العلاقة بين مرض السكّري و البنكرياس

1

السكّري والبنكرياس

يوجد اتصال مباشر بين البنكرياس و السكّري، حيث أنّ  البنكرياس هو عضو في البطن يقع وراء المعدة و هو جزء مهم من الجهاز الهضمي. ينتج البنكرياس الأنزيمات و الهرمونات التي تساعد في هضم الطعام. وأحد تلك الهرمونات هي الأنسولين، الضروري لتنظيم الغلوكوز.

حيث يشير الغلوكوز إلى السكّريات في جسمك. كما تحتاج كل خليّة في الجسم الغلوكوز و ذلك للحصول على الطاقة. الأنسولين هو مفتاح الخليّة، فيجب أن يفتح الأنسولين الخليّة للسماح لها باستخدام الغلوكوز الذي يزوّدها بالطاقة. إذا لم ينتج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين أو كان لا يستفيد منه بشكل جيّد، يتراكم الغلوكوز في مجرى الدم، و يترك الخلايا جائعة للحصول على الطاقة. عندما يتراكم الغلوكوز في مجرى الدم، يعرف ذلك بارتفاع السكّر في الدم.

وتشمل أعراض فرط سكّر الدم:

العطش و الغثيان و ضيق التنفّس. انخفاض الغلوكوز، و المعروف باسم نقص السكّر في الدم، يسبّب العديد من الأعراض، بما في ذلك الرجفة و الدوخة و فقدان الوعي. يهدّد ارتفاع و انخفاض السكر في الدم الحياة بشكل سريع.

أنواع السكّري

 

كل نوع من أنواع مرض السكري يؤثّر على عمل البنكرياس بشكل صحيح. و يؤثر كل نوع على عمل البنكرياس بطريقة مختلفة عن الآخر. و أيّاً كان نوع مرض السكّري لديك، فإنه يتطلّب الرصد المستمر لمستويات السكر في الدم حتى تتمكّن من اتخاذ الإجراء المناسب.

  • داء السكّري من النوع الأول

في مرض السكّري من النوع 1، يهاجم الجهاز المناعي الخلايا بيتا التي تنتج الأنسولين في البنكرياس. و يسبّب أضراراً دائمة، و قد تلعب العوامل الوراثيّة و البيئيّة دوراً في ذلك، إلّا أنّه لا يوجد سبب دقيق لذلك.

ستكون أكثر عرضة لتطوّر مرض السكّري من النوع 1 إذا كان لديك تاريخ عائلي مع المرض. حوالي 5٪ من المصابين بداء السكّري لديهم داء السكري من النوع الأول. عادةً ما يحصل الناس الذين يعانون من داء السكّري من النوع الأول على التشخيص خلال مرحلة الطفولة أو مرحلة البلوغ المبكّر. و بما أن السبب الدقيق ليس واضحاً، لا يمكن الوقاية من مرض السكّري من النوع الأول. كما أنّه غير قابل للعلاج. يحتاج أي شخص مصاب بداء السكري من النوع الأول إلى العلاج بالأنسولين للعيش لأن البنكرياس لا يعمل على الإطلاق.

  • داء السكّري من النوع 2

يبدأ داء السكري من النوع 2 بمقاومة الأنسولين. هذا يعني أنّ جسمك لم يعد يستخدم الأنسولين بشكل جيّد، لذلك يمكن أن تصبح مستويات الغلوكوز في الدم مرتفعة جداً أو منخفضة جداُ. و يمكن أن يعني أيضاً أنّ البنكرياس لا يزال ينتج الأنسولين، لكنّ ما ينتجه لا يكفي. في معظم الأحيان، يتطوّر مرض السكّري من النوع 2 بسبب مزيج من نقص الأنسولين و الاستخدام غير الفعّال للأنسولين.

قد يكون لهذا النوع من مرض السكّري سبباً وراثي أو بيئي أيضاً. و من الأمور الأخرى التي قد تسهم في داء السكري من النوع الثاني سوء التغذية، و عدم ممارسة الرياضة، و البدانة. يتضمّن علاج داء السكّري من النوع 2 عموماً تغييرات في النظام الغذائي و ممارسة التمارين الرياضيّة. يمكن أن تساعد الأدوية في الحفاظ على مرض السكّري من النوع 2 تحت السيطرة. تساعد بعض الأدوية على تقليل كميّة الغلوكوز في الدم. و أدوية أخرى تحفّز البنكرياس على إنتاج المزيد من الأنسولين.

هناك قائمة طويلة من الأدوية المتاحة لعلاج السكّري من النوع 1 و النوع 2.في بعض الحالات، يتوقّف البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بشكل نهائي، لذلك يصبح العلاج بالأنسولين ضرورياً.

بدايات السكّري

إذا كان لديك مرض ما قبل السكّري، فهذا يعني أنّ مستويات الغلوكوز في الدم خارج النطاق الطبيعي، و لكنّها ليست عالية بما يكفي لتتسبّب بمرض السكّري. يمكن أن يحدث مرض السكّري إذا كان البنكرياس بطيء في إنتاج الأنسولين أو إذا كان جسدك لا يستخدم الأنسولين كما يجب. قد تكون قادراً على منع أو تأخير ظهور داء السكري من النوع 2 عن طريق تغيير نظامك الغذائي، و التحكّم بوزنك، و ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام.

سكّري الحمل

يحدث مرض سكّري الحمل فقط خلال فترة الحمل. ممّا يسبّب المزيد من المخاطر للأم و الطفل. عادةً ما يذهب مرض سكّري الحمل بعد الولادة. إذا كنت مصابة بسكّري الحمل، فأنت في خطر الإصابة بداء السكّري من النوع الثاني في وقت لاحق من حياتك.

العلاقة بين مرض السكّري و البنكرياس

عندما يحدث الالتهاب فجأة و يستمر لبضعة أيام، فإنه يسمى التهاب البنكرياس الحاد. أمّا عندما يحدث على مدى سنوات عديدة، فيسمّى التهاب البنكرياس المزمن. يمكن علاج التهاب البنكرياس بنجاح، و لكن قد يتطلّب العلاج في المستشفى. لأنّه يمكن أن يصبح مهدّداً للحياة. يمكن أن تتلف الخلايا التي تنتج الأنسولين في التهاب البنكرياس المزمن، و يمكن أن يؤدّي ذلك إلى مرض السكّري. و تشير الدراسات الرصديّة إلى أنّ الأشخاص المصابين بداء السكّري من النوع الثاني قد يكون لديهم خطر متزايد في التهاب البنكرياس الحاد بمقدار مرتين أو ثلاثة أضعاف.

وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى لالتهاب البنكرياس ما يلي:

حصى في المرارة.

ارتفاع مستويات الدهون الثلاثيّة في الدم.

ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم.

الإفراط في تعاطي الكحول.

العلاقة بين السكّري و سرطان البنكرياس

يمكن أن يزيد مرض السكّري من خطر الإصابة بسرطان البنكرياس إذا استمر مرض السكري لأكثر من خمس سنوات. يمكن أن يكون مرض السكّري أيضاً أحد أعراض سرطان البنكرياس، و خاصّة إذا أصبت بمرض السكّري من النوع 2 بعد سن 50 عاماً.إذا تمّت السيطرة على مرض السكّري بشكل جيّد، لكنّك فجأة لم تتمكّن من السيطرة على نسبة السكر في الدم، قد يكون ذلك علامة مبكّرة على سرطان البنكرياس.

من الصعب معرفة ما إذا كان أحد المرضين تسبّب في الآخر في الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري من النوع الثاني و سرطان البنكرياس، يشترك المرضين ببعض الأعراض بما في ذلك:

سوء التغذية

الخمول البدني

البدانة

الشيخوخة

قد لا يسبب سرطان البنكرياس أعراضاً في المراحل المبكّرة. يحصل بعض الناس على التشخيص عندما يكون المرض في مرحلة متقدّمة. و يبدأ بتغيّر في خلايا البنكرياس. لا يمكن تحديد سبب سرطان البنكرياس دائماً، و تشمل العوامل المساهمة الوراثة و التدخين. ليس من الضروري أن يتسبّب التهاب البنكرياس بمرض السكّري، و بالمثل ليس من الضروري تسبب مرض السكّري بمشاكل البنكرياس. لكن بما أنّ البنكرياس مهم لإدارة الأنسولين في جسمك، قد ترغب في استشارة طبيبك حول علاقة أحد المرضين بالآخر. يمكنك أيضاً إدخال تغييرات على نمط حياتك للحد من خطر الإصابة بمرض السكري أو التهاب البنكرياس. ويمكن أن تشمل ما يلي:

الحفاظ على نظام غذائي صحّي و متوازن.

التقليل من تناول الكربوهيدرات البسيطة.

الحد من شرب الكحول.

ممارسة التمارين الرياضيّة بانتظام.

استشارة طبيبك حول أفضل الطرق للحفاظ على وزن صحي.

إذا كنت مصاباً بمرض السكّري، اتبع خطة العلاج التي يصفها طبيبك.