ما هو اضطراب القلق ؟

نظرة عامة

القلق هو استجابة الجسم الطبيعية للتوتر؛ إنه شعور بالخوف أو الخشية بشأن ما سيأتي؛ قد يؤدي اليوم الأول من المدرسة أو الذهاب إلى مقابلة عمل أو إلقاء خطاب ما إلى شعور معظم الناس بالخوف والعصبية، لكن إذا كانت مشاعرك للقلق شديدة للغاية وتدوم لمدة أكثر من ستة أشهر ومؤثرة في حياتك عند ذلك يمكن أن تكون مصاباً باضطراب القلق.

ما هي اضطرابات القلق؟

من الطبيعي أن تشعر بالقلق من الانتقال إلى مكان جديد أو عند بدء عمل جديد أو إجراء اختبار؛ هذا النوع من القلق غير سار لكنه قد يحفزك على العمل بجد أكبر وعلى القيام بعمل أفضل، فالقلق العادي هو عبارة عن شعور يأتي ويذهب لكنه لا يعيقك في حياتك اليومية.

في حالة اضطراب القلق قد يصاحبك الشعور بالخوف طوال الوقت؛ إنه شديد ومرهق في بعض الأحيان وقد يتسبب هذا النوع من القلق في توقفك عن فعل الأشياء التي تستمتع بها.

في الحالات المتطرفة يمكن أن يمنعك من استعمال المصعد أو عبور الشارع أو حتى مغادرة المنزل وإذا تركت نفسك بدون علاج فإن القلق سوف يزداد سوءاً.

تعتبر اضطرابات القلق الشكل الأكثر شيوعاً للاضطراب العاطفي ويمكن أن تؤثر على أي شخص وفي أي عمر، وفقا لجمعية الطب النفسي الأمريكية فإن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة باضطراب القلق.

ما هي أنواع اضطرابات القلق؟

القلق هو جزء رئيسي من عدة اضطرابات مختلفة وتشمل هذه الاضطرابات ما يلي:

  1. اضطراب الهلع  panic disorder:
    هي أن تعاني من نوبات هلع متكررة في أوقات غير متوقعة حيث أن الشخص المصاب باضطراب الهلع يمكن أن يعيش في حالة خوف من نوبة الهلع التالية.
  2. الرهاب Phobia: يعبر عن الخوف المفرط من شيءٍ ما  أو من أو من حالةٍ معينة  أو من نشاط معين.
  3. اضطراب القلق الاجتماعي Social Anxiety Disorder: يعبر عن الخوف الشديد من أن يحكم عليه الآخرون في المناسبات الاجتماعية
  4. اضطراب الوسواس القهري Obsessive-Compulsive Disorder: الأفكار اللاعقلانية المتكررة التي تقودك إلى القيام بسلوكيات محددة ومتكررة
  5. اضطراب قلق الانفصالSeparation Anxiety Disorder: الخوف من كونك بعيداً عن المنزل أو عن أحد الأشخاص الذين تحبهم
  6. اضطراب القلق المرضي Illness Anxiety Disorder: القلق بشأن صحتك (التي كانت تُعرف سابقاً باسم Hypochondria المشورة).
  7. اضطراب ما بعد الصدمة Post-Traumatic Stress Disorder (PTSD): وهو القلق الذي يتولد بعد التعرض لحدث سبب لك الأذى.

ما هي أعراض القلق؟

تختلف أعراض الشعور بالقلق تبعاً للشخص الذي يعاني منه؛ ويمكن أن تتراوح الأعراض من أصوات رفرفة في المعدة إلى تسارع القلب؛ ويمكن أن تشعر بأنك غير قادر على التحكم بنفسك كأنه يوجد انفصال بين الدماغ والجسم.

يتعرض الناس للقلق في حالات أخرى مثل الكوابيس ونوبات الهلع والأفكار أو الذكريات المؤلمة التي لا يمكن التحكم فيها؛ قد يكون لديك شعور عام بالخوف والقلق أو قد تخشى من مكان أو حدث محدد.

تشمل أعراض القلق العام ما يلي:

  • زيادة معدل ضربات القلب
  • سرعة التنفس
  • التملمُل
  • مشاكل في التركيز
  • صعوبة في النوم

قد تختلف أعراض القلق لديك تماماً عن الأعراض التي يعاني منها شخص آخر؛ لهذا السبب من المهم أن تتعرف على جميع الطرق التي يمكن أن يتسلل بها القلق إليك. اقرأ عن الأنماط العديدة لأعراض القلق التي قد تواجهها.

 

عن العلاج

من الطبيعي أن يشعر معظم الناس بالقلق في إحدى مراحل حياتهم، وغالباً ما يزول الشعور من تلقاء نفسه، أما اضطراب القلق فهو شيء مختلف ويحتاج الى علاج بمجرد اكتشافه، ينطوي العلاج عادة على شق نفسي و آخر دوائي.

على الرغم من أن الأدوية لا تعالج القلق، إلا أنها يمكن أن تساعدك في إدارة الأعراض، بهدف ن يتمكن المريض من  العمل بشكل جيد والشعور بتحسن في حياته اليومية.

تتوفر العديد من أنواع الأدوية وتختلف باختلاف الأشخاص، يتعين على كلاً من المريض والطبيب تجربة العديد من الأدوية للعثور على الدواء المناسب.

البنزوديازيبينات (Benzodiazepines)

البنزوديازيبينات عبارة عن مهدئات تساعد على استرخاء العضلات وتهدئة العقل، فهي إنها تعمل على زيادة تأثيرات بعض الناقلات العصبية،وهي تتكون من مواد كيميائية تنقل الرسائل بين خلايا الدماغ.

تساعد البنزوديازيبينات في علاج أنواع كثيرة من اضطرابات القلق، بما في ذلك اضطرابات الهلع واضطراب القلق العام واضطراب القلق الاجتماعي من الأمثلة هذه الأدوية:

  • ألبرازولام (زاناكس) (alprazolam \Xanax).
  • كلورديازيبوكسيد (ليبريوم) (chlordiazepoxide \Librium).
  • كلونازيبام (كلونوبين) (clonazepam\Klonopin).
  • ديازيبام (الفاليوم) ( diazepam \Valium).
  • لورازيبام (أتيفان) (lorazepam\ Ativan).

وعادة ما تستخدم البنزوديازيبينات لعلاج القلق على المدى القصير، لأنه يزيد من النعاس ويسبب مشاكل في التوازن والذاكرة، هناك وباء متزايد من سوء استخدام البنزوديازيبين.

من المهم استخدام هذه الأدوية فقط الى حين يصف الطبيبك علاجاً آخر، علماً أنه قد يصف البنزوديازيبينات لمدة تصل إلى عام واحد في حال كان المريض يعاني من اضطرابات الهلع.

آثار البنزوديازيبينات (Benzodiazepines) الجانبية

تتسبب البنزوديازيبينات بالإضافة إلى النعاس ومشاكل الذاكرة بالالتباس ومشاكل في الرؤية والصداع ومشاعر الاكتئاب.

عند تناول البنزوديازيبين بانتظام لأكثر من أسبوعين، فمن المهم عدم إيقاف الحبوب فجأة، لأن هذا قد يسبب نوبة صرع لدى بعض الناس، يُنصح هنا بالتحدث الى الطبيب حول تخفيض الجرعة ببطء لتقليل خطر النوبات.

بوسبيرون (Buspirone)

يستخدم بوسبيرون لعلاج كلا نوعي القلق سواء أكان قصير الأجل أو اضطرابات القلق المزمنة (طويلة الأمد)، لا تزال آلية عمل بوسبيرون غير مفهومة تماماً، ولكن يعتقد أنه يؤثر على المواد الكيميائية في المخ التي تنظم الحالة المزاجية.

يمكن أن يستغرق العلاج باستخدام بوسبيرون عدة أسابيع ليصبح فعالاً تماماً،يتوفر كدواء عام بالإضافة إلى عقار العلامة التجارية Buspar.

آثار بوسبيرون  (Buspirone) الجانبية

تشمل الآثار الجانبية لهذا الدواء الدوخة والصداع والغثيان، كما أن بعض الأشخاص يبلغون عن أحلام غريبة أو صعوبة في النوم اثناء تناول Buspirone.

العلاجات المنزلية للقلق

هناك مجموعة متنوعة من التدخلات المنزلية من شأنها أن تساعد في تخفيف أعراض القلق، يمكن أيضاً ممارسة العديد من التدخلات بالإضافة إلى تناول الأدوية.

من الأمثلة على هذه التدخلات ما يلي:

ممارسه الرياضه

يمكن أن تساعد التمارين الرياضية في تقليل التوتر وتعزيز الإحساس العام بالرفاهية، وفقاً لجمعية القلق والاكتئاب الأمريكية (ADAA)، فالرياضة تساهم في إنتاج الناقلات العصبية المعروفة باسم الإندورفين، تعمل هذه الناقلات العصبية عمل مسكنات طبيعية للجسم ويمكنها أيضاً تحسين نوعية النوم.

تقارير ADAA أن جلسات التمرين القصيرة (حوالي 10 دقائق في كل مرة) فعالة في المساعدة على رفع المزاج.

التأمل أو اليوغا

قضاء 15 دقيقة من الوقت الهادئ والتأمل للتركيز على التنفس العميق والاسترخاء يمكن أن يساعد في تهدئة القلق، الاستماع إلى الموسيقى أو تكرار تعويذة تحفيزية بشكل منتظم خيار جيد ايضاً، أضف الى ذلك أن اليوغا تعمل على تخفيف التوتر بشكل رائع.

شرب البابونج

يساعد تناول الشاي بالبابونج أو تناول مكملات البابونج في تخفيف أعراض القلق.

ركزت دراسة مزدوجة نفذت عام 2016 نشرت في مجلة Phytomedicine على الأفراد المصابين باضطراب القلق العام، وجدت أن المشاركين في الدراسة الذين تناولوا 500 مليجرام من البابونج ثلاث مرات في اليوم على أساس يومي لاحظوا انخفاض في درجة قلقهم العام المعتدل إلى الشديد، وبالتالي تبين أن شرب شاي البابونج يساعد في تخفيف القلق.

رائحة الزيوت العطرية

يمكن أن تساعد رائحة الزيوت العطرية المخففة في تقليل الشعور بالقلق، هذا وفقاً لمقال نشر في مجلة الطب البديل والتكميلي المبني على الأدلة، تشمل أمثلة الزيوت الأساسية المستخدمة لتخفيف القلق ما يلي:

  • الخزامى.
  • زهر البرتقال.
  • البابونج.

تجنب الكافيين

في بعض الأحيان يجعل الكافيين الشخص يشعر بالقلق والتوتر، بالتالي تجنبه يساعد بعض الناس في الحد من قلقهم.

تحدث مع الطبيب

يمكن للطبيب أن يساعد في العثور على أفضل مسار لعلاج اضطراب القلق، من المرجح أن يشمل العلاج المناسب العلاج النفسي والدواء.

يُنصح بالتأكد من اتباع تعليمات الطبيب عند تناول أدوية القلق وإخباره عن أي آثار جانبية، يستطيع المريض أيضاً طرح أي سؤال حول حالته أو علاجه ، مثل:

  • ما الآثار الجانبية التي يمكن أن تظهر عند استخدام هذا الدواء؟
  • كم من الوقت سيستغرق بدء ظهور نتائج؟
  • هل يتفاعل هذا الدواء مع أي أدوية أخرى أتناولها؟
  • يمكن الرجوع لي إلى طبيب نفساني؟
  • يمكن أن تساعد في تخفيف أعراض القلق ؟

إذا شعر المريض أن الدواء لا يمنحه النتائج المرجوة أو يسبب آثاراً جانبية غير مرغوب فيها، يجب التحدث إلى الطبيب قبل التوقف عن تناوله.