الحمل خارج الرحم

pexels photo 1427934

ما المقصود  بالحمل خارج الرحم ؟

يحدث الحمل الطبيعي عندما يتم الإلقاح في فترة الإباضة بين بويضة الأنثى و نطفة الرجل في البوق فتتشكل بيضة ملقحة تنغرس بعد أسبوع إلى عشرة أيام في بطانة الرحم ، ثم تتحول إلى مضغة و بعدها إلى الجنين يستمر في النمو حتى تتم الولادة خلال تسعة أشهر من الحمل ، لكن ماذا لو لم تنغرس البيضة الملقحة في بطانة الرحم أو لو تم تعشيشها في مكان آخر ؟! سوف نكون عندها أمام حالة تسمى الحمل الهاجر أو الحمل المنتبذ خارج الرحم ، أي انغراس البيضة الملقحة في غير الرحم ، و أكثر مكان يشيع فيه حدوث الحمل الهاجر هو الأبواق حيث تنغرس البيضة الملقحة عندها في البوق الذي يصل بين المبيضين و الرحم ، في حالة الحمل الهاجر يتم الإلقاح في البوق و تبقى البيضة الملقحة فيه و يتم التعشيش فيه  ويطلق على  الحمل عندها مفهوم الحمل البوقي ، لكن هناك أماكن أخرى يمكن ان تهاجر إليها البيضة الملقحة غير الرحم و البوق كما يحدث لو استقرت البيضة الملقحة في أماكن أخرى من الجسم ، يمكنها أن تستقر في المبايض ، أو يتم تعشيشها في عنق الرحم ، وفي حالات اخرى تستقر في جوف البطن و تبلغ نسبة حدوث الحمل خارج الرحم 2% فقط من الحمول ، و تكون نسبة حوالي 98% من الحمول خارج الرحم في الأبواق ( قناتي فالوب ).

متى يكتشف وجود الحمل خارج الرحم ؟

يعتبر الحمل خارج الرحم من الأمور التي تحمل خطورة كبيرة ، لذا من الهام جدا اكتشافه قبل أن يؤدي إلى مضاعفات و عواقب غير حميدة ، و غالبا ما يتم اكتشاف الحمل خارج الرحم في الأسابيع الأولى من حدوث الحمل  اولا من خلال القصة السريرية حيث تراجع السيدة بقصة ألم شديد في الحوض متركزا في أحد الجانبين ، و قد يكون شاملا لكامل الحوض في احيان أخرى ، مع وجود نزيف مهبلي واضح ، و قد يحدث حمل خارج الرحم ولا تشعر السيدة بحدوثه و يزول على صورة دورة شهرية دون أن تعرف أنها كانت حاملا، عند ظهور أيا من هذه الأعراض تقوم السيدة بمراجعة الطبيب المختص ، ثم يقوم بإجراء إيكو بطني لها و يلاحظ غياب كيس الحمل من الرحم  و في حالات أخرى قد يتم اكتشافه في البطن أو في اماكن أخرى انغرس فيها  ، لكن لا تقلقي إن لم تتمكني من مشاهدة كيس الحمل مباشرة بعد اختبار الحمل ، لان كيس الحمل يستغرق خمسة أسابيع حتى يظهر في الإيكو ، كما يمكن تشخيص الحمل خارج الرحم من خلال قياس نسبة هرمون الحمل و مراقبتها على مدار أيام متتالية فإذا تبين انها لا تتضاعف بالمعدل المطلوب فإن ذلك يوجهنا لأن يكون الحمل خارج الرحم ويلعب فحص الحوض و اخذ قياساته دورا هاما أيضا في تشخيص الحمل خارج الرحم لأن مقاسات الحوض في الحمل الهاجر لن تنمو بالشكل الكاف ليكون حملا طبيعيا .

الحمل الطبيعي بعد الحمل خارج الرحم ؟

قد يتكرر حدوث الحمل خارج الرحم عند السيدة في الحمول اللاحقة ن إذ تبلغ نسبة حدوثه حوالي 15 % في الحمل التالي إذا تم الحمل سابقا بحمل هاجر واحد ، أما عن حدوث الحمل داخل الرحم مستقبلا فهذا يعتمد على عدة أمور أهمها تاريخ السيدة سابقا إذا كان لديها مشاكل في الخصوبة أم لا ، ، وكذلك على السبب المؤدي لحالة الحمل خارج الرحم ، فقد يكون  الحمل المنتبذ حاصل لديها نتيجة عمل جراحي سابق كاستئصال الزائدة  إذ يمكن أن تؤدي مثل هذه الأعمال الجراحية إلى تشكل التصاقات وعند فكها تعود المرأة للحمل بشكل طبيعي إن لم يؤد فك الالتصاقات لديها لأي مضاعفات ، كذلك طريقة العلاج التي تم اتباعها لإزالة محصول الحمل خارج الرحم ، فأحيانا العلاج الدوائي بالميتوتريكسات يكون أفضل من القيام بالعمل الجراحي لأنه يحمل مضاعفات و  اختلاطات أقل .

ما هي الأعراض الأكيدة للحمل خارج الرحم ؟

إن الحمل خارج الرحم ناجم عن انغراس البيضة الملقحة في مكان آخر غير الرحم ، لذا هو  حمل لا يمكنه الاستمرار ،وكذلك يصحبه ارتفاع في الهرمونات الانثوية و لكن ليس بشكل كبير كما في حالات الحمل الرحمي  وارتفاع الهرمونات هذه يؤدي إلى أعراض عديدة تشبه أعراض الحمل الرحمي في الثلث الأول من غياب الدورة الشهرية ، وعند القيام باختبار الحمل المنزلي سوف تكون نتيجة الحمل إيجابية ،  و غثيان قد يصحبه قيئ  وشعور بدوخة ودوار ، و احتقان مؤلم في الثدي مع الشعور بالوخز فيه و يصبح حساس جدا و مؤلم عند التعرض لأي لمس ، و كذلك تمشيح دموي خفيف في البداية وهو عبارة عن قطرات من الدم قليلة جدا  وكذلك تتعرض أيضا لتقلبات في المزاج ناجمة عن ارتفاع الهرمونات الأنثوية لديها و عن التعب و الإرهاق الذي تتعرض له ، بالإضافة إلى ألم ماغص في أسفل البطن لا يلبث أن يمتد إلى أعلاه كذلك قد يمتد على طول الذراعين و الكتف ، وهذا يشير إلى أن الحمل خارج الرحم قد سبب نزيفا داخليا لدى السيدة أدى إلى تحريض ألم في مكان بعيد عن مكان النزف بتحريض من العصب الحجابي ، كذلك يؤدي هذا النوع من الحمل إلى الشعور بعدم الراحة لديها في منطقة البطن و الحوض ، وقد تعاني من فرط هيوجة و تشنج في الأمعاء مما يؤدي إلى الم بطني ماغص شديد لديها ويحدث هذا بكثرة إذا كان الحمل لديها منغرسا في قناة فالوب .

 كيف يمكن معرفة و التأكد من أن الحمل خارج الرحم ؟

يتطلب تأكيد وجود الحمل خارج الرحم مجموعة من الأعراض السريرية و المخبرية و الشعاعية ، تبدأ القصة السريرية لدى السيدة بداية على شكل أعراض الحمل الطبيعية من غثيان قد يترافق مع قيئ في بعض الأحيان ، مصحوبا بالم واخز على صورة تقلصات في أسفل البطن و أسفل الظهر ، يشتد التشنج كلما زاد عمر الحمل على عكس الحمل الطبيعي ، يتميز التشنج الذي يحدث أنه متواصل و متزايد و قد يكون مؤلم بصورة غير محمولة في اوقات أخرى ، يرافق هذا الالم التشنجي الماغص تمشيح دموي خفيف في البداية ، وهذا العرض لا يمكن تأكيده على أنه حمل خارج رحم و خصوصا إذا كانت كمية الدم النازفة قليلة وتوقفت خلال فترة قصيرة ن عندها احتمال كبير أن تكون دم تعشيش للبيضة الملقحة في الرحم ، وتجدر الإشارة إلى أن الالم الماغص يكون متركزا في إحدى جهتي البطن في مكان حدوث تعشيش البيضة الملقحة في أحد قناتي فالوب ، ومن العلامات الأخرى التي يشترك بها الحمل خارج الرحم مع الحمل الرحمي وجود الم واخز في الثديين مع زيادة حساسيتهما لأي لمس مهما يكن بسيطا ، و قد يمتد الألم الحاصل في الصدر إلى الكتف أو الرقبة او البطن أيضا ، و تترافق هذه الآلام مع تعب ووهن في كامل الجسم ، مع شعور بدوخة وعدم توازن في بعض الأحيان يصل إلى مرحلة فقدان الوعي في مرات عديدة ، هذا قسم من الأعراض السريرة التي يمكن ان تواجهها الحامل حملا منتبذا ( حمل خارج الرحم ) ، و القسم الباقي سمن الاعراض السريرية سوف نكمله بعد التعرف على كيفية التشخيص المخبري للحمل خارج الرحم ، يتجلى الفحص المخبري من خلال تحليل الدم و تحري وجود هرمون hcg  أي هرمون موجهة  الغدد التناسلية المشيمائية ، حيث يشير التحليل المخبري لهذا الهرمون وجوده في الدم ، لكن بالمقارنة مع القيم الطبيعية للحمل داخل الرحم ، سوف نجد أن القيم اخفض من تلك القيم الطبيعية ، و أن هذه القيم لا تتضاعف بالشكل الصحيح ، وهذا يوجهنا بشدة لوجود الحمل خارج الرحم ، و إلى حدوث تهديد بالإجهاض ، ويبقى التصوير بالإيكو خير وسيلة ليكشف لنا وجود الحمل خارج الرحم من عدم وجوده و أفضل وقت للكشف عن هذا الأمر هو الانتظار حتى الأسبوع الرابع أو الخامس من الحمل ، ففي هذه الأسابيع يمكن رؤية كيس الحمل في الرحم في حالات الحمل الطبيعي الرحمي ، و في حال شك الطبيب بوجود أعراض للحمل خارج الرحم في هذه الأوقات يمكنه حينها متابعة التحاليل الدموية للمريضة ، فقد يشير الخضاب المنخفض لديها إلى وجود حالة نزف داخلي ناتجة عن الحمل خارج الرحم ، وكذلك يراقب مقدار تضاعف قيمة هرمون الحمل في الدم كما ذكرنا ريثما يحين الوقت للقيام بالتصوير بالأمواج فوق الصوتية و التاكد من وجود محصول الحمل في الرحم ام لا.

كيف تكون الإفرازات المهبلية في حالة الحمل خارج الرحم ؟

يعد الحمل خارج الرحم من الأمور الصعبة بالنسبة للسيدة ، و على الرغم من النسبة القليلة لحدوثه إلا انه يعتبر من اخطر مشاكل الحمل لدى المرأة ، عادة تبدأ ظهور الأعراض التي تشير إلى وجود الحمل خارج الرحم بعد مضي الاسابيع الأولى من حدوث الحمل ، وتبدا على صورة ألم ماغص قوي جدا و غالبا متركزا في إحدى جهتي البطن  ويكون غير محمولا في معظم حالات  الحمل المنتبذ ن و يمتد هذا الألم إلى الكتف وأعلى البطن ، و يكون مشابها لألم الولادة ، وعند تعرضك لآلام كهذه الآلام الشديدة عليك التوجه فورا إلى طبيبك المختص للتأكد من حالتك يرافق هذه الآلام الشديدة نزول إفرازات مهبلية تشير إلى قرب حدوث الإجهاض او وجود الحمل خارج الرحم ، وتكون الإفرازات ذات لون أحمر مترافقة مع وجود جلطات دموية في كثير من الاحيان ، كميات كبيرة من الدم  و مصحوبة بألم في جانب واحد كما ذكرنا ، كما قد تكون الإفرازات بنية اللون و تصنف من ضمن الإفرازات الخطيرة و المنذرة بإجهاض أو كعلامة لوجود الحمل خارج الرحم  كما ذكرنا ، و تجب مراجعة الطبيب على الفور عند نزولها ، لما يحمل هذا الامر من خطورة على صحتك و تهديد لسلامتها .

كم يستمر الحمل خارج الرحم ؟

كما ذكرنا أن الحمل خارج الرحم هو حالة غير صحية و غير طبيعية ، إذ أن وجود الجنين خارج الرحم يجعله منقطعا عن الإمدادات التي تصله عبر مشيمة الأم في حالة الحمل الطبيعي الموجود في الرحم ، و هذا الامر يجعل من الحمل أمرا مستحيل الاستمرار ، و ينتهي بالإجهاض و موت الجنين المحتم في كل الأحيان ، غالبا تستمر فترة الحمل خارج الرحم حوالي 6 – 16 أسبوعا حمليا، اي لا يزول قبل شهر ونصف من حدوث الحمل إلا ما ندر من الحالات ، كذلك لا يمكنه الاستمرار بعد أربع أشهر من حدوثه إلا في حالات نادرة أيضا ، بعد هذه المدة تحدث تقلصات شديدة تدفع الجنين خارج الرحم ، مسببة نزفا صاعقا لدى المرأة وسوف يكون مهددا لحياتها ايضا إن لم يتم إيقاف الحمل و قد تحتاج لنقل وحدات من الدم في بعض الأحيان .

ما هي اهم الأسباب التي تؤدي لحدوث الحمل خارج الرحم ؟

عند حديثنا عن أهم الاسباب التي تؤدي لحدوث الحمل خارج الرحم سوف يكون حديثنا عن أهم الأسباب التي تمنع محصول الحمل من النزول إلى الرحم ، هناك العديد من الأسباب و سوف نأتي على ذكر اهمها :

  • اذية في قناتي فالوب ناتجة عن التهاب قد يؤدي في النهاية إلى انسداد في هذه القنوات معيقا نزول البيضة الملقحة عبرهما إلى الرحم ، قد تكون هذه الالتهاب حوضية في بعض الاوقات .
  • عمل جراحي سابق أيضا أدى إلى أذية في قناة فالوب فبعض الأعمال الجراحية قد تسبب حدوث التصاقات في قناة فالوب مما يعيق أيضا نزول البيضة الملقحة عبرهما إلى الرحم .
  • سلوك الحياة ونمط معيشة المرأة فالتدخين و شرب الكحول ايضا يلعبان دورا هاما في زيادة نسبة حدوث الحمل خارج الرحم .
  • التاريخ المرضي ، إذ ان وجود سوابق حمل خارج الرحم يزيد من فرصة حدوث حمل خارج الرحم مرة أخرى ، كذلك عند وجود سوابق إجهاض فإن هذا الامر من شانه ان يضاعف فرصة حدوث حمل خارج الرحم لديك .
  • العمر، يلعب دورا هاما أيضا في زيادة نسبة حدوث الحمل خارج الرحم ، فالسيدات المتقدمات في السن لما بعد ال35 و ال40 عاما يكن أكثر تأهبا لحدوث حمل خارج الرحم ممن هن اصغر في السن .
  • وجود تشوهات خلقية في الأبواق ( قناتي فالوب ) يمكن ان يكون أمرا معيقا لنزول البيضة الملقحة إلى الرحم مما يؤدي إلى حدوث حمل خارج الرحم.

في النهاية يتم التمكن من التخلص من محصول الحمل خارج الرحم بعد وضع التشخيص الدقيق لوجوده خارج الرحم ، إما عن طريق الادوية التي توقف نمو الخلايا المنقسمة و تساعد على تفتيت الجنين ، و إما عن طريق التداخل الجراحي كحل أخير يساعدنا في إزالة الخلايا الجنينية الميتة و البقايا التي لم تتمكن الأدوية من إزالتها . و عليك سيدتي اتباع نظام غذائي صحي بعيد عن الكحول و التدخين التي من شأنها أن تزيد نسبة السموم الموجودة في الجسم وتغير من ضغط الدم الطبيعي ، و الحرص على نظام صحي متوازن غذائيا و سلوكيا ومتكامل من كافة الجوانب ، و الحرص على تجنب العلاقات الجنسية المشبوهة التي لها دور كبير في نقل العدوى الالتهابية و تغيير البيئة الصحية للحوض والجهاز التناسلي للمرأة و تزيد فرصة حدوث حمل خارج الرحم بصورة أكبر .