النظام الغذئي لمرضى المتلازمة الكلائية

pexels photo 3771115

النظام الغذئي لمرضى المتلازمة الكلائية كما هو معروف يؤدي دورًا كبيرا في تحسن المريض خلال رحلة علاجه، لذلك ينصح مرضى المتلازمة الكلائية باتباع نظام غذائي مناسب تحت إشراف طبي لمساعدتهم برحلة العلاج.

 

فالمتلازمة الكلائية أو تناذر النفروز:هي كل بيلة بروتينية تتجاوز 50 ملغ/كغ / في بول 24 ساعة مترافقة بنقص بروتينات الدم عن60 غ /ل ونقص ألبومين الدم عن 30 غ / ل مترافق باضطرابات ليبيدات الدم واضطرابات في تخثر الدم.

وقد تحدث المتلازمة الكلائية نتيجة:

  • التهاب الكبيبات الكلوية.
  • نتيجة الإصابة بمرض كبدي كلوي ناغ عن الإصابة بداء السكري.
  • نتيجة استخدام بعض العقاقير الدوائية مثل (البنسلين ) أو نتيجة التسمم بالعناصر الثقيلة.
  • نتيجة الإصابة بالحساسية وخصوصاً عند بعض الأشخاص عند تناول الحليب.

 

مظاهر المتلازمة الكلائية

1.إفراز زائد للبروتين في البول، كل كلية تشتمل على عدد كبير من الوحدات الثانوية، المسماة نفرونات (وحدة كلوية) (Nephrons) الجزء الأول من النفرون مركب من مسامات، تحتوي أوعية دموية –  كبيبات (مفردها كبيبة) (Glomerulus) – بمعنى مرشحة التي تمكن عبور السوائل والاملاح، وتمنع عبور كريات دم على انواعها وبروتينات دموية مختلفة). تتضرر في المتلازمة الكلائية هذه المرشحات، وهذا العيب يمكن مرور البروتينات الدموية التي يمكن العثور عليها في البول.

يظهر من هذه البروتينات، بروتين ألبومين (Albumin) بكميات عالية جدا في البول، يحدث هذا العبور السهل للبروتين من الدم إلى البول، بسبب الحجم الجزئي الصغير نسبيا لهذا البروتين، مقارنة مع البروتينات الدموية الاخرى.

2.نقص ألبومين في الدم (Hypoalbuminemia) ، انخفاض تركيز ألبومين بالدم، تنتج هذه الظاهرة من فقدان الألبومين في البول، وأيضاً بسبب تحلله في خلايا الكلية.

3.وذمات (Edema).

4.فرط شحميات الدم (Hyperlipidemia) ، ارتفاع في مستوى الدهنيات بالدم، تتمثل بالأساس بارتفاع في مستوى الكولسترول، السبب لذلك هو إنتاج مفرط للكولسترول في الكبد، وانخفاض في عملية تفكيك الدهنيات عن طريق انزيمات مفككة للدهنيات. من الناحية الجسمانية يحدث لدى معظم مرضى المتلازمة الكلائية انخفاض حجم الدم. يكون رد فعل الكلية، في اعقاب هذا الانخفاض، هو خفض كمية البول المفرز واحتجاز السوائل، وذلك لإعادة حجم الدم إلى سابق عهده. ولكن بسبب الضغط الحلولي (التناضحي) المنخفض، ينفلت جزء كبير من هذه السوائل إلى خارج الأوعية الدموية ويخزن على شكل وذمات.

الأعراض السريرية:

النظام الغذئي لمرضى المتلازمة الكلائية

تعتبر الوذمة مظهراً رئيسياً في الداء الكلوي , تشترك عوامل كيميائية والتهابية وهرمونية في إحداث هذه الوذمة إلا أن نقص الألبومين لايزال أهم هذه  العوامل وذلك نتيجة فقدانه في البول , من الناحية السريرية هذه الوذمة تكون صباحية وقد تكون معممة أو موضعية في الأجفان أو الوجه أو الصفن وتبدأ تدريجياً وقد تترافق مع انصباب جنبي وحبن والبعض يشتكي من الإقياء والقهم , التعب العام الصداع وكثرة الإنتانات بسبب نقص البروتينات المناعية اللازمة , قصور الضغط الذي يتطور إلى غشي وإغماء

أما في المراحل الأخيرة من المرض فيحدث ارتفاع في التوتر الشرياني وتكثر الحوادث الدماغية وذلك تبعاً لاضطراب عوامل التخثر وارتفاع هام في لبيدات الدم. وقد يشاهد ارتفاع مخيف في أرقام الكوليسترول والشحوم الثلاثية وأخيراً قد يشاهد على الأظافر أحياناً مناطق بيضاء تأخذ شكل خطوط عرضانية مزدوجة أو رباط واسع.

العلاج الدوائي:

علاجه غالباً يعتمد على الكورتيزون يبدأ بجرعات هجومية متناقصة تدريجياً حتى نصل إلى الجرعات الداعمة وإذا لم يتحسن المريض على الدواء يجب إدخال مثبطات المناعة من صفوف أخرى  وتشارك هذه المعالجة بالصادات الحيوية وواقيات المعدة والمدرات والفيتامينات كعلاجات داعمة.

 

النظام الغذئي لمرضى المتلازمة الكلائية

النظام الغذئي لمرضى المتلازمة الكلائية

يجب أن يكون النظام الغذائي لمرضى المتلازمة الكلائية مرتفع المحتوى من البروتين لتعويض البروتين الضائع ومحددة الصوديوم فالتغذية العلاجية تلعب دوراً هاماً في التخفيف من حدة الأعراض ومن ثم معالجتها وبالتالي يجب أن تهدف إلى:

  • تعويض البروتين المفقود مع البول أي يجب أن تكون الوجبة مرتفعة المحتوى من البروتينات( 5 غ \كغ) أما بالنسبة للأطفال يجب أن تكون نسبة البروتين (2-3 غ \ كغ) وهنا ينصح بالاعتماد على البروتينات مرتفعة القيمة الحيوية أي أن 2\3 البروتينات المتناولة يجب أن تكون مرتفعة القيمة الحيوية.
  • ضرورة حصول المريض على كميات كافية من الكربوهيدرات بهدف منع تحلل البروتينات الجسمية لإنتاج الطاقة ويجب أن توفر الوجبة من kca 35-16 \كغ .

أما بالنسبة للأطفال فيجب أن تكون 10-15 kca\كغ .

  • الصوديوم: يجب الحد من تناوله بشكل عام وهذا يأتي عن طريق الحد من تناول ملح الطعام ولكن قد يستلزم الأمر أحياناً استخدام الصوديوم وخصوصاً عند تناول المضادات الحيوية أو الألدوستيرون.

ملاحظة:

إذا لم يعاني المريض من ارتفاع الكوليسترول سابقاً فلا يستلزم الأمر أي تحوير غذائي للتحكم بمستوى الكوليسترول لأن فقدان البروتين هو الذي أدى إلى ارتفاع الكوليسترول وهي حالة مؤقتة , أما إذا كان المريض يعاني من ارتفاع الكوليسترول سابقاً فيجب هنا الاهتمام بالوجبة منخفضة المحتوى من الكوليسترول.

وقد نلجأ إلى التغذية الوريدية فنعطي المريض محاليل الأحماض الأمينية عن طريق الوريد وخاصة عندما يتعذر تناول البروتين بشكل طبيعي إما بسبب قلة الشهية أو التقيؤ.