سرطان الجلد الميلانوما

الورم القتاميني الخبيث malignant melanoma أو الملانوم الخبيث هو أحد أخبث الأورام التي تصيب الجلد والأغشية المخاطية، ولا يقتصر سلوك هذا الورم على الغزو الموضعي فحسب بل يتميز بميله الواضح والباكر لإحداث نقائل لمفاوية و/أو دموية وما قد ينجم عن ذلك من نتائج مميتة. يتألف الملانوم الخبيث من خلايا الورم الملاني التي تعتبر شكلا
خبيثا من الخلايا المنتجة للملانين في الجلد، ويصيب العرق الأبيض بشكل أكبر في حين يعتبر نادرا لدى السود. ويعتقد أن التعرض للشمس يزيد من فرص حدوثه، كما يفترض وجود عوامل وراثية غير محددة بدقة. ويحدث الملانوم الخبيث على جلد سليم سريريا أو قد يتطور اعتبارا من وحمة خلوية مصطبغة موجودة منذ سنوات ويمكن أن ينشأ في أي مكان من الجلد أو المخاطيات.

أعراض سرطان الجلد الميلانوما

تبدو الملانومات الخبيثة بلون بني غامق أو أسود مزرق وغالبا ما يوجد تفاوت في لونها وقد توجد أقسام من الورم عديمة اللون وفي أحيان أخرى يكون الورم البدئي عديم اللون تماما وخال من الميلانين ”الميلانوم اللاملاني”   وليس ثمة شكل نموذجي وصفي للميلانوم الخبيث وذلك لأن هناك تنوعًا هائلا في الأشكال من حيث الحجم والمظهر والعمق واللون والتغيرات ويمكن بشكل عام تمييز الأنواع الآتية من الميلانومات الخبيثة، غير أنه يجب أن نذكر دوما أن هناك جزءًا هامًا من الميلانومات الخبيثة التي لا يمكن أن تصنف سريريا وفق هذا التقسيم:
Dubreuilh أو الميلانوم الناشىء عن وحمة LMM ميلانوم الشامة الخبيثة تظهر الشامة الخبيثة عند المسنين وخاصة النساء وهي عبارة عن آفة عديدة الألوان بنية غامقة أو مسودة مع مناطق فاتحة اللون وأخرى محمرة أو مزرقة  تتوضع الإصابة على الوجه خاصة وبشكل نادر على ظهر اليد أو الساق. يمتد المرض ببطء شديد ليبلغ عدة سنتيمترات خلال عشر سنوات تقريبا. وتكون الحواف غير منتظمة، وبعض المناطق تتقدم بسرعة، بينما بعض المناطق تفقد اللون تاركة الجلد ضامرا. على هذه الآفة قد تظهر تشكلات أكثر ارتشاحا أو أحيانا عقيدات مصطبغة بشدة أو غير مصطبغة قد تتر أو تترف، ثم تتغطى بقشيرة، هذه المرحلة تترافق مع الغزو العمودي للآفة دلالة على تحولها للخبث.

أنواع سرطان الجلد الميلانوما

SSM الميلانوم ذو الانتشار السطحي

يصيب الأعمار المتوسطة وهو أكثر حدوثا على الجذع إذ يفضل الظهر عند الرجال، والساقين عند النساء. يتظاهر على شكل بقعة واضحة الحدود بيضوية أو مدورة الشكل بقدر قطعة النقود الصغيرة مع حواف قوسية، أو عديدة الدوائر، أو ناتئة، وغالبا ما يكون هامش الآفة مرتفعا قليلا. تأخذ الآفة لونا رماديا أو لونًا اسود ضاربًا للزرقة، وأحيانا اللون الأبيض تكون هذه البقع مسطحة  في البداية إذ أن هذا النمط من الميلانوم ذو نمو أفقي وبعد هذه المرحلة التي تستمر لعدة أشهر أو عدة سنوات يبدأ الميلانوم السطحي غزوة للعمق وتمتاز هذه المرحلة بظهور العقيدات التي تنشأ وتصبح نازة أونازفة.

 

NM الميلانوم العقيدي

يحدث بشكل بدئي على الجلد، ويتطور من وحمة خلوية مصطبغة، وهذا النوع ذو سير سريعوغزو عمودي يظهر على شكل عقيدة مرتشحة ذات لون بني أو أسود، الآفة مقببة غالبا ولاطئة أحيانا ذات حدود واضحة، تفصلها عن الجلد السليم وتنتهي بالتقرح والنزف

ALM ميلانوم شامة النهايات

يحدث هذا النمط من الميلانوم بشكل رئيسي على الراحتين والأخمصين وكذلك في نهايات الأصابع حيث تلاحظ تارة حول الظفر وتارة تحته. يتظاهر هذا الميلانوم على شكل بقع ولويحات بأقطار مختلفة، وبألوان تتراوح بين البني والأسود، بعد ذلك تبدي هذة البقع توسفا بؤريا وبؤرًا مرتشحة بشدة،  أو ورما صغيرا طريا يؤدي الضغط علية إلى حدوث تقرح أو تآكلات سطحية

سير وإنذار الميلانوم الخبيث:

يتميز الميلانوم بانتقالاته الباكرة، وتحدث النقائل أولا عبر الأوعية اللمفاوية ومنها إلى الجلد المحيط، أو إلى العقد اللمفاوية الناحيوية. بعد ذلك تحدث النقائل عن طريق الدم وتتجه بشكل خاص إلى الرئتين والكبد والقلب والدماغ والجلد والعظام، وتكون النقائل غالبا بيضاء غير مصطبغة.

العوامل المحددة للإنذار في الميلانوم الخبيث

آ- المراحل السريرية

يميز التصنيف الدولي ثلاث مراحل سريرية لأي ميلانوم وهي:
ورم بدئي دون دلائل سريرية على حدوث نقائل إلى العقد اللمفية الناحية معدل الحياة ل5 سنوات حوالي 70%-%80  :I المرحلة
% ورم بدئي مع نقائل إلى العقد اللمفية الناحية، معدل الحياة ل ٥ سنوات ٢٥ :II المرحلة
ورم بدئي مع نقائل دموية أو لمفاوية بعيدة، معدل الحياة ل ٥ سنوات ٠% (صفر). :III المرحلة

ب- حجم الورم البدئي:

يعتبر حجم الورم وعمق الغزو من العوامل الهامة المحددة للإنذار،  وبحسب تصنيفStorck et al يكون معدل البقاء مدة ٥ سنوات في حال الإصابة بميلانوم بدئية خبيثة ذات قطر < ٢سم هي ٧٣ % ينخفض هذا المعدل إلى ١٧ % في الميلانومات التي يزيد قطرها على ٢ سم

تصنيفا نسيجيا اعتمادا على عمق الغزو وهو كما يلي: Clark et al وقد أوجد كلارك وزملاؤه
تتواجد الخلايا الورمية فقط في البشرة أعلى منطقة الغشاء القاعدي. :I المستوى
تواجد الخلايا الورمية وغزوها لمنطقة الغشاء القاعدي والأدمة الحليمية. :II المستوى
الخلايا الورمية متاخمة ومتواجدة ما بين الأدمة الحليمية والأدمة الشبكية. :III المستوى
الخلايا الورمية الغازية متوضعة بين ألياف الكولاجين في الأدمة الشبكية. :IV المستوى
غزو الخلايا الورمية للنسيج الشحمي تحت الجلد. :V المستوى

هي أكثر من ٩٠ % II وI يكون معدل البقاء لمدة ٥ سنوات بعد استئصال الورم البدئي ذي المستوى
.% فلا يتجاوز معدل البقاء 50-60 V و IV  أما في المستويين

ج- عوامل أخرى: هناك عوامل أخرى عديدة تلعب دورا في تحديد الإنذار منها: ثخانة الورم، الفعالية الانقسامية، ومنسب الإنذار، والتوضع، والجنس.

المعالجة:

الجراحة هي الإجراء الواجب القيام به متى أمكن، وقد سجلت العديد من التقارير استجابة ويجب أن تتم متابعة  V جيدة في علاج النقائل إلى العقد اللمفاوية بواسطة الإلكترونات السريعة وأشعة المرضى بعد الجراحة لمدة لا تقل عن ٥ سنوات لرصد حالات النكس.
الاتقاء: يعتبر الكشف والعلاج المبكران للميلانومات الخبيثة من المميزات الحيوية بالنسبة للمريض لذا يجب على المريض دوما أن يأتي للفحص في حال حدوث نمو مصطبغ على الجلد أو حدوث أي تبدلات في الآفات الجلدية المصطبغة، وينبغي على الطبيب أن يجري المعالجة المبكرة للحالات التي توحي بحدوث الميلانوم الخبيث.
ومن جهة أخرى يجب عدم إجراء الاستئصال الإتقائي لكل الوحمات المصطبغة بسبب شيوع هذه الحالات ولكن إذا أظهرت بقع مصطبغة أي علامات فعالية أو تغييرات غير عادية، أو أصبح قطرها أكبر من ٥ ملم من المفضل أن تستأصل اتقائيا وتدرس نسيجيا.