الرياضة والسكري، كل ما تريد أن تعرفه

99

الرياضة والسكري تلك المعادلة التي لطالما شغلت بال مرضى السكري وذويهم والتي سنحلها لكم بالتفصيل اليوم.

حيث يُعتبر الجهد البدنيّ علاج ضروريّ جداً ضمن المجموعة العلاجيّة في تدبير مريض السّكري، وإنّ وجود مرض السّكري لدى طفل في المدرسة لا يعني إبعاده عن ممارسة النشاط البدنيّ أو المشاركة في دروس التربية الرياضيّة، وذلك لفوائدها التالية:

  1. تساعد التمارين المنتظمة على خفض سكر الدم وبالتالي تخفّض نسبة السّكر في البول كثيراً بعد القيام بمجهود عضليّ.
  2. التخلص من الوزن الزائد.
  3. تنشيط الدّورة الدموية.
  4. تقوّي عضلة القلب وتقلل حدوث الآفة القلبية.
  5. تساعد على خفض نسبة الدهون في الدم.
  6. إنّ درجة النشاط الجسمانيّ لها تأثير مباشر على حاجة الإنسان للطعام حيث يمكن زيادة كميّة الطعام إذا زاد النشاط الجسمانيّ.
  7. يفيد الجهد البدنيّ على المدى الطويل في زيادة حساسيّة الجسم للأنسولين وبالتالي تقل الحاجة لجرعة الأنسولين اللازمة بنسبة قد تصل إلى 10-20%.
  8. إنّ الجهد البدنيّ حتى لو كان متوسطاً يمنع ضمور العضلات الناجم عن نقص الفعاليّة الفيزيائيّة في الحياة اليوميّة. ومن المعروف أنّ بروتينات العضلات تُستهلك ثم يُعاد بنائها، ولذلك فإنّ نقص الفعاليّة الفيزيائيّة في الحياة اليوميّة يؤدي إلى انخفاض معدل إعادة بناء بروتينات العضلات وبالتالي يفقد الجسم تدريجيّاً جزءاً من التموين العضليّ.

ويفضّل اختيار التمارين الرياضية غير المجهدة الّتي تحتاج إلى مجهود عضليّ خفيف وديناميكيّة بحيث تتحرك فيها جميع عضلات الجسم مثل المشي والهرولة ولذا فالاعتقاد بأنّ الحمية الغذائيّة وحدها كافية لعلاج السّكري أمر خاطئ ويمكن أنّ يؤدي إلى آثار ضارّة إذا لم تقترن بنشاط جسمانيّ.

فيزيولوجيا الرياضة المفيدة:

حتى تكون الرياضة صحيّة ومفيدة، يجب البدء بعمليّة الإحماء الّتي تعمل على تحرير الطاقة من مكامنها وتزيد تدفق الدماء إلى الأعضاء الحركية والعضلات فتكسبها مرونة، وفي الواقع فإنّ عمليّة الإحماء تحرّض على إفراز هرمون النمو بالدرجة الأولى ومن ثم هرمون الكورتيزون والكاتيكول أمينات، والّتي وفق هذا النسق تحرّض على إفراز هرمون الغلوكاغون من خلايا ألفا البنكرياسيّة، والذي بدوره يحرّض الكبد على تفكيك الغليكوجين إلى غلوكوز يتدفق إلى السائل الدموي بصورة منتظمة تتوافق مع تدرج الجهد البدنيّ الذي يستهلك الغلوكوز في خلايا العضلات بواسطة هرمون الأنسولين.

وبعد مرور30 دقيقة تقريباً على البدء بالجهد البدنيّ، يبدأ الجسم بتفكيك الدسم واستخراج الطاقة من الحموض الدسمة الحرّة، وهكذا يستمر الجهد بنشاط وعنفوان مع تحقيق الأهداف العلاجيّة منه وهي استهلاك الغلوكوز وإنقاص الوزن.

علاقة الأنسولين مع الرياضة عند مريض السّكري النوع الأول:

ينتشر الأنسولين في الجسم بطريقة مغايرة للسبيل الطبيعي:

  • المريض المعتمد على الأنسولين يمكن أن يكون لديه مراحل من نقص أو زيادة الأنسولين أثناء الجهد البدنيّ.
  • يمكن للجهد البدنيّ أن يزيد من مستوى غلوكوز الدم إذا كانت كمية الأنسولين أقل من حاجة الجسم.
  • يمكن للجهد البدنيّ أن ينقص مستوى غلوكوز الدم إذا كانت كمية الأنسولين أكبر من حاجة الجسم.
  • من الضروريّ السيطرة على سكر الدم وتنظيم العلاج بالأنسولين توقيتاً وكمية ونوعية قبل البدء ببرنامج منظم للجهد البدنيّ والنشاط الرياضيّ والتأكد من السيطرة على العلاقة بين إنتاج الكبد للغلوكوز وسرعة عمل الأنسولين وضبط استجابة خلايا ألفا لمتطلبات العضلات من الطاقة.

 

الرياضة والسّكري النوع الأول:

  • للرياضة فوائد كثيرة بالنسبة للأطفال المصابين بالسّكري النوع الأول فهي تمنحهم الشعور بأنّهم على ما يرام، تضبط أوزانهم، تحسّن لياقتهم البدنيّة، وتساعد على ضبط مستويات سكر دمهم. لكن 10-20% من نوب نقص سكر الدم تحدث عند الأطفال السّكريين أثناء ممارستهم للتمرين، وهي أكثر شدة ومدة من نوب نقص سكر الدم الاعتياديّة.
  • يزداد الإنتاج الكبدي من الغلوكوز أثناء التمارين الشديدة بسبب تحريض الفعاليّة الوديّة مما يسبب ارتفاع سكر الدم أثناء التمرين أو بعده مباشرة، يتلو ذلك حدوث نقص سكر الدم بعد2-6 ساعات بسبب نضوب الغليكوجين الكبدي.
  • يزيد النشاط البدنيّ مستويات غلوكوز الدم في بعض الأحيان للأسباب التالية:
  • تأثير الهرمونات الأخرى على الجسم (بسبب الإجهاد والإثارة).
  • عندما يكون الطّفل مريضاً.
  • عوز الأنسولين إذا نسي أهل الطّفل أن يحقنوه بالأنسولين قبل ممارسة الرياضة.
  • ولتفادي الاختلاطات الناجمة عن ممارسة الرياضة يتوجب على الأهل ومدرس الرياضة اتباع النصائح التالية:
  1. ألّا يمارس التّلميذ الرياضة في حال نسيان حقن جرعة الأنسولين.
  2. ألّا يمارس التّلميذ الرياضة في ذروة مفعول الأنسولين، حيث يجب أن يكون الزمن الفاصل بين بدء التمرين وآخر جرعة أنسولين3.5 ساعة إذا كان الأنسولين سريع، أو8 ساعات إذا كان الأنسولين متوسط التأثير.
  3. يمكن للرياضة أن تُمارس بعد بدء تأثير الأنسولين بساعة وقبل ذروته بساعة.
  4. ألّا يُحقن الأنسولين في العضو الذي سيستعمل في الأداء الرياضيّ لأنّ العامل الرئيسي المسبب لنقص السكر في الدم عند ممارسة الرياضة هو زيادة معدل امتصاص الأنسولين من موقع حقنه.
  5. ألّا يبدأ التّلميذ بالرياضة إذا كان سكر الدم أقل من100ملغ/دل، أو أكثر من 240ملغ/دل، وفي حال ارتفاعه يجب أخذ جرعة إضافيّة من الأنسولين المائي (السريع) وممارسة الرياضة بعد انضباط السكر.
  6. من الأفضل أن تُخفَّض جرعة الأنسولين حوالي 10-15% في يوم التمرين المحدد، أمّا عند ممارسة الرياضة المديدة مثل مسابقة الجري لمسافات طويلة فقد يصل التخفيض إلى50% أو أكثر من جرعة الأنسولين المعتادة.

{حيث أنّ مستويات الأنسولين العالية في الدم تثبّط إنتاج السكر من الكبد وهذا غير ملائم لتلبية حاجة العضلات المتزايدة للغلوكوز اللازم لعملها}

  1. لا تجوز ممارسة الرياضة قبل تناول الوجبة الطعاميّة المقررة ولذا يجب على الأبوين تجهيز وجبة خفيفة لطفلهم ليتناولها في المدرسة قبل ممارسة الرياضة، وعلى مدرس الرياضة أن يتأكد من أنّ التّلميذ تناولها بالكامل.
  2. يمكن إعطاء 15غ كربوهيدرات سريعة الامتصاص إذا كان سكر الدم خلال التمرين أقل من100ملغ/دل.
  3. السماح للتلميذ بشرب الكثير من الماء قبل وبعد النشاط الرياضيّ.

10.بعد الجهد الرياضيّ الشديد الذي استغرق أكثر من30 دقيقة يجب أن تُخفّض جرعة الأنسولين أو أنّ يتم تناول وجبات خفيفة إضافيّة، وذلك منعاً لهبوط سكر الدم في الساعات العديدة التّالية للتوقف عن الأداء الرياضيّ، إذ أنّ العضلات تستمر في تخزين سكر الغلوكوز من الدم على شكل غليكوجين عضليّ لعدة ساعات، كما يستمر الكبد باستعادة مخزونه من الغليكوجين لمدة 8-12 ساعة.

الأطعمة الّتي يجب أكلها قبل النشاط:

الفاكهة، كأس من الحليب قليل الدسم، الحليب مع النكهة، بسكويت، نصف رغيف خبز، ثلثي كأس من العصير الطبيعي.

 

الرياضة والسّكري النوع الثاني:

تكمن أهميّة الرياضة بالنسبة لأطفال مرضى السّكري النوع الثاني كونها تحرق السعرات الحراريّة الغذائيّة والسعرات المخزّنة على شكل دهون وبالتالي خسارة الوزن الزائد، ويتوقف ذلك على حجم ومدة وكثافة الرياضة. أوضحت العديد من الدراسات الطبيّة الّتي أجريت بهذا الشأن، أنّ من يواظب على ممارسة الرياضة بمعدل 4-5 مرّات أسبوعيّا لمدة 45-60 دقيقة في كل مرة، يمكنه تحقيق نتائج إيجابيّة تضاهي التّأثير الناتج عن تناول الأدوية.

نصائح عامة وهامة بالنسبة للرياضة والسكري

  • الرياضة البدنيّة المعتدلة مفيدة لأطفال السّكر ويمكن مزاولتها بحكمة خصوصاً مع الأطفال الذين يأخذون علاجاً. لكنّ الأطفال الذين لا يعالجون ولديهم ارتفاع شديد في سكر الدم فقد تسوء حالتهم ويرهقون إرهاقاً شديداً بمزاولة الرياضة ولذا يجب أن تُدرس حالة كل طفل على حدى وانتقاء الرياضة المناسبة مع العلاج المناسب.
  • ربّما يحتاج التّلميذ المصاب بالسّكري إلى إشراف أثناء درس التربية الرياضيّة وبعدها خشية أن يصاب بانخفاض السكر عن المعدل الطبيعي.
  • إنّ المدرسين المتفهمين لهذه الأمور يستطيعون مساعدة التلاميذ المصابين بمرض السّكري ليعيشوا حياة طبيعية كغيرهم من التلاميذ.
  • من أهم الأمور الّتي يجب مراعاتها قبل البدء بالرياضة هي ارتداء الحذاء المناسب والمريح إضافة إلى الجوارب القطنية للحفاظ على جفاف القدمين بعد استبعاد وجود أي جروح أو دمامل أو التهابات في القدم.

بعض الأنشطة الهوائية الّتي يسمح بممارستها:

المشي، ركض بطيء، تنس، قفز على الجبل، سباحة، كرة سلّة.

الرياضة والسكري

بعض الأنشطة الهوائية الّتي ينصح بعدم ممارستها أو أخذ الحذر عندها:

البيسبول، كرة القدم، كرة الطائرة، لعبة الغولف.

pexels photo 2682543

حجوم الوجبات الإضافية

نوع التمرينسكر الدمالوجبة الإضافية
قصير إلى متوسط الشدة

ركوب الدراجات(أقل من 30د)

أقل من80ملغ/د.ل

أكثر من80ملغ/د.ل

2فاكهة

1فاكهة

معتدل الكثافة: التنس والسباحة والركض والغولف وركوب الدراجات(1ساعة) أقل من 80ملغ/د.ل

80-180ملغ/د.ل

180-300ملغ/د.ل

أكثر من300ملغ/د.ل

1-2لحوم، 2خبز

1فاكهة أو 1 خبز

أي طعام إضافي

لا تمارس

مرهق: كرة القدم والهوكي والمضرب والسلة وركوب الدراجات أوالسباحةأقل من80ملغ/د.ل

80-180ملغ/د.ل

180-300ملغ/د.ل

أكثر من300ملغ/د.ل

1لحوم و2خبزو1فواكه و1حليب

1لحوم و2خبز

1لحوم و1خبز

لا تمارس