فوائد العنب وفوائد الزبيب: تعرف عليها

العنب Grape فاكهة قديمة، ورد ذكره في التوراة، الأساطير، وفي كثير من حكايات الأوليين، وكرّس الإغريق القدماء إلهاً من آلهتهم للخمر المصنوع منه، ويُعتبر العنب أقدم فاكهة عرفها الإنسان.

موطنها الأصلي قد وُجدت بذور العنب في العديد من المستحاثات القديمة، وتشير الدراسات التاريخية المختصة إلى وجود العنب في مصر القديمة في أيام الفراعنة منذ 3000 سنة قبل الميلاد، كما وُجد منذ آلاف السنين في بلاد الصين، واستهلكه اليونان والرومان القدامى.

الثمرة

هو ثمرة ناعمة القشرة، لبيّة، عصيرية، تنمو على شجرة خشبية، وتظهر على عناقيد، يتفاوت لون ثمار العنب بحسب أصنافه، وتكون ألوانها إما سوداء، أو زرقاء، أو بنفسجية، أو ذهبية اللون تميل إلى الخضرة، أو بيضاء.

أهم أصناف العنب المحلية

  • العنب الأوروبي.
  • العنب الأمريكي.

الخواص الغذائية للعنب

  • يتميز العنب باحتوائه على نسبة جيدة من المواد السكرية السريعة الامتصاص، والسهلة الهضم، حيث يحوي كمية

كبيرة من سكر الغلوكوز وسكر الفركتوز.

  • من حيث الفيتامينات نجد أن العنب هو أغنى الفواكه بها، وخاصة الفيتامينات (A,B,C).
  • من حيث المعادن يحتوي العنب مقدار عالٍ من البوتاسيوم، كما يحتوي على كمية من الكالسيوم، الصوديوم،

المغنيزيوم وحمض الفوسفور، ونجد العنب أيضاً في مقدمة الفواكه التي تحوي السكاكر بأنواعها.

  • يرجع الطعم حلو المذاق الذي يتميز به العنب لاحتوائه على نسبة عالية من السكريات.
  • يحتوي العنب الطازج سواء الأخضر أو الأحمر لكل 100 غ على كميات متساوية من سكر الغلوكوز والفركتوز،

بينما يحتوي الزبيب على حوالي أربعة أضعاف نسبة السكر الموجودة بالعنب الطازج.

محتوى العناصر الغذائية في 100غ عنب:

ماء81,6غ
بروتين0,6غ
دهون0,7غ
ألياف0,5غ
مواد نشوية16,2غ
طاقة حرارية76كيلو كالوري
كالسيوم15ملغ
فوسفور15ملغ
حديد0,9ملغ
فيتامين A7مكغ
ثيامين0,05ملغ
ريبوفلافين0,04ملغ
نياسين0,5ملغ
فيتامين C3ملغ
بوتاسيوم250ملغ
صوديوم6ملغ
زنك16ملغ

 

فايتو العنب ومقاومة الأمراض:

يحتوي العنب على العديد من الفايتو المقاوم للأمراض وحدوث الأورام، مثل:

فايتو (أنثوسيانين Anthocyanin)

هي صبغة ملونة مسؤولة عن اللون الأحمر أو الأزرق أو الأرجواني للعنب الأحمر والأسود.

مضاد للتأكسد ويساعد على تنشيط الإنزيمات المسؤولة عن تكسير المواد المسرطنة المتراكمة بالجسم، وقد أثبتت التجارب أن فايتو (أنثوسيانين العنب) له القدرة على منع تكون ونمو خلايا أورام الكبد، المعدة، الثدي، والقولون، كما يعيق تطوّر خلايا أورام الجلد وسرطان الدم، ويمنع تأكسد الكولسترول الضار، كما يحمي الخلايا الدهنية من التأكسد، ويقلل التصاق كريات الدم الحمراء بجدار الأوعية الدموية.

فايتو (الأحماض الفينولية Phenolic)

يقلّل تكوّن المركّبات النيتروزية المسرطنة الموجودة في اللحوم المصنعة والأغذية المحفوظة، كما يمنع التصاق البكتيريا الضارة بالأسنان المسببة للتسوس، والتصاق البكتيريا المسببة لالتهابات المثانة البولية بجدران الخلايا.

فايتو (إيلاجيك Ellagic)

مضاد للتأكسد ويساعد على تنشيط الأنزيمات المسؤولة عن التخلص من المواد المسرطنة، ويقلل من تزايد وتكاثر خلايا الأورام.

فايتو (كلوروجينيك Chlorogenic )

يقلل تكوّن الأمينات متغايرة الحلقات (Heterocyclic Amines) التي تتكون في اللحوم المشوية على الفحم والمسؤولة عن حدوث تغيرات سرطانية بخلايا المعدة والقولون، وهي ترتبط بزيادة نسبة الإصابة بسرطان الثدي، كما أثبتت الأبحاث أنه يقلل من تراكم المواد المؤكسدة المسؤولة عن شيخوخة خلايا الجسم.

فايتو (روتين Rutin)

مقوٍّ لجدران الأوعية الدموية الدقيقة، ويحتوي العنب الأسمر على نسبة عالية من فايتو (روتين)، الذي يتواجد أيضاً في الزبيب، لأنه يتحمّل حرارة التجفيف.


الخواص العلاجية للعنب

الطب القديم ( Traditional Medicine):

  • عُرف العنب كغذاء وعلاج في العهود السابقة، خاصةً عند المصريين والصينين حيث قدّسوا شجرة العنب.
  • استُخدمت حمية العنب في الطب الصيني القديم لتنظيف الجسم والتخلص من السموم المتراكمة، حيث يتناول الشخص

العنب وعصير العنب فقط لمدة عشرة أيام متتالية كحمية تنظيفية للجسم، ومنشّطة للكبد، خاصةً مع الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون الحيوانية المشبعة.

  • عُرف تأثيره المفيد للوقاية من السرطان وأمراض القلب، الكبد، وأمراض الشيخوخة، وله تأثير في تجديد أنسجة

الجسم وصحة الخلايا.

  • استُخدم منقوع أوراق كرمة العنب خاصةً الأوراق الحمراء كعلاج للإسهال، النزيف الحيضي، دوالي الساقين،

البواسير، وهشاشة الشعيرات الدموية.

  • استخدم عصير العنب لعلاج حالات احتباس السوائل بالجسم، التهابات البول، تنشيط الكبد، علاج اليرقان، والتهاب

الحويصلة المرارية، كما استخدم خل العنب في أنظمة إنقاص الوزن.

  • بالرغم من احتواء العنب على نسبة عالية من سكر الغلوكوز والفركتوز، لكنه يتميز بانخفاض مؤشره الغلوكوزي

Glycemic index) low)، لذلك يؤدي تناوله إلى ارتفاع بطيء للسكر في الدم.

تصلب الشرايين

للعنب تأثير إيجابي في الحد من مشكلة تصلب الشرايين، خاصة العنب الأحمر إذا أُكل كاملاً أو شُرب عصيره، حيث ثبتت فعاليته لاحتوائه على فلافونيدات (Flavonoids) مضادة للتأكسد تساعد على زيادة إنتاج أكسيد النيتريك (Nitric Oxide) المنبثق من الصفائح الدموية، وتقلل تكوّن تخثرات الدم، وتساعد على تمدد مجرى الشرايين واتساعها، وبالتالي تساعد على حماية القلب والشرايين من تأثير الجذور الحرة (سوبر أكسيد Superoxide) المسؤولة عن شيخوخة الخلايا، تصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، كما يحتوي عصير العنب الأحمر أو النبيذ الأحمر على فايتو (كويرستين Quercetin) الذي يقي من أمراض القلب.

السرطان

مضاد للسرطان لوجود مضادات الأكسدة فيه بكميات مناسبة، التي تُخلّص الجسم من الجذور الحرة الضارة، مثل مركبات “الفلافونيدات” التي تكثر في أصنافه الملونة الحمراء والبنفسجية والسوداء، لتشكّل تقريباً 4 أضعاف نسبتها في العنب الأخضر، وتكثر هذه المركبات تحت القشرة لهذا لا ينصح بنزعها أثناء الأكل بل تؤكل بعد غسلها جيداً.

الإمساك

العنب مصدر غني بالألياف مما يجعله مفيداً لعلاج الإمساك، خاصة عند الأطفال.

أمراض الكلى

مفيد لمرضى الاضطرابات الكلوية، لأنه يحوي كميات مناسبة من الماء والأملاح، كما أنه يساهم بشكل جيد في عملية تصفية الدم وتنقيته من السموم.

أمراض الكبد

يحتوي العنب على مركّبات مضادة للالتهابات ولسموم الكبد ولبعض حالات الحساسية، وتجلّط الدم بسبب تأثيره الإيجابي على الصفائح الدموية.

إعطاء الطاقة

السكر الرئيسي في العنب هو الغلوكوز، وهو سكر سريع الامتصاص، لأنه سكر بسيط يدخل إلى الدم مباشرة، ولا يحتاج لتحليل، ويسمى هذا السكر بسكر العنب لغنى العنب به.

أمراض الجهاز الهضمي

يخفّض الحموضة التي تصيب المعدة في حالات عسر الهضم والقلق، لأنه يحتوي على العديد من الأحماض الطبيعية ذات التأثير القاعدي التي تعادل الحموضة.

وأوراق العنب مفيدة لعلاج الزحار، الإسهال واضطرابات الجهاز الهضمي، وإذا طُبخت وأُعدت مثل الشاي فإنها تفيد في إدرار البول وتنظيف الكلى والمثانة من الأملاح.

سلامة الجهاز العصبي

يحتوي العنب خاصةً القشرة، مجموعة من عناصر فيتامين (B) المركب الذي يحتاجه الجسم في نواحٍ كثيرة، خاصة للحفاظ على سلامة الجهاز العصبي.

هشاشة العظام

العنب يحتوي على عنصر البورون الذي يساهم في زيادة هرمون الأستروجين عند الإناث في سن اليأس، وبذلك يعمل هذا الهرمون على الإقلال من التعرّض لمرض هشاشة العظام في هذه المرحلة العمرية، وذلك عن طريق زيادة امتصاص الكالسيوم من الغذاء.

بذور العنب وخفض ضغط الدم

لبذور العنب استخدامات طبية كثيرة، منها خفض ضغط الدم المرتفع، وتحسين مستواه وانتظامه، كما لها دور في نضارة ومرونة الجلد، لأهميتها في تحسين صحة الخلية، وإن زيت بذور العنب غني بفيتامين (هـ) الذي يزيد الخصوبة، كما يحتوي على أحماض دهنية غير مشبعة بنسب عالية تحمي القلب والشرايين.

التهاب المفاصل الرثياني

أثبتت دراسة حديثة أجريت على مرضى التهاب المفاصل الرثياني الذين تلقوا جرعات عالية من زيت بذور العنب الأسمر (حوالي 10,5 غ يومياً لمدة ستة أشهر) أنّ هؤلاء المرضى قد أظهروا تحسناً ملحوظاً في بعض الأعراض مثل تيبس المفاصل الصباحي وألم المفاصل.

فوائد أخرى لبذور العنب

أظهرت دراسات أخرى أنّ تناول حامض غاما لينولينيك المستخلص من بذور العنب الأسمر، يقلّل من أعراض الأكزيما والتهاب الجلد، ويقلّل من مساحة الجلد المصابة، وقد وُجد أيضاً أن له فوائد إكلينيكية لمرضى الالتهابات المناعية.


الزبيب

يتم الحصول على الزبيب بتجفيف العنب، وقديماً كان يتم تجفيف العنب بتعرضه لأشعة الشمس، أما اليوم فيتم تجفيف العنب بطرق اصطناعية مدروسة للمحافظة على القيمة الغذائية، وعدم فقدان بعض الخواص بفعل حرارة التجفيف.

تشير الدراسات العلمية الحديثة إلى أن للزبيب قيمة غذائية عالية، وفوائد صحية متعددة نظراً لاحتوائه على مضادات الأكسدة الطبيعية التي تؤدي دوراً مهماً في منع العديد من الأمراض من خلال كبح الجذور الحرة الناتجة عن عمليات أكسدة المواد الغذائية، أو عن طريق الملوّثات البيئية كالدخان، الهواء الملوث، الأدوية، والسموم الأخرى.

ويحتوي الزبيب على سكريات بسيطة تتراوح كمياتها بين 64-62%، وهي سهلة الهضم والتمثيل، وتزوّد الجسم فوراً بالطاقة الضرورية، وتؤثر بشكل إيجابي من الناحية الغذائية في التبادل الغذائي وفي الجملة العصبية، فضلاً عن تنشيط عمل الهرمونات والأنزيمات، كما يحتوي الزبيب أيضاً على فيتامينات ضرورية لجسم الإنسان مثل الثيامين، الريبوفلافين، حمض النيكوتتين، حمض اليانتوتينيك، البيريدوكسين، البيوتين، حمض الفوليك، وفيتامين C بكميات متفاوتة تختلف حسب صنف العنب.


فوائد الزبيب

  • يُعد مصدراً جيداً للأملاح المعدنية بسبب غناه بالكالسيوم والمغنيزيوم والنحاس والبوتاسيوم، إذ يؤدي هذا الأخير دوراً

في انخفاض ضغط الدم عند المرضى المصابين بارتفاعه مع المحافظة على معدله طبيعي.

  • يُعد الزبيب الأسود من أهم أنواع الزبيب احتواءاً على الحديد الضروري لصنع الهيموغلوبين في كريات الدم الحمراء.
  • يعد من الأغذية جيدة المحتوى من الألياف، إذ يحتوي الزبيب على نحو 5% من المادة الجافة ألياف، وترتفع نسبتها

في بذوره لتصل إلى 48% من وزن البذور الجافة، وتؤدي الألياف دوراً مهماً في المساعدة على الوقاية من مشكلات الإمساك والبواسير و تخفيض كمية الكولسترول ولاسيما الكولسترول الضار(LDL) بنسبة 15%.

  • يُوصف في علاج الرشح والزكام واحتراق الصدر والمعدة والأمعاء.
  • مفيد لأمراض الكلى والمسالك البولية والقصبة الهوائية.

مقارنة الخواص الغذائية لكل 100 غ من العنب الطازج والزبيب:

  • يحتوي الزبيب على حوالي أربعة أضعاف (السعرات الحرارية، البوتاسيوم، الألياف الغذائية، وسكر الغلوكوز

والفركتوز) التي يحتوي عليها العنب الطازج.

  • يحتوي العنب الطازج على حوالي ثلاثة أضعاف فيتامين C الذي يحتوي عليه الزبيب، لأنّ الفيتامين يُفقد بتأثير حرارة

التجفيف.

عصير العنب لخفض ضغط الدم

عصير العنب يحتوي على الكثير من الأحماض العضوية الطبيعية، وقد تبين أن عصير العنب غني بمركبات الحديد التي تدخل في تكوين الدم، ومركبات الكالسيوم التي تدخل في تكوين العظام، الأسنان، والغضاريف.

في تجربة أُجريت على 40 رجلاً كورياً يعانون من ارتفاع بسيط في ضغط الدم وُجد أن شرب عصير العنب لمدة 8 أسابيع أدّى إلى خفض الضغط لديهم بصورة واضحة.

وقد وُجد في دراسة حديثة أن هناك ميكانيكية فعلية لتأثير عصير العنب على خفض ضغط الدم، حيث يؤدي إلى استرخاء الأوردة والشرايين.

عصير العنب للوقاية من أمراض القلب والشرايين

أشارت الدراسات المتعددة إلى أن تناول كأس أو كأسين من عصير العنب الأحمر أو النبيذ الأحمر (Red Wine) يومياً يحد من نسبة حدوث أمراض القلب والشرايين.


نصائح خاصة

  • العناية بغسل العنب جيداً قبل تناوله، فمن الممكن أن يُرَش ببعض المواد الكيماوية كسلفات النحاس التي تضر

بالصحة.

  • العصير الطازج له فوائد كثيرة، ومن الضروري تناوله بعد استخراجه بواسطة العصارات التي تعصر الثمرة

وبذورها معاً، شريطة أن يتم تناوله بسرعة، لأن للعصير خاصية التخمّر السريع.

  • عند شرب النبيذ يثنصح باختيار النبيذ المرّ، لأن النبيذ الحلو يضاف له مادة (PVPP) التي تجعل فايتو (كويرستين)

ينفصل عن مركب العصير وبالتالي تقل قيمته الصحية.

  • يفضّل أكل العنب الطازج بدلاً من الزبيب، لأن العنب الطازج يفقد بعض الفايتو المهم بفعل حرارة التجفيف لتحويله

إلى زبيب مثل فايتو (أنثوسيانين) وفايتو (كاتيشين)، بينما لا تتأثر بعض أنواع الفايتو الأخرى بحرارة التجفيف مثل فايتو (روتين).

  • يمكن استعمال العنب على مدار السنة فهو يؤكل ناضجاً، وبشكله الطبيعي في أواخر فصل الصيف وخلال الخريف،

بل ويمكن تناول شرابه قبل نضجه أي عندما يكون حصرماً أمّا في الشتاء فيؤكل مجففاً.

  • ليس هناك ضرر على الإنسان إذا أكثرتَ من تناول العنب، شريطة أن تكون الأمعاء سليمة، وغير مصابة بالالتهاب.
  • البعض يفضّل العنب بدون بذرة، ربما لسهولة تناوله والبعض يمضغ الحبة ويتخلص من القشرة، إلا أن الأبحاث

العلمية أثبتت فوائد للقشرة والبذرة، فالقشرة غنية بالألياف ومضادات الأكسدة، والبذرة فيها فوائد، ولكن ليس من الضرورة بلعها بل يكفي مضغها.


 

اترك تعليقاً