ارتفاع الكوليسترول : اسباب، أعرض وعلاج

كما نعلم أن جسم الانسان يشبه بيئة خضراء متوازنة، تعمل كل مكوناتها بشكل منظم ودقيق وروتيني من أجل نمو سليم وتحقيق فعال للوظائف الحيوية المختلفة، وأن أي خلل داخلي او خارجي يصيب هذا الجسم له مسببات وأعراض عديدة.

سنتحدث خلال السطور المقبلة عن ارتفاع نسبة الكوليسترول في جسم الانسان، حيث أن الخطوة الأولى للوقاية من أي مرض أو خلل هي التعرف عليه وعلى مسبباته العديدة.

الكوليسترول هو مادة مهمة جدا لتوازن الجسم، حيث يقوم بتصنيعها بنفسه، وهي مادة دهنية شمعية أساسية في تكوين أغشية الخلايا في جميع أنسجة الكائنات الحية. بالإضافة إلى ذلك يلعب الكولسترول دورا أساسياً في الاستقلاب الحيوي.

هناك نوعان للكوليسترول أحدهما نافع والأخر ضار: حيث أن النوع النافع هو بروتين دهني مرتفع الكثافة بينما الضار فهو بروتين دهني منخفض الكثافة.

أما بالنسبة لوظائف الكوليسترول فهي أنه مساهم أساسي في بنية جدران الخلايا، يشكل أحماض عصارة المرارة، يسمح للجسم بإنتاج فيتامين د، يُمكّن الجسم من صناعة بعض الهورمونات مثل الأستروجين والاندروجين وهرمونات الكورتيزول.

أهم أسباب ارتفاع الكوليسترول:

النسبة الطبيعية للكوليسترول بالدم يجب ألا تتجاوز الـ 200 مليجرام\ديسيلتر، وفيما يلي سنقوم بذكر أهم مسببات ارتفاعه عن هذه النسبة:

  • عوامل وراثية.
  • النظام الغذائي المتبع: حيث أن تناول الأطعمة اتي تحتوي على الدهون المشبعة بكثرة يؤدي لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، مثل تناول الأطعمة ذات المصدر الحيواني بكميات كبيرة.
  • التدخين.
  • السمنة: حيث تترافق السمنة وخصوصاً المفرطة منها بترسب الدهون على الشرايين مما بدوره يقلل من نسبة تدفق الدم ويؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات.
  • قلة النشاط البدني: قد تؤدي قلة النشاط البدني إلى زيادة نسبة الكوليسترول الضار والتقليل من نسبة الكوليسترول الجيد.
  • أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم.

أعراض ارتفاع الكوليسترول:

من الممكن أن يكون الشخص مصابا بارتفاع الكوليسترول من دون أن يعلم، فأعراضه غير واضحة أو ظاهرة، ولذلك فنحن بحاجة للقيام بفحص للدم للتأكد مما إذا كنا نعاني منه أم لا. أما إذا كان ارتفاع الكوليسترول مقترناً بأمراض أخرى فتظهر لها العديد من الأعراض يمكنكم الاطلاع عليها عن طريق أحد المراجع المرفقة في هذا المقال.

طرق الوقاية من ارتفاع نسبة الكوليسترول:

وأفضل الطرق للوقاية من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الجسم هي:

  • اتباع نمط حياة صحي، ونظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات والألياف والبقول والحبوب والسمك، بالإضافة إلى الابتعاد عن الاكثار من المأكولات السريعة والدهنية كاللحم والنقانق والمعجنات والمقالي.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ منتظم، لحرق الدهون الزائدة.
  • الامتناع عن التدخين وذلك لمنع خفض مستوى الكولسترول الجيد في الدم.
  • إجراء الفحوصات الدورية للدم لمعرفة مستوى الكولسترول في الدم.
  • تجنب التوتر والقلق باعتبارها العوامل النفسية التي تساهم في ارتفاع الكوليسترول وذلك لتجنب ارتفاع مستوى الكورتيزول الذي تفرزه الغدة الكظرية.
  • تخفيف الوزن الزائد من خلال اتباع أنظمة غذائية صحية بالإضافة لممارسة التمارين الرياضيّة.
  • تناول الأغذية التي تخفض نسبة الكوليسترول الضار مثل الخردل بسبب احتوائه على كمية من الماغنسيوم، وزيت السمك وزيت الصبار والسبانخ والبصل والثوم.

أساليب العلاج:

علاج ارتفاع الكوليسترول في الدم يتطلب المواظبة على عدة عادات صحية: فكيف نخفض الكولسترول السيئ؟ وكيف نرفع الكولسترول الجيد؟ وكيف تساعد التغذية الصحيحة على الوقاية من أمراض القلب؟

تناول الوجبات اليومية بتسلسل صحي يعتبر أمراً أساسياً، فالغذاء الصحي علاج مثالي للكثير من الأمراض، وهناك أغذية عديدة تقي منه وتعالج ارتفاع نسبة الكوليسترول مثل الشوفان والأطعمة الخفيفة على الفطور إذ أنها تساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول على مدار اليوم. بالإضافة إلى ذلك، يجب تقليل حجم الوجبات قدر الامكان، وتناول كميات كافية من الخضار والفواكه والوجبات الصحية والغنية، وتقليل كمية الأطعمة الغنية بالدهون والكربوهيدرات، وتناول السمك الغنية بالأوميغا-3 مرتين على الأقل أسبوعيا لأنها تساعد على تخفيض نسبة الدهون في الدم وخصوصا السلمون والتونا والسردين.

كما يساعد الجوز على خفض نسبة الكوليسترول لغناه بالدهن الحيوي الذي يخفض مستوى الكوليسترول الضار.

ويجب ممارسة الرياضة وخصوصا المشي باستمرار، فالمشي يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب، ويساعد على تخفيض الوزن ويقوي العظام. ويمكنكم البدء بمشي مسافات قصيرة ثم زيادة المسافة تدريجيًا في كل مرة لجعل الانتقال إلى نظام حياة صحي أكثر سهولة.

 

طرق تخفيض الكوليسترول

يتكون الكوليسترول في الكبد وله العديد من الوظائف المهمة، منها المساعدة في الحفاظ على جدران خلايا الجسم مرنة كما أنه ضروري لتكوين العديد من الهرمونات، ومع ذلك، وكأي شيء في الجسم فزيادته أو وجوده في الأماكن الخاطئة يسبب المشاكل.

إن الكولسترول مثل الدهون لا ينحل في الماء، ويعتمد انتقاله في الجسم على جزيئات تسمى البروتينات الدهنية التي تحمل الكوليسترول والدهون والفيتامينات المنحلة في الدم.

إن للبروتينات الدهنية نوعين أساسين ولكلاهما تأثير مختلف على الصحة، فبينما تؤدي المستويات العالية من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) لترسب الكوليسترول على جدران الأوعية الدموية، مما قد يؤدي إلى انسداد الشرايين وبالتالي قد يسبب السكتات الدماغية والنوبات القلبية وفشل الكلى، فإن البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) يساعد في حمل الكوليسترول بعيداً عن جدران الأوعية وبالتالي يساعد في الوقاية من تلك الأمراض.

سنستعرض في الجزء الثاني آخر 5 طرق من أصل 10 طرق طبيعية لزيادة الكوليسترول “الجيد” (HDL) وخفض الكوليسترول “الضار” (LDL).

6– خسارة الوزن:

تؤثر الحمية الغذائية المتبعة على الطريقة التي يمتص بها الجسم وينتج الكوليسترول.

وجدت دراسة استغرقت عامين على 90 شخصاً بالغاً على أن اعتماد الحمية الغذائية سيدفع الجسم لزيادة امتصاص الكوليسترول من النظام الغذائي ويقلل من تكون كولسترول جديد في الجسم، ومن خلال هذين العامين سيزداد الكولسترول الجيد HDL بينما نسبة الكولسترول الضار LDL فستبقى دون تغيير مما سيقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، وفي دراسة أخرى مماثلة لـ 14 من كبار السن، توصلت إلى أن انخفاض الكولسترول السيئ LDL سيعني المزيد من الحماية للقلب، كما أظهرت دراسة أجريت على 35 شابة انخفاض إنتاج الكوليسترول الجديد في الجسم خلال فقدان الوزن على مدى ستة أشهر، أي أن وبشكل عام ، لفقدان الوزن فائدة مزدوجة على الكوليسترول عن طريق زيادة HDL المفيد وخفض LDL الضار.

الخلاصة: إن لتقليل الوزن آثار مختلفة فهو يقلل الكوليسترول الكلي ، جزئياً عن طريق تقليل تكوين الكوليسترول الجديد في الكبد ويخفض من الكوليسترول الضار ويزيد من الكوليسترول الجيد في الجسم .

7– توقف عن التدخين:

إن التدخين يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بعدة طرق، أحداها تغيير كيفية تعامل الجسم مع الكوليسترول، حيث لا تستطيع الخلايا المناعية لدى المدخنين إعادة الكوليسترول من جدران الأوعية الدموية إلى الدم لنقلها إلى الكبد، و يرتبط هذا الضرر بقار التبغ، وليس بالنيكوتين، وقد تسهم هذه الخلايا المناعية المختلة وظيفياً في التطور السريع للشرايين المسدودة لدى المدخنين.

في دراسة كبيرة شملت عدة آلاف من البالغين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ، ارتبط التدخين بانخفاض مستويات HDL وزيادة الكوليسترول الكلي، ولحسن الحظ فإن الإقلاع عن التدخين يمكن أن يعكس هذه الآثار الضارة.

الخلاصة: يبدو أن التدخين يزيد البروتينات الدهنية السيئة ويقلل HDL الجيد ويعيق قدرة الجسم على إرسال الكولسترول مرة أخرى إلى الكبد ليتم تخزينه أو تكسيره، والإقلاع عن التدخين سيؤدي لعكس هذه الآثار.

8 – شرب الكحول باعتدال:

عند شرب الكحول باعتدال فإن الإيثانول الموجود في المشروبات الكحولية يزيد من HDL ويقلل خطر الإصابة بأمراض القلب.

وجدت دراسة شملت 18 امرأة بالغة أن شرب 24 غراماً من النبيذ الأبيض يحسن HDL بنسبة 5 ٪ ، مقارنة بشرب كميات متساوية من عصير العنب الأبيض، كما يحسن الكحول أيضاً  “النقل العكسي للكوليسترول”، بمعنى أنه يتم إزالة الكوليسترول من جدران الدم والأوعية الدموية ويعاد إلى الكبد، وهذا يقلل من خطر انسداد الشرايين وأمراض القلب.

في حين أن تناول الكحول المعتدل يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب ، إلا أن الكثير من الكحول يؤذي الكبد ويزيد من خطر الادمان عليه لذا فالحد الموصى به هو كأسين من المشروبات الكحولية يومياً للرجال وكأس واحد للنساء.

الخلاصة : إن تناول كأس أو اثنين  من المشروبات الكحولية في اليوم الواحد قد يحسن الكولسترول الحميد ويقلل من خطر انسداد الشرايين. ومع ذلك ، فإن تعاطي الكحول بشكل أكبر يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب ويضر بالكبد.

9-الاعتماد على الستيرول والستانول Sterols and Stanols النباتي:

هنالك أنواع عديدة من المكملات النباتية لإدارة الكولسترول، فالستانول والستيرول هما النسخ النباتية للكوليسترول لأنها تشبه الكوليسترول، ويتم امتصاصها من النظام الغذائي مثل الكوليسترول، ولكن ولاختلاف تركيبتها الكيميائية عن تركيبة الكوليسترول البشري فهي لا تسهم في انسداد الشرايين، وتقلل مستويات الكوليسترول في الدم عن طريق التنافس مع الكوليسترول البشري، فعند امتصاص الستيرول النباتي من النظام الغذائي يمنع الجسم تلقائياً من امتصاص الكوليسترول.

توجد كميات صغيرة من الستانول النباتي والستيرول طبيعياً في الزيوت النباتية ، وتضاف حالياً وبشكل متزايد إلى زيوت معينة وبدائل الزبدة.

وجدت إحدى الدراسات التي شملت 60 رجلاً وامرأة أن تناول لبن الزبادي مع غرام واحد من ستانولات النبات يقلل من نسبة الكوليسترول المنخفض الكثافة بنسبة 15٪ تقريباً مقارنة بالعلاج الدوائي، وخفضت LDL بنسبة 20 ٪.

على الرغم من هذه الفوائد للكوليسترول ، لم تثبت الدراسات المتوفرة أن الستانولات أو الستيرولات تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب حيث لم تجرى عليها الدراسات الكافية واختبار الجرعات العالية في المكملات الغذائية بشكل جيد على عكس أهمية الكميات الصغيرة الموجودة في الزيوت النباتية.

الخلاصة: تنافس ستانولات النبات والستيرولات في الزيوت النباتية أو السمن النباتي مع الكوليسترول من حيث امتصاصها من قبل الجسم بشكل أسرع مما يضمن خفض LDL بنسبة تصل إلى 20 ٪، ولكن لحد الآن لم يثبت أن لها دوراً في الحد من أمراض القلب.

10-تناول المكملات الغذائية:

هناك أدلة قوية على أن زيت السمك والألياف القابلة للذوبان يحسنان الكوليسترول ويعززان صحة القلب. هنالك مكمل آخر يعرف بأنزيم Q10 يبشر بدور فعال وواعد في تحسين الكوليسترول على الرغم من أن فوائده الطويلة الأجل غير معروفة بعد.

  • زيت السمك:
    إن زيت السمك غني بأحماض أوميغا 3 الدهنية وحمض الدوكوزاهيكسانويك docosahexaenoic acid  (DHA) وحمض الإيكوسابنتاينويك eicosapentaenoic acid (EPA).
    وجدت دراسة أجريت على 42 شخصاً بالغاً أن تناول 4 جرامات من زيت السمك يومياً يقلل من إجمالي كمية الدهون التي يتم حملها بالدم، كما أن تناول 6 غرامات من زيت السمك يومياً يزيد من HDL، ووجدت دراسة شملت أكثر من 15000 شخص بالغ أن أحماض أوميغا-3 الدهنية، بما في ذلك مكملات زيت السمك، قللت من خطر الإصابة بأمراض القلب والعمر المتوقع لفترة طويلة.
  • السيلليوم (بزر القطونا):
    يعد السيلليوم من المكملات الغذائية وهو نوع من الألياف القابلة للذوبان.
    وجدت دراسة استغرقت أربعة أسابيع على 33 شخصاً بالغاً أن تناول البسكويت المضاف إليه 8 غرامات من السيلليوم  قد خفضت الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار بنسبة 10٪ تقريباً، وتوصلت دراسة أخرى لنتائج مماثلة عند تناول مكمل السيلليوم  بمقدار5 غرامات مرتين يومياً قد قلل الكوليسترول الضار والكوليسترول الكلي بنسبة 5٪ وتزداد هذه النسبة طرداً مع المواظبة على تناوله.
  • الأنزيم  المساعد  Q10 :
    إن إنزيم Q10 المساعد هو مادة كيميائية غذائية تساعد الخلايا على إنتاج الطاقة، وهو مشابه للفيتامين باستثناء أن الجسم يمكنه إنتاج أنزيم Q10 الخاص به مما يمنع نقصه في الجسم، حتى لو لم يكن هناك نقص فقد يكون أخذ أنزيم Q10 على شكل مكملات فوائد في بعض الحالات.
    وجدت العديد من الدراسات التي شارك فيها 409 مشاركاً أن مكملات الإنزيم المساعد Q10 قد خفضت الكوليسترول الكلي، ولم تغير من مستويي HDL وLDL .
    قد تكون مكملات الإنزيم المساعد Q10 مفيدة في علاج قصور القلب، على الرغم من أنه من غير الواضح فيما إذا كانت تقلل من خطر الإصابة بقصور القلب أو النوبات القلبية.

ملخص :

إن مكملات زيت السمك ومكملات الألياف القابلة للذوبان مثل السيلليوم تحسن الكوليسترول وتقلل خطر الإصابة بأمراض القلب، فيما تعمل مكملات الإنزيم المساعد Q10 على خفض مستويات الكوليسترول الكلي، لكن من غير الواضح ما إذا كان هذا يمنع الإصابة بأمراض القلب.

الملخص:

يقوم الكوليسترول بوظائف مهمة في الجسم، ولكنه يسبب انسداد الشرايين وأمراض القلب عندما يخرج عن السيطرة، وله نوعان فبينما يساهم البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) في أمراض القلب، يحمي البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) من أمراض القلب عن طريق حمل الكوليسترول بعيداً عن جدران الأوعية والعودة إلى الكبد.

إذا كان مستوى الكوليسترول لديك غير متوازن، فإن تغيير نمط الحياة هي بداية العلاج.

يمكن أن تزيد الدهون غير المشبعة والألياف القابلة للذوبان والأستيرول النباتي والستانول من نسبة الكوليسترول الجيد (HDL) وتقلل من نسبة الكوليسترول السيئ. بالإضافة إلى أن ممارسة الرياضة وفقدان الوزن يمكن أن يساعدا أيضاً.

إذا كنت تشعر بالقلق إزاء مستويات الكوليسترول في الدم لديك، فراجع طبيبك، وبتحليل دم بسيط سيحدد لك ما ينبغي فعله.