عسر الجماع : تعرفي على علاج الألم أثناء العلاقة الزوجية

يجب أن تكون ممارسة الجنس تجربة جميلة وجزء ممتع من حياتنا، إذ أن ممارسة الجنس تعتبر طريقة ممتازة لتوطيد العلاقة بين الشريكين واكتشاف اللحظات الحميمية كثنائي، ولكن لا يخلو الأمر من بعض الصعوبات والتعقيدات، إذ أنّ العديد من النساء تعاني من الألم أثناء ممارسته. تتعدد الأسباب التي ينتج عنها الشعور بالألم أثناء ممارسة الجنس والذي يعرف أيضاً بعسر الجماع (Dyspareunia).

لذلك سنحاول في مقالنا هذا تحديد أعراض حدوث هذا الألم، وما هو هذا الألم بالتحديد.

ما هو الجماع المؤلم؟

بدايةً عسر الجماع (Dyspareunia) هو مصطلح طبي يطلق على الألم الذي نشعر به في منطقة الأعضاء التناسلية والذي يحدث قبل أو أثناء أو بعد ممارسة الجنس، وهذه الحالة شائعة الحدوث عند النساء أكثر من الرجال إذ أنه يصيب ثلاثة من كل أربع نساء في مرحلة ما من حياتهن.

يمكن أن يؤثر عسر الجماع على نظرة المرأة لجسمها وثقتها بنفسها وعلاقتها بشريكها وحتى على خططها في الإنجاب، وفي بعض الحالات يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى تجنب المرأة لممارسة الجنس كلياً.

بإمكان الطبيب المختص غالباً أن يحدد سبب الألم ومعالجته، لكن يوجد كثير من النساء اللواتي لا يرغبن الكلام عن هذه المشكلة واستشارة الطبيب.

أعراض الجنس المؤلم

يمكن أن تتضمن الأعراض الشائعة لعسر الجماع:

  • ألم حاد.
  • شعور بالحرق.
  • ألم بسبب حدوث التشنجات.
  • صعوبة في تحقيق النشوة بسبب الألم المتواصل.
  • ضعف الشهوة الجنسية.
  • بعض الحالات يمكن أن تحوي أعراض أخرى وتظهر، مثل حكة في الأعضاء الجنسية أو الألم المرافق للتبول.

أين يتركز حدوث الألم؟

تختلف منطقة الألم عند ممارسة الجنس من امرأة لأخرى، إذ أن بعض النساء تشعرن بالألم بعد الإيلاج فوراً، بينما أخريات يشعرن بعدم الراحة عند حدوث أي تماس مع الأعضاء الجنسية، وبعض النساء يصبن بهذه الحالة بعد سن اليأس.

الألم يمكن أن يصيب المناطق التالية:

  • داخل المهبل.
  • في مدخل أو فتحة المهبل.
  • داخل وحول الشرج.
  • في منطقة اللفافة العجانية، وهي المنطقة التي تمتد من الشرج إلى العضو التناسلي.
  • أسفل الظهر.
  • منطقة الحوض.
  • داخل الرحم.

تشعر بعض النساء بالألم فقط بعد ممارسة الجنس في بعض الحالات، إذ يمكن أن تحظى المرأة بجنس بدون أي ألم وبعد فترة تظهر أعراض الألم، بينما يعاني أخريات من الألم ليس فقط أثناء الممارسة الجنسية ولكن أثناء قيامهم للأعمال اليومية العادية أو عند التبول.

كيف يمكن إيقاف الألم؟

يعتمد علاج آلام الجنس أو عسر الجماع على التشخيص الدقيق لمسببات الألم، والخبر السار أنه بعد معرفتك لسبب الألم يمكن الحصول على العلاج المناسب فوراً لجعل الجنس ممتعاً مرة أخرى.

التواصل

يعد التواصل عاملاً مهماً في كل علاقة، ويجب عليك ألا تشعري بالخجل من التكلم مع شريكك وإخباره بما تمرين به من ألم، وأحد الأشياء المضرة هي الاستمرار بمواصلة الجنس بينما تشعرين بألم، إذ أنه يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات ويسبب مشاكل على الصعيد النفسي والعاطفي، وفي النهاية تداعيات سلبية في المستقبل. لذلك ينصح بالتكلم مع الشريك حول هذا الموضوع ببساطة، إذ أنّ التكلم عما تشعرين به يمكن أن يساعدك في إزاحة ثقل كبير عن صدرك.

الدواء

يحدد الطبيب الدواء المناسب بناءً على سبب الألم، وتتضمن الأدوية المختلفة التي يمكن أن يصفها لك على:

  • مضادات حيوية: للإصابات الناتجة عن بكتيريا، مثل التهاب المسالك البولية أو الْتِهابُ البوقِ والمَبيض – Pelvic inflammatory disease (PID).
  • مضادات الفطريات – Antifungals : للإصابات الفطرية مثل داء المبيضات – Candidiasis. هذه المضادات هي الأفضل لمعالجة العدوى الفطرية – yeast infections
  • الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويد (NSAIDs): مثل الايبوبورفرين ibuprofen نابروكسين – naproxen وكلاهما يستخدمان لتخفيف الأعراض.
  • كريمات الاستروجين: يمكن وصفها بعد سن اليأس لتخيف جفاف المهبل.
  • موانع الحمل الفموية: حبوب موانع الحمل يمكن أن تستخدم لتخفيف ألم الجماع، مثل حالة التهاب بطانة الرحم أو تكييس المبيض.

العلاج المنزلي لآلام الجماع

إن كان سبب عدم ارتياحك ناتج عن نقص في سوائل التزليق، يمكن أن تطلبي من شريكك أن يطيل فترة المداعبة وأن يستخدم مزلق، وفي كثير من الحالات يمكن لهذه الطريقة أن تجعل الجماع غير مؤلم.

يجب أن تضعي في ذهنك أن المزلقات المصنوعة من الزيت يمكن تضر بالواقي الذكري، ولا ينصح باستعمالها في حال كان شريكك يستعمل الواقي الذكري، ويفضل استخدام المزلقات المعتمدة على الماء.

إن كنت تعانين من التهاب الجلد، يمكنك الانتقال إلى استعمال الكريمات والمنتجات عديمة الرائحة وارتداء ملابس داخلية قطنية خفيفة لتسريع شفاء الجلد.

بالنسبة للنساء اللواتي يعانين من الام الجماع أحياناً وليس لديهن أي عوارض أخرى عليهن الأخذ بعين الاعتبار أن يكون السبب هو أحد الوضعيات الغير مريحة أثناء ممارسة الجنس أو الإيلاج العميق، حيث يعتبر الجنس الرقيق والغير عنيف وتغيير الوضعيات حل مثالي لمشكلة الألم.

 متى يجب عليك مراجعة الطبيب؟

 

يجب عليك ألا تحاولي تشخيص سبب عسر الجماع أو أخذ دواء بنفسك، وكذلك يمنع غسل منطقة المهبل حيث يمكن أن يكون سبباً قد يهيجك ويعرضك لانتشار العدوى.

ينصح بزيارة الطبيب النسائي بشكل دوري حتّى وإن كنت لا تعانين من آلام الجماع، وخاصةً النساء اللواتي تجاوزن عمر ال 21 أو النشيطات جنسياً.

كيف يمكن لطبيبي أن يساعدني على تخفيف الألم أثناء الجنس؟

يعتبر الطبيب هو أكثر شخص يمكن أن يشخص سبب الألم الذي تمرين به وعلى عاتقه تقع عملية التشخيص الدقيق ووصف العلاج المناسب.

يمكن أن تتطلب بعض الحالات تدخلاً جراحياً مثل التهاب بطانة الرحم أو تكييس المبيض، وبعضها الآخر يمكن أن يتطلب علاجاً فيزيائياً لقاع الحوض، ويتوقف كل ذلك على تشخيص الحالة المناسب.

إن كان سبب عسر الجماع هو صدمة أو ظروف عاطفية، يمكن أن تطلبي من طبيبك أن يقوم بتحويلك إلى معالج جنسي مختص.

يتطلب علاج عسر الجماع إصراراً ووقتاً، وعلى الرغم من ذلك فهو ممكن وبعد الانتهاء من العلاج يمكن العودة والاستمتاع بالجنس مجدداً.