نقص سكر الدم عند الأطفال، الأسباب الوقاية والعلاج

نقص السّكر في الدم:

نقص السّكر في الدم ويُسمى أيضاً انخفاض السّكر في الدم ويحدث عندما تنخفض نسبة السّكر في الدم عن المستويات العادية (60 ملغ/دل).

عندما يبدأ السّكر في الدم بالانخفاض يُفرز الغلوكاغون من البنكرياس لكسر الجليكوجين من الكبد ليتم إطلاق الغلوكوز في مجرى الدم، فترتفع نسبة الغلوكوز في الدم نحو المستوى الطبيعي، وقد يحدث ضعف في الاستجابة لنقص السّكر في الدم عند بعض المرضى المصابين بمرض السّكري ممّا يؤدي إلى ضعف في عودة مستويات السّكر بسهولة إلى المعدل الطبيعي.

يُعتقَد أنّ معظم الأطفال المصابين بمرض السّكري النوع الأول يحدث لديهم نقص سكر بسيط في الدم كلّ أسبوع، بينما يحدث نقص السّكر المعتدل في الدم عدة مرات كلّ سنة، أمّا نقص السّكر الشديد في الدم فيحدث كلّ بضعة سنوات. هذه الأحداث لا يمكن التنبّؤ بها عادةً بالرغم من أنّ التمرين والوجبات المؤخَرة أو الوجبات الخفيفة والتّأرجح الواسع في مستويات الغلوكوز تزيد من احتمال حدوثها.

 

إنّ الأطفال والرضع ذوا خطر أكبر للتعرّض لنقص السّكر في الدم لأنّهم يتناولون وجبات متنوعة أكثر ومستويات نشاط متغيرة، وغير قادرين على إدراك الإشارات المبكرة لنقص السّكر في الدم، ومحدودي القدرة ليطلبوا مصدر الغلوكوز الفموي لعكس نقص السّكر في الدم، أمّا الأطفال الصغيرين جداً فلديهم خطر متزايد للوظيفة الإدراكية المنخفضة الناتجة عن نقص السّكر في الدم الشديد.

 

يمكن أن يحدث نقص السّكر في الدم في أيّ وقت من النهار أو الليل، إنّ الأعراض والإشارات المبكرة يمكن أن تحدث مع نقص مفاجئ في سكر الدم إلى المستويات الّتي لا تُقابل معيار لمعايير نقص السّكر في الدم عند الأطفال غير المصابين بالسّكري.

يظهر على الطّفل المصاب بنقص السّكر شحوب وتعرّق ورجفة وجوع وخوف كلّ ذلك بسبب اندفاع الكاتيكولامينات بينما يحاول الجسم أن يواجه تأثير الأنسولين المفرط، كما تحدث تغيرات سلوكية كدمع العينين والهيوجيّة والعدوانيّة والمشاكسة وقد يتصرّف بحركات غير طبيعية كأن يكسر ما في يديه أو تختل مشيته أو يفقد التركيز في الإجابة عن الأسئلة.

عندما تنخفض مستويات سكر الدم أكثر تحدث قلّة سكر دماغية مع نعاس وتغيرات في سلوك الطّفل وارتباك ذهني ومحاكمة ضعيفة (نقص سكر الدم المعتدل)، يتطور إلى العجز لطلب المساعدة وحصول غيبوبة (نقص سكر الدم الشديد).

يمكن أن يؤدي نقص سكر الدم الشديد المطوّل إلى انخفاض عتبة الألم وعجز التنسيق الحركي الّتي تستمر بعد علاج نقص السّكر في الدم، كما أنّ نقص السّكر الحاد مخيف للطفل وللأسرة ويمكن أن يؤدي إلى جهود كبيرة لمحاولة السيطرة على سكر الدم المعتدل حتّى بعد ذلك.

 

يُعدّ غياب الإنذار بهبوط سكر الدم أمراً شائعاً لدى المرضى المعالجين بالأنسولين ويُشكّل ذلك خطراً حقيقياً، فقد يؤدي الضبط الشديد لمرض السّكري إلى خفض سوية سكر الدم الّتي تظهر عندها أعراض النقص، كما يؤدي الهبوط المتكرر لسكر الدم إلى إنقاص الأعراض الّتي تنذر المريض بحدوثه، ويمكن لاستخدام حاصرات أيضاً أن تُقلل من إنذار هبوط سكر الدم (وأن تؤخر العودة إلى الحالة الطبيعية أيضاً)، وللمحافظة على علامات الإنذار يجب إنقاص نوبات هبوط سكر الدم إلى الحد الأدنى من خلال إجراء تعديل ملائم لنوع الأنسولين وجرعته وعدد مرات تناوله بالإضافة إلى تحديد حجم الوجبات الرئيسية والخفيفة وأوقات تناولها، وقد سُجّلت بعض الحالات الّتي غاب فيها إنذار هبوط سكر الدم بعد التّحول للمعالجة بالأنسولين البشري، ويجب في هذه الحالة العودة إلى المعالجة بالأنسولين الحيواني.

 

1-6-1-1 انخفاض السّكر أثناء النوم:  

قد يحدث انخفاض السّكر أثناء النوم ممّا يمثل مشكلة جدية لصحة الطّفل بسبب صعوبة اكتشاف هذا الانخفاض لذلك فإنّه إذا شكى الطّفل من الصداع عند الاستيقاظ أو كان عكر المزاج أو بدت عليه علامات الهياج والغضب يجب قياس سكر الدم وإعطاء السّكر عند الحاجة وتحليل سكر الدم في الليلة التالية بحدود الثالثة فجراً.

تشمل بعض علامات نقص السّكر في الدم أثناء النوم:

  • الصراخ أو الكوابيس.
  • الشعور بالتعب، وتعكّر المزاج، أو الخلط بعد الاستيقاظ.
  • بوال لاإرادي ليلي.
  • الصداع عند الاستيقاظ.

لتجنب حدوث انخفاض السّكر أثناء النوم يُنصح بقياس السّكر عند الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ليلاً فإذا كان مستوى السّكر بحدود 110 ملغ يُنصح بإعطاء الطّفل وجبة خفيفة.

يُمكن تحديد إذا كان الطّفل يعاني من نقص السّكر في الدم ليلاً بإجراء اختبار سكر الدم في الساعة الثانية أو الثالثة صباحاً لعدة ليالي والتحقق من مستوى السّكر في الدم، فإذا كان هذا المستوى منخفض جداً يُعالج انخفاض السّكر في الدم عند ذلك الوقت ولكن يجب إخبار الطبيب بذلك لإجراء تغييرات في جرعة الأنسولين أو توقيت الوجبات.

1-6-1-2 أسباب نقص السّكر في الدم:

  • أخذ جرعة كبيرة من الأنسولين أو الحبوب المخفّضة للسكر.
  • عدم كفاية كمية الكربوهيدرات أو عدم تناول الوجبات الرئيسية أو الخفيفة .
  • زيادة في النشاط البدني دون تناول وجبة خفيفة.
  • المرض مثل القيء أو الإسهال أو فقدان الشهية.
  • أخذ جرعة أنسولين خاطئة: كخطأ في تقدير جرعة الأنسولين السريع مقارنة بكمية الكربوهيدرات في الطعام.
  • الذهاب للنوم ليلاً على سكر منخفض نسبياً.
  • عدم التوافق الزمني بين جرعات الأنسولين بشكل صحيح مع وجبات الطعام الرئيسية والوجبات الخفيفة وممارسة الرياضة.

1-6-1-3 معالجة هبوط سكر الدم:                             

إنّ أكثر العناصر أهمية في إدارة نقص السّكر في الدم هي استيعاب المريض والعائلة لأعراض وإشارات رد الفعل واستباق معروف لعناصر مؤهبة كالنشاطات الرياضية.

ينبغي على العائلات التعرف على أعراض نقص السّكر الدم النموذجية، يُمكن أن يُعدّلوا جرعة الأنسولين وتفادي حوادث مُتنبّأ بها. مصدر الغلوكوز الإسعافي لابُدّ أن يكون متوفر في جميع الأوقات والأماكن متضمنة المدرسة وخلال زيارات الأصدقاء، كما أنّه من الهام مبدئياً أن نوثّق نقص السّكر في الدم قبل المعالجة لأنّ بعض الأعراض لا تكون دائماً عائدة لنقص السّكر في الدم.

يُشكّل هبوط غلوكوز الدم المسبب لفقدان الوعي حالة إسعافية تتطلب تدبيراً فورياً، تُعطى مبدئياً جرعة فموية من الغلوكوز قدرها 10-20 غ إمّا بشكل سائل أو قطع من السّكر، يمكن أن يُكرر ذلك كل 10-15 دقيقة عند الضرورة.

يمكن استخدام الجلوكاجون عند انخفاض سكر الدم الحاد المحرَّض بالأنسولين ولكنّه غير مناسب لتدبير الانخفاض المزمن في سكر الدم، يقوم هذا الهرمون بفعله من خلال زيادة تركيز غلوكوز السّكر بتحريك الجليكوجين المختزن في الكبد. يمكن حقن الجلوكاجون بأي طريق (عضلي، تحت الجلد، أو وريدي) بجرعة 1 ملغ (1 وحدة) عندما يكون من الصعب أو غير ممكن إعطاء الغلوكوز بالطريق الوريدي، ويستعمل في الحالات الإسعافية من نقص سكر الدم، وإذا لم يكن فعّالاً خلال 10 دقائق من إعطائه يجب عندها إعطاء الغلوكوز بالطريق الوريدي.

يجب مراقبة المريض بشكل دقيق في حالات فرط جرعة الأنسولين مديد التأثير إذ قد تتطلب هذه الحالات إعطاء كمية إضافية من الغلوكوز، وإذا كان انخفاض سكر الدم ناتجاً عن إعطاء خافضات سكر الدم الفموية يجب نقل المريض إلى المشفى لأنّ تأثيرات هذه الأدوية قد تستمر لعدة ساعات.

ما العمل عند هبوط معدل السّكر في الدم؟

  1. يجب فحص نسبة السّكر عند الإمكان، وأخذ فوراً سكر أو سكاكر سريعة الامتصاص أو سوائل محلاة بالسّكر.
  2. عدم القيام بأي مجهود جسدي.
  3. تناول وجبة طعام تحتوي على الكربوهيدرات بعد 10 دقائق.
  4. يجب فحص السّكر خلال الساعات القادمة وفي اليوم التالي لمراقبة تطوره.
  5. يجب التواصل مع الطبيب.

وهنا لابدّ من التنبيه على ضرورة حمل بطاقة تعريف أو سوار معصم تفيد بأنّ حاملها مريض بالسّكري ويسجل فيها كيفيّة التصرف في حال العثور عليه فاقداً للوعي أو مصاباً بالإعياء الشديد وعدم القدرة على التركيز أو إذا كان يتصرف بطريقة غريبة.      

الأطعمة التالية غير منصوح فيها لرفع السّكر في نوبات الهبوط:

الحليب والشوكولاتة والحلويات الّتي فيها دسم (معظم أنواع الحلويات المضاف لها سمن أو زبدة) لأنّ الدسم في هذه الأطعمة يُبطئ هضمها بالمعدة مما يؤخّر امتصاص السّكر فيها.

بعد التصحيح يعطى الطّفل وجبة خفيفة 10-15 غ كربوهيدرات للمحافظة على سكر الدم مثال: (1-2 قطعة من البسكويت – سندويشة صغيرة – فواكه كموزة صغيرة).

وننصح أهالي الأطفال المصابين بالسّكري مراعاة الآتي:

  • إذا دخل الطّفل في غيبوبة والأهل لا يستطيعون التّأكد من حدوث نقص السّكر ولا يمكنهم فحص السّكر في الدم، فعليهم معالجة الموقف على أنّه هبوط في السّكر فقد ينقذون بذلك حياة الطّفل.
  • إذا كانوا غير متأكدين من كمية السّكر السريع المفعول الّتي يتوجب إعطاؤها، فمن الأفضل أن يُعطى الطّفل أكثر ممّا يحتاج وليس أقل.
  • البدء بالعلاج فوراً وأينما كان الطّفل.
  • من المستحسن فحص نسبة السّكر في الدم للتّأكد من درجة الهبوط وإعادة الفحص بعد 15 دقيقة للتّأكد من ارتفاع السّكر نسبة 90 ملغ أو أكثر.
  • يجب عدم ترك الطّفل وحده وهو يعاني من هبوط السّكر.
  • يجب عدم تأخير وجبات الطّفل عن موعدها حيث أنّ ذلك قد يؤدي إلى هبوط حاد في مستوى السّكر.
  • يرجى تذكير الأطفال الصغار المعرضين أكثر للنسيان بضرورة تناول وجباتهم في الأوقات المحددة لذلك.

 

1-6-1-4 الوقاية من نقص السّكر:                                                      

  • مراجعة الطبيب بانتظام.
  • مراقبة جرعة الدواء.
  • أخذ وجبة خفيفة أو تقليل جرعة الأنسولين قبل القيام بمجهود عضلي شاق.
  • عدم استعمال الأدوية دون استشارة الطبيب.
  • الاحتفاظ بأقراص السّكر أو ما شابهها لعلاج النقص حال الإحساس به.
  • تنظيم الوجبات في حالة الرّحلات أو السفر بحيث تكون في مواعيدها.
  • حمل بطاقة التعريف بمرض السّكري بصورة دائمة.
  • تعلّم الأهل والطّفل أعراض وعلامات الانخفاض وقياس سكر الدم في حال الشك بوجود انخفاض.
  • تحليل سكر الدم بشكل منتظم.
  • الالتزام بمشورة فريق السّكري حول كمية ومحتوى ومواعيد الوجبات.