية كان لها دور فعال في تحسين بعض أعراض ال ASD عند بعض الأطفال. لكن من الممكن أن يشكل الماء خطر على حياة الأطفال المصابين با ASD، لذلك فإن أفضل طريقة لحمايتهم هي التأكد من فهمهم لقواعد سلامة المياه وحقيقة أن الماء يمكن أن يشكل خطرا عليهم عندما لا يتم اتباع قواعد أمان معينة. وهناك عدة طرق لمساعدة الأطفال على الاستمتاع بالماء مع ضمان الحفاظ على سلامتهم مثل: دروس السباحة – اللعب بألعاب تتضمن الماء – الذهاب إلى متنزه مائي. كما أنه كان للماء الدافئ دور في تهدئة بعض الأطفال.

في النهاية، لا يوجد أي إثبات على فعالية هذه الطرق العلاجية فهي مبنية فقط على الاهتمامات والهوايات الخاصة بكل طفل، فبالرغم من نجاحها مع البعض إلا أن إمكانية فشلها مع البعض الآخر هو احتمال وارد

هل من الممكن للأطفال والبالغين المشخصين باضطراب طيف التوحد ألا يبقون ينتمون إلى “الطيف”؟

يوجد هناك بعض الأدلة على أن أقلية صغيرة من الأشخاص المصابين با ASD يتحسنون لدرجة أن حالتهم لم تعد توافق المعايير التشخيصية ل ASD.

حيث توجد عدة نظریات مختلفة لشرح سبب حدوث ذلك وهي:

  • إمكانية الخطأ في التشخيص الأولي
  •  إمكانية نضوج الأطفال وتغلبهم على بعض أشكال ال ASD.
  •  إمكانية نجاح العلاج الذي يعطي في بعض الحالات نتائج لم تعد توافق المعايير التشخيصية التوحد. كما يوجد أطفال آخرين مصابين بالتوحد يحصلون على نتائج طبيعية في فحوص الذكاء، اللغة، الأداء التأقلمي، والمستوى التعليمي، لكن لا يزال لديهم أعراض خفيفة في بعض الاختبارات التشخيصية

ويمكن أن يتم لاحقا تشخيص بعض هذه الحالات ب ADHD أو اضطراب القلق أو بشكل آخر من أشكال طيف التوحد ذات الأداء الوظيفي العالي مثل متلازمة أسبرجر. بشكل عام وجد أن التدخل المبكر المكثف كان السبب في تحن كبير في أعراض التوحد.

كثير من الأشخاص المصابين ب ASD استطاعوا عيش حياة مستقلة ومرضية، فهم يستحقون فرصة العمل بشكل مثمر، وتطوير علاقات اجتماعية حقيقية والاستمتاع بالحياة. حيث بوجود التدخلات والمساعدات الأفضل فإن المصابين بالتوحد يحصلون على نتائج أفضل في جميع مجالات الحياة. ” في بعض الأحيان الأشخاص الذين لا يتوقع أحد منهم أي شيء، هم من يفعلون الأشياء التي لا يمكن لأحد توقعها ”

باختصار، ماذا تعلمنا عن التوحد في آخر 10 سنوات

ارتفعت نسبة انتشار ASD :

  • قبل عشر سنوات، كان معدل انتشار ASD هو 1 من 166 طفل، أما اليوم فهو 1 من 68 طفل، أي زيادة أكثر من 100% خلال عقد واحد. كما يشير التحري المباشر على الأرض إلى أن هذه النسبة قد تكون أعلى من ذلك.
  • يمكن الحصول على تشخيص مؤگدل ASD في عمر السنتين.
  • التدخل المبكر يؤدي إلى أكثر من تطوير المهارات فقط
  • العلاج السلوكي للتوحد يمكن أن يقلب الحياة ويغيرها للأفضل.
  • إن ثلث الأطفال والبالغين المصابين با ASD هم غير شفهيين.
  • أجهزة التواصل المساعدة تشجع على الكلام في بعض الأطفال غير الشفهيين، مثل أجهزة: Alphasmart Dynawriter ، Dynavox وهي أجهزة الكترونية تساعد الطفل على التواصل من خلال قراءة الكلمات التي يكتبها
  • اضطرابات الجهاز الهضمي ذات الصلة بالتوحد حقيقية : كشفت دراسة أن نصف الأطفال المصابين با ASD يعانون من اضطرابات بالجهاز الهضمي والتي يمكن للألم الناتج عنها أن يفاقم الأعراض السلوكية.
  • اضطرابات النوم ذات الصلة ب ASD شائعة ويمكن علاجها.
  • ما يقارب ثلث المصابين با ASD لديهم صرع
  • يمكن أن يؤثر التوحد على كامل الجسم.
  •  نصف المصابين ب ASD يميلون التجول بمفردهم أو الهروب.
  • يتعرض ما يقارب ثلثي الأطفال المصابين ب ASD للتنمر والتعنيف.
  • 84 % تقريبا من البالغين المصابين ب ASD يعيشون مع أهلهم.
  • الأسباب الوراثية للتوحد هي أسباب شخصية، حيث نحتاج لكامل تسلسل الجينوم الخاص بالفرد من أجل استخدامه في توجيه تطوير العلاج الخاص بحالتها
  • يمكن للعوامل البيئية أن تلعب دورا هاما في الإصابة ب ASD، مثل : انتقال عدوى من الأم الحصبة الألمانية Rubella) – التعرض الكبير للهواء الملوث أثناء الحمل. كما وجد أن تناول الفيتامينات مع حمض الفوليك قبل الحمل وخلاله يمكن أن يقلل من خطر الإصابة ب ASD.

هل من الممكن منع الإصابة ب ASD؟

على الرغم من أن سبب الإصابة باضطراب طيف التوحد غير معروف، إلا أن العديد من الباحثين يعتقدون أن الجينات مسؤولة عن 90 % من خطر إصابة الطفل بالتوحد بالإضافة للعوامل البيئية المحيطة وغيرها من العوامل المختلفة التي يمكن أن تسبب اضطرابا خلقية.

لكن هناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها من قبل الأم عند الحمل من أجل محاولة الوقاية من خطر الإصابة ب ASD :

القيام بفحوص منتظمة، تناول أطعمة صحية، ممارسة الرياضة، وتناول جميع الفيتامينات والمكملات الغذائية الضرورية . عدم تناول الأدوية بدون استشارة الطبيب خاصة الأدوية المضادة للنوبات.

عدم شرب الكحول.

الحصول على لقاح ضد الحصبة الألمانية (Rubella) قبل الحمل، يمكن أن يقي من الإصابة بالتوحد المرافق للحصبة الألمانية

عندما يكون طفلك مصابة باضطراب طيف التوحد “نصائح للأهل” :

تعلم عن اضطراب طيف التوحد : فكلما عرفت أكثر عن ASD كلما كنت أكثر استعدادا لاتخاذ القرارات الصائبة الجيدة لطفلك. ثقف نفسك حول خيارات العلاج، اطرح الأسئلة، وشارك في جميع قرارات العلاج.

 كن خبيرا بطفلك :

اعرف ما الذي يحقز سلوكيات ابنك السيئة والمضطربة؟ وما الذي يؤدي لرد فعل جيد؟ ما الذي يجده طفلك مجهدا، مهدئا، غير مريح أو مسل ؟ فإذا فهمت ما الذي يؤثر في طفلك ستكون عندها أفضل في استكشاف المشاكل ومنع الحالات التي يمكن أن تؤدي لصعوبات مختلفة.

 تقبل اختلافات وميزات طفلك :

فبدلا من التركيز على مدى اختلاف ابنك عن باقي الأطفال، استمتع بميزاته الخاصة به واحتفل بالنجاحات الصغيرة وتوقف عن مقارنته بباقي الأطفال، فشعور طفلك بالحب غير المشروط والقبول سيساعده أكثر من أي شيء آخر.

لا تستسلم : من المستحيل التنبؤ بمسار ASD، لا تتسرع في الاستنتاج حول الحياة التي سيعيشها طفلك، فمثل أي شخص آخر لدى مصابي ASD حياة كاملة من أجل تنمية وتطوير قدراتهم. بالإضافة لذلك، فإن اتباع النصائح التالية يمكن أن يساعد في تسهيل الحياة اليومية في المنزل بالنسبة لك ولطفلك المصاب با ASD :

اعمل على توفير النظام والأمان لطفلك :

كن متناسق : خلق الاتساق في بيئة طفلك وسيلة لتعزيز التعليم، اعرف ماذا يستخدم المعالجين من تقنيات لمساعدة طفلك واستمر بتطبيقها في المنزل من أجل تشجيعه على نقل ما تعلمه من بيئة إلى أخرى.

التزم بجدول محدد : يميل أطفال ASD لوجود جدول منتظم وروتين يومي وهذا يعود للاتساق والتطابق الذي يحتاجونه ويتوقون له بشدة، لذلك ضع جدول زمني لطفلك يحدد أوقات منتظمة اللوجبات، العلاج، المدرسة، والنوم.

کافي السلوك الجيد : يمكن لأطفال التوحد أن يقطعوا شوطا طويلا من خلال الدعم الإيجابي، لذلك أثن على طفلك عندما يتصرف بشكل مناسب أو عند تعلمه لمهارة جديدة، مع ضرورة تأكيد ما هو السلوك الجيد الذي يكافئ عليه.

اخلق منطقة أمان في المنزل : حدد منطقة خاصة في منزلك يمكن لطفلك أن يسترخي ويشعر فيها بالراحة والأمان. كما قد تحتاج لتأمين منزلك من الأشياء التي قد تؤدي طفلك خاصة إذا كان عرضة النوبات الغضب أو غيرها من سلوكيات الإيذاء الذاتي

ابحث عن وسائل غير لفظية للتواصل :

بالرغم من أن التواصل مع الطفل المصاب ب ASD يشكل تحديا كبيرا، إلا أنك لست بحاجة للتكلم من أجل أن تتواصل وتشكل رابطة مع طفلك، فأنت تتواصل معه من خلال الطريقة التي تنظر له فيها، طريقة لمسك له، بالإضافة للغة جسدك ونبرة صوتك، كما أن طفلك حتى لو لم يكن يتحدث أبدا ، فإنه يحاول أن يتواصل معك بلغته الخاصة، لذلك كل ما عليك فعله هو تعلم هذه اللغة :

ابحث عن إشارات غير لفظية

اكتشف الحاجة المسببة لنوبة الغضب.

خصص وقتا للعب والتسلية .

انتبه لمحفزات حواس طفلك : أصوات، روائح، حركات، أو مشاهد.

ضع خطة علاج ASD شخصية :

إن خطة العلاج الجيدة سوف :

  •  تعتمد على اهتمامات طفلك.
  • تقدم جدول زمني يمكن التنبؤ به
  • تعلم مهام مختلفة على شكل سلسلة من الخطوات البسيطة.
  • تلفت انتباه طفلك بشكل فعال من خلال أنشطة عالية التنظيم.
  • توفر دعم مستمر للسلوك.
  • تتضمن مشاركة الوالدين فيها.

 اختیار علاجات ASD :

عندما يتعلق الأمر بعلاج ASD، هناك مجموعة متنوعة من المناهج والعلاجات، فبعضها يركز على التخفيف من المشاكل السلوكية وبناء المهارات الاجتماعية والتواصلية، بينما يتعامل بعضها الآخر مع المشاكل الحية، المهارات الحركية، المشاكل العاطفية، والحساسيات الغذائية.

وبوجود العديد من الخيارات من المهم جدا أن تقوم بالبحث الخاص بك، لذلك تحدث مع أخصائيين في علاج ASD واطرح الأسئلة. لكن تذكر أنه لا يجب عليك اختيار نوع واحد فقط من العلاج، حيث يجب أن يكون الهدف الأساسي من علاج التوحد هو معالجة كل أعراض طفلك واحتياجاته، والذي يتطلب عادة اتباع نهج علاجي مشترك يتضمن العديد من أنواع العلاج المختلفة يجب أن يتم تصميم خطة علاج طفلك بما يتناسب مع احتياجاته الشخصية، وبما أنك أفضل من يعرف طفلك، لذلك من المهم أن تتأكد من اختيار الخطة التي تلبي تلك الاحتياجات. ويمكنك فعل ذلك من خلال سؤال نفسك هذه الأسئلة :

ما هي نقاط قوة طفلي ؟

ما هي نقاط ضعف طفلي ؟

ما السلوكيات التي تسبب معظم المشاكل ؟

ما هي المهارات المهمة التي يفتقر إليها طفلي ؟

ما هي الطريقة المثلى لتعليم طفلي (من خلال النظر، السمع، الفعل).

ما الذي يستمتع به طفلي وكيف يمكن أن تستخدم هذه الأنشطة في العلاج ؟ وبغض النظر عن خطة العلاج المختارة، فإن نجاحها يعتمد على مدى مشاركتك فيها، حيث يمكنك مساعدة طفلك في الحصول على أفضل نتيجة من خلال العمل يدا بيد مع فريق العلاج المختص ومتابعة تنفيذ الخطة العلاجية في المنزل.

أخيرا، يجب أن تتذكر أنه لا يوجد علاج واحد ناجح ومفيد للجميع، كل شخص مصاب ب ASD فريد من نوعه وله نقاط قوة وضعف مختلفة عن الأخر.

ابحث عن المساعدة والدعم :

يحتاج الاعتناء بطفل مصاب با ASD الكثير من الوقت والطاقة، وقد تشعر في بعض الأحيان بالإرهاق والتعب وفقدان الأمل، لذلك من أجل أن تكون الوالد الأمثل لطفلك، فمن الضروري أن تعتني بنفسك وأن تطلب المساعدة والدعم من الآخرين سواء من عائلتك، أصدقائك، بالإضافة للأخصائيين.

لا تستسلم !

تقبل اختلافات طفلك، فإنها ما يجعله فريدا ومميزا عن غيره.

هو فقط خلق عالما خاصا به، لذلك كل ما عليك فعله هو محاولة أن تكون جزءا من هذا العالم …