الفيتامينات مركبات ضرورية لحياة الإنسان لا يمكن للجسم أن يصنعها بنفسه باستثناء فيتامين D الذي يمكن تصنيعه في الجسم, أو أن الجسم يصنعها بكميات غير كافية.
وتتميز بأنها لا تنتج طاقة ولكنها تؤدي دوراً أساسياً بتمثيل الطاقة بالإضافة إلى أنها تشترك بشكل فعال بالعديد من العمليات الفيزيولوجية والبيوكيميائية عند الكائنات الحية.
بالرغم من أهميتها, هذا لا يعني المبالغة والإفراط في تناولها الذي يؤدي إلى العديد من الأمراض على المدى البعيد فتتحول فائدتها إلى خطر على صحة الإنسان.
وللأسف الشديد تصنف الفيتامينات على أنها مكملات غذائية وبالتالي لا تخضع لقوانين الأدوية ولا للرقابة الدوائية وإنما إلى معايير الإنتاج الغذائي وضوابطه التي تتسم بالعمومية في مختلف المعجزات وبين حقيقة الأثر الناجم عن الإسراف في تناول أحد الفيتامينات.
لذا يتوجب التحذير من خطورة الإفراط و تراكم الفيتامينات في الجسم خاصةً الفيتامينات الذائبة في الدهون, وهذه الفيتامينات بالتحديد يجب أن يتم تناولها بنسب محددة محسوبة لأن الزيادة منها يشكل خطراً لا يقل عن الخطر الذي يشكله النقص منها, والفيتامينات يجب أن تؤخذ بالمعدل الطبيعي لأننا إذا تناولنا مثلاً كمية زائدة من فيتامين D ممكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين, بالتالي يجب على الإنسان أن يأخذ المعدل الطبيعي لأن الفيتامينات الزائدة تشكل عبئاً على الكبد الذي يعد العضو المسؤول عن تخليص الجسم من الزيادات وبالتالي تخليص الجسم من الفيتامينات الزائدة.
فيتامين A :
يوجد فيتامين A على شكلين: فيتامين A1 الرتينول في كبد الأسماك البحرية, و فيتامين A2 3-هيدرورتينول في كبد الأسماك النهرية ومفعوله يقدر بنصف مفعول فيتامين A1.
أما في النباتات فإن صبغة الكاروتينوئيدات الصفراء تتحول في جدر الأمعاء إلى الريتنول ويعطي بيتاكاروتين أحد الأشكال النشطة للكاروتينوئيدات عند انقسامه في جدر الأمعاء إلى جزيئين من فيتامين A
وظائف فيتامين A :
– يؤدي دوراً كبيراً جداً في عملية الرؤية في الظلام و عملية المطابقة.
– يلعب دوراً ملحوظاً في بناء العظام و الأسنان عند الأطفال.
– ضروري للمحافظة على سلامة الخلايا و النسج الطلائية والمخاطية و الجلد.
– يقوم بيتاكاروتين بدور مضاد للأكسدة نظراً لوجود العديد من الروابط الزوجية غير المشبعة.
– للرتينوئيدات (مشابهات الرتينول) والكاروتينوئيدات ( مشابهات بيتاكاروتين) فعالية مضادة للسرطان و خاصةً سرطان الجلد و الرئة و المثانة و الثدي.
الاحتياجات اليومية من فيتامين A :
تقدر الاحتياجات الغذائية لفيتامين A بحوالي 750 ميكروغرام / يوم بالنسبة للإنسان البالغ و 1200 ميكروغرام / يوم بالنسبة للأم المرضع. ولا شك أن زيوت كبد الأسماك و كبد الحوت من أهم و أغنى المصادر بفيتامين A.
أما مولدات فيتامين A كالكاروتينوئيدات فتنتشر في الخضراوات والفواكه مثل الجزر والخضراوات الورقية كالسبانخ و الملوخية و الخس والبقدونس والنعناع.
و كذلك تحوي الفواكه الملونة كميات جيدة من مولد هذا الفيتامين كالمشمش والخوخ والدراق والموز.
أما الزيوت فليست غنية بفيتامين A باستثناء زيت النخيل فهو من المصادر الغنية بهذا الفيتامين.
أثر زيادة فيتامين A :
ينتج عن تناول كميات كبيرة من فيتامين A حدوث تسمم يقسم لقسمين:
- تسمم حاد: يحدث عند تناول أكثر من 150 ملغ يومياً, ويتظاهر الانسمام الحاد على شكل ألم بطني حاد و غثيان وصداع و دوار و فد يؤدي في بعض الحالات للوفاة.
- تسمم مزمن: و يحدث عند تناول جرعة تقدر بحوالي 15 ملغ يومياً, على مدار عدة أشهر و يتظاهر على شكل:
أ) اضطرابات عصبية: تتمثل بالصداع واضطرابات الرؤية واضطرابات جلدية وحكة وتشققات جلدية وخشونة الشعر وألم في جوانب الفم.
ب) اضطرابات عظمية: على شكل آلام دائمة في العظام بسبب تكلس جدران الخلايا الوترية أو الأنسجة تحت السمحاق. و يلاحظ عند الأطفال حدوث تشوهات في الجمجمة وخاصةً بروز الجبهة و الشعور بألم في الرأس نتيجة زيادة السائل الدماغي.
ج) ضخامة كبدية و ارتفاع كالسيوم و شحوم الدم.
د) إجهاض عفوي عند الأم الحامل و تشوهات خلقية عند الجنين في الجهازين البولي و التناسلي.
ويؤدي تناول أطعمة تحتوي على كميات كبيرة من بيتاكاروتين إلى ارتفاع كاروتين البلازما, ينعكس على شكل اصطباغ الجلد باللون الأصفر في مناطق الراحتين و الأخمصين و ظهور تدرنات سليمة صفراء في الجلد.
فيتامين D :
أطلق البعض على هذا الفيتامين اسم فيتامين أشعة الشمس, والبعض الآخر أطلق عليه العامل المضاد للكساح. و استطاع الباحثان بوك و هيس عام 1924 معرفة العلاقة ما بين فيتامين D والأشعة فوق البنفسجية اللازمة لتصنيع هذا الفيتامين تحت الجلد.
وفي عام 1930 تم عزل هذا الفيتامين بصورته النقية على شكل بلورات قابلة للذوبان في الدهون و المذيبات العضوية.
وظائف فيتامين D :
– يؤدي دوراً مميزاً في امتصاص الكالسيوم و الفوسفور من الأمعاء.
– يساعد الشكل الفعال لفيتامين D ( 1,25 DHCC ) في المحافظة على مستوى الكالسيوم و الفوسفور في الدم.
– يقوم فيتامين D بوظيفة مهمة في تكلس العظام من خلال تنشيط الفوسفاتاز القلوي الذي يساعد على زيادة امتصاص الكالسيوم وترسيبها في العظام.
الاحتياجات اليومية من فيتامين D :
تعتمد حاجة الجسم اليومية من فيتامين D على مقدار التعرض للشمس أو للأشعة فوق البنفسجية و تبعاً لمحتوى الغذاء من الكالسيوم والفوسفور. و توصي منظمتي WHO /FAO بتناول 10 ميكروغرام / اليوم بالنسبة للأطفال حتى سن السادسة, وكذلك للحوامل والمرضعات. أما للإنسان البالغ فتوصي بتناول 2,5 ميكروغرام / اليوم.
لا يتوفر هذا الفيتامين في الأغذية النباتية ولكن يتوفر في عدد محدود من الأغذية الحيوانية مثل: زيت كبد الحوت, والأسماك, و الكبد, وصفار البيض والدهون الحيوانية.
أثر زيادة فيتامين D :
يؤدي الإفراط في تناول فيتامين D لارتفاع كمية الكالسيوم والفوسفات في الدم مع تكلسات انتقائية في الكلية والأوعية الدموية وأعراض جانبية على شكل غثيان وإقياء و أذية كلوية تتظاهر على شكل ارتفاع في البولة الدموية و بيلة بروتينية.