الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي

pexels photo 262103

التهاب الجلد التأتبي “الأكزيما البنيوية” Atopic Dermatitis  هو مرض جلدي التهابي يسبب الحكة مزمن شائع عند الأطفال واليافعين وغالبًا ما يكون مرتبط بعوامل وراثية خاصًة لكن ازدياد حدوثه في الآونة الأخيرة يقترح احتمال وجود عوامل بيئية أيضًا.

يفسر التأتب بأنه ميل ذاتي أو عائلي لإنتاج زائد للأضداد وخاصًة من نمط IgE عند التعرض لمستضدات بروتينية ( العت، أوبار الحيوانات).
تختلف أعراض وعلامات التحسس من مريض لآخر، بحسب العضو المصاب فيمكن أن يكون الجلد في الإكزيما البنيوية، والرئة والقصبات في الربو، ومخاطية الأنف في التهاب الأنف التحسسي.
هذه الأعضاء هي موقع لحدوث الآلية التحسسية حين التعرض لمستضدات تؤدي إلى إنتاج زائد من IgE لكن يمكن أن يكون هنا مسببات أخرى مثل التخريش والإنتان وعوامل المناخ.

تشخيص الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي.

الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي
الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي

إن تشخيص الإكزيما البنيوية سريري ويعتمد على الاستجواب والعلامات السريرية.
سريريًا:
لدى الرضع والأطفال حتى عمر السنتين: يمكن أن تبدأ الإكزيما البنيوية في عمر مبكر، عادة حول الشهر الثالث من الحياة. الحكة دومًا موجودة وهي مسؤولة عن اضطرابات النوم عند الأطفال الصغار.
تكون الإصابة متناظرة على الانحناءات في الأطراف والوجه مع وجود الشحوب حول فوهات الوجه الفم والأنف والعينين ومكن أن يكون عند بعض الأطفال التهاب جلد دهنيًا (خبزة الرأس) في فروة الرأس.
تأخذ الآفات عادة أشكالًا أكزيمائية نازة في وقت الهجمات لا تلبث أن تتقشر. وقد لا يلاحظ جفاف الجلد إلا بعد أن يبلغ الطفل سنته الأولى وقد يترافق مع حبوب حمراء في الحالات الخفيفة.
الأطفال بعد عمر السنتين: يكون أكثر أماكن وجود الآفات في الثنايا (خاصًة الرقبة والثنايا المرفقية والمئبضية) أو على المعصم والكاحل، كذلك على حلمتي الثدي، أو خلف الأذن. يعاني هؤلاء الأطفال من هجمات موسمية خاصًة في الشتاء والخريف، وفي الحالات الشديدة نجد اندفاعات إكزيمائية معممة.

تشمل العلامات الصغرى التصبغ حول العينين، جفاف الجلد الذي يمكن أن يكون شديدًا بحيث يسبب السماك الشائع. يتحسن تدريجيًا في الصيف وبوضع المطريات، كذلك يمكن أن نجد بعض اندفاعات من الإكزيماتيد أو النخالية البيضاء.
عند البالغين: يمكن أن تعاود الأكزيما البنيوية على شكل هجمات مرتبطة بالحالات العاطفية.

إن البدء المتأخر للإكزيما البنيوية يستدعي إجراء الكثير من الاستقصاءات لنفي الجلادات الحاكة الأخرى مثل الجرب والتهاب الجلد العقبولي واللمفومات…الخ.

التشخيص التفريقي:

يجب تفريق الإكزيما البنيوية عن التهاب الجلد الدهني والصداف والجرب. الإزمانوالنكس مميزان لها إضافًة إلى المعايير سابقة الذكر.

معايير التشخيص

معايير إلزامية: جلاد حاك مترافق على الأقل مع ثلاثة معايير مما يلي
– سوابق شخصية لحدوث إكزيما في الثنايا أو في الوجه عند الأطفال أقل من ١٠ سنوات.
– سوابق شخصية بالربو أو التهاب الأنف التحسسي ( حمى العلف) أو سوابق عائلية بالتأتب لدى أقرباء من الدرجة الأولى لطفل أقل من ٤ سنوات.
– جفاف جلد أو سوابق جفاف جلد خلال سنة من مراجعة المريض.
– وجود أكزيما على الثنايا أو الوجنتين والجبهة وحدبات الأطراف لدى الأطفال أقل من ٤ سنوات.

الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي
الأكزيما أو التهاب الجلد التأتبي

علامات يمكن أن تشاهد ضمن سياق الإكزيما البنيوية ويمكن اعتبارها معايير صغرى:

  • سماك شائع و تقران جريبي.
  • إكزيما حلمة الثدي- التهاب الشفة المزمن- النخالية البيضاء.
  • عدم تحمل الصوف.
  • الكتوبية البيضاء التالية للتقبض الوعائي التالي لحك الجلد.
  • الطية الجفنية تحت الجفن السفلي أو مايسمى علامة دني مورغان.
  • القرنية المخروطية.
  • الساد.
  • تصبغات حول الحجاج.
  •  اضطرابات مناعية: على رأسها ارتفاع IgE في المصل/ البلازماالتطور: تميل الإكزيما البنيوية لدى الرضع عادة إلى التحسن تلقائيًا مع التقدم في العمر، ويحدث الشفاءالكامل في معظم الحالات. ويمكن أن تستمر في بعض الحالات مع احتمالات النكس فيما بعد.
    إن احتمال ظهور علامات تأتبية أخرى (ربو أو التهاب أنف تحسسي في السنة الثانية أو الثالثة) واردة مثل احتمالات السوابق العائلية التأتبية من الأقارب الدرجة الأولى.

اختلاطات الإكزيما البنيوية:

الخمج الثانوي ( الجرثومي أو الحموي): تزداد قابلية الخمج الثانوي لدى التأتبيين، وتستعمر العنقوديات المذهبة عادًة الجلد. يزداد حدوث التقشر، والهجمات الحادة من حمات الحلأ الإنساني(الحماق أو الحلأ البسيط) ويخشى لديهم من حدوث الأشكال الحادة من نمط كابوزي جيليوزبرغ.
اختلاطات عينية نادرة: الساد أو التهاب الملتحمة.

العلاج

يعتمد أولا على الوقاية فالإكزيما البنيوية مشكلة من مشاكل الصحة العامة، من حيث الاستعداد الوراثي،كذلك يجب الاهتمام بموضوع التدخين المنفعل والتغذية عند الطفل ولا سيما الإرضاع الوالدي للطفل.
لكن تقترح الدراسات أن إدخال التنوع الغذائي المبكر للطفل له دور مؤهب، ويجب تأخير إدخال بعض الأطعمة مثل زيت الأراشيد والسمك والبيض والفاكهة الاستوائية لما بعد السنة الأولى.
الوقاية من المحسسات الطيارة: الموجودة في المنازل مثل العت المترلي، والدمى الوبرية، والحيوانات ذات الأشعار والفرو، فهي من مسببات الربو بشكل خاص لكن يجب الابتعاد عنها في حالات الإكزيما أيضًا، حيث يمكن أن تحرض أكزيما تماس لدى هؤلاء المرضى. إن استخدام فراش سرير من البولي أوريتان مطلوب لهؤلاء المرضى.

التدبير:

إن النقاش الجيد والمطول مع مريض التأتب أو مع أهل الطفل المصاب هو أمر ضروري لتحقيق أفضل نوعية لحياة المصاب بالتأتب، ويجب دومًا التأكيد على النقاط التالية:
-الأكزيما البنيوية مرض مزمن ويحتاج لعلاج مطول، والشفاء ليس النتيجة الفورية المنتظرة.
-العناية الموضعية للجلد حجر أساس بالمعالجة لترميم الجلد كحاجز واق من المحيط الخارجي.
-المعالجة الموضعية بالستيروئيدات هي أمر هام جدًا ولابد منها في الهجمات وتطبق بحسب
وصف الطبيب المعالج.
-المعالجات البديلة يحددها الطبيب والمعالجة بالصادات وبمضادات الحمات الراشحة تخضع أيضًا لاستشارة الطبيب حين يلزم إعطاؤها.

المعالجة أثناء الهجمات

هدف المعالجة أثناء الهجمات إلى تخفيف حدة الالتهاب المحدث وتخفيف الحكة الشديدة المرافقة، وهي تعتمد على:-

-الستيروئيدات القشرية الموضعية: التي يجب أن تعطى بشكل مدروس وتسحب تدريجيًا بناء على التحسن لكي نجنب المريض من النكس أو الاعتماد على الستيروئيدات، يجب اختيار الستيروئيدات الموضعية بحسب عمر المريض والمنطقة المعالجة والمساحة.
-المطريات حجر الزاوية في المعالجة الوقائية، شرط ألا تحتوي على أية مواد عطرية يمكن أن تفاقم الحالة أو تشاركها بأكزيما تماس تحسسية.
-مضادات الهيستامين في حالات الحكة الشديدة للتخفيف من الحالة
-يجب المشاركة مع الصادات الحيوية والمضادات الفيروسية في حال اختلاط الإكزيما الجرثومي أو الفيروسي.
المعالجات الحديثةدف إلى التقليل من الحاجة للستيروئيدات، تعتمد على مركبات 506 FK  التي تعتمد على التعديل المناعي في (Pimecrolimus ) Askomycine و .(Tacrolimus) علاج الإكزيما البنيوية وتستطب في الحالات المتوسطة والخفيفة منها.

 

أشكال أخرى للإكزما

Dyshidrotic Eczema إكزيما عسر التعرق

شكل خاص من الأمراض الأكزيمائية مجهولة السبب، النظريات حول إمراضيتها متعددة فيعتقد أنها ذات إمراضية أساسية مجهولة السبب والبعض يعتقد بأنها ارتكاس تجاه بؤرة خمجية، جرثومية أو فطرية خاصًة على مستوى القدمين. أما علاقتها بفرط التعرق ما تزال قيد الجدل حيث لا يوجد ما يؤكد هذه العلاقة التي كانت مفترضة حين وصف هذا النوع من الإكزيما.
تبدو على شكل اندفاعات حويصلية صغيرة تأتي على هجمات، حاكة بشدة تتوضع على الوجه، قد تكون موجودة في البشرة دون أي قاعدة
حمامية، وأحيانًا تبدي البشرة تحتها حمامى التهابية صريحة، كما أن هذه الحويصلات يمكن أن تكون كبيرة على شكل فقاعات كبيرة مدماة أحيانًا. تأتي على هجمات فصلية أو تالية للتماس مع بعض المواد المحسسة مثل النيكل، ويمكن أن تأتي نادرًا ضمن سياق (التأتب) التحسس.
تعتمد المعالجة على الستيروئيدات الموضعية، تشارك أحيانًا مع الطريق العام في الحالات الشديدة والفقاعية.

Numular Eczema الإكزيما النمية

شكل خاص من الإكزيما التي تسمى أيضًا بالأكزيما الدينارية والإكزيما الجرثومية، تحدث بآلية مجهولة أيضًا، حيث يعتقد بوجود دور للخمج الجرثومي، أي أنها ارتكاس لبؤرة إنتانية بعيدة بدون أي دليل يؤكد صحة هذه النظرية. لكن يمكن أيضًا أن تحدث ضمن سياق التأتب لدى الأطفال خاصًة.
وتتظاهر على شكل لويحات حمامية مدورة على شكل الدنانير ذات حدود واضحة وبأقطار عدة سنتمترات، تتوضع خاصًة على الأطراف وبشكل متناظر أحيانًا. تحوي هذه اللويحات أحيانًا على حويصلات تنبثق لتترك مكانها سطوحًا نازة ومغطاة بقشور  ويمكن أن تؤدي إلى التحزز. تكون اختبارات الرقعة عادًة سلبية.
تعتمد المعالجة فيها على الستيروئيدات الموضعية القوية، وتجب المشاركة بالصادات في حال كشف المشاركة بالإنتان الجرثومي.

Seborrheic Eczema الإكزيما الزهمية

شكل إكزيمائي من التهاب الجلد الدهني الذي هو بالتعريف التهاب جلد حمامي وسفي مزمن يظهر بشكل خاص على المناطق الغنية بالإفرازات الدهنية من الجسم، يصيب حوالي ١٣% من البالغين، آليته الإمراضية غير محددة بشكل كامل لكن يعتقد بوجود دور هام لأبواغ المالاسريزيا فرفرا في
إحداثه.
يبدو سريريًا على شكل سطوح حمامية وسفية تصيب منطقة القص وأعلى الجذع والثنايا الإبطية والمغبنية وخلف الأذنين وتبدو الوسوف رطبة قليلا وصفراء اللون الفروة فيتظاهر على شكل قشرة رأس إما جافة تسمى نخالية الرأس الجافة أو رطبة وتسمى نخالية الرأس الرطبة.
هناك شكل خاص يصيب الرضع حتى عمر ستة أشهر يتظاهر بما يسمى خبزة الرأس وهو كناية عن توضع قشور سميكة رطبة ونازة ملتصقة على فروة الرأس مع أحيانًا ظهور اندفاعات حمامية وسفية على باقي أنحاء الجسم خاصًة الثنايا ومنطقة مقعد الطفل (الحمامى الإليوية).  كما يوصف الشكل المعمممنه لدى الأطفال على شكل أحمرية تسمى أحمرية لينر موسو تعتمد المعالجة فيه على المضادات الفطرية، كما يتم إزالة الوسوف بحالات الوسوف يمكن ببعض الحالات مشاركة حمض الصفصاف بتركيز (1-3%) مع الستيروئيدات الموضعية خفيفة الشدة.

Pityriasis Alba  النخالية البيضاء  (الأكزيماتيد)

التهاب جلد لا نوعي، يحدث بآلية مجهولة، ينظر له عادًة على أنه من العلامات الصغرى للأكزيما البنيوية.
يبدي نسيجيًا علامات شواك خفيف مع بعض السفاج. ويبدو سريريًا على شكل لويحات تبدأ حمراء قليلا مغطاة بوسوف ناعمة وجافة،مدورة أو بيضوية بأقطار ما بين 2-0.5 سم
فيما بعد تخف الحمامى ويبقى مكانها نقص تصبغ مغطى بوسوف جافة وناعمة. تبدو الآفات وحيدة أو متعددة وتصيب الأطفال ذوي البشرة الجافة – تتوضع خاصًة على الوجه والجذع والأطراف و خاصة بين الأعمار 3-16 سنة يجب تمييز هذه الاندفاعات عن البهاق خاصًة الذي لا يغطى عادًة بالوسوف، ويكون متناظرًا وذا حواف مصطبغة قليلا، كذلك عن الصداف والإكزيما المدنرة والنخالية المبرقشة.
تعتمد المعالجة على المطريات ويمكن المشاركة مع الستيروئيدات الخفيفة أحيانًا.