المشيمة الملتحمة والمنغرسة وعميقة الانغراس PLACENTA ACCRETA/INCRETA/PRECRETA
إن الارتكاز المعيب للمشيمة من الحالات الخطيرة التي يمكن أن تتعرض لها الحامل و التي تحدث عندما تندخل المشيمة بعمق أكثر من الحد الطبيعي داخل عضلة الرحم. فالمشيمة هي العضو الذي يهب الحياة للجنين ، و هي صلة الوصل بين الأم و الجنين . فهي تعمل على إمداد الجنين بالأغذية و الأوكسجين و الدم اللازم لإتمام عملية نمو الجنين.
ما هي العوامل التي تؤهب لحدوث مشيمة ملتصقة ؟
مجموعة من الأمور تزيد من فرص حدوث المشيمة الملتصقة ، و هي الحالات التي تسبب ضعف في عضلات الرحم كما يلي :
- وجود ندبات جراحية كسوابق قيصريات أو عمليات أخرى أجريت في الرحم. لوحظ في الآونة الأخيرة ازدياد حدوث المشيمة الملتصقة مع الإقبال الكبير على العمليات القيصرية.
- عدد مرات الحمل (تزداد فرص حدوث مشيمة متقدمة بازدياد عدد مرات الحمل). نلاحظ عند بعض الناس ثقافات خاطئة أو قلة في الوعي و الرغبة في إنجاب عدد كبير من الأولاد كستة أو سبع األاد زاد من فرصة حدوث المشيمة الملتصقة.
- عمر الأم :تزداد نسبة حدوث مشيمة ملتصقة بازدياد عمر الأم، حيث يشيع حدوث المشيمة الملتصقة عند السيدات اللواتي تجاوز عمرهن 35 سنة .
- للمشيمة الملتصقة ثلاث درجات حسب عمق انغراس المشيمة في الرحم. في الأحوال الطبيعية تغزو الزغابات المشيمية عادة الطبقات السطحية فقط من الصهريج القاعدي الجنيني الرحمي، وعندما تغزو الزغابات بعمق ضمن جدار الرحم، تعرف الحالة عندها ب placenta accreta أو placenta increta أو placenta precreta وذلك حسب عمق الغزو، ويصاب حوالي حمل واحد من أصل 2500 حمل بهذه الحالات.
- يحدث placenta accreta (الملتحمة) عندما تغزو الزغابات الطبقات العميقة من الصهريج القاعدي الرحمي و لكن بدون أن تخترق عضلة الرحم (المشيمة ملتصقة بعضلة الرحم و لكن لا تخترقها) ، وتعتبر هذه الحالة أكثر شيوعاً ومسؤولة عن حوالي 80% من كافة الحالات.
- يحدث placenta increta (المنغرسة) عندما تغزو الزغابات عضلة الرحم ولكن دون أن تصل سطح الرحم المشيمائي أو المثانة وتعتبر مسؤولة عن حوالي 15% من كافة الحالات.
- يحدث placenta precreta (عميقة الانغراس)عندما تغزو الزغابات كافة الطريق إلى المشيماء الرحمية، و تخترق كل عضلات الطبقة الرحمية و تبرز على سطح الرحم أو تخترق العضلات القريبة مثل المثانة. تعتبر هذه الحالة أقل شيوعاً من الحالات الثلاثة للتوضع غير الطبيعي وتكون مسؤولة عن حوالي 5% من كافة الحالات.
تشخيص الارتكاز المعيب للمشيمة :
التشخيص الحاسم بوجود ارتكاز معيب للمشيمة يكون فقط خلال الولادة، و لكن هناك مجموعة من العلامات التحذيرية التي تنبئ بوجود مشيمة ملصقة، كحدوث ألم و نزيف مهبلي في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، فإذا حدث نزيف عند الحامل عليها التوجه فورًا إلى طبيبها وعندما يشك الطبيب باحتمال وجود ارتكاز معيب للمشيمة يمكنه طلب إجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية أو حتى رنين مغناطيسي لتحديد مكان انغراس المشيمة و عمق ذلك الانغراس.
من الإجراءات التشخيصية لكشف المشيمة الملتصقة تحليل بروتين الفيتوبروتين الذي يشير ارتفاعه إلى وجود التصاق في المشيمة.
مخاطر الارتكاز المعيب للمشيمة :
يؤثر الارتكاز المعيب للمشيمة سلبا على صحة الأم و الجنين كما يلي:
- تزيد المشيمة الملتصقة من خطر حدوث نزيف مهبلي خلال فترة الحمل ، غالبا ما يكون في الأشهر الثلاثة الأخيرة كونها تحد من تقلص عضلة الرحم، كما تعرض السيدة لخطر حدوث نزيف مهبلي شديد بعد الولادة، غالبا ما يحتاج إلى نقل دم و هي حالة تهدد حياة الأم نتيجة زيادة خطر حدوث تخثر دم منتشر داخل الأوعية، كما يمكن أن تؤدي إلى فشل رئوي و حدوث متلازمة ضيق التنفس عند السيدة، و احتمال حدوث فشل كلوي.
- يعرض الأم لخطر حدوث ولادة مبكرة.
- في حال عدم توقف النزيف بعد الولادة يمكن أن يضطر الطبيب لإجراء استئصال رحم.