العلاج الطبيعي لمرضى الروماتيزم

قد تؤدى الأمراض الروماتيزمية للتأثير السلبى على المريض جسديا و نفسيا ( الروماتيزم والحالة النفسية ) بالإضافة إلى قدرته على العمل و أداء أعماله اليومية المعتادة.

و يهدف العلاج الطبيعي لمرضى الروماتيزم إلى الوصول بالمريض إلى أفضل طاقاته العاملة لتمكينه من أداء أعماله اليومية و التى تشمل أعمال العناية الشخصية كالإستحمام و إرتداء الملابس و تصفبف الشعر دون الإعتماد على الغير قدر الإمكان و كذلك ممارسة هواياته المختلفة بالإضافة إلى ممارسة عمله أو وظيفته.

و بذلك يتم الحفاظ عليه كشخص مفيد للمجتمع و متفاعل معه.

و يعتبر شعور المريض بأهميته فى نجاح الخطة العلاجية و خطة تأهيله عامل أساسى فى تحقيق الهدف المرجو. لذلك يعتبر التأهيل ذو أهمية كبيرة لهؤلاء الأشخاص المصابين بالأمراض المزمنة هذا طبعا بالإضافة إلى العلاج بالعقاقير.

أعضاء فريق التأهيل

و فى هذا الصدد يتعاون كل من أطباء الروماتيزم و جراحى العظام و أخصائى الطب النفسى و أخصائى التأهيل و أخصائى العلاج الطبيعى و  العلاج المهنى و الوظيفى و العامل الإجتماعى.
و يعتبر طبيب الأمراض الروماتيزمية هو قائد هذا الفريق حيث يوجه المريض إلى من يحتاجه من هؤلاء المتخصصين حسب حالته.

تقييم المريض

على أى من إعضاء فريق التأهيل بدءا من طبيب الأمراض الروماتيزمية تقييم المريض لتحديد مدى إعاقته و ما يحتاجه من مساعدة التخصصات العلاجية الأخرى.

و يشمل التقييم كل من:
♦ تقييم الجهاز الحركى بالفحص الإكلينيكى:

و يقوم طبيب الروماتيزم بهذا الإجراء لتحديد وجود أى خلل بالمفاصل مثل تقييد مدى الحركة و التشوهات المفصلية التي تؤدي إلى إنثناءات وهذا التقييم يشمل أيضا تقييم القوة العضلية للمريض.

و يتم تقييم الأطراف العلوية بشكل منفصل من حيث قوة و كفاءة قبضة اليد و قدرة المريض على إلتقاط الأشياء الصغيرة بالسبابة و الإبهام بالإضافة إلى غير ذلك مثل الحركات الدائرية لليد و التى قد يحتاجها المريض فى فتح و غلق الزجاجات و غيرها.

و يتم تقييم قدرة المريض على تغيير وضع جسده من وضع لآخر كأوضاع الإستلقاء على الظهر و البطن و كلا من جانبى الجسم و الجلوس من وضع الرقاد و الوقوف و المشى.

و كذلك لابد من سؤال المريض عن كيفية أدائه لأعماله الحياتية اليومية مثل الإستحمام و إرتداء الملابس و تسريح الشعر و غسيل الأسنان أو العناية بالمنزل إلى غير ذلك. كما أنه لابد من معرفة إذا ما كان المريض يعانى من أى تقييد بأداء وظيفته او عمله.

و فى كل وجه من أوجه التقييم يتم تحديد إذا كان المريض يقوم بهذا الوجه بمفرده دون إحتياج مساعدة الآخرين أو إذا ما كان يؤديه تحت إشراف الغير أو إذا كان يحتاج مساعدة الآخرين أو لا يستطيع أدائه إطلاقا. و كذلك يتم تسجيل إذا كان المريض يستعين بأى من الوسائل المساعدة لأداء العمل كالمقاعد المتحركه و غيرها. و يمكن بذلك تحديد نسبة إعاقة المريض.

إجراءات خطة العلاج الطبيعي لمرضى الروماتيزم

تشمل خطة  العلاج الطبيعي لمرضى الروماتيزم العديد من الإجراءات حيث تشمل التمارين العلاجية و وسائل العلاج الطبيعى و الأجهزة الدعامية و المساعدة و الأحذية الطبية المعدلة وتشمل أيضا العلاج المهنى و الوظيفى.

التمارين العلاجية لمرضى الروماتيزم

هناك العديد من التمارين العلاجية و يعتمد النوع الذى سوف يمارسه المريض على حالته.

فمثلا فى حالات الألم الحاد يفيد المريض أداء تمارين مدى حركة المفاصل (Range Of Motion Exercises) و تمارين مط العضلات(Stretching Exercises)  لمنع حدوث تيبس بالمفاصل و قصر بالعضلات الذي قد ينتج عن تجنب إستخدام تلك المفاصل أو العضلات من قبل المريض نتيجة الألم.

و مع تحسن الألم يمكن للمريض أداء تمارين تقوية العضلات.

و على الطبيب أثناء وصفه لتمارين تقوية العضلات مراعاة مقدار القوة العضلية للمريض و وجود أى ألم أو كسر أو خلع بعظام و مفاصل المنطقة التى يختص بها التمرين و التى يحذر فيها أداء تمارين حركة المفاصل و تقوية العضلات إلا بعد العلاج.

و فى حالات إلتهاب الفقار المقسط على المريض الإلتزام بتمارين تمدد الصدر (Chest Expansion Exercises)  و فرد الظهر(Back Extension Exercises).

و يفيد مرضى إلتهاب العضلات المناعى (Inflammatory Muscle Disease) الإلتزام بتمارين التنفس (Breathing Exercises).

و فى حالات إضطراب السير عادة ما يستفيد المريض من تمارين السير (Gait training) التى تساعده على إستعادة نمط السير الطبيعى.

وسائل العلاج الطبيعي لمرضى الروماتيزم

العلاج بالحرارة(Heat Therapy):

يعمل العلاج بالحرارة على تهدئة الألم و الإلتهاب بإحداث تمدد بالأوعية الدموية مما يساعد على التخلص من عوامل الإلتهاب بالمنطقة المصابة وخروجها إلى الدورة الدموية كما يشعر المريض بتأثيره الملطف.

و بالإضافة إلى ذلك يتيح هذا العلاج زيادة مدى حركة المفصل المصاب.

و يمكن توصيل الحرارة للأنسجة السطحية بإستخدام  القرب الساخنة(Hot Packs)  و حمام الماء الدافئ(Hot Bath) و الكمادات الدافئة الكهربائية(Electric Pads)  و الكيميائية(Thermal Packs)  و حمامات شمع البرافين(Paraffin Wax) .

و تتميز كل هذه الطرق بإمكانية إستخدام المريض لها داخل المنزل عند الحاجة.

كما يمكن الإستعانة بجهاز الأشعة تحت الحمراء(Infra-red Waves) فى المراكز المتخصصة.

أما فى حالة الحاجة لتوصيل الحرارة للأنسجة العميقة كالعضلات و المفاصل فإنه يتم الإستعانة بالموجات فوق الصوتية(Ultrasonic Waves)  و لكن هذا النوع من العلاج لابد من تلقيه فى مراكز متخصصة.

و يحذر إستخدام العلاج بالحرارة فى الحالات التى تعانى من ضعف الإحساس أو الدورة الدموية بالمنطقة المصابة حيث أنه فى هذه الحالات قد يتضرر المريض ضررا شديدا بالحرق أو موت الأنسجة التي تتعرض للموجات.

حيث أن شعور المريض بالألم يمنع من الإستخدام المفرط للموجات.

العلاج بالبرودة(Cold Therapy) :

يساعد العلاج بالبرودة على تحسين تقلص العضلات و تقليل الإلتهاب فى بداية حدوثه بإحداث إنقباض بالأوعية الدموية. و عادة ما يستخدم هذا النوع من العلاج بعد الإصابات الميكانيكية.

و يمكن الإستعانة بقرب الماء المثلج  (Ice Packs)و القرب الباردة الكيميائية(Chemical Packs)  أو بإستخدام قرب الجل(Gel Packs)  أو الرذاذ البارد (Cooling Spray) أو بوضع الثلج مباشرة على المنطقة المصابة مع التدليك(Ice Massage) .

و تتميز كل هذه الطرق بإمكانية إستخدام المريض لها داخل المنزل عند الحاجة.

العلاج بالنبضات الكهربائية (Electrical Stimulation):
• • إستثارة الأعصاب عن طريق الجلد (Transcutaneous Nerve Stimulation):قد يستعان بإستثارة الأعصاب عن طريق الجلد (Transcutaneous Nerve Stimulation) فى علاج المرضى الذين يعانون ألم مزمن كما فى حالات خشونة الفقرات و الركبة. و يتلقى المريض هذا النوع من العلاج فى مراكز متخصصة و يمكن التحكم فى قوة و مدة النبضات حسب إستجابة المريض للعلاج.
• •إستثارة العضلة كهربائيا (Electric Galvanic Current): أما فى المرضى الذين يعانون من إضطراب بالأعصاب مع ضعف بالعضلات فقد يستعين الطبيب بإستثارة العضلة كهربائيا (Galvanic Current)  للحفاظ على العضلة من الضمور و التليف لحين عودة العصب إلى أداء وظيفته كما فى حالات متلازمة النفق الرسغى (Carpal Tunnel Syndrome).
• •إستثارة العضلة كهربائيا (Electric Faradic Current): فى حالات إرتشاح مفصل الركبة قد يساعد إستثارة العضلة الرباعية(Faradic current)  على تقليل الإرتشاح و الحفاظ على العضلة التى تتعرض للضمور بسبب الألم و قلة الإستخدام.

♦ العلاج بالتدليك (Massage therapy): يساعد التدليك على تقليل تقلص العضلات و بالتالى تحسين الألم و كذلك يفيد هذا النوع من العلاج فى الإقلال من حدوث الجلطات الوريدية بالساقين و قرح الفراش فى المرضى الملتصقين بالفراش أو الكراسى المتحركة. و يمكن ممارسته بالإستعانه ببعض الدهانات المسكنة للألم و الباسطة للعضلات. و يمكن للمريض الإستعانة بشخص متمرس لممارسة هذا النوع من العلاج فى منزله.

♦ العلاج المائى (Hydrotherapy): يساعد العلاج المائى و الذى يشمل أداء التمارين العلاجية داخل المياه على تخفيف الألم و تهدئة الجسم و الأعصاب و لكن أهميته الكبرى تكمن في قدرة المريض على أداء تمارين تحريك المفاصل و تقوية العضلات و التى لا يمكن للمريض اداؤها خارج الماء  لضعف العضلات الشديد. لذلك فهى ذات أهمية فى المرضى الذين يعانون من إعتلال بالعضلات أو الجهاز العصبى.

♦ العلاج بالشد (Traction Therapy): قد يفيد هذا العلاج بعض المرضى الذين يعانون من الإنزلاق القرص الغضروفى (Disc Prolapse) و لكن يوجد العديد من الإحتياطات و الموانع لهذا النوع من العلاج و لابد من أدائه بواسطة شخص خبير بهذا النوع من العلاج حتى لا يلحق ضرر بالغ بالمريض عند ممارسته بطريقه خاطئة.

وسائل السير المساعدة(Walking Aids):
فى هؤلاء المرضى الذين يعانون من صعوبة بالسير سواء بسبب الألم أو ضعف الحركة عادة ما يفيدهم إستخدام وسائل مساعدة مثل العصى(Cane)  و المشايات (Walkers)و العكاكيز(Crutches) . و فى حالة إستخدام العصى لابد من ضبط طولها مع طول المريض و لابد أن تكون خفيفة الوزن و ذات طرف واسع مطاطى ليساعد على ثبات العصى على الأرض وألا تنزلق و فى المرضى الذين يعانون من عدم الثبات يمكن إستخدام عصى ذات طرف رباعى (Quad Cane).  و يفضل الإستعانة  بالعصى عن طريق مسكها على الناحية السليمة من الجسم. و فى حالة وجود صعوبة بإمساك العصى كما فى حالات الروماتويد المفصلى يمكن تعديل العصى بحيث يرقد ذراع المريض فى مجرى بالعصى ليتم التحميل عليه بدلا من اليد.
أما فى الحالات الشديدة و فى الحالات التى يجب على المريض عدم تحميل أية وزن على الطرف المصاب كما فى حالات تنخر العظم اللاوعائى (Avascular Necrosis) فإنه عادة ما تستخدم العكاكيز. و يوجد من العكاكيز نوعان نوع يصل إلى الكوع  (Elbow Crutch) و نوع يصل إلى الإبط (Axillary Crutch)  و فى الأخير لابد من تدريب المريض على عدم التحميل على الإبط و إنما على جانب الصدر حتى لا يؤدي إلى تلف بالأعصاب التي في الإبط عن طريق التحميل المفرط عليه.
فى الحالات التى تحتاج لمزيد من الثبات و كبار السن فإنه عادة ما تستخدم المشايات و يجب أن تكون خفيفة الوزن لسهولة حملها. و يمكن تثبيت عجل أو كرسى بها لراحة المريض.
فى المرضى الذين يصعب عليهم التنقل بأى من هذه الوسائل تساعد الكراسى المتحركة  (Wheel Chair) على تنقلهم. فى المرضى الذين لا يعانون من مشاكل بالأطراف العليا يساعدهم إستخدام الكراسى المتحركة اليدوية (Manual Wheel Chair) حيث تستخدم الأطراف العليا لدفع المقعد إلى الأمام أما فى الحالات التى تعانى من مشاكل بالأطراف العليا يساعدهم  إستخدام الكراسى المتحركة الكهربائية (Electrical Wheel Chair) حيث يتم التحكم به كهربائيا.
و فى أى من تلك الأحوال يقوم أخصائى العلاج الطبيعى بتدريب المريض على التنقل بإستخدام هذه الوسائل.

الأدوات المساعدة (Upper & Lower Extremities Aids):
 يوجد العديد من الأدوات التى تساعد المرضى الذين يعانون من مشاكل بالأطراف العليا على أداء أعماله الحياتيه اليومية. فمثلا توجد أيادى طويلة تساعد على إمساك و إلتقاط الأشياء و رفع الأشياء من على الأرض و كذلك الإمساك بفرشاة الشعر و الأسنان و إرتداء و خلع الجوارب كذلك فك و ربط الأزرة و السحابات (السوستة) إلى غير ذلك. و فى الأعمال التى تحتاج إلى إستخدام القوة كما فى قطع الأطعمة,  توجد سكاكين تعمل كهربائيا لمساعدة المريض على قطع الأشياء بسهولة.   و يقوم أخصائى التأهيل المهنى (Occupational Therapist) بتدريب المريض على إستخدام هذه الوسائل.
و يجب تهيئة منزل المريض ليتناسب وحالته. فمثلا يجب إعادة توزيع الأثاث لإتاحة مكان للكرسى المتحرك و كذلك يجب توسيع الأبواب. و يمكن تقليل إرتفاع السلالم و إستخدام درابزين لتدعيم ثبات المريض أثناء صعود الدرج. كما يمكن رفع قاعدة المرحاض لأعلى لتسهيل الجلوس و القيام. كما يمكن تثبيت أيدى فى حوض الإستحمام ليتعلق بها المريض عند شعوره بعدم الثبات.و يجب تجنب وضع الأسلاك و الأشياء على الأرض و التى قد يتعثر بها المريض.

إرتداء الدعامات (Braces)  و الجبائر (Splints) و الأجهزة التقويمية(Orthotics):
تساعد إرتداء الدعامات و الجبائر المرضى الذين يعانون من ألم أو تورم أو تشوه أو عدم ثبات بالمفاصل سواء بالأطراف العليا أو السفلى. و يجب ملاحظة أنه يتوجب عدم إرتداء هذه الجبائر طوال اليوم حتى لا يحدث ضمور و ضعف بالعضلات. و فى حالات تشوة المفاصل الشديد يمكن عمل جبائر خاصة مفصلة حسب حالة المريض علاوة على وجود جبائر جاهزة الصنع للحالات البسيطة.

الأحذية الطبية:
تساعد الأحذية الطبية المرضى الذين يعانون من ألم أو تشوه بمفاصل القدم. و يحرص فى هذه الحالات على أن يكون الحذاء مصنوع من جلد لين مع إتساعه من الأمام ليستوعب أصابع القدم دون إحتكاك. و يمكن الإستعانة بنعل داخلى أو خارجى للحذاء إذا أستدعى الأمر. كما يمكن تصنيع حذاء خصيصا للمريض يتناسب مع حالة قدمه إذا لزم الأمر.

التأهيل المهنى (Vocational Therapy):
 يهدف التأهيل المهنى إلى تأهيل المريض لرجوعه إلى وظيفته القديمة و فى الحالات التى يتعذر فيها ذلك يتم تأهيل المريض لممارسة عمل جديد بما يتناسب و إمكانياته الحالية.
و فى النهاية لابد من التأكيد على أهمية أداء المريض لبرنامج التأهيل دون شعوره بألم حيث أن الألم يعنى تأذى الأنسجة بالإضافة أن الألم سيدفع المريض لعدم إلتزامه ببرنامج التأهيل. و فى بعض الحالات قد يستعان بالمسكنات كالبنادول (Pandol) و مضادات الإلتهاب الغير إستيرويدية(NSAIDs) لتسكين الألم قبل أداء التمارين العلاجية و غيرها.