المغص الكلوي : أسباب، أعراض، تشخيص وعلاج

سنتحدث في مقالنا التالي عن نوع من أنواع الألم الذي يصيب العديد من الأشخاص وهو المغص الكلوي.

نظرة عامة

يمكن تعريف مصطلح “المغص الكلوي”: بأنه الألم الناجم عن الانسداد في المسالك البولية بسبب تواجد الحصى فيها وتشمل المسالك البولية التي يمكن أن يحدث فيها الانسداد الكليتين والحالب والمثانة والمجرى البولي.

كما يرجع سبب تشكل الحصى في المسالك البولية إلى تراكم المعادن التي تشكل البلورات الصلبة كالكالسيوم وحمض اليوريك فيها، كما تعتمد نسبة الانسداد على حجم الحصى المتشكلة والتي يمكن أن تتراوح في حجمها بين الحصى الصغيرة التي تشبه حبة الرمل أو الكبيرة التي تشبه كرة الغولف، يؤدي نمو الحصى بأحجام كبيرة إلى الإصابة بالألم الشديد وهذا الألم الشديد يعرف بالمغص الكلوي.

أعراض المغص الكلوي:

تعتمد شدة أعراض المغص الكلوي على حجم الحصى المتشكلة وموقعها في المسالك البولية، بحيث تؤدي الحصى الصغيرة إلى التسبب بالمغص الكلوي الخفيف في حين يؤدي الانسداد الناجم عن الحصى الكبيرة في التسبب بآلام شديدة، خاصةً إذا تواجدت هذه الحصى في مناطق معينة من المسالك كنقطة التقاء الكلى بالمثانة أو الحالب الذي يصل الكليتين بالمثانة.

تشمل أعراض المغص الكلوي على ما يلي:

  • ألم شديد على طول جانب الجسم بين الأضلاع والورك، أو في أسفل البطن.
  • ينتشر الألم شديد في الظهر أو الفخذ.
  • الشعور بالغثيان الذي ينتهي بالتقيؤ في بعض الحالات.

قد يأتي الألم على شكل موجات تستمر لفترة تتراوح من عشرين إلى ستين دقيقة، كما قد يترافق الانسداد في المسالك مع ظهور أعراض أخرى ونذكر منها ما يأتي:

  • الشعور بالألم أو الصعوبة في التبول.
  • تغير لون البول للون الوردي أو الأحمر أو البني نتيجة وجود دم فيه.
  • ظهور الرائحة الكريهة للبول.
  • الشعور بالحاجة المستمرة للتبول.
  • زيادة أو انخفاض معدل التبول عن المعتاد.
  • ظهور قطع صغيرة من الحصى في البول.
  • ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة (وهذا ما يدل على وجود التهاب).

 أسباب المغص الكلوي:

تظهر أعراض المغص الكلوي نتيجة انسداد المسالك البولية بالحصى والذي يحدث غالباً في الحالب، هذا يؤدي إلى تراكمها وتوسُّع في المنطقة المسدودة، مما يسبب ألم شديد.

حوالي 12% من الرجال و6% من النساء أجسامهم عُرضة على الأقل لتتكون فيها حصوة أو أكثر طيلة حياتهم، مع وجود عدد من العوامل (كالتغيرات في نظامنا الغذائي وفي نمط الحياة) التي بدورها تزيد من نسبة خطر تكوين الحصوات وحدوث المغص الكلوي

 أبرز الأسباب تشكل الحصوات:

  • نظام غذائي يحتوي على نسبة كبيرة من المواد التي تشكل الحصوات، مثل البروتين والأكسالات والأملاح.
  • تاريخ عائلي أو شخصي متعلق بالإصابة بالحصوات وقابلية الجسم لتكوينها.
  • الإصابة بالجفاف بسبب عدم شرب كمية كافية من السوائل، أو فقدان الكثير من السوائل من خلال التعرق، القيء أو الإسهال.
  • الوزن الزائد والبدانة.
  • الخضوع لجراحة تصغير المعدة (مجازة معدية)، مما يزيد من امتصاص الجسم للكالسيوم والمواد الأخرى التي تُشكل الحصوات، بالإضافة للاضطرابات الأيضية (الاستقلاب) وبعض الأمراض الوراثية كفرط نشاط غدد جارات الدرقية.
  • التهابات المسالك البولية.

علاج المغص الكلوي والسيطرة على الألم

يستخدم الأطباء الفحوصات لمعرفة مستويات المواد المختلفة التي تؤدي زيادتها إلى ظهور أعراض المغص الكلوي، وتشمل هذه الاختبارات كما تم الإشارة من قبل فحوصات الدم واختبارات التصوير التي تساعد في تحديد موقع الحصى قبل البدء بالعلاج، كما يعتمد علاج المغص الكلوي الناجم عن الانسداد على نوع الحصى المسببة له والتي تختلف من شخص إلى آخر.

إذا كانت الحصى كبيرة يمكن للطبيب القيام بأحد هذه الإجراءات لإزالة وتخفيف المغص الكلوي:

  • تفتيت الحصوات بموجات صادمة من خارج الجسم (ESWL): يتم توجيه الموجات الصوتية من خارج الجسم للمساعدة في تفتيت الحصى إلى قطع صغيرة تخرج مع البول لاحقاً.
  • استخراج الحصى باستخدام المنظار الموجه عبر الحالب: يقوم الطبيب في هذا الإجراء الجراحي بإدخال منظار رفيع يحتوي على ضوء وكاميرا إلى داخل المسالك البولية للمساعدة في تحديد مكان الحصى وإزالتها.
  • استخراج حصى الكلى عن طريق الجلد: يتم الدخول إلى الكلى عن طريق شق صغير في الظهر وباستخدام أدوات صغيرة لإزالة الحصى، ويتم ذلك بالتخدير العام للمريض.

كما قد يشمل علاج أعراض المغص الكلوي بعض الأدوية المصممة للمساعدة في التخفيف من الألم وتراكم الحصى، وتشمل هذه الأدوية ما يأتي:

  • الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية مثل الإيبوبروفين (Motrin IB ، Advil).
  • أدوية لمنع تقلصات العضلات.
  • الأدوية الأفيونية.

مضاعفات المغص الكلوي

تتعدد المضاعفات المرتبطة بالمغص الكلوي والتي تنجم في معظم الحالات نتيجة الإهمال وعدم العلاج، لذلك يُنصح بزيارة الطبيب في حال ظهور أعراض المغص الكلوي لتجنب المضاعفات المرافقة له والتي تشمل التهاب المسالك البولية أو الفقدان الكامل لوظائف الكلى نتيجة الانسداد المزمن.

الوقاية

ترتكز طرق الوقاية من أعراض المغص الكلوي على كيفية تقليل خطر الإصابة بالحصى الكلوية، لذلك فإن اتباع بعض النصائح البسيطة كالمحافظة على رطوبة الجسم واتباع نظام غذائي معتدل وصحي قد يقي من الإصابة به في المستقبل، ومن أبرز طرق الوقاية من المغص الكلوي ما يأتي:

  • شرب ما لا يقل عن ثمانية إلى عشرة أكواب من الماء يومياً.
  • تقليل استهلاك منتجات الصودا خاصة تلك التي تحتوي على حامض الفوسفوريك.
  • تقليل استخدام ملح الطعام في النظام الغذائي.
  • خفض وجود البروتين الحيواني في النظام الغذائي وتجنب بعض الأطعمة مثل اللحوم الحمراء والأسماك.
  • الابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على أكسالات عالية مثل السبانخ والمكسرات.
  • الإلتزام بالوصفة الطبية الموصوفة للمريض والتي تحتوي على أدوية تهدف لمنع تكوين الحصوات.

الخلاصة

معظم الحصى البولية سيتخلص منها الجسم وتخرج في النهاية من تلقاء نفسها. يمكن للعلاجات مثل (ESWL)  وتفتيت الحصى إزالة الحجارة التي قد تتراكم في المسالك البولية.

يمكن للحصى البولية أن تعود. حوالي نصف الأشخاص الذين تكونت لديهم حصى للمرة الأولى، هم عرضة لتكوّن حصوة أو أكثر خلال خمس سنوات القادمة. لذلك قد يساعد شرب سوائل إضافية واتخاذ خطوات أخرى لتجنب تشكل الحصى من جديد، وتجنب الإصابة بالمغص الكلوي في المستقبل.