الحصبة Measles

الحصبة Measles

الحصبة بالإنجليزية Measles هو مرض فيروسي يسببه فيروس الحصبة من عائلة الفيروسات نظيرة المخاطية  Paramyxovirus حمضها النووي RNA و هي ذات نمط مستضدي واحد فقط.

وتبقى ثابتة في حرارة الغرفة لمدة 1 – 2 يوماً، ويمكن استنباتها في خلايا الإنسان أو القرد مع رؤية التبدلات الخلوية المرضية خلال 5 – 10 أيام.

[toc]


الوبائيات في الحصبة

الحصبة مرض شديد العدوى خاصة عن طريق القطيرات خلال الطور البادري (الطور النزلي).

يكون الشخص المصاب معدياً قبل 1 – 2 يوماً من ظهور الطفح الوصفي.

وهناك القليل جداً من الحالات تحت السريرية.

يكتسب معظم الولدان والرضع الصغار وقاية من الحصبة عن طريق الأضداد الوالدية المنتقلة عبر المشيمة، ولكنهم يصبحون عرضة للإصابة كلما اقترب عمرهم من نهاية السنة الأولى. قد تتداخل المناعة المنفعلة مع التلقيح الفاعل حتى عمر 12 – 15 شهر.

تقارب فترة الحضانة incubation 12 – 8 يوماً من التعرض وحتى بدء ظهور الأعراض و 14 يوماً من التعرض وحتى بدء الطفح.

في المناطق التي لا يتوفر فيها التلقيح للحصبة تصبح الحصبة مرضاً متوطناً ومسؤولة عن مليون حادثة وفاة سنوياً.

ومنذ شاع استخدام لقاح الحصبة بشكل واسع انخفض عدد حالات الوفاة بشكل واضح.

ولقد عاودت هجمات جديدة للحصبة نتيجة نقص معدلات التمنيع في الرضع والدارجين في المناطق المحتشدة، ولقد سجلت هجمات جديدة للحصبة عند المراهقين – خاصة في الجامعات – عزيت لفشل اللقاح الأولي، وهذا ما دعا لضرورة فرض جرعة ثانية للقاح الحصبة بعمر 12 سنة عند الأطفال.


الإمراض في الحصبة

تصيب الجزيئات الفيروسية السبيل التنفسي وتنتشر للعقد اللمفية الناحية، ويحدث تفيرس دم viremia  أولي يؤدي لنشر الفيروس.

وبعد الانتساخ يحدث تفيرس دم ثانوي بعد 5 – 7 أيام من الخمج البدئي إذ تنشر وحيدات النوى المخموجة وغيرها من الكريات البيض الفيروسات لتصل إلى السبيل التنفسي والجلد وبقية الأعضاء، مما يؤدي للطفح وبقية الأعراض التقليدية للحصبة: السعال والتهاب الملتفيروسوالزكام.

تتضمن الموجودات النسيجية وجود الخلايا العرطلة عديدة النوى وتشكل المخلى syncitium. ويمكن كشف الفيروسات في الإفرازات التنفسية والدم والبول.


التظاهرات السريرية في الحصبة

يدوم الطور البادري Prodromal لمدة ثلاثة أيام، ويمتاز بالسعال والزكام والتهاب الملتحمةوظهور بقع كوبليك Koplik spots  (العلامة الواسمة للحصبة) وهي بقع رمادية بيضاء صغيرة بحجم حبات الرمل أو أكبر قليلاً على المخاطية الفموية مقابل الرحى السفلية تستمر لمدة 12 – 24 ساعة.

وقد تبدي الملتحمة خط التهاب معترض وصفياً على طول حافة الجفن (خط Stimson).

يترافق ظهور الطفح غالباً بحمى عالية (40 – 45) درجة مئوية.

يبدأ الطفح البقعي الحمامي الحطاطي على الرأس (فوق خط الشعر عادة) ويمتد فوق معظم الجسم خلال 24 ساعة بشكل نازل ومن ثم يبدأ الطفح بالتلاشي بمراحل ظهوره نفسها. ترتبط شدة المرض مع شدة الطفح وامتداده.

قد يكون الطفح نزفياً أو حبرياً (الحصبة السوداء Black measles)، وحالما يبدأ الطفح بالتحلل يطرأ عليه توسف وتغير للون مائل للبني.

قد يلاحظ وجود ضخامة في العقد اللمفية العنقية وضخامة طحالية واعتلال عقد لمفية مساريقية (مع ألم بطني) ويعد حدوث التهاب الأذن الوسطى وذات الرئة والأعراض الهضمية أكثر شيوعاً  لدى الرضع، بينما تكون إصابة الكبد أكثر شيوعاً  لدى البالغين.

ومن العلامات المميزة نقص الكريات البيض في الدم، وفي حال الإصابة بالتهاب دماغ حاد يبدي فحص السائل الدماغي الشوكي ارتفاعاً في البروتين وكثرة اللمفاويات مع مستويات طبيعية لسكر السائل الدماغي الشوكي.


المضاعفات في الحصبة

كثيراً ما تتضاعف الحصبة بحدوث التهاب الأذن الوسطى وقد تحدث ذات رئة خلالية تنجم عن فيروس الحصبة نفسه أو بسبب خمج جرثومي ثانوي، وهذا أكثر شيوعاً ، وقد يتفعل تدرن كامن نتيجة التعطيل المناعي المرافق للحصبة.

من المضاعفات غير الشائعة التهاب العضلة القلبية والتهاب العقد المساريقية.

يحدث التهاب الدماغ والنخاع في 1 – 2 /1000 حالة، ويحدث عادة بعد 2 – 5 أيام من بدء ظهور الطفح، ويعزى التهاب الدماغ الباكر غالباً للفعالية الفيروسية في الدماغ، أما التهاب الدماغ ذو البدء المتأخر فهو من النمط المزيل للنخاعين، ويعد تظاهرة مناعية المنشأ غالباً.

ومن المضاعفات المتأخرة لخمج فيروس الحصبة البطيء التهاب الدماغ المصلب تحت الحاد SSPE يحدث بعد سنوات من المرض الحاد.


تشخيص الحصبة

السير السريري مميز للحصبة عادة و نادراً ما نحتاج للإثبات المخبري الذي يتضمن:

  •  إظهار الخلايا العرطلة متعددة النوى في المسحات المأخوذة من مخاطية الأنف خلال الطور البادري خاصة.
  •  عزل الفيروس بالزرع.
  •  ارتفاعات مشخصة في عيار الأضداد في مصول الناقهين.

التشخيص التفريقي في الحصبة

يجب تفريق الطفح عن:

  • الطفح المفاجئ
  • الحصبة الألمانية
  • الخمج بالفيروسات المعوية أو الفيروسات الغدية
  • داء كثرة وحيدات النوى الخمجي
  • داء المقوسات
  • إنتان الدم بالسحائيات
  • الحمى القرمزية
  • أدواء الريكتسيات،
  • متلازمة كاوازاكي
  • داء المصل
  • والطفح الفجائي

إن اجتماع الحمى والطفح والسعال والتهاب الملتحمة مشخص تقريباً للحصبة، ولكن قد تكون الحصبة معدلة بتأثير الأضداد الوالدية التي تعبر المشيمة أو المعطاة لاحقاً.

تعد بقع كوبليك واسمة للحصبة، لكنها لا تشاهد دائماً في الوقت الذي يظهر فيه الطفح.


معالجة الحصبة

المعالجة داعمة، ويجب حماية المريض من التعرض للضوء الشديد لأنه يزيد من رهاب الضوء. وليس للغلوبولين المناعي والستيروئيدات فائدة مثبتة في المرض المثبت. بينما يفيد الفيتامين A في تحسين النتائج لدى الرضع المصابين ناقصي التغذية ( بجرعة 100000 وحدة دولية وريدياً لمرة واحدة للأطفال بين 6 أشهر وسنة و 200000 وحدة دولية وريدياً لمرة واحدة للأطفال بعمر أكبر من السنة). تجب إضافة الفيتامين A للأشخاص المعرضين لخطر المضاعفات الشديدة مثل:

  •  الرضع بعمر 6 أشهر – 2 سنة الذين يتطلبون القبول في المشفى.
  •  الرضع المصابين بالإيدز.
  •  الرضع في المناطق المتوطنة.

قد يكون الـ Ribavrein الوريدي مفيدا في الأخماج الشديدة.


الوقاية من الحصبة

التمنيع الفاعل:

يفيد اللقاح الحي للحصبة في الوقاية من الخمج، ويجب أن يعطى للأطفال بعمر 12 – 15 شهراً وبعمر 4 – 5 سنوات أو 11 – 12 سنة، و قد يبكر قليلاً في البدء بإعطاء اللقاح في مناطق توطن المرض (بعمر 10 أشهر). المعروف أن تأثيرات اللقاح تعترض بالأضداد الوالدية التي تعبر المشيمة (حتى عمر 12 شهر تقريباً) أو بالتمنيع المنفعل بالغلوبولين المناعي (المعطى بالأشهر الثلاثة السابقة للقاح). وينصح بإحراء اختبار جلدي للسلين (توبركولين) قبل إعطاء اللقاح أو بشكل مزامن له لأن التلقيح للحصبة قد يولد حالة من العطالة المناعية تستمر لمدة شهر.

اللقاح الحي للحصبة مضاد استطباب لدى النساء الحوامل والأطفال ناقصي المناعة أو مثبطيها خلال مرض حموي، أو في حال إعطاء الغلوبولين المناعي خلال الأشهر الثلاثة السابقة. وفي حال الإعطاء الخاطئ للقاح للأطفال مثبطي المناعة يجب دعمهم بالغلوبلين المناعي. علماً أن التلقيح خلال فترة قصيرة من التعرض للحصبة قد يقي من المرض.

التمنيع المنفعل:

قد يفيد غلوبلين المصل المناعي فيما إذا أعطي خلال خمسة أيام من التعرض في التخفيف من المرض أو الوقاية منه. ويستطب التمنيع المنفعل للأطفال المصابين بمرض مزمن أو مثبطي المناعة أو ناقصيها. ويعطى الغلوبولين المناعي بجرعة 0.25 – 0.5 مل/كغ للأطفال مثبطي المناعة ( والجرعة القصوى 15 مل).