اضطراب تشوه الجسم
الأعراض والتشخيص والعلاج
اضطراب تشوه الجسم المشار إليه سابقا أو “رهاب خلل البنية” إنه اضطراب نفسي شديد والذي يظهر على شكل انشغال بتخيل عيب في أحد المظاهر الجسدية
والتركيز يمكن أن يكون على جزء من الجسم و عادة يكون على عيوب الوجه والشعر كابتسامة ملتوية ، شفاه غير منتظمة ، رأس مشوه
أو يتم التعبير عنه كشعور عام من القبح
الأفراد الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسم يستحوذ على تفكيرهم وجود عيب تخيلي أو عيب يكاد ألا يكون ملحوظ والذي يتطور لدرجة كبيرة فيكون له تداعيات سلبية كبيرة على علاقاتهم ونوعية حياتهم ولا يمكن لأي قدر من الطمأنينة أن يقنع المصاب باضطراب تشوه الجسم بأن العيب الذي ينظر إليه ليس حقيقي
اضطراب تشوه الجسم غالباً ما يتم تجاهله في العيادات
ومع ذلك فإنه عندما يتم تحديده بشكل صحيح وواضح فإنه يمكن معالجته بنجاح وشكل كامل من خلال الدواء والعلاج السلوكي المعرفي CBT
محتويات هذا المقال
ما هو اضطراب تشوه الجسم ؟؟
أعراض وتشخيص وعلاج هذا المرض
حقائق سريعة عن اضطراب تشوه الجسم
1) اضطراب تشوه الجسم وصف لأول مرة منذ أكثر من مئة عام وشوهد في جميع أنحاء العالم
2) تكون بداية هذا الاضطراب عادة في سن المراهقة
3) يمكن أن يستغرق 17 سنة قبل أن يشخص اضطراب تشوه الجسم وذلك بسبب كون العديد من المرضى يخجلون من الكشف عن أعراضهم لمقدمي الرعاية الصحية
4) يعتقد أن اضطراب تشوه الجسم لديه عنصر وراثي
5) يعتقد أنه يصيب 1 ل 2% من تعداد السكان في الولايات المتحدة الأمريكية و 7 ل 15% من المرضى الذين يخضعون لجراحات تجميلية
6) أكثر من 90% من المصابين باضطراب تشوه الجسم لا تتغير أعراضهم ولا تزول بعد القيام بعمليات التجميل على العكس من ذلك فإن الوضع يزداد سوءاً
7) لدى المصابين باضطراب تشوه الجسم غالباً أمراض أخرى كالاكتئاب والرهاب الاجتماعي واضطراب الوسواس القهري
8) الأفراد المصابين بهذا الاضطراب غالباً لديهم عدد قليل من الأصدقاء
و أكثر من 20% عاطلين عن العمل وحوالي 55% غير متزوجون
9) عدم معالجة اضطراب تشوه الجسم غالباً يزيد من احتمالات الانتحار
ما هو اضطراب تشوه الجسم
الأفراد المصابين بهذا الاضطراب يصرون أن هناك شيء ما خاطئ في مظهرهم على الرغم من أن الخلل الواضح من وجهة نظرهم يكون غير مرئي وغير موجود
هناك حالات قليلاً ما تؤثر فيها الشكل الجسدي الحقيقي ولكن لها علاقة بصورة الشخص الفردية أو كما يسمى التقدير الشخصي
ينشغل الأشخاص مع اضطراب تشوه الجسم بعيوب في مظهرهم والتي يمكن أن تكون غير ملاحظة أو غير موجودة
يعتمد اضطراب تشوه الجسم على ثلاث معايير أساسية للتشخيص :
• انشغال بوجود خلل في المظهر حيث يمكن أن يتصور العيب في مخيلته أو يكون عيب بسيط لكنه يضخمه بالإضافة لقلق الفرد المفرط
• الانشغال بالعيب يسبب مشاكل على الحياة الاجتماعية والمهنية و نواحي هامة أخرى كالوظيفة أو العمل
• هذا الاضطراب والانشغال بالعيب لا يشكل عامل جيد بالنسبة لمن لديهم اضطراب عقلي آخر مثل القهم العصبي وتوهم المرض
يحتاج الأفراد أيضاً إلى الحصول على طمأنة مستمرة حيث يحصل لديهم إحباط عندما لا يرى الأشخاص الآخرون الخلل
والعديد منها هي أوهام مرجعية وذلك يعني أنهم يعتقدون بوجود أشخاص آخرين يحدقون في عيبهم ويتكلمون حوله أو يسخرون منه
يمكن أن يصدم الأفراد بشدة بسبب مظهرهم الأمر الذي يمنعهم من العمل وتشكيل علاقات اجتماعية
يلزم المصابون المنزل بسبب اعتقادهم وشعورهم بأنهم بشعين جداً عندما ينظر إليهم في الأماكن العامة
أسباب اضطراب تشوه الجسم
السبب الدقيق لاضطراب تشوه الجسم غير معروف على الرغم من وجود العديد من النظريات المقترحة
1) قد يكون وراثي حيث معدل انتشار هذا الاضطراب أعلى بأربع مرات لدى الأقارب من الدرجة الأولى والمصابين باضطراب تشوه الجسم
2) يبدو أن له صلة وعلاقة بالوسواس القهري حيث كثيراً ما يحدث هذا الاضطراب في الناس المصابين بالوسواس القهري وأقاربهم ويستجيب لنفس العلاج أيضاً
3) كما تم ملاحظة تشوهات وظيفية في أنظمة الرؤية والجهاز الحوفي في الدماغ وتحديده كسبب محتمل
4) وأخيرا قد يكون انخفاض مستويات الناقل العصبي السيروتونين عامل مساعد
• تشير بعض الأبحاث إلى أن الاعتداد العاطفي أو الجسدي أو الجنسي في عمر مبكر قد يكون عامل خطر محتمل في تطور هذا الاضطراب
أعراض اضطراب تشوه الجسم:
العرض الرئيسي في اضطراب تشوه الجسم هو الانشغال بتخيل وتصور عيب في المظهر أو رد فعل مبالغ مع عيب جسدي غير مرئي وبسيط
وهو اضطراب مزمن والذي ينمو ويزداد من حيث الشدة ويمكن أن ينتقل من جزء إلى أجزاء أخرى من الجسم
غالباً تكون المناطق الشائعة التي تنطوي فيها العيوب هي الجلد ” حب الشباب والشحوم والتجاعيد” والأنف والفم والأسنان والطلع والثدي أو الأعضاء التناسلية
التصرفات والسلوكيات المعتادة والمرتبطة مع اضطراب تشوه الجسم وتشمل:
“الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسم يمكن أن تركز اهتمامها عند وقوفها أمام المرآة أو قد تحاول تجنبها تماماً”
• الانشغال بالمظهر الجسدي مع وعي ذاتي مدقع
• اللمس المستمر للعيب و وتحسسه وقياسه والتحديق به
• القراءة أو البحث بشكل مفرط عن العيب
• إهمال جوانب أكثر أهمية في الحياة مثل العمل والأسرة والصحة الشخصية والرفاهية
• تجنب المرآة أو النظر إلى المرآة بشكل مبالغ أو نظرة عابرة إلى الأبواب العاكسة والنوافذ والأسطح العاكسة الأخرى أو إزالة جميع المرايا في المنزل
• إخفاء العيوب كاستخدام الشعر المستعار والقبعات ومستحضرات التجميل
• تكرار المراجعات الجلدية والتجميلية لتصحيح العيب أو الخلل
الأفراد الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسم يفكرون في عيوبهم بمتوسط 3 ل 8 ساعات في اليوم ولديهم سيطرة محدودة على هذه الأفكار
محاولة إقناع المريض بأن العيب الخلقي هو غير موجود أو ثانوي يعتبر غير مجدي حيث أن الأفراد الذين يعانون من اضطراب تشوه الجسم لديهم أفكار ثابتة عن عيوبهم المتصورة
الاختبارات وتشخيص اضطراب تشوه الجسم :
غالباً ما يتجاهل مقدمي الخدمات الطبية تشخيص هذا الاضطراب بشكل عام بسبب نقص المعرفة فيه وتردد الفرد في الكشف عن مخاوفه بسبب الخجل
وعلى الرغم من أن اضطراب تشوه الجسم هو حالة نفسية إلا أن عدد قليل جداً من الأفراد المصابين به يزورون الطبيب النفسي حيث أنهم يعتبرون مشكلتهم جسدية وليست نفسية
حيث يلجأ الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب للعلاج مثل تقويم أسنان ومعالجة الأمراض الجلدية والتناسلية واستخدام مستحضرات التجميل والجراحة والتجميلية
كما يتم تشخيص اضطراب تشوه الجسم فقط من خلال التاريخ الطبي والمقابلة
ومن المهم أن يتم فحص المرضى الذين يخضعون لعمليات التجميل باستخدام استبيان اضطراب تشوه الجسم واستبيان الأمراض الجلدية النسخة…
علاج اضطراب تشوه الجسم :
علاج اضطراب تشوه الجسم يشمل العلاج المعرفي السلوكي والأدوية والاستشارات السلوكية
• العلاج المعرفي السلوكي: يساعد الناس على خفض وحل مشاكلهم السلوكية من خلال تحدي معتقداتهم وأفكارهم السلبية
هذا العلاج يساعد الأفراد على اكتساب المعرفة والخبرة والتوقف عن الأفكار السلبية الذاتية بينما يتعلمون كيفية تقييم الوضع بطريقة أكثر واقعية وايجابية
يمكن للأفراد أيضا معرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع الأحداث والمواقف مثل النظر من خلال المرآة وتحسس الجلد
• الأدوية : قد أظهرت الأدوية المضادة للاكتئاب SSRI مثل فلوكستين و فلوفوكسامين وسيتالوبرام النجاح في علاج هذا الاضطراب
• العلاج الأسري: اختبار الصحة العقلية يمكنه تحديد السلوكيات والمعتقدات المعتدلة داخل الأسرة وتحديد النهج الأكثر فعالية للتعامل مع هذه السلوكيات