تعلم أسباب التحول إلى نظام غذائي نباتي وابدأ في تناول كميات أقل من اللحوم اليوم- أو استغنِ عن اللحوم نهائياً.
لماذا ينجذب الناس إلى النباتية Vegetarianism؟ يريد البعض أن يعيش حياةً أطول فقط وأكثر صحةً؛ تحول آخرون إلى النباتية بهدف الحفاظ على موارد الأرض الطبيعية أو بسبب حبهم للحيوانات وعدم تقبُلهم الأخلاقي لفكرة أكلها.
بفضل وفرة البحث العلمي الذي يوضح الفوائد الصحية والبيئية للنظام الغذائي النباتي؛ حتى أن الحكومة الفيدرالية توصي وتنصح بأن نستهلك معظم السعرات الحرارية من منتجات الحبوب والخضروات والفواكه.
وليس أمراً غريباً أن نسبة حوالي 70 في المئة من جميع الأمراض بما في ذلك ثلث جميع أنواع السرطان مرتبطة بالنظام الغذائي؛ يقلل النظام الغذائي النباتي من خطر الأمراض التنكسيَة المزمنة مثل السمنة ومرض الشريان التاجي وارتفاع ضغط الدم والسكري وأنواع معينة من السرطان بما في ذلك سرطان القولون والثدي والبروستاتا و المعدة والرئة وسرطان المريء.
لماذا التحول إلى النظام الغذائي النباتي؟ فكر ملياً في هذه الأسباب:
عليك درء المرض:
تعدُ النظم الغذائية النباتية صحيةً أكثر مقارنةً بالنظام الغذائي الأمريكي العادي وخاصةً في الوقاية من أمراض القلب وعلاجها أو إزالة الآثار السلبية لأمراض القلب وعكسها وتقليل خطر الإصابة بالسرطان؛ يعتبر اتباع نظام غذائي نباتي قليل الدسم الطريقة الأكثر فعالية لوقف تطور مرض الشريان التاجي أو منعه تماماً حيث تؤدي أمراض القلب الوعائية إلى وفاة مليون أمريكي سنوياً وهو السبب الرئيسي للوفاة في الولايات المتحدة.
لكن معدل الوفيات الناجمة عن أمراض القلب الوعائية لدى النباتيين أقل من غير النباتيين؛ يقول جويل فيرمان “Joel Fuhrman” الحائز على الدكتوراه في الطب ومؤلف كتاب “كُل لتعيش: المعادلة الثورية لفقدان الوزن بسرعة وباستدامة” “Eat to Live: The Revolutionary Formula for Fast and Sustained Weight Loss” يعتبر اتباع النظام الغذائي النباتي أمراً صحياً بشكل طبيعي لأن النباتيين يتناولون كميات أقل من الدهون والكوليسترول الحيواني (لا يتناول النباتيون الدهون الحيوانية أو الكولسترول) وعوضاً عن ذلك يتناولون المزيد من الألياف والمنتجات الغنية بمضادات الأكسدة _ ويعد هذا سبباً مهماً آخر للاستماع إلى ما تطلبه الأمهات وتناول الخضار.
يتوجب عليك أن تحافظ على وزنك منخفضاً:
إن النظام الغذائي الأمريكي القياسي(الغني بالدهون المشبعة والأطعمة المُصنَعة وقليل الاعتماد على الأطعمة النباتية والكربوهيدرات المعقدة) يجعلنا نصاب بالبدانة ويقتلنا ببطء؛ وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention) وقسم من مراكز السيطرة على الأمراض، فإن المركز الوطني للإحصاءات الصحية يعاني 64 في المئة من البالغين و 15 في المئة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 19 من زيادة الوزن وهم معرضون لخطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالوزن بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري.
وجدت دراسة أجراها دين أورنيش Dean Ornish”” (رئيس ومدير معهد بحوث الطب الوقائي في سوساليتو بكاليفورنيا) خلال الفترة من عام 1986 إلى العام 1992 أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن والذين اتبعوا نظام غذائي نباتي قليل الدسم فقدوا في المتوسط 24 رطلاً في السنة الأولى وحافظوا على هذه النتيجة لمدة 5 سنوات لاحقاً؛ تمكنوا من خسارة الوزن دون القيام بحساب السعرات الحرارية أو الكربوهيدرات ودون قياس الحصص الغذائية أو الشعور بالجوع.
سوف تعيش لمدةٍ أطول:
تستطيع إضافة حوالي 13 عاماً صحياً إلى حياتك إذا تحولت من النظام الغذائي الأمريكي القياسي إلى النظام الغذائي النباتي كما يقول مايكل ف. روزن “Michael F. Roizen” مؤلف كتاب “The RealAge Diet اجعل نفسك أصغر سناً مع ما تأكله”؛ ويقول في كتابه “تكون فترة حياة الأشخاص الذين يستهلكون الدهون المشبعة الحيوانية أقصر ويكونون أكثر عجزاً في نهاية حياتهم، إذ تسد المنتجات الحيوانية الشرايين وتستنفذ طاقتك وتقوم بإبطاء نظامك المناعي كما يواجه أكلة اللحم خللاً وظيفياً إدراكياً وجنسياً في سن أصغر”
هل تريد المزيد من الأدلة على إطالة العمر؟
وفقاً لدراسة استمرت 30 عاماً شملت أكثر من 600 شخص من سكان مدينة أوكيناوا إذ أن سكان أوكيناوا في اليابان لديهم أطول متوسط عمر متوقع لأي ياباني وعلى الأغلب يمتلكون متوسط العمر المتوقع الأطول في العالم؛ وتبين أن سرهم يكمن في اتباعهم نظاماً غذائياً منخفض السعرات الحرارية من الكربوهيدرات المعقدة غير المكررة والفواكه والخضروات الغنية بالألياف وفول الصويا.
يجب عليك أن تقوم ببناء عظام قوية:
عندما لا يتواجد ما يكفي من الكالسيوم في مجرى الدم فإن أجسامنا ستأخذ ما تحتاجه من الكالسيوم الموجود في العظام وكنتيجة لعملية الاستقلاب هذه ستصبح هياكلنا العظمية مسامية وتفقد قوتها بمرور الزمن؛ ينصح معظم ممارسي مهنة الرعاية الصحية بزيادة مدخول أجسامنا من الكالسيوم بالطريقة الطبيعة أي من خلال الأطعمة، تزودنا الأطعمة أيضاً بعناصر غذائية أخرى مثل الفوسفور والمغنيزيوم وفيتامينD والتي تعتبر ضروريةً للجسم لكي يتمكن من امتصاص الكالسيوم والاستفادة منه.
يستطيع الأشخاص الذين يعانون من عدم تحمل كمية معتدلة من اللاكتوز الاستمتاع بتناول كميات صغيرة من منتجات الألبان مثل اللبن والجبن والحليب الخالي من اللاكتوز؛ ولكن إذا كنت تتجنب الألبان بشكلٍ كامل فلا يزال بإمكانك الحصول على جرعة صحية من الكالسيوم عبر تناول الفاصولياْ الجافة والتوفو وحليب الصويا والخضروات الداكنة مثل البروكولي واللفت والكرنب واللفت الأخضر.
سوف ينخفض خطر الإصابة بالأمراض التي تحملها الأطعمة:
يذكر مركز السيطرة على الأمراض بأن الأمراض التي تنقلها وتحملها الأطعمة على اختلاف أنواعها تسبب 76 مليون حالة مرضية في السنة وهذا يؤدي إلى 325000 حالة تستوجب العلاج في المستشفيات و 5000 حالة وفاة في الولايات المتحدة؛ وحسب بيانات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تساهم الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم والدواجن والأسماك والمأكولات البحرية وتشارك بشكل متكرر في تفشي الأمراض المنقولة عن طريق الأطعمة.
سوف تخفف من أعراض انقطاع الطمث:
تحتوي العديد من الأطعمة على عناصر غذائية مفيدة للنساء في فترة انقطاع الطمث والفترة التي تسبق هذه المرحلة إذ أن بعض الأطعمة غنية بالفيتوستروجينات Phytoestrogens وهي مركبات كيميائية نباتية تحاكي بعملها عمل الإستروجين؛ حيث تستطيع أن تقوم الفيتوستروجينات بزيادة أو إنقاص مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون ويساعد الحفاظ على توازنها في نظامك الغذائي على ضمان تجاوز وتخطي مرحلة انقطاع الطمث براحةٍ أكثر.
يعد فول الصويا المصدر الطبيعي الأكثر وفرة للفيتوستروجينات ونستطيع العثور على هذه المركبات أيضاً في مئات الأطعمة الأخرى مثل التفاح والبنجر والكرز والتمر والثوم والزيتون والخوخ وتوت العليق والاسكواش والبطاطا.
إن اتباع نظام غذائي نباتي منخفض الدهون وعالي الألياف يمكن أن يساعد في تجنب الوزن الزائد نظراً لأن انقطاع الطمث متعلق أيضاً بزيادة الوزن وتمثيل الغذاء البطيء.
سيكون لديك المزيد من الطاقة:
يقول مايكل ف. روزين Michael F. Roizen”” الحائز على درجة الدكتوراه في الطب في كتاب The RealAge Diet: تزودنا التغذية الجيدة بطاقة أكثر قابلية للاستخدام – طاقة تساعدنا في مواكبة الأطفال أو لإنجاز مشروع تحسينات في المنزل أو حتى من أجل ممارسة الجنس بشكل أفضل في كثير من الأحيان؛ إن وجود الكثير من الدهون في مجرى الدم يعني أن شرايينك لن تكون مفتوحة بالشكل الأنسب وأن عضلاتك لن تحصل على كمية كافية من الأوكسجين.
النتيجة؟ ستشعر بالتحرر والانطلاق:
تعتبر الأنظمة الغذائية النباتية المتوازنة خالية بشكل طبيعي من المنتجات الحيوانية المليئة بالكوليسترول والتي تسد الشرايين والتي تبطئنا فعلياً وتبقينا نضغط على زر الغفوة صباحاً بعد صباح؛ ولأن الحبوب الكاملة والبقوليات والفواكه والخضروات غنية بالكربوهيدرات المركبة فإنها تزود الجسم بالكثير من الطاقة المنشطة.
ستصبح صحتك أكثر انتظاماً:
إن تناولك كمية كبيرة من الخضراوات يعني حتماً استهلاكك أليافاً أكثر مما يؤدي إلى تخلص الجسم من الفضلات بعكس تناول اللحوم التي لا تحتوي على الألياف؛ تقلُ بنسبة كبيرة حالات الإمساك والبواسير والتهاب الرتج عند الأشخاص الذين يتناولون طعاماً أقل في السلسلة الغذائية.
سوف تساعد في التقليل من التلوث:
يتحول بعض الناس ويصبحون نباتيين بعد إدراكهم للدمار الذي تحدثه صناعة اللحوم على البيئة؛ وفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكيةEnvironmental Protection Agency يعتبر تدفق النفايات الكيميائية والحيوانية من مزارع المصانع مسؤولاً عن أكثر من 173000 ميل من الأنهار والجداول الملوثة.
إذ يعدُ الجريان السطحي من الأراضي الزراعية أحد أكبر التهديدات لنوعية المياه اليوم؛ وتشمل الأنشطة الزراعية التي تسبب التلوث المنشآت الحيوانية المحصورة والحراثة ورش المبيدات الحشرية والري والتسميد والحصاد.
سوف تتجنب المواد الكيميائية السامة:
تقدر وكالة حماية البيئة (EPA) أن حوالي 95 في المئة من بقايا المبيدات المتواجدة ضمن النظام الغذائي الأمريكي النموذجي تأتي من اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان؛ إذ تحتوي الأسماك بشكلٍ خاص على موادٍ مُسرطنة (مركبات ثنائي الفينيل متعدد الكلور PCBs ، DDT) وعلى المعادن ثقيلة (الزئبق، الزرنيخ، الرصاص، الكادميوم) التي لا يمكن التخلص منها عن طريق الطهي أو التجميد.
يمكن أيضاً أن تحتوي اللحوم ومنتجات الألبان على الستيرويدات والهرمونات لذلك ينصح بالتأكد من قراءة الملصقات على منتجات الألبان التي تشتريها.
ستساعد في التقليل من المجاعة:
يُخصص حوالي 70 في المئة من الحبوب المنتجة في الولايات المتحدة من أجل تغذية الحيوانات التي تربى بهدف الحصول على لحومها؛ وتأكل حيوانات الماشية البالغ عددها 7 مليارات في الولايات المتحدة خمسة أضعاف كمية الحبوب التي يتناولها السكان الأمريكيون بشكل مباشر؛ يقول ديفيد بيمنتل “David Pimentel” أستاذ علم البيئة بجامعة كورنيل: “إذا تناول الناس جميع الحبوب التي يتم تغذية الماشية بها في الوقت الحالي بشكل مباشر فسيكون عدد الأشخاص الذين يمكن إطعامهم حوالي 800 مليون”، إذا تم تصدير الحبوب فسوف يعزز ذلك الميزان التجاري الأمريكي بمقدار 80 مليار دولار في السنة.
سوف يتم إنقاذ الحيوانات:
يتخلى الكثير من النباتيين عن تناول اللحوم بسبب اهتمامهم بالحيوانات إذ يتم ذبح عشرة مليارات حيوان للاستهلاك البشري كل عام، وعلى عكس المزارع القديمة حيث كانت الحيوانات تتجول بحرية فقد أصبحت تُربى معظم الحيوانات اليوم مزارع في المصانع محشورةً في الأقفاص بحيث أنها بالكاد تستطيع التحرك وتعتمد تغذيتها على نظام غذائي ملوث بالمبيدات الحشرية والمضادات الحيوية.
تقضي هذه الحيوانات حياتها بأكملها في صناديق أو ضمن اصطبلات في مرابط صغيرة جداً بحيث لا يمكنها حتى الدوران، وفي الواقع لا يوجد لهذه الحيوانات حماية من المعاملة القاسية بموجب القانون فإن غالبية قوانين الدولة لمكافحة القسوة تستثني حيوانات المزارع على وجه الخصوص من الحماية الإنسانية الأساسية.
سوف توفر المال:
يبلغ إنفاق الأمريكيين على اللحوم 10 في المئة مما ينفقونه على الغذاء، إن تناول الخضراوات والحبوب والفواكه بدلاً من 200 رطل من اللحم البقري والدجاج والأسماك التي يتناولها الشخص غير النباتي سنوياً سيؤدي إلى تخفيض قيمة فواتير الطعام للفرد بمعدل 4000 دولار سنوياً.
سوف يكون طبق العشاء الخاص بك مليئاً بالألوان:
إن المواد الكيميائية النباتية المكافحة للأمراض تعطي الفواكه والخضروات ألوانها الغنية والمتنوعة كما أنها تتركز ضمن فئتين رئيسيتين: الكاروتينات Carotenoids والأنثوسيانين Anthocyanins. حيث تعطي الكاروتينات الفواكه والخضار اللون الأصفر والبرتقالي كما في الجزر والبرتقال والبطاطا الحلوة والمانجو والقرع والذرة، وكذلك تكون الخضروات الورقية الخضراء غنيةً بالكاروتينات ولكنها تأخذ لونها الأخضر من الكلوروفيل؛ في حين تحتوي الفواكه والخضروات ذات اللون الأحمر والأزرق والبنفسجي مثل الخوخ والكرز والفلفل الأحمر على الأنثوسيانين.
يعد الطبخ بالألوان طريقة جيدة لضمان تناول مجموعة متنوعة من المواد التي تتشكل طبيعياً والتي تعزز المناعة وتسهم في الوقاية من مجموعة من الأمراض.
إنه أمر سهل جداً:
العثور على أطعمة نباتية رائعة المذاق لا يتطلب منك أي جهد تقريباً في هذه الأيام سواء أكنت تتجول في ممرات السوبر ماركت المحلي أو إذا كنت تسير في الشارع خلال وقت الغداء، لا تنظر إلى أبعد من الإنترنت عندما تحتج أفكاراً ملهمة في المطبخ، أو استعن ببائع الكتب المفضل لديك أو بالنشرة الإخبارية الخاصة بمجتمعك النباتي المحلي للحصول على نصائح الطبخ والوصفات الرائعة؛ وإذا كنت تتناول الطعام بالخارج فإن أي من المطاعم المتخصصة سيقدم لك خياراتٍ نباتيةً تقريباً؛ على عجلة وبسرعة؟ تشمل معظم الوجبات السريعة والمطاعم السريعة غير الرسمية الآن على سلطاتٍ صحيةٍ ومبتكرة وعلى السندويش والمقبلات ضمن قوائم الطعام الخاصة بها.
لذلك بدلاً من أن تسأل نفسك عن السبب وراء كونك نباتياً، فإن السؤال الحقيقي هو: لماذا حتى الآن لم تتحول إلى النظام الغذائي النباتي؟