مرض الكساح او لين العظام فى الصغار Rickets

تعريف المرض:
 ينتج مرض لين العظام فى الأطفال او الكساح (Rickets) عن نقص فيتامين د بالجسم أو عدم إستجابة الأنسجة لهذا الفيتامين رغم وجوده بكمية كافية داخل الجسم. و يتسبب هذا المرض فى قلة ترسيب الكالسيوم و الفسفور بالعظام مما يترتب عليه حدوث لين العظام.

أسباب المرض:
 ينتج  هذا المرض عن عدة مسببات متضمنة:
♦ نقص تناول فيتامين د أو الكالسيوم أوالفسفور بالطعام كما يحدث فى هؤلاء الذين يرفضون تناول الألبان.
♦ قلة التعرض لأشعة الشمس كما يحدث فى البلاد ذات النهار القصير و الضباب و كذلك فى أصحاب البشرة الداكنة. حيث يتم تكوين فيتامين د بالجلد مع التعرض لأشعة الشمس لفترة كافية.
♦ سوء الإمتصاص.
♦ قصور وظائف الكبد و الكلى حيث يعمل كل من الكبد و الكلى على تنشيط فيتامين د بالجسم.
♦ حامضية البول.
♦ تناول بعض العقاقير مثل مضادات التشنجات و المضادات الحيوية المستخدمة فى علاج الدرن و بعض مضادات الفطريات. كما قد يؤدى إستخدام العقاقير المضادة للحموضة لنقص الفسفور بالدم نتيجة إتحاد العقاقير بالفسفور فى الجهاز الهضمى مما يعمل على عدم إمتصاصه. كما قد تثبط العقاقير الحاوية على أى من الألومنيوم و البيسفوسفونات و الفلورايد ترسيب الكالسيوم و الفسفور بالعظام.
♦ العيوب الوراثية و التى تتسبب فى عدم إستجابة الأنسجة لفيتامين د رغم توفره بالجسم نتيجة لنقص أو وجود عيب بمستقبلات الفيتامين أو نتيجة لقصور تنشيط الفيتامين داخل الجسم أو نتيجة لزيادة إفراز الفسفور فى البول.
♦ بعض الأورام الخبيثة قد تتسبب فى حدوث لين العظام.

الأعراض الإكلينيكية:
 يتسبب هذا المرض فى تأخر التطور الحركى للطفل و تأخر بروز الأسنان مع حدوث تشوهات بالعظام أشهرها تقوس الساقين و بروز عظام الجبهة و إتساع عظام الرسغ والكاحل و ظهور عقد صغيرة عند إلتقاء الغضاريف الضلعية بالضلوع.
وفى الاطفال الاكبر سناً يتسبب هذا المرض فى حدوت آلام بالعظام لاسيما عظام الحوض و الفقرات كما قد يتسبب فى حدوث ضعف بالعضلات و فى الحالات المتقدمة قد يعانى المريض من تشوه بالعظام لاسيما عظام الهيكل المحورى.
وقد يتسبب المرض فى حدوث الكسور بالعظام مع أقل الرضوض و التى تعرف بكسور العصا الخضراء (Green stick fracture). كما قد يتسب نقص مستوى الكالسيوم بالجسم فى حدوث إضطراب بضربات القلب و خدر و تنميل بالأطراف و حول الفم و تقلص بعضلات اليدين و القدمين و قد يصل الأمر إلى حد حدوث التشنجات.

الإختبارات المعملية و الأشعة التشخيصية:
 عادةً ما توضح التحاليل إرتفاع مستوى إنزيم الألكلين فوسفاتيز (Alkaline phosphatase)  بالدم و إنخفاض مستوى الكالسيوم و الفسفور و فيتامين د فى الدم و كذلك مستوى الكالسيوم فى البول. كما يتم إجراء فحص وظائف الكبد و الكلى و إجراء تحليل البول لتحديد سبب المرض. و قد يستدعى الأمر إجراء تحليل هرمون الغدة الجار درقية (Parathyroid hormone) لإكتشاف حدوث أية أورام بالغدة نتيجة لنقص الكالسيوم بالدم لفترة طويلة حيث يعمل هرمون هذه الغدة على رفع مستوى الكالسيوم المنخفض بالدم لفترة طويلة.
و قد يستعان بالأشعة السينية للعظام و أشعة المسح الذرى على العظام لإتشخيص المرض و إكتشاف حدوث تشوهات أو كسور بالعظام. و نادراً ما يستدعى الامر الحصول عينة من العظام لتشخيص المرض.

علاج المرض:
 عادة ما يتم علاج المرض عن طريق تناول مكملات غذائية حاوية على فيتامين د و الكالسيوم و الفسفور عن طريق الفم أما فى حالات سوء الإمتصاص يحتاج المريض لتناول جرعات كبيرة من هذه المكملات. و فى الحالات الشديدة قد يعطى فيتامين د عن طريق الحقن العضلى.
و يتم متابعة مدى تحسن المريض عن طريق قياس مستوى إنزيم الألكلين فوسفاتيز و الكالسيوم و الفسفور فى الدم على فترات.
و ينصح المريض بعد إتمام العلاج بتناول الأغذية الغنية بفيتامين د و الكالسيوم مع التعرض لأشعة الشمس بصورة كافية لمنع إرتداد المرض.