توجد العديد من الأسباب المسؤولة عن الشّعور بالضّيق أو الألم بعد الأكل، فإن ظهر هذا الألم بعد تناول الطّعام واختفى بعد ذلك فيكون الطّعام عادةً هو السّبب.
وإن ظهرت لدى الشّخص أعراض أخرى واستمرّ الشّعور بالضّيق رغم تغيير الحمية الغذائيّة، فربما يكون السّبب مشكلةً صحيّةً.
ويمكن الحدّ من ألم المعدة بالطّعام المتوازن والحمية الصّحيّة التي تشمل الفواكه والخضار الطّازجة. كما قد يساعد الحدّ من تناول الأطعمة الحرّيفة والتّخفيف من المشروبات المحلاة والكافيين.
وفي هذه المقالة سنذكر وبالتّفصيل إحدى وعشرين سبباً طبيّاً وغذائيّاً لألم المعدة والشّعور بالضّيق بعد الأكل.
الطّعام
صدق القائل أنّ المعدة هي بيت الدّاء.
1-التّسمّم الغذائي:
يعتبر ألم المعدة أحد أعراض التّسمّم الغذائي إضافةً لأعراض أخرى وهي:
- القيء.
- الإسهال.
- الخمول.
- ارتفاع الحرارة.
وتظهر هذه الأعراض بعد بضع ساعاتٍ من تناول الطّعام، أو قد لا تبدأ بالظّهور إلا بعد مرور أيامٍ أو حتى أسابيع. وعادةً ما يستمرّ التّسمّم بضع أيّامٍ ويعالج منزليّاً بالرّاحة وشرب السّوائل.
2-الأطعمة الحامضيّة
هي الأطعمة التي تهيّج المعدة ومن ضمنها عصائر الفواكه والطّماطم والجبن المعالج. ومن المحتمل أن يساعد استبدال عصير الفواكه بالشّاي أو الماء على التّخفيف من حدّة ألم المعدة.
3-احتباس الغازات
قد يسبّب احتباس الغازات في الطّريق الهضمي الشّعور بالضّيق؛ كما قد تحسّ المعدة بالتّمدد والضيق أو الألم الحاد. وتعتبر المشروبات المحلاة وبعض الأطعمة مسؤولةً عن التّطبّل والغازات ومنها: البصل والفاصولياء والملفوف والبروكلي.
كما قد يتسبّب مضغ العلكة أو السّكاكر أو الطّعام والفم مفتوحٌ في ابتلاع الهواء الذي يؤدّي لتشكّل الغازات.
4-الأطعمة الحرّيفة
وهي الحاوية على الفليفلة الحارّة لاحتوائها مادّة الكابسايسين capsaicin الكيميائيّة التي تسبّب الإحساس بالحرارة أو الحرقة؛ كما قد تهيّج الأجزاء الحسّاسة من الجسم ومن ضمنها المعدة.
5-عسر الهضم
قد يعاني الشّخص من عسر الهضم بعد الطّعام أو الشّراب؛ كما قد يشعر بألم المعدة أو التّطبّل أو الغثيان. وتحتوي المعدة على حمضٍ يفكّك الطّعام، لكنّه قد يهيّج جدار المعدة ويسبّب عسر الهضم. وتزيد الأطعمة الدّسمة والكافيين والمشروبات المحلاة والكحول الحالة سوءاً.
وأحياناً تساعد مضادات الحموضة التي تؤخذ دون وصفةٍ طبيّةٍ على علاج هذه الحالة في حال لم يفد الامتناع عن بعض الأطعمةٍ أو المشروبات.
6-الكافيين
الكافيين منبّهٌ موجودٌ في القهوة والشّاي يهيّج المعدة ويسبّب الضّيق لبعض الأشخاص. توجد بدائل لهذه المشروبات ومنها الشّاي والقهوة منزوعة الكافيين؛ كما قد يكون شاي الفواكه أو الماء السّاخن الحاوي على شريحةٍ من الليمون خياراً صحيّاً يساعد على الإبقاء على تروية الجسم خلال اليوم.
7-الكحول
تسبّب المشروبات الكحوليّة التّطبّل خصوصاً إن كان غازياً كمشروب البيرة أو النّبيذ الفوّار، وكما يزيد حرقة المعدة سوءاً.
يمكن للشّخص الاستفادة صحيّاً عند التّقليل من كميّة الكحول. كما يمكن استبدال الكحول بالمشروبات الغازيّة أو الماء أو شرب البيرة والنّبيذ الخالي من الكحول.
8-حساسيّة أو عدم تحمّل للطّعام
تتشكّل لدى البعض ردّات فعل تحسّسيّة تجاه أنواع معيّنةٍ من الأطعمة التي تهيّج المعدة وتسبّب لها الألم. ويعدّ عدم التّحمل نوعاً معتدلاً من الحساسيّة؛ إذ تتسبّب بكليهما أنواع مختلفةٌ من المأكولات، وعادةً ما يكون عدم التّحمّل للغلوتين والقمح واللاكتوز.
ومن المستحسن أن يسجّل الشّخص يوميّات حميته لمعرفة ما الذي يسبّب له الحساسيّة. وعليه أن يسجّل في هذه اليوميّات ما استهلكه في كلّ وجبةٍ من طعامٍ أو شرابٍ أو وجبات خفيفةٍ، وإرفاقها بملاحظةٍ تذكر متى شعر بألم المعدة. وبذلك يحدّد الأطعمة التي تسبّب له المشاكل الصّحيّة واستبعادها من حميته.
9-الإفراط في تناول الطّعام
يعتبر الإفراط في الطّعام أمراً مضرّاً بالصّحة، وقد يكون الشّعور بالضّيق بعد الأكل علامةً على أنّ الشّخص قد أفرط في تناول الطّعام. وبالإمكان معرفة كميّة الحصص الغذائيّة المناسبة من خلال الاطلاع على الدّوريات الطّبية.
المشاكل الصّحيّة
وهذه مجوعةٌ بالمشاكل الصّحيّة التي قد تسبّب ألم المعدة بعد تناول الطّعام.
10-التهاب المعدة Gastritis
والذي يسبّب التهاب جدار المعدة والألم والغثيان والقياء وسوء الهضم. ويمكن معالجة الحالات المعتدلة من هذا المرض منزليّاً بالأدوية وتغيير الحمية الغذائيّة. كما قد يساعد الامتناع عن الأطعمة الحامضيّة وتصغير حجم الوجبة خلال اليوم.
11-داء الأمعاء الالتهابي (IBD- Inflammatory bowel diseas)
ويسبّب هذا المرض التهاب الأحشاء، وكما يسبّب العديد من الأعراض ومنها ألم المعدة. وهو مرضٌ طويل الأمد يتطلّب العلاج الدّوائي وتغيير العادات.
12-قرحة المعدة Stomach ulcer
وهي قرحٌ يصيب جدار المعدة ويسبّب ألم حرقةٍ في منتصف المعدة؛ وهو غالباً ما يحدث نتيجة التهابٍ، كما قد يكون نتيجة تناول أدويةٍ كالأسبرين على فترةٍ طويلةٍ. ويتمّ العلاج بالأدوية المضادة للحموضة، والتي قد تترافق مع المضادات الحيويّة.
13-متلازمة الأمعاء الهيوجة (Irritable bowel syndrome IBS)
وهي حالةٌ تصيب الجهاز الهضمي مسبّبةً الإمساك والإسهال بالإضافة للمغص والتّطبّل. وتستمر أعراضها من أيّام على أشهر، وليس بالضّرورة أن تحدث بعد الأكل.
لا يوجد علاجٌ لهذا المرض، لكن قد يكون تغيير نمط الحياة مفيداً، ويتضمّن ذلك:
- تناول الطّعام ببطء.
- الابتعاد عن الأطعمة الدّسمة والمعالجة.
- ممارسة الكثير من التّمارين الرّياضيّة.
- الامتناع عن الكحول والمشروبات المحلاة.
- تناول الوجبات بانتظامٍ وعدم تفويت أيّ وجبةٍ.
14-الحصاة الصّفراويّة
وهي قطعٌ من مواد صلبةٍ تتشكّل في المرارة. وتسبّب في حال إغلاقها لقناة الصّفراء ألماً حادّاً ومفاجئاً.
ويكون العلاج دوائيّاً أو جراحيّاً وذلك بناءً على شدّة الحالة.
15-حرقة المعدة
ويعرف باسم الارتداد المعدي المريئيreflux (GER) gastroesophageal أو الارتجاع الحمضي أو القلس.
ويحدث نتيجة صعود الحمض من المعدة إلى داخل البلعوم. ويحدث شعوراً بالحرقة في الصّدر والحلق وأحياناً شعوراً بحرقةٍ في المعدة.
ويساعد الحدّ من الكحول والمأكولات الحرّيفة وفقدان الوزن على السّيطرة على حرقة المعدة.
16-فرط نشاط الغدّة الدّرقيّة
تفرز الغدّة الدّرقيّة هرمونات تعطي أوامر للجسم حول إنجاز مهامه، ويسبّب فرط نشاطها مشاكل صحيّةً تؤثّر على العظام والعضلات والقلب.
وقد يكون ألم المعدة أو الإسهال إحدى أعراضها، وتشمل أعراضها الأخرى مشاكل في النّوم وفقدان الوزن وتسارع ضربات القلب.
17-الدّاء الزلاقي
وهي مشكلةٌ صحيّةٌ تصيب الجهاز الهضمي، وتسبّبها الحساسيّة تجاه الغلوتين الموجود في الشّعير والقمح وغيرها. وتشمل الأعراض ألماً في المعدة وإمساكاً وإسهالاً وتطبّلاً. ومن المحتمل أن تتوقّف هذه المشكلة عند استبعاد الغلوتين من حميتنا الغذائيّة.
مشاكل أخرى
توجد العديد من العادات والمشاكل الصّحيّة التي تكون سبباً لألم المعدة بعد تناول الطّعام ومنها:
18-الكرب
يؤدّي الكرب إلى الشدّ العضلي الذي يولّد شعوراً بالضّيق في المعدة. وقد يساعد أخذ بضع أنفاس عميقةٍ قبل الأكل لاسترخاء العضلات، وكما يساعد تناول الطّعام بهدوء على تحاشي ألم المعدة.
19-البدانة
تعرّض البدّانة الشّخص للإصابة بحرقة المعدة والقرحة المعديّة، وتساعد خسارة الوزن الزّائد على تحاشي الشّعور بألم المعدة بعد تناول الطّعام.
20-الإمساك
يسبّب الإمساك توقّف حركة الأمعاء أو تشكّل فضلات قاسيةٍ وصعبة المرور، كما يسبّب ألماً في المعدة وتطبّلاً.
يمكن معالجة الإمساك باتبّاع حميةٍ غذائيّةٍ غنيّةٍ بالألياف وشرب الكثير من السّوائل.
21-أدوية الضّغط
تسبّب الأدوية المعالجة لضغط الدّم أعراضاً جانبيّةً منها الإمساك وألم المعدة. وتجب استشارة الّطبيب لوصف بدائل دوائيّةٍ.
متى تجب استشارة الطّبيب
تجب استشارة الطّبيب في حال واجه المريض الأعراض الآنفة الذّكر، أو إن استمرّ ألم المعدة بعد تناول الطّعام مدّةً طويلةً أو لم يلحظ المريض فائدةً بعد تغيير العادات أو الحمية الغذائيّة.