وظائف البنكرياس، والمشاكل المحتملة الحدوث له

2

البنكرياس غدة كبيرة تقع خلف المعدة و هي أحد أجزاء الجهاز الهضمي. يعمل البنكرياس على تصنيع الأنسولين و بعض الأنزيمات و الهرمونات المهمة الأخرى التي تساعد في هضم الأطعمة.

للبنكرياس دور مزدوج فهو يعمل عمل غدة صماء كونه يقوم بإفراز منتجاته في الدم بشكل مباشر إضافة إلى وظيفة غدة افراز خارجية بإفرازه العصارات الهاضمة داخل قناة مخصصة لذلك. يقوم البنكرياس بإفراز الإنزيمات أو العصارات الهاضمة في الأمعاء الدقيقة لتقوم بإتمام عملية تهضيم الطعام القادم من المعدة.

كما ينتج البنكرياس هرمون الأنسولين بشكل مباشر في مجرى الدم الذي يعمل على تنظيم مستوى الجلوكوز أو السكر في الجسم، وبالتالي فإن حدوث أي مشكلة في السيطرة على الانسولين يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.

وتشمل مشاكل البنكرياس الصحية المحتملة الأخرى التهاب البنكرياس و سرطان البنكرياس.

حقائق علمية مختصرة عن البنكرياس

البنكرياس هو عبارة عن غدة كبيرة ملحقة بالجهاز الهضمي و يلعب دوراً رئيسياً في عملية الهضم و السيطرة على تركيز الجلوكوز.

تشمل المشاكل الصحية المتعلقة بالبنكرياس مرض السكري و السرطان.

يمكن اتباع نظام غذائي صحي يساهم في الحفاظ على صحة البنكرياس.

ميزات و خصائص البنكرياس

البنكرياس عضو يتراوح طوله بين 6 و 8 بوصات، يتوضع أفقيا عبر البطن.

يقع الجزء الأكبر منه على الجانب الأيمن من البطن حيث تتصل المعدة بالجزء الأول من الأمعاء الدقيقة المعروف باسم الاثني عشر، يمر الطعام المهضوم جزئياً عند تلك النقطة من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة ليختلط مع إفرازات البنكرياس.

الجزء الضيق من البنكرياس يمتد باتجاه الجانب الأيسر من البطن حيث يوجد الطحال.

تمتد قناة البنكرياس الرئيسية على طوله، و تنضم إليها عدة فروع صغيرة من النسيج الغدي كما تلتقي نهاية هذه القناة بمجرى مماثل لها قادم من الكبد, ذلك المجرى هو ذاته الذي يوصل المادة الصفراء التي كانت مخزنة في المرارة إلى الاثني عشر.

يتكون البنكرياس من نسج افرازية بنسبة تصل إلى حوالي 95 في المئة من مكوناته. و تقوم النسج الإفرازية البنكرياسية بإفراز أنزيمات البنكرياس المساعدة في الهضم. ينتج البنكرياس الصحي السليم هذه الإنزيمات بمقدار يصل إلى حوالي 1 لتر يومياً.

نسبة الخمسة في المئة المتبقية من تكوين البنكرياس هي عبارة عن مئات الآلاف من خلايا الغدد الصماء المعروفة باسم جزر لانجرهانز. تلك العناقيد الخلوية الشبيهة بحبات العنب تقوم بإنتاج هرمونات مهمة تنظم إفرازات البنكرياس و تتحكم بسكر الدم.

وظائف البنكرياس

البنكرياس السليم يقوم بإنتاج مواد كيميائية تساعد في هضم الطعام الذي نتناوله. تفرز أنسجة البنكرياس الخارجية عصارة شفافة اللون قلوية تحتوي على عدة إنزيمات تعمل على تحليل الطعام إلى جزيئات صغيرة تستطيع الأمعاء امتصاصها.

تشتمل الانزيمات التي يفرزها البنكرياس على:

التربسين و الكيموتربسين chymotrypsin و تعمل على هضم البروتينات.

الأميلاز amylase و يعمل على تحطيم الكربوهيدرات.

الليباز (Lipase) و يحطم الدهون محولاً إياها إلى الأحماض الدهنية و الكولسترول

الأنسولين و بعض الهرمونات الأخرى التي تفرز من غدد جزر لانجرهانز الصماء.

تقوم خلايا بيتا البنكرياسية بإطلاق الانسولين عندما ترتفع مستويات السكر في الدم.

الأنسولين:

يعمل على نقل الجلوكوز من الدم إلى العضلات و الأنسجة الأخرى، حيث يستخدمها كطاقة. يساعد الكبد على امتصاص الجلوكوز، و تخزينه على شكل غلوكوجين احتياطي ليستخدم في حالة احتياج الجسم للطاقة عند ممارسة جهد عضلي أو رياضي.

عندما ينخفض مستوى سكر الدم تطلق خلايا ألفا البنكرياس هرمون الجلوكاجون Glucagon الذي يعمل على تقسيم الغلوكوجين الموجودة في الكبد إلى جلوكوز، الجلوكوز الناتج يدخل مجرى الدم فتعود مستويات السكر في الدم إلى مستواها الطبيعي.

ما هي الاضطرابات التي تحصل عند حدوث خلل ما في البنكرياس؟

وجود خلل في البنكرياس يمكن أن يؤثر سلباً على كامل الجسم. على سبيل المثال في حال لم يقم البنكرياس بإنتاج الإنزيمات الهاضمة بكميات كافية، لن يتم امتصاص الطعام بشكل صحيح، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى فقدان الوزن والإسهال.

التهاب البنكرياس

مرض التهاب البنكرياس هو عبارة عن التهاب حاد أو مزمن و يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري الثانوي. يحدث الالتهاب نتيجة انسداد قناته الرئيسية بسبب وجود حصى أو ورم في تلك المنطقة.

سيؤدي انسداد قناة البنكرياس الرئيسية إلى تراكم العصارات البنكرياسية داخله مما تسبب في حدوث ضرر فيه و قد يبدأ البنكرياس في هضم نفسه. كما قد يحدث التهاب البنكرياس نتيجة الإصابة بمرض النكاف، و حصى المرارة، و الصدمة النفسية، و شرب الكحول، و تناول الستيروئيدات، و المخدرات.

التهاب البنكرياس الحاد نادر جداً إلا أنه يحتاج إلى عناية طبية فورية في حال أصيب الإنسان به.

تشمل أعراض التهاب البنكرياس ما يلي:

ألم شديد في البطن و تورم متصاحب مع ألم شديد.

استفراغ و غثيان.

حمى أو ارتفاع حرارة الجسم.

آلام في العضلات.

يطبق العلاج الفوري عادة بالاعتماد على السوائل و المسكنات. غالباً ما يفقد المرضى الشهية لتناول الطعام في بداية العلاج، إلا أنهم يستعيدون شهيتهم بسرعة نسبية في حال كان التهاب البنكرياس من النوع معتدل الشدة. قد يتطلب الأمر تدخل جراحي في حال حدوث عدوى ثانوية الى جانب التهاب البنكرياس.

أما التهاب البنكرياس المزمن فيحدث عند تكرار إصابة البنكرياس بالتهاب حاد عدة مرات متسبباً بإحداث ضرر دائم فيه. و السبب الأكثر شيوعاً لذلك هو تعاطي الكحول و الذي غالباَ ما يؤثر على الرجال في منتصف العمر.

تشمل أعراض التهاب البنكرياس الحاد ما يلي:

ألم مستمر في الجزء العلوي من البطن و الظهر.

فقدان الوزن.

إسهال.

الإصابة بداء السكري.

ظهور أعراض يرقان معتدل.

كما من المحتمل أن يكون سبب الإصابة بالتهاب البنكرياس وراثي عند وجود مشاكل وراثية في البنكرياس أو الأمعاء. و هنا قد يعاني الاشخاص الذين تقل أعمارهم عن 30 عام من التهاب البنكرياس الحاد المتكرر، مما يؤدي إلى تأزم الحالة لديهم.

و الحالة المرضية التقدمية يمكن أن تؤدي إلى تلف دائم تجعل المريض يعاني من الألم أو الإسهال أو سوء التغذية أو مرض السكري. يهدف العلاج هنا إلى تعويض الإنزيمات المفقودة و السيطرة على الألم.

يوجد اختبار جيني متاح يكشف عن أمراض البنكرياس الوراثية بالنسبة للمرضى الذين من المحتمل أن يكونوا في خطر.

سرطان البنكرياس

يمكن لمرض السرطان أن يتطور في البنكرياس و السبب الدقيق للإصابة به غير معروف إلا أنه يرتبط غالباً بالتدخين أو شرب الخمر.

تشمل عوامل الخطر الأخرى على:

داء السكري.

التهاب البنكرياس المزمن.

مشاكل في الكبد.

انتشار العدوى في المعدة.

تشمل أعراض سرطان البنكرياس على ما يلي:

ألم في الجزء العلوي من البطن كما يقوم الورم السرطاني بالضغط على الأعصاب.

يرقان مصحوب بشحوب و اصفرار الجلد و العينين و البول يصبح بلون غامق كما تؤدي الكتلة السرطانية إلى تصادم البنكرياس مع القناة الصفراوية و الكبد.

فقدان الشهية و الغثيان و القيء.

فقدان كبير في الوزن و ضعف عام.

يصبح البراز بلون شاحب أو رمادي نتيجة خروج الدهون بكميات كبيرة في البراز. قد لا تظهر الأعراض حتى يصبح السرطان في مراحل متقدمة حينها يكون الأوان قد فات لتطبيق علاج ناجح، فتشخيص سرطان البنكرياس غالباً ما يكون صعباً وغير واضح.

يشمل العلاج في هذه الحالة عادة على الجراحة أو العلاج الكيميائي أو الإشعاعي أو الجمع بينهما. أما العلاج الملطف فيتركز على أخذ المسكنات للحد من الألم.

يحتل سرطان البنكرياس المرتبة الرابعة من بين أكثر أنواع السرطانات شيوعاً لدى الرجال في الولايات المتحدة (USA) كما يحتل المرتبة الخامسة بالنسبة للنساء. تشخص أكثر من 37000 حالة جديدة كل عام.

داء السكري

يصنف النوع الأول من داء السكري على أنه أحد أمراض المناعة الذاتية. يصاب به الشخص عندما يقوم جهازه المناعي بمهاجمة و تدمير خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس و تصبح بعدها غير قادرة على إنتاج الأنسولين. السبب الدقيق الكامن وراء هذا المرض لا يزال غير معروف حتى يومنا هذا، ويرجح أن تكون العوامل الوراثية و البيئية المشتملة على الفيروسات من مسببات الإصابة بداء السكري من النوع الأول.

عندما يصاب المرء بمرض السكري من النوع الثاني هذا يعني أن عضلات جسمه و الدهون و خلايا الكبد أصبحت غير قادرة على معالجة الجلوكوز، هنا يقوم البنكرياس برد فعل ليقوم بهضم الجلكوز المتراكم فيعمل على انتاج الأنسولين بكميات أكبر، إلا أنه مع مرور الوقت يصبح عاجز عن أنتاج الأنسولين بالكميات الكافية لحاجة الجسم، و هنا يفقد الجسم قدرته على التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم.

كيف تحافظ على صحة البنكرياس؟

إليك بعض النصائح التي باتباعها ستحافظ على البنكرياس بصحة جيدة:

اتباع نظام غذائي متوازن، تجنب التدخين.

عدم الإفراط في شرب الكحول يساعد في الحفاظ على صحة البنكرياس.

توصي مؤسسة البنكرياس الوطنية بما يلي:

يجب ألا تزيد كمية الدهون المستهلكة في اليوم عن 20 غرام.

تجنب شرب الكحول.

شرب الكثير من الماء للحفاظ على رطوبة البنكرياس.