ما هو الشيء الذي يجب توقعه ولماذا ذلك ليس سيئاً كما تظنين
سنذكر هنا عدد الأرطال التي سيتم جمعها وتكديسها – ولماذا تتوقفين عن الشعور بالتوتر (بشكل كبير جداً) فيما يتعلق بزيادة وزنك أثناء الحمل.
بالرغم من أن العالم بأكمله يستطيع أن يرى بأنك حامل بشكل واضح جداً إلا أن سماعك لصديق أو جار يصرخ “يا إلهي- أنت كبيرة بحجم المنزل!” لا يجعل هذه الأم المستقبلية تشعر بشعور جيد.
بالتأكيد كنت تتوقعين بأنك ستكسبين بضعة أو أكثر من بضعة أرطال عندما ترين علامة الزائد على تلك القطعة البلاستيكية لاختبار الحمل؛ ولكن يحتمل أن لا تكوني مستعدةً للواقع المتعلق بجسم الحامل الذي تنظرين إليه يحدق بك مرة ثانية في المرآة – ذلك الجسم الذي يحتوي ثديين متورمين وفخذين سميكين ومؤخرة تستحق الرمز البريدي الخاص بها – أو بالنسبة للآخرين عندما يشيرون إلى التغيير الحاصل في شكل جسمك.
وفقاً لماجي بومان Maggie Baumann المختصة بالعلاج النفسي ومقر عيادتها في نيوبورت بيتش في كاليفورنيا “يعتبر أمراً طبيعياً أن تندهشي بسبب زيادة الوزن التي ستحصل لديك أثناء الحمل – يمكن أن تبدو وكأنك اكتسبت الكثير من الوزن خلال فترة زمنية قصيرة”؛ ولكن يمكن أن يكون اكتساب هذا الوزن في فترة الحمل تجربة إيجابية.
زيادة الوزن أثناء الحمل بالأرقام
فقط كم سوف تكدسين خلال فترة الحمل – أربعين أسبوعاً؟
تقول باتريشيا لو Patricia Lo طبيبة أمراض النساء والتوليد في مركز ميموريكال كير سادلباك الطبيMemorialCare Saddleback في لاجونا هيلز في كاليفورنيا: “يعتمد هذا في الغالب على مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل Body Mass Index ” وتقول أيضاً: “بالنسبة للنساء ذوات مؤشر كتلة الجسم BMI العادي من 18.5 إلى 24.9 نوصي بحوالي 25 إلى 35 رطلاً من زيادة وزن الحمل”.
كما تقول: النساء اللواتي يعانين من نقص الوزن لديهن مساحة أكبر قليلاً ويمكنهن الحصول على ما بين 28 و 40 رطلاً؛ إن النساء ذوات الوزن الزائد (مع مؤشر كتلة جسم بين 25 و29.5) ينبغي أن يكسبن ما بين 15 إلى 25 رطلاً أما بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من السمنة (من لهن كتلة الجسم من 30 أو أعلى) ينبغي أن يكسبن فقط من 11 إلى 20 رطلاً؛ إذا كانت المرأة حاملاً بتوائم فستكون الزيادة في الوزن أثناء الحمل أعلى بشكل أكيد.
لحسن الحظ لديك متسع من الوقت للاستعداد والتحضر لزيادة الوزن التي ستحصل لديك بسبب الحمل؛ فخلال الأشهر الثلاثة الأولى يجب ألا تكتسبي أكثر من 4 أرطال إجمالاً.
تبين أن بعض النساء يفقدن الوزن خلال الأشهر الثلاثة الأولى بسبب المعاناة من الغثيان في الصباح ونفورهن من للطعام.
ستشاهد الحامل (وستشعر) خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل كيف سيزداد وزنها بشكل واضح؛ يحدد مؤشر كتلة الجسم قبل الحمل مقدار ما يجب أن تكسبه الحامل خلال هذه الفترة أيضاً.
وفقاً لما تقوله باتريشيا لو: إذا كانت المرأة الحامل تعاني من نقص الوزن أو إذا كان وزنها ضمن الطبيعي فينبغي أن تكتسب رطل واحد تقريباً كل أسبوع من الثلثين الأخيرين.
وينبغي أن تكتسب النساء ذوات الوزن الزائد 1 حوالي 0.6 رطل أسبوعياً والنساء اللواتي يعانين من السمنة يجب أن يكسبن حوالي نصف رطل كل أسبوع خلال الثلثين الثاني والثالث.
أين يذهب كل هذا الوزن خلال الحمل؟
فهل يبدو أن هذه الأرطال المتراوحة بين 25 و 35 رطلاً والتي ينصح بها الأطباء مرتفعة جداً بالنسبة للطفل الذي سيبلغ وزنه حوالي 7 رطل؟ اتضح أن الطفل الصغير سوف يحتاج فقط حوالي 26 في المائة من إجمالي الزيادة الحاصلة في وزن الحامل.
يمكن أن تشعر المرأة الحامل كما لو أنها تخزن الدهون الصرفة ولكن يمكن أن تعزى معظم الزيادة الحاصلة في الوزن إلى سوائل الجسم وإلى توسع أنسجة الجسم؛ مع زيادة وزن الحمل لمدة 30 رطلاً تقريباً ستحصل الحامل على زيادة تعادل 4 أرطال من السوائل و 4 أرطال من حجم الدم المُضاف و 2 رطل من أنسجة الثدي و 2 رطل من الأنسجة في الرحم ورطل ونصف الرطل من المشيمة (عضو لم يكن موجوداً من قبل!) 2 رطل من السائل الأمنيوسي وكذلك حوالي 7 رطل من الدهون والبروتين وغيرها من المواد الغذائية، و 7.5 رطل من الفرح (هذا طفلك!).
لماذا يحتاج طفلك إلى هذه الأرطال الزائدة؟
يحتاج الطفل الذي ينمو في الرحم إلى هذه الأرطال لدعم نموه ولكي يتمكن من النمو بشكل كبير وقوي. تقول كاثلين م. راسموسن Kathleen M. Rasmussen أستاذة العلوم المختصة في علوم التغذية بجامعة كورنيل ورئيسة لجامعة كورنيل ورئيسة لجنة زيادة الوزن أثناء الحمل: “النساء اللواتي لا يحصلن على زيادة بالوزن بشكل كافٍ أثناء الحمل لديهن مخاطر أكبر للولادة المبتسرة أو لولادة أطفال منخفضي الوزن عند الولادة”.
إعادة النظر في المبادئ التوجيهية في معهد الطب: “يمكن أن يتعرض الأجنة صغار الحجم في فترة الحمل ويواجهوا كل أنواع المشاكل عند الولادة وفي وقت لاحق في الحياة – وهذا يعني أنهم كامل مدة الحمل كانوا يعانون من نقص الوزن – ومن ضمن المشاكل أيضاً يمكن أن يعانوا من مشاكل في الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي.”
الإجهاد والتوتر يمكن أن يجعل الحامل تكتسب المزيد من الوزن
كما لو أن هرمونات الحمل التي تحفز الرغبة الشديدة بتناول رقائق البطاطا المغطاة بالشوكولاتة لدرجة تصعب معها مقاومتها غير كافية؛ إذ يوجد هناك مادة كيميائية مهيجة أخرى تتحرك في الجسم عند التعرض لمواقف عصيبة وهي: الكورتيزول Cortisol. يتم إطلاق الكورتيزول في الجسم عند الشعور بالقلق (فيما يتعلق بزيادة الوزن والمواعيد النهائية في العمل أو بخصوص أن تعلق في زحمة المرور) حيث يعمل الكورتيزول على رفع الشهية مما يتسبب في الأكل أكثر وبالتالي يتسبب في تخزين المزيد من السعرات الحرارية كدهون في منطقة الخصر.
لذلك في المرة القادمة التي تتوترين فيها وتبلغين رقماً على المقياس يولد لديك وخزاً مؤلماً من الذعر الداخلي يجب عليك عندها أن تأخذي نفساً عميقاً؛ التنفس الطويل والبطيء والثابت – ذلك النوع من التنفس الذي يملأ الرئتين والبطن ويدفع الحجاب الحاجز – يساعد على إعادة ضبط الدماغ وإرسال الأفكار المرهقة بعيداً والتخلص منها وإفساح مجال أكبر للأمور والأفكار الحسنة مثل حقيقة أن كل تلك الأوزان الزائدة هي لذلك الشخص الجديد الخاص الذي ينمو داخل جسم المرأة الحامل.
كم ستخسرين من الوزن عند الولادة؟
في اللحظة التي يخرج فيها الطفل إلى خارج جسم الأم ستخسر الأم حوالي 11 رطلاً وهذا يأخذ في الاعتبار وزن الطفل وكل ذلك السائل الأمنيوسي والمشيمة.
بعد أسبوعين من الولادة سوف يستقر مستوى هرمونات الحمل من جسم المرأة (هرمونات صناعة الأطفال) مما يسمح لجسمها بالتخلص من الوزن المتمثل بالسوائل الذي كان يحتبسها ويتم معالجة أماكن تخزين الدهون والتعامل معها.
تقول راسموسن Rasmussen: ” بشرط عدم اكتساب الكثير من الوزن خلال فترة الحمل فإن تناول الطعام بشكل صحيح وممارسة التمارين الرياضية والمعتدلة سيساعدك على إنقاص الوزن المتبقي نتيجة الحمل بالطفل بسرعة ولو بشكل نسبي” وسوف تتمكنين من ارتداء الجينز الذي اعتدت عليه قبل الحمل في أي وقت من الأوقات.