ما هي الامراض المناعيه ؟ انواعها وأسبابها وعلاجها (تعرف عليها)

ما هو المرض المناعي:

المرض المناعي هو مرض يحدث بسبب وجود خلل بجهاز المناعة بحيث يفقد القدرة على التعرف على بعض الأنسجة بالجسم (كالنسيج الزلالي بالمفاصل في حالة مرض الروماتويد أو نسيج الجلد في حالة مرض الذئبة الحمراء وأمثلة أخرى كثيرةً) فيتعامل معها على أنها جسم غريب (أي على أنها ميكروب يهاجم الجسم مثلاً) فيقوم بمهاجمتها وإفراز أجسام مضادة ضدها مما يؤدي إلى حدوث إلتهاب بهذه الأنسجة أو الأعضاء.

كيف يحدث المرض المناعي

يحارب الجهاز المناعي الجراثيم الضارة وغيرها من الأشياء التي لا ينبغي أن تكون في جسم الإنسان. احيانا وكنتيجة حدوث خلل ما، يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة ويظهر بمظهر عدو لها. مما يؤدي إلى التهاب أو تلف في المفاصل والأعصاب والعضلات والجلد وأجزاء أخرى من الجسم.

ما أسباب المرض المناعي:

هناك عاملين أساسيين يجب توافرهما لكي يحدث المرض المناعي:
♦ الأول: وجود إستعداد لحدوث المرض وهو العامل الوراثى: وهذا العامل الوراثي يوجد في التركيب الجيني للشخص منذ ولادته ولذلك فإننا نجد أن نسبة حدوث هذا المرض تزداد فى العائلات التى يوجد بها شخص آخر أو أشخاص آخرين مصابين به.
إلا أنه من المهم هنا توضيح أن العامل الوراثي وحده غير كافي لحدوث المرض فهو مجرد إستعداد لحدوث المرض ولابد أن يجتمع معه عوامل أخرى نطلق عليها عوامل محفزة لحدوث المرض (إنظر أسفل) لظهوره إكلينيكياً (ظهوره إكلينيكياً: أي ظهور الأعراض التي تؤدي إلى ذهاب المريض للطبيب) وهذا ما يفسر أحياناً إصابة شخص واحد فقط بالمرض في العائلة وعدم إصابة أحد آخر به من أقاربه في حين أن هؤلاء الأقرباء قد يكون عندهم هم أيضاً الإستعداد الوراثي لحدوث المرض ولكن لم يتعرض أي منهم لأسباب محفزة أدت إلى ظهور المرض إكلينيكياً.
♦ الثاني: عامل محفز لحدوث المرض: وهذا العامل المحفز قد يكون بعض الإصابات البكتيرية أو عملية جراحية أو تغيرات في نسب بعض الهرمونات بالجسم كما يحدث في فترة النفاس أو حالة نفسية أو عوامل أخرى.

أمثلة لبعض الأمراض المناعية المعروفة:

في مجال أمراض المفاصل والروماتيزم: الروماتويد المفصلي (Rheumatoid Arthritis) ، الذئبة الحمراء (Systemic Lupus Erythematosus) ، مرض إلتهاب العضلات التعددي (Polymyositis and Dermatomyositis) ، متلازمة جوجرن (Sjogren’s syndrome) ، مرض المختلط (Mixed Connective Tissue Disease) ، مرض آلام العضلات المتعددة الروماتيزمي (Polymyalgia Rheumatica) ، مرض إلتهاب العمود الفقري التيبسي (Ankylosing Spondylitis) ، مرض صدفية المفاصل (Psoriatic Arthritis) ، مرض تيبس الجلد (Systemic Sclerosis) ، مرض بهجت (Behcet’s Disease).
♦ في مجال الأعصاب: مرض التليف المتعدد (Multiple Sclerosis)
♦ في مجال الأمراض الجلدية: صدفية الجلد (Psoriasis)
♦ في مجال أمراض الكلى: معظم إلتهابات الأوعية الدموية الدقيقة بالنسيج الكلوي (Glomerulonephritis).

اسماء الامراض المناعية

يعتقد الباحثون أن اضطراب المناعة الذاتية يحدث نتيجة التقاء شرطين اساسيين:

أولاً، أن يكون الشخص حامل لجينات مرضية ورثها عن والديه تجعله أكثر عرضة للإصابة. ثم تفعيل تلك الجينات بواسطة شيء ما في البيئة، مثل فيروس.

كما يعتقد الأطباء أن بعض الهرمونات تلعب دوراً مهماً في احداث الأمراض المناعية كون النساء أكثر عرضة لها مقارنة بالرجال.

  • التهاب المفاصل الروماتوئيدي

يؤثر هذا اضطراب في المناعة الذاتية سلباً على المفاصل ويسبب لها التورم والألم. وقد يتسبب الالتهاب في تلف الغضاريف والعظام مع مرور الوقت، وهذا قد يؤدي بالنتيجة الى استحالة تحريكها.

هذا ومن الممكن أيضا أن يسبب التهاب المفاصل الروماتوئيدي مشاكل في القلب والرئتين. يمكن للأدوية أن تساعد في علاج الأعراض وإبطاء تقدم المرض.

  • مرض السكري من النوع 1

عُرف مرض السكري من النوع 1يعرف سابقاً باسم “سكري اليافعين” لأنه يبدأ عادة في سن الطفولة أو المراهقة.

يحدث مرض السكري من النوع 1 نتيجة قيام نظام المناعة بقتل خلايا البنكرياس التي تصنع هرموناً يسمى الأنسولين، والجسم يحتاج للأنسولين لتحويل الطعام إلى طاقة.

ففي حال كان الشخص مصاب بالسكري من النوع 1، فهذا يعني أنه سيكون مؤبد، ولحسن الحظ يمكن إدارته والسيطرة عليه عن طريق مراقبة مستويات السكر في الدم وإعطاء الشخص نفسه الأنسولين عند الحاجة إليه.

  • التصلب المتعدد (مرض التصلب العصبي المتعدد)

يتسبب مرض التصلب العصبي المتعدد بحدوث خلل في دفاعات الجسم، وهذا يؤدي الى ظهور التهاب، هذا الالتهاب يؤثر سلباً بالجهاز العصبي المركزي ويؤدي الى تلفه.

يتكوّن نتيجة الالتهاب نسيج ندبي على طول الشبكة التي تحمل الإشارات العصبية من الدماغ إلى أجزاء أخرى من الجسم. ينتج عن ذلك ألم ومشاكل في الحركة والتوازن والضعف. تتوافر بعض الأدوية يمكن أن تساعد في علاج أعراض المرض وقد تبطئ من حدته.

  • مرض التهاب الأمعاء (IBD)

نقسم مرض التهاب الأمعاء الى نوعين هما:

  1. مرض كرون
  2. مرض التهاب القولون التقرحي (UC).

تقوم دفاعات الجسم في حال الإصابة بالتهاب الأمعاء بمهاجمة الأمعاء مسببة التهابها وألم ونزيف في البطن. يحدث داء كرون عادة في الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة والقولون، في حين أن مرض التصلب العصبي المتعدد يكون في بطانة القولون.

يشتمل العلاج على الأدوية المضادة للالتهابات والمضادات الحيوية وعقاقير إبطاء فعالية جهاز المناعة. يوجد ايضاً خيار الجراحة، يتم من خلالها غالباً التخلص من التهاب القولون التقرحي ، أما داء كرون فقد يعاود الظهور حتى بعد الخضوع للعمل الجراحي اللازم.

  • الذئبة

يؤثر هذا المرض على عدة أجزاء من الجسم في وقت واحد. تشمل الأعراض على ألم في المفاصل وحساسية للضوء ومشاكل في الكلى والتعب الشديد.

قد يظهر ايضاً طفح جلدي على الخدين والأنف. يمكن للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs) والمنشطات أن تساعد المريض على الشعور بالتحسن ، كما قد تمنع الأدوية المضادة للروماتيزم المعدلة للمرض (DMARDs) من تفاقم الأعراض.

ويقترح الطبيب دواء يبطئ جهاز المناعة أو العلاج الكيميائي (مزيج من عدة أدوية قوية) في حال كانت الأعراض سيئة وشديدة.

  • داء اديسون

تتوضع الغدد الكظرية على قمة الكلى. احياناً يهاجم الجهاز المناعي الغدد الكظرية ويدمرها، تفقد نتيجة ذلك قدرتها على تصنيع  الهرمونات بكميات كافية.

يعاني الجسم نتيجة ما سبق من مشاكل في عملية هضم الطعام وتحويله الى طاقة، اضافة الى عدم استقرار ضغط الدم.

تشتمل العلامات المبكرة لمرض أديسون على التعب و ظهور بقع غامقة اللون على الجلد مقارنة بالمناطق المحيطة بها. يتم علاج مرض اديسون بأخذ دواء هرموني يحل محل الهرمونات المفقودة.

  • داء غريفز (الدرق الجحوظي) Graves’ Disease

تعمل الغدة الدرقية على افراز هرمونات تساعد الجسم على العمل بطرق عديدة. مع وجود مرض في المناعة الذاتية تظهر الكثير من الأعراض المرافقة وهي حالة تسمى فرط الدرقية. تشمل الأعراض على ارتعاش، وفقدان الوزن ، والقلق ، وجحوط العيون قليلاً. يمكن للأدوية أن تبطئ افراز الهرمونات. وقد يقترح الطبيب إجراء عملية جراحية لإزالة جزء أو كل الغدة.

  • مرض التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو

تتكاسل الغدة الدرقية في بعض الأحيان فتنتج الهرمونات بكميات أقل من الكميات التي يفترض أن تنتجها، كسل الغدة الدرقية يؤدي احياناً الى التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، الذي يُعرف أيضاً باسم التهاب الغدة الدرقية الليمفاوي المزمن.

يؤدي هذا المرض الى اكتساب الوزن، وشعور المرض بالتعب أكثر من المعتاد، وتزداد الحساسية للبرد ، تساقط الشعر، اضافة الى العديد من الأعراض الأخرى.

يلاحظ المريض احياناً انتفاخ او تورم في الجزء الأمامي من الحلق أو من الوجه. يمكن للطب تعويض الهرمونات وتخفيف الأعراض.

  • داء الثعلبة

يهاجم احياناً جهاز المناعة الجريبات حيث ينمو الشعر، مما يؤدي ال تقلصها وتوقفها عن العمل. يمكن أن يؤدي ذلك إلى ظهور بقع عارية من الشعر أو فقدان كامل الشعر الموجود على الجسم. يمكن للطب أن يهدئ من نشاط النظام المناعي وقد يساعد في نمو الشعر من جديد.

  • الوهن الوبيل العضلي

يسبب هذا الاضطراب مشاكل في الإشارات بين الأعصاب والعضلات. وهذا يؤدي إلى ضعف وصعوبة السيطرة على حركات معينة. كما قد يلاحظ المريض في بداية الأمر ظهور مشاكل في العين ، كما يمكن أن يؤثر على تعابير الوجه وعلى كيفية التحدث ، والبلع ، والمضغ.

يمكن للأدوية ان تساعد في تخفيف الأعراض ، أو يمكنك إجراء جراحة لإزالة الغدة الصعترية التي قد تلعب دوراً مهماً في هذا.

  • متلازمة غيلان باريه (GBS) 

يهاجم الجهاز المناعي شبكة الأعصاب عند الإصابة بهذه المتلازمة. قد يشعر المريض بضعف في الذراعين والساقين مع شعور بالوخز، وغالباً ما يفقد المصاب القدرة على الشعور بالحرارة أو الألم.

يوصي الطبيب هنا بإجراء تبديل للبلازما. تتم خلال عملية تبديل البلازما سحب الدم الخاص بالمريض و إزالة الجزء السائل من الدم (البلازما) ، لإعادة خلايا الدم الى الجسم مرة أخرى.

  • الصدفية

يبدأ هذا المرض بالظهور عندما يؤدي نشاط دفاعات الجسم الغير طبيعي إلى حدوث التهاب، وهذا يؤدي بدوره الى نمو خلايا الجلد بسرعة كبيرة. سرعة النمو هذه تؤدي الى ظهور خلايا الجلد على السطح قبل اكتمال تطورها. فتظهر الأخيرة على شكل بقع حمراء سميكة قد تؤدي إلى حكة أو الشعور برغبة في الحك.

تعالج الصدفية بالكريمات أو الأشعة فوق البنفسجية التي تخفف من حدة الأعراض، أو باستخدام دواء يهدف الى تثبيط نشاط جهاز المناعة الخاص بالمريض.

هل يشفى المرض المناعي:

بالنسبة للأمراض المناعية الروماتيزمية ، فإنه بإستثناء عدد قليل من الأمراض ، معظم هذه الأمراض هي أمراض مزمنة كمرض السكر والضغط. إن كان ليس لهذه الأمراض علاج جذري يقضي عليها تماماً إلا أن لها علاج اخمادي بمعنى أن العقاقير التي توصف لهذه الأمراض قادرة على إخماد نشاطها والقضاء على أعراضها بحيث يصبح المريض في كثير من الأحيان قادراً على ممارسة حياته بشكل عادي جداً ولكن بشرط واحد وهو الاستمرار في تعاطي هذه العقاقير (التي تقل جرعاتها بالتدريج إلى أقل قدر ممكن حسب التحسن) والمتابعة مع الطبيب المختص.
قد يحدث أحياناً في أثناء متابعة المريض الذي تتحسن حالته على العقاقير والعلاجات الموصوفة أن نصل إلى مرحلة تخمد فيها كل أعراض المرض تماماً ولفترة من الزمن (شهور مثلاً). في بعض هذه الحالات يقوم الطبيب بإيقاف العقاقير تماماً والإستمرار في متابعة المريض على فترات متباعدة للتأكد من عدم تهيج المرض مرة أخرى وفي بعض الأحيان لا يتهيج المرض مرة أخرى ويكون المريض بمثابة من شفي تماماً من المرض. يحدث ذلك في عدد قليل من المرضى ولا يجوز أن تستخدم هذه الظاهرة النادرة لعمل أي تعميمات أن المرض يشفي تماماً فالتعميم المتعارف عليه عالمياً أن معظم الأمراض المناعية الروماتيزمية (بإستثناء أمراض معدودة كمرض الحمى الروماتيزمية وبعض أمراض إلتهاب الأوعية مثل هينوخ شونلين (Henoch Schonlein purpura) هي أمراض مزمنة.