روماتويد الأطفال : الأسباب، الأعراض والعلاج

إن عملية تسمية المرض فى تطور مستمر و على الرغم من ذلك فإنه يوجد الكثير من القيود تحد من إستخدام كل اسم من أسماء هذا المرض:
إلتهاب المفاصل الروماتويدى فى الصغار: لكن هذه التسمية غير دقيقة لكون المرض سلبى المصل (سلبى للمعامل الروماتويدى) فى أغلب الحالات.
إلتهاب المفاصل المزمن فى الصغار: لكن هذا الاسم غير دقيق لكون هذا المرض لا يتضمن كل أنواع إلتهاب المفاصل المزمن فى الصغار.
الإلتهاب المفصلى مجهول السبب فى الصغار: و يعد هذا المصطلح هو أحدثهم. و يستنتج من هذه التسمية (مجهول السبب) أن تشخيص هذا المرض تعتمد على إستثناء بقية أسباب إلتهاب المفاصل فى الأطفال و هذا ما يحدث بالفعل.

معدل إنتشار المرض:
يصيب هذا المرض كلاً من الإناث و الذكور مع كونه كغيره من الأمراض الروماتيزمية الأخرى أكثر شيوعاً فى الإناث عنه فى الذكور. و تعتمد المرحلة العمرية التى يبدأ فيها المرض على نوعه. و يشيع حدوث هذا المرض فى العرق القوقازى عنه فى بقية الأعراق.

أسباب المرض:
لم يكتشف بعد السبب الفعلى لهذا المرض و على كل فإن هذا المرض من الأمراض المناعية التى يهاجم فيها الجهاز المناعى أنسجة الجسم ذاته لاسيما أنسجة المفاصل.و يحدث هذا الخلل بالجهاز المناعى لسبب غير واضح و لكن يبدو أن هناك بعض العوامل التى قد تستثير الجهاز المناعى مثل العوامل البيئية كبعض الفيروسات التى تعرضت لبعض الطفرات و أصابت الجسم ثم اختفت بعد إحداث ضرر دائم بالجسم و كذلك العوامل الچينية.
ونظراً لشيوع حدوث هذا المرض فى الإناث عنه فى الذكور فقد دفع هذا بعض الخبراء إلى الإعتقاد بدور الهرمونات الجنسية فى إحداث أو تعديل المرض. و بالرغم من ذلك فإن نقص الهرمونات الجنسية لا يحسن أعراض المرض كما لا تتسبب الهرمونات الجنسية البديلة أوالتعويضية فى زيادة أعراض المرض.
و من العوامل المصاحبة للإصابة بالمرض الآتى:
♦ الإستعداد الوراثى: تزيد إحتمالية الإصابة بالمرض عند وجود تاريخ مرضى للإصابة بالمرض بين أفراد العائلة.
♦ جنس المريض: تعد الإناث أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض عنه فى الرجال فى كافة المراحل العمرية.
♦ الضغط النفسى: من المعتقدات القوية أن الضغط النفسى قد يؤدى إلى تفاقم المرض و مع ذلك فإن أعراض المرض قد لا تتحسن بالرغم من تحسن الضغط النفسى. لذلك فإن العلاقة بين المرض و الضغط النفسى ليست علاقة واضحة.
و فى النهاية نستطيع القول بأن هذا المرض يحدث بسبب التفاعل ما بين كلاً من الإستعداد الوراثى و توافر العوامل البيئية المناسبة.

أنواع المرض:
تتضمن الثلاثة أنواع الكبرى لهذا المرض كلاً من النوع الذى يؤثر على عدد قليل من المفاصل و النوع الذى يؤثر على عدد كبير من المفاصل و النوع الذى يتميز بالأعراض العامة. و يفيد تقسيم المرض إلى أنواع فى تقرير العلاج الملائم لكل نوع كما أنه قد يعطى بعض المعلومات التنبؤية الخاصة بمستقبل المريض.
♦ الإلتهاب المفصلى القليل الغير متماثل مجهول السبب فى الصغار (Oligoarticular JRA):
يؤثر هذا النوع على عدد أربعة فأقل من المفاصل فى الستة أشهر الاولى من المرض. و يصيب هذا النوع خمسين بالمائه من المرضى المصابين بالإلتهاب المفصلى مجهول السبب فى الصغار. و عادةً ما يؤثر هذا النوع على مفصل الركبة و الكاحل و الكوع و من الممكن أن يؤثر على مفاصل أصابع اليد و القدم أيضاً. و لا يؤثر هذا النوع على مفصل الورك. و عادة ً ما يؤثر هذا المرض على المفاصل بشكل غير متماثل كما فى حالة إلتهاب أحد مفصلى الركبة دون الآخر. و يشيع وجود الأجسام المضادة لمكونات النواة الخلوية فى المرضى المصابين بهذا النوع عن الأنواع الأخرى.
و يعتبر المرضى المصابون بهذا النوع أكثر عرضة من مرضى الأنواع الاخرى للإصابة بإلتهاب القزحية المزمن والذى قد يحدث دون أية أعراض. لذلك يستوجب متابعة هؤلاء المرضى بصورة دورية كل ما يقرب من ستة أشهر بواسطة طبيب عيون محنك عن طريق إستخدام المصباح الشقى و ذلك لإكتشاف إلتهاب القزحية قبل حدوث أية مضاعفات.
و هناك جزء من هؤلاء المرضى يتطور بهم الحال لتشمل الإصابة أكثر من أربعة مفاصل فى الفترة بعد الستة أشهر الأولى من المرض.
♦ الإلتهاب المفصلى العديد المتماثل مجهول السبب فى الصغار (Polyarticular JRA):
يؤثر هذا النوع على عدد خمسة فأكثر من المفاصل فى الستة أشهر الأولى من المرض. و عادةً ما يؤثر هذا النوع على مفاصل اليدين و القدمين كما قد تتأثر مفاصل العنق و الفك و المفاصل الحاملة لوزن الجسم كمفاصل الورك و الركبة و الكاحل. و يحدث ثأثر المفاصل بشكل متماثل على جانبى الجسم كما فى حالة تأثر مفصلى الرسغ معاً.
و يؤثر هذا النوع من المرض على الإناث بشكل أكبر من الذكور. و يحدث هذا النوع فى 40% من المرضى المصابين بإلتهاب المفاصل مجهول السبب فى الصغار و كما الحال فى الإلتهاب المفصلى القليل الغير متماثل مجهول السبب فى الصغار فإن المرضى المصابون بهذا النوع عرضة أيضاً للإصابة بإلتهاب القزحية المزمن. لذلك وجبت المتابعة الدورية لهؤلاء المرضى بواسطة طبيب عيون خبير فى مثل تلك الحالات.
أما عن المعامل الروماتويدى (المصل)، فقد يكون هذا المعامل إيجابى فى بعض المرضى وقد يكون سلبى فى البعض الآخر
♦ الإلتهاب المفصلى مجهول السبب فى الصغار ذو الأعراض العامة (Systemic Onset JRA or Still’s Disease):
يتميز هذا النوع إلى جانب إلتهاب المفاصل بحدوث حمى و طفح بالجلد وردى اللون مع إحتمالية الإصابة بتورم الغدد الليمفاوية و تضخم الكبد و الطحال وإضطراب بوظائف الكبد و إرتفاع مستوى الفيريتين فى الدم. و يصعب تشخيص هذا النوع فى المرض حيث يتأرجح كلاً من الحمى و الطفح الجلدى ما بين الوجود و الإختفاء بين أوقات اليوم المختلفة. و يؤثر هذا النوع على الذكور أكثر من الإناث على عكس النوعين السابقين من المرض. و يحدث هذا النوع فى 10 % من المرضى المصابين بإلتهاب المفاصل مجهول السبب فى الصغار
و بالإضافة إلى الأعراض العامة، يتميز هذا المرض أيضاً بتضرر أجهزة الجسم الداخلية كما يحدث مع إلتهاب الأغشية المحيطة بالقلب (شغاف أو غلاف القلب) و الرئتين والأغشية المبطنة للبطن. و يعرف أيضاً هذا النوع بمرض ستيلز (Still’s disease) فى الصغار و المراهقيين كى نميزه عن مرض ستيلز فى البالغين. وعلى عكس النوعين السابقين من المرض فإن المعامل الروماتويدى (المصل) يكون سلبى فى الحالات المصابة بهذا النوع.

♦ الأنواع الأخرى:
يضم بعض الخبراء إلى الإلتهاب المفصلى مجهول السبب فى الصغار ثلاثة أنواع أخرى: النوع الذى يتميز بإلتهاب أماكن تواصل الأوتار و الأربطة مع العظام والنوع المصاحب لمرض الصدفية الجلدية. أما النوع الأخير فهو نوع غير محدد بحيث لا يمكن وضعه ضمن أى من الأنواع الأخرى أو ينطبق عليه خصائص أكثر من نوع واحد من الأنواع الأخرى.
• • و يحدث النوع الأول فى الذكور فوق الثمانية أعوام من العمر أكثر من غيرهم و يتميز بإلتهاب أماكن تواصل الأوتار و الأربطة مع العظام كإلتهاب خلف و أسفل عظمة الكعب و الطرفين العلوى و السفلى لصابونة (غطاء) الركبة و ألم بالظهر نظراً لإعتلال الفقار و المفصل العجزى الحرقفى. و أكثر مفاصل الجسم تأثراً بهذا المرض مفاصل الأطراف السفلية. و نادراً ما يتسبب هذا المرض فى حدوث إلتهاب بالشريان الأورطى (الأبهر) مما قد يؤدى إلى حدوث إرتجاع بالصمام الأورطى.و يرتبط هذا النوع بكل من إعتلال الفقار التيبسى و أمراض إلتهاب الأمعاء المناعى و إلتهاب المفاصل التفاعلى. و يشيع هذا النوع فى هؤلاء ذوى التحليل الإيجابى لمعقد التوافق النسيجى المناعى (HLA-B 27).
• • أما عن النوع الثانى فإنه يصيب الإناث أكثر من الذكور و يصاحب مرض الصدفية الجلدية على الرغم من إن إلتهاب المفاصل قد يسبق ظهور الإلتهاب الجلدى الصدفى بعدة سنين. و أكثر المفاصل تأثراً بهذا المرض مفصل الركبة و الكاحل و مفاصل القدم و اليد. و عادةً ما يحدث إلتهاب المفاصل بشكل غير متماثل على جانبى الجسم كما فى حالة تورم الركبة اليمنى دون اليسرى. و قد يؤثر المرض على المفصل العجزى الحرقفى. و يشمل هذا النوع إلى جانب وجود الطفح الجلدى و إلتهاب المفاصل بوجود إلتهاب بالأغشية الزلالية للأوتار مع إلتهاب مفاصل الأصابع اليد و القدم مما يؤدى إلى تورم الأصبع فيصبح الأصبع كالسجق أو النقانق. و قد يصاب المريض بنقر فى الأظافر و قد ينفصل الظفر جزئياً أو كلياً عنمكانه.

أعراض و مضاعفات المرض:
يشتمل المرض فى بداية حدوثه على أعراض غير محددة مثل الشعور بالخمول و قلة نشاط الطفل مع فقدان الشهية و إحتمالية حدوث أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا و لكنها ممتدة الأجل.
♦ تورم المفاصل: وقد تبدأ الأعراض بحدوث عرج و صعوبة بالسير. أما عن الأعراض الأساسية للمرض فتشتمل حدوث تورم بالمفاصل. و قد يصعب إكتشاف تورم المفاصل إكلينيكياً خاصة عندما يؤثر الإلتهاب على مفاصل الفقرات و المفاصل العجزية الحرقفية و مفاصل الكتف و الورك و الفك و فى هذه الحالة قد يفيد الإستعانة بالأشعة التشخيصية مثل أشعة الموجات فوق الصوتية و التصوير بالرنين المغناطيسى لإكتشاف إلتهاب مثل تلك المفاصل.
♦ ألم المفاصل: يعتبر ألم المفاصل من أهم أعراض هذا المرض على الرغم من أن الطفل قد يجد صعوبة فى التعبيرعن هذا العرض.
♦ التيبس الصباحى و الذى يتحسن تدريجياً مع الحركة.
♦ تلف و تشوه المفاصل و الذى يحدث فى هذه الحالات المزمنة مع إهمال العلاج.
♦ إلتهاب القزحية (Iritis): قد يصاب المرضى بإلتهاب القزحية المزمن بواقع واحد مريض من كل خمسة مصابين بهذا المرض لاسيما الإناث منهم. و قد يحدث هذا الإلتهاب دون وجود أية أعراض و يتم إكتشافه بالكشف الإكلينيكي بواسطة طبيب عيون خبير بإستخدام المصباح الشقى. لذلك يستوجب الفحص الدورى المنتظم للأطفال المصابين بهذا المرض بإستخدام المصباح الشقى للإكتشاف المبكر للإلتهاب قبل حدوث أية مضاعفات حيث أن تأخر العلاج قد يؤدى إلى حدوث ضرر دائم بالعين مثل حدوث المياه الزرقاء بالعين و إعتام عدسة العين و حدوث تليف و إلتصاقات بالعين و قد يؤدى فى بعض الأحيان إلى فقد البصر. و تتباعد مرات الفحص الدورى للعين مع تقدم عمر الطفل حيث أنه تقل إحتمالية الإصابة بإلتهاب قزحية العين مع تقدم العمر.
♦ إضطراب النمو: قد يؤدى المرض لاسيما فى حالة إلتهاب العديد من المفاصل أو تأثر الأجهزة الداخلية بالجسم إلى حدوث تأخر بنمو الجسم بصفه عامة. و على العكس من ذلك فإنه فى حالة تأثر القليل من المفاصل ;كما فى حالة تأثر مفصل وحيد بالجسم; فإن هذه المفاصل قد تنمو بمعدل أعلى من المعدل الطبيعى نظراً لزيادة تدفق الدم للغضروف النامى بجوارالمفصل الملتهب مما يؤدى إلى عدم تماثل جانبى الجسم
♦ هشاشة و ترقق العظام: يعتبر هؤلاء المرضى عرضة للإصابة بهشاشة و ترقق العظام بسبب عوامل عدة من ضمنها سوء التغذية و نشاط المرض و العلاج بالهرمونات الإستيرويدية.
♦ ضعف و ضمور العضلات: قد يحدث ضعف و ضمور العضلات بسبب قلة حركة المريض نتيجة لألم و تشوه المفاصل و سوء التغذية و العلاج بالهرمونات الإستيرويدية.
♦ عيوب الأسنان التقويمية: قد تحدث عيوب الأسنان التقويمية بسبب إضطراب نمو الفك كنتيجة لإلتهاب مفصلى الفك و الفقرات العنقية (انظر الصورة بالأسفل).
صغر حجم الفك فى مرض الإلتهاب المفصلى مجهول السبب فى الصغار
♦ الداء النشواني (Amyloidosis): ويحدث هذا الداء فى الحالات النشطة طويلة الأجل. ويتميز هذا المرض بترسيب مادة تشبه النشا ما بين الخلايا مما يؤدى إلى خلل بوظائف أجهزة الجسم المختلفة.
♦ متلازمة نشاط كرات الدم البيضاء الأكولة (Macrophage Activation Syndrome): يعتبر هذا العرض من المضاعفات الخطيرة لهذا المرض و التى قد تودى بحياة المريض. و تحدث هذه المتلازمة فى مرضى النوع المتميز بالأعراض العامة عند تعرضهم لبعض العوامل مثل تناول بعض العقاقير لاسيما أثناء نشاط المرض أو عند تعرضهم لعدوى شديدة.

تشخيص المرض:
يتطلب تشخيص المرض طبيب متخصص في الأمراض الروماتيزمية وذلك للأسباب التالية:
♦ وجود أسباب عدة لألم المفاصل فى الأطفال.
♦ عدم وجود إختبار حاسم و قاطع لتشخيص المرض.
♦ لا يتواجد المعامل الروماتويدى فى كل الأنواع. كما أن نتائج الإختبارات المعملية تكون طبيعية فى معظم المرضى.
♦ الأشعة السينية لا تفيد بصورة مباشرة فى تشخيص المرض و لكنها تفيد فى إستثناء بقية أسباب ألم المفاصل فى الأطفال مثل الكسور و الأورام و العيوب الخلقية و العدوى المفصلية. و قد يفيد تحليل السائل الزلالى بالمفصل فى إستثناء بقية أسباب ألم المفاصل فى الأطفال.

 

علاج المرض:
يشتمل الفريق الخاص بعلاج هذا النوع من الأمراض كل من طبيب أمراض الأطفال المتخصص فى الأمراض الروماتيزمية و الممارس العام و ممرضة متخصصة وأخصائى العلاج الطبيعى و أخصائى العلاج المهنى بالإضافة إلى طبيب العيون و طبيب الأسنان و جراح العظام و ممرضة المدرسة ومعلم الفصل المدرسى ومستشار التوظيف المهنى و العامل الإجتماعى. و لابد من إشراك كلاً من الطفل و عائلته فى الخطة العلاجية.
ويهدف العلاج إلى تثبيط نشاط المرض ومنع مضاعفاته مما يساعد على الحفاظ على مشاركة الطفل فى الأنشطة الإجتماعية و الرياضية و ممارسة أنشطته الحياتية بشكل طبيعى.
ولقد تطور علاج هذا المرض تطوراً كبيراً فى فترة العشرين عاماً الأخيرة. و يتم علاج معظم المرضى بإستخدام مضادات الإلتهاب الغير إستيرويدية و الحقن المفصلى للهرمونات الإستيرويدية ومضادات الروماتيزم المعدلة للمرض  و قد تفيد العقاقير الحديثة مثل العقاقير البيولوچية.

♦ العلاج الدوائى: يتضمن العلاج الدوائى لهذا المرض المجموعات الدوائية الآتية:
• مضادات الإلتهاب الغير الإستيرويدية (Non-steroidal anti-inflammatory): تساعد هذه المجموعة الدوائية على تخفيف الألم و تثبيط الإلتهاب. و يسمح بإستخدام كل من النابروكسين و الإيبوبروفين و الميلوكسيكام و التولميتين و الإندوميثاسين و الديكلوفين فى الأطفال. و تفضل العقاقير التى يمكن تناولها مرة أو مرتين يومياً لضمان الإلتزام بالعلاج. و لقد تبين فاعلية عقار السيليكوكسيب فى إحدى الدراسات. و يتم تحديد الجرعة المطلوبة بناءاً على حالة المريض و وزن جسمه.
• الكورتيزون (Cortisone): و يستخدم هذا النوع من العقاقير بالأخص فى النوع الذى يتميز بالأعراض العامة حيث أنه يساعد على تثبيط الإلتهاب و تحسين الأعراض العامة للمرض. و فى هذه الحالة قد توصف هذه العقاقير عن طريق الفم أو عن طريق الحقن بالعضل أو بالوريد. و يجب الإحتراس عند إستخدام هذه المجموعة الدوائية لتجنب أعراضها الجانبية العديدة لاسيما فى هذه الحقبة العمرية.
• الحقن المفصلى لعقاقير الكورتيزون: و يستخدم هذا النوع من العلاج فى المرضى الذين يعانون من إلتهاب عدد قليل من المفاصل حيث يفيد فى تقليل الإلتهاب دون الحاجة لتناول هذه الهرمونات عن طريق الفم أو الحقن.
• مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض: تعتبر هذه المجموعة الدوائية من الأدوية المعدلة للجهاز المناعى و تساعد على علاج إلتهاب المفاصل ومنع تآكلها وأهمها:
• • الميثوتريكسات (Methotrexate): يعد هذا العقار من أهم عقاقير هذه المجموعة الدوائية و أكثرهم إستخداماً. و يعتبر أكثر فاعلية فى النوع العديد المتماثل و النوع القليل الغير متماثل و لكنه أقل فاعلية فى الأنواع الأخرى مثل النوع الذى يتميز بالأعراض العامة.
• • السلازوبيرين (Salazopyrine): يستخدم هذا العقار فى الأنواع الآتيه: النوع الكثير المتماثل و النوع القليل الغير متماثل و النوع المصاحب بإلتهاب أماكن إرتباط الأوتار و الأربطة بالعظام. و عادةً ما يستخدم هذا العقار فى حالة عدم القدرة على إستخدام عقار الميثوتريكسات أو حدوث أعراض جانبية لعقار الميثوتريكسات.
• • الأرافا (Arava): يستخدم هذا العقار بخاصةً فى النوع الكثير المتماثل. و عادةً ما يستخدم هذا العقار فى حالة عدم القدرة على إستخدام أو حدوث أعراض جانبية لعقار الميثوتريكسات.
• • السانديميون نيورال (Sandimmun Neoral): يعد هذا العقار ذو فائدة كبرى فى التحكم بالأعراض العامة للمرض فى هذا النوع الذى يتميز بالأعراض العامة مما يساعد على تقليل جرعة الهرمونات الإستيرويدية و لكنه لا يفيد بصورة كبيرة فى علاج إلتهاب المفاصل.
• العلاج بالأدوية البيولوچية أو الحيوية: وتتضمن (أ) مثبطات عامل نخر الورم (عامل تى إن إف): تتضمن هذه المجموعة الدوائية كلاً من عقار الإنبريل (Enbrel) وعقار الريميكيد (Remicade) وعقار الهيوميرا (Humira). وتستخدم هذه المجموعة الدوائية فى حالة عدم الإستجابة المرضية لمضادات الروماتيزم المعدلة للمرض. (ب) عقاقير بيولوجية أخرى مثل عقار الأكتيمرا (Actemra) ومثبط مستقبلات عامل الانترلوكين 1 ويفيد الأخير فى علاج نوع المرض المتميز بالأعراض العامة حيث يحسن كلاً من إلتهاب المفاصل و الأعراض العامة.

♦ العلاج الطبيعى:
يمكن الاستعانة ببعض التمارين الرياضية المنتظمة لزيادة قوة العضلات و مرونة المفاصل. و تعتبر رياضة السباحة من أحسن هذه الرياضات لهؤلاء المرضى. كما تساعد الكمادات الباردة على تقليل تورم المفاصل و يساعد الكمادات الدافئة على تحسين تيبس المفاصل.

♦ العلاج المهنى:
يساعد العلاج المهنى المريض على ممارسة أنشطته الحياتية و ممارسة عمله الوظيفى بشكل طبيعى قدر الإمكان دون الإعتماد على الآخرين مما يساعد على دعم المريض و عائلته مادياً و معنوياً. و يعتمد هذا العلاج على وضع خطة علاجية بناء على الحالة الصحية للمريض و الظروف الإجتماعية المحيطة و الأهداف المنشودة فضلاً عن التعاون مع الجهات الأخرى مثل عائلة المريض و أفراد مدرسته. وقد يستعان فى هذه الخطة العلاجية بالأدوات المساعدة كالدعامات وهي تساعد المريض على أداء مهامه الحياتية اليومية. ويتضمن هذا العلاج حث المريض على الإعتماد على المفاصل الغير مصابة لممارسة نشاطاته مع إجراء تعديلات على منزل المريض لجعل بيئة المريض أنسب ما تكون لحالته الصحية بالإضافة إلى تنظيم لقاءات تثقيفبة لكل من المريض وعائلته. ويمكن تعديل الخطة العلاجية بناءً على التغيرات التى تطرأ على الحالة الصحية للمريض من نشاط أو خمول المرض. ينصح دائماً ببداية العلاج المهنى فور تشخيص المرض لتحقيق أفضل ظروف للحياة اليومية للمريض وعائلته.
يساعد العلاج المهنى المريض على الإعتناء بذاته و بنظافته بعدد من النصائح والطرق المتبعة والتي تتضمن:
• إستخدام الملابس سهلة الفتح و الغلق مع الإستعانة ببعض الأدوات كالخطافات التى تساعد على غلق الأزرار وشداد السحاب (السوستة) الذى يساعد على إغلاق السحاب. أما عن الأطفال الذين يجدون صعوبة فى الإنحناء فيمكن الإستعانة بماسك طويل اليد لإرتداء الجوارب. كما يساعد العلاج المهنى المرضى على تعلم الطريقة المثلى لإرتداء ملابسهم دون إجهاد المفاصل المصابة.
• أما عن الإستحمام فقد ينصح المرضى الذين يجدون صعوبة فى الوصول إلى أجزاء أجسامهم المختلفة بإستخدام لوفة ذات يد طرية و طويلة لسهولة الإمساك بها.
• أما عن الأطفال الذين يجدون صعوبة فى الجلوس أو الوقوف داخل حوض الإستحمام فمن الممكن الإستعانة بمقعد مخصص يوضع داخل حوض الإستحمام.
• وفى حالة صعوبة تنظيف الأسنان بالفرشاة فقد يستعان بفرشاة ذات يد كبيرة و طويلة لسهولة الإمساك بها أو إستخدام فرشاة كهربية.
• أما فى حالة وجود صعوبة بالتطريز فمن الممكن اللإستعانة بمخياط ذو يد مخصصة لتسهيل المهمة.
• وقد يستعين الأطفال الذين يجدون صعوبة بالوصول إلى خلف الرأس أثناء تمشيط الشعر بفرشاة شعر طويلة اليد.
• وبالنسبة للحلاقة فمن الممكن إستخدام ماكينات حلاقة ذوات يد طويلة أو الإستعانة بماكينات حلاقة كهربائية.
• أما عن الفتيات اللواتي يرغبن فى إستخدام أدوات الزينة فيمكنهن إستخدام ماسك ذا يد قابلة للتعديل للتعامل مع أدوات الزينة بشكل أسهل.
• وفى الأطفال الذين يعانون من ألم باليدين و الرسغ فقد يستعان ببعض الأدوات الخفيفة ذات يد كبيرة وغيرها كما فى حالة إستخدام السكاسين ذات اليد الملتوية والأدوات التى تمسك فى اليد بإستخدام الأربطة وفاتح البرطمانات والزجاجات والأدوات التى تساعد على فتح مقبض الباب.
• أما عن الأطفال الذين يعانون من ألم و تيبس بالفقرات العنقية فقد يساعدهم إمالة عدسات النظارات للحصول على رؤية سليمة.
• كما ينصح هؤلاء المرضى بالعادات الصحية السليمة التى تكفل الحفاظ على صحة العظام بالرغم من قلة الحركة و إستخدام العقاقير التى قد تؤدى إلى هشاشة العظام.
• أما عن الأطفال الذين يعانون الحياتية بسبب الطقس البارد فقد ينصحهم أخصائى العلاج المهنى بإرتداء الملابس المناسبة التى تمكنهم من اللعب مع الحفاظ على دفء الجسم مثل إرتداء القفازات وقد ينصحهم أيضاً بإستخدام الأغطية الكهربائية لتقليل الألم و تحسين النوم.
• كيفية إستغلال أوقات الفراغ: من المهم أيضاً تقييم حالة المريض الصحية ودراسة إمكانياته الذهنية والجسدية وإختيار ما يناسبه لشغل وقت الفراغ بشكل مفيد ومثمر
• ويساعد العلاج المهنى الطفل بتوفير بعض الأدوات التقويمية والتى تساعد على دعم وإعادة تقويم المفاصل وتحسين الألم وتيبس المفاصل لاسيما فى فترات إستخدام المفصل كما هو الحال أثناء اللعب وأداء التمارين الرياضية وممارسة الصناعات اليدوية والعمل وحتى فى فترات الراحة. كما قد يساعد إستخدام الجبائر التبادلية على إعادة بسط المفصل المنثنى لإستعادة وظيفة المفصل مع الوقت.
• ويساعد العلاج المهنى الأطفال المرضى على تعلم كيفية التفاعل والتعاون مع الأصدقاء وزملاء الدراسة على نطاق كل من الأفكار الذهنية والألعاب. ويساعد الأطفال المرضى أيضاً على إنتقاء أنواع الألعاب المفيدة لحالتهم الصحية وقدراتهم الجسمانية والإبتعاد عن الألعاب التى قد تتسبب فى إيذاء المفاصل. كما يساعد العلاج المهنى الأطفال المرضى على تعلم كيفية التعبير عن شعورهم بالألم مما يزيد من قدرتهم على التفاعل مع المجتمع ويزيد من ثقتهم بأنفسهم.
• ويساهم العلاج المهنى فى بناء صداقات وطيدة بين المرضى بعضهم البعض وقد ينظم أخصائى العلاج المهنى معسكرات صيفية للأطفال المرضى مما يشعرهم بالألفة وأنهم ليسوا منفردين أو مختلفين عن غيرهم.
• يساعد كل من العلاج المهنى و العلاج الطبيعى المريض بوضع برنامج من التمارين الرياضية تتناسب وعمر الطفل والتى تساعد على تقوية العضلات المحيطة بالمفصل المصاب وتحسين ألم وتيبس المفصل ومنع حدوث تشوهات بالمفصل. ويقوم كل من أخصائى العلاج المهنى و أخصائى العلاج الطبيعى بإدراج هذه التمارين مع لعب الطفل حيث تؤدى تلك التمارين مع صحبة من الأصدقاء دون الشعور بالملل كما هو الحال فى رياضة السباحة و الرياضات الخفيفة الغير تنافسية والصناعات اليدوية.
• المريض و الدراسة: قد يحتاج الطفل المريض إلى إجراء بعض التعديلات فى الأنشطة المدرسية والظروف البيئية بالمدرسة وما يتناسب و قدراته البدنية حتى يتمكن من الإلتزام بالحضور وممارسة الأنشطة المختلفة. و يتعاون كل من أخصائى العلاج المهنى ومشرفى المدرسة وعائله المريض لتحقيق هذا الهدف بحيث يتمكن المريض من أداء الأنشطة المختلفة دون الشعور بالألم أو الإجهاد و فى نفس الوقت يسمح للمريض بأخذ فترة من الراحة أثناء أداء التمارين حتى نتجنب إصابته بالإجهاد. كما يسمح للمريض بالوقوف وأداء تمارين بسط العضلات أثناء فترات الجلوس الطويلة فى المدرسة مع إجراء بعض التعديلات فى برنامج التمارين الرياضية و ما يتناسب و قدرات المريض البدنية. وقد يستدعى الأمر فى بعض الحالات إستخدام المصعد الكهربائى بدلاً من الدرج.
وقد ينصح أخصائى العلاج المهنى المريض بالإستيقاظ المبكر من النوم مع أخذ حمام دافئ وأداء التمارين الرياضية لتقليل الإحساس بالألم والتيبس أثناء اليوم.
كما قد ينصح أخصائى العلاج المهنى المريض بأخذ الأوضاع البدنية المناسبة أثناء أداء الأنشطة المختلفة لتقليل العبء على المفصل المصاب.
ويتعاون أخصائى العلاج المهنى مع مدرس الفصل بإكتشاف القيود الدراسية التى يعانى منها المريض وكيفية التغلب عليها. حيث ينصح المريض بإستخدام أقلام كبيرة الحجم وطرية الممسك لتسهيل الكتابة. كما قد يستعان بمقاعد عالية مع إمكانية إمالة المكتب أثناء الكتابة. و يمكن إستخدام لوحة مفاتيح خاصة أثناء العمل على الحاسوب والتى تسمح بوضع أذرع المريض فى الوضع السليم وتجنب العبء على المفاصل المصابة. كما ينصح بإستخدام مجموعتين من الكتب واحدة للمنزل وواحدة للمدرسة بحيث لا يضطر الطفل إلى حمل حقائب ثقيلة. وينصح أيضاً بالإقلال من الكتابة والعمل على الحاسوب والجلوس على المقاعد بدلاً من الأرض ومنح المريض المزيد من الوقت لأداء الواجب المدرسى و الإنتقال بين الفصول الدراسية.
• ويستمر دور العلاج المهنى حتى مرحلة نضوج الطفل والمراهقة حيث يبدأ وضع الخطط المستقبلية الخاصة بالتعليم الجامعى والتوظيف. فيتعلم المريض كيفية إبلاغ صاحب العمل بحالته المرضية بصورة إيجابية ويتعرف المريض على حقوقه كموظف يعانى من مرض مزمن. وقد يساعد العلاج المهنى المريض على الحصول على الموارد المالية اللازمة لتعليمه الجامعى. كما قد ينصح المرضى بالإشتراك بالعمل التطوعى لإكتساب الخبرة و لزيادة الثقة بالنفس. و يجب على المريض الموازنة بين الحضور الجامعى أو العمل لوقت كامل دون التقصير فى الإعتناء بنفسه والإهتمام بحالته الصحية. ومع نضوج الطفل يتم تأهيله نفسياً للإنتقال من مرحلة الرعاية بواسطة طبيب الأطفال إلى مرحلة العلاج بواسطة طبيب البالغين.

♦ العناية بالصحة الغذائية للمريض:
يعانى هؤلاء الأطفال من سوء التغذية نظراً لفقدان الشهية و تأثر الفكين و الأطراف العليا كما قد يصاب هؤلاء الأطفال بهشاشة العظام نظراً لسوء التغذية و نشاط المرض و العلاج بالهرمونات الإستيرويدية و كذلك فى النوع المصاحب بإلتهاب الأمعاء المناعى. لذلك يجب إستشارة أحد أخصائى التغذية للعناية المثلى بالصحة الغذائية للمريض. ملحوظة: أثبتت بعض الدراسات أن إستهلاك كميات كبيرة من الأحماض الدهنية الغنية بالأوميجا 3 قد يفيد هؤلاء المرضى.

• • الإلتزام بالعلاج:
قد يؤدى طول مدة المرض مع العوامل الأخرى إلى دفع المريض للشعور بالملل وترك العلاج. لذلك يجب تشجيع المريض وعائلته على الإلتزام بالعلاج بإعطاء جلسات تعليمية للمريض بخصوص المرض وأهمية الإلتزام بالعلاج لمنع المضاعفات الجسيمة لهذا المرض مع إستخدام الأدوية المستساغة قليلة التكلفة و التى يمكن تعاطيها بأقل عدد من المرات يومياً و كذلك تحفيز الطفل على تناول الأدوية بالجوائز.

♦ العلاج الجراحى : يستخدم العلاج الجراحى  فى الحالات الشديدة وغالباً ما يستخدم العلاج الجراحى لإصلاح تشوه وتيبس المفاصل وإستعادة حركتها الطبيعية.

التنبوء المستقبلى بحالة المريض:
قد يتمكن بعض المرضى مع العلاج الحازم و السريع لهذا المرض من التحسن و الحياة بشكل طبيعى بينما تعانى الحالات الشديدة و التى لم تتلقى العلاج اللازم من قصور بالنمو و فقد تدريجى لوظيفة المفاصل المصابة. و لحسن الحظ; فقد تطور علاج هذا المرض تطوراً كبيراً فى العقدين الأخرين. و يساعد الإكتشاف المبكر للمرض و العلاج الحاسم مع الحصيلة المعلوماتية الكبيرة للمريض و الخاصة بمرضه على الحصول على أفضل النتائج. ونخلص إلى أن هذا المرض لم يعد من الأمراض اللعينة التى يقبع فيها الطفل عاجزاً فى منزله فقد نجح الكثير من المرضى فى الإحتراف فى العديد من الرياضات و العديد من المهن الوظيفية.